موسوعة التاریخ الإسلامی جلد 2

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

موسوعة التاریخ الإسلامی - جلد 2

محمد هادی الیوسفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید




فـي هذا القول من دون ان يسموا احدا منهم ,ولا اظنه الا مجاراة لعطف الاية النصارى على اليهود
بينما يكفي لعطف النصارى في الاية ان يكونوا يقولون بمثل ما قال اليهود , ولا ضرورة لوقوع القول
هذا منهم مع اليهود واضافهم الطبرسي الى نجران , ولم يعهد ورود منهم الى المدينة للمناقشة سوى
المبـاهلة وهي متاخرة عن اوائل الهجرة بغير قليل .


واضـاف الـطـوسـي فـي «التبيان » عن ابن عباس لمناسبة تسمية الانبيا قال :ان نفرا من اليهود
(ولعلهم الذين سمـاهم الطبرسي ) اتوا رسول اللّه فسالوه عمن يؤمن به من الرسل فقال : اؤمن باللّه
ومـا انــزل الـيـنا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط , وما اوتي موسى
وعـيـسـى فـلـمـا ذكـرعـيسى قالوا : لا نؤمن بعيسى , ولا نؤمن بمن آمن به الايات «201» .


ولعل ابن صوريا هنا قال كلمته تلك , فالظاهر اتحاد القصتين لا تعددهما.


..


اهم حوادث .


السنة الثانية للهجرة .

السنة الثانية
للهجرة


اولى الغزوات غزوة الابوا «202» :.


لا تـخـتـلـف رواية الواقدي ومن قبله رواية ابن اسحاق في ان غزوة الابواهي اول غزوة غزاها
رسـول اللّه (ص ) بنفسه , الا ان ابن اسحاق قـال : قدم رسول اللّه المدينة لاثنتي عشرة ليلة مضت
مـن شـهـر ربـيـع الاول فاقام بها بقية شهر ربيع الاول وشهر ربيع الاخر , والجماديين , ورجبا
وشعبان , وشهر رمضان ,وشوالا , وذا القعدة وذا الحجة والمحرم .


ثـم خـرج غـازيـا في صفر على راس اثني عشـر شهرا من مقدمه المدينة ,حتى بلغ ودان ـ وهي
غزوة الابوا ـ يريد قريشا «203» .


وقال الواقدي : ثم غزا رسول اللّه في صفر على راس احد عشرشهرا «204» حتى بلغ الابوا ,
يعترض لعير قريش , فلم يلق كيدا (ولم يذكرودان ) «205» .


ولاقى بني ضمرة من كنانة , فوادعه سيدهم مخشى بن عمرو الضمري «206» فكاتبهم على ان
لا يـعينوا عليه احدا ولا يكثروا عليه (فكان ثاني عهد بعد عهداليهود) ثم رجع , فكانت غيبته عن
المدينة خمس عشرة ليلة «207» وكان معه في هذه الغزوة علي (ع ) «208» فلعله هو الذي
كتب كتاب العهد.


فاقام في المدينة بقية صفر وصدرا من شهر ربيع الاول «209» .


زواج علي بالزهرا (ع ) ( العقد ) :.


زواج علي بالزهرا (ع ) ( العقد
) :



واخـتـلـفـوا في زواج الزهرا بعلي (ع ) , واقدم مؤرخ تقدم في زواجها بتاريخ اسبق من غيره هو الـيـعـقـوبي قال : زوجها رسول اللّه من علي بعد قدومه بشهرين ,وقد كان جماعة من المهاجرين
خطبوها الى رسول اللّه , فلما زوجها عليا قالوا في ذلك , فقال رسول اللّه : ما انا زوجته ولكن اللّه
زوجه «210» .


وروى الـكـلـيني في «روضة الكافي » بسنده عن سعيد بن المسيب في حديث الهجرة قال سعيد :
فـقـلـت لعلي بن الحسين : فمتى زوج رسول اللّه فاطمة من علي (ع ) ؟ قال : بالمدينة بعد الهجرة
بسنة , وكان لها يومئذ تسع سنين «211» .


وينسجم هذا مع ما رواه الطبري عن الواقدي بسنده عن ابي جعفرالباقر (ع ) قال : تزوج علي بن
ابي طالب (ع ) فاطمة لليال بقين من شهر صفر من السنة الثانية «212» .


واكـمـلـه فـي مـوضع آخر وبنفس السند قال : وبنى بفاطمة (ع ) في ذي الحجة على راس اثنين
وعشرين شهرا «213» .


وبنفس السند والنص (الا : لليال بقين من ) رواه الدولابي فى «الذرية الطاهرة » عن الصادق (ع )
«214» .


وبـمـعـنـاه قـال المسعودي : كان تزويج فاطمة بعلي (ع ) بعد سنة مضت من الهجرة وقيل اقل من
ذلـك «215» ثـم عين الاقل فقال : وفي شهر صفر من السنة الثانية تزوج امير المؤمنين علي بن
ابي طالب بفاطمة «216» وفي آخر هذه السنة ـ سنة اثنتين من الهجرة ـ كان دخول علي بن ابي
طالب بفاطمة «217» ثم عين الشهرفقال : في شهر ذي الحجة بنى على بفاطمة (ع ) «218»
من دون ان يسند ذلك الى قول الصادق او الباقر (ع ).


وبمعناه الاصفهاني في «مقاتل الطالبيين » عن الواقدي بسنده عن الباقر (ع ) قال : كان تزويج علي
بـن ابـي طـالـب بـفـاطمة في صفر بعد مقدم رسول اللّه المدينة , وبنى بها بعد رجوعه من غزوة
بدر «219» وهذا صريح في امر شهر صفرانه الاول بعد الهجرة .


ويـلاحظ ان الاصبهاني يطابق الطبري في الاسناد عن الواقدي الى الباقر (ع ) بواسطتين هما : ابو
بـكـر بـن عـبد اللّه بن ابي سبرة , عن اسحاق بن عبد اللّه بن ابي فروة , فالطبري يقول : عن ابي
جعفر ويكمل الاصبهاني : عن ابي جعفر محمد بن علي .


وينفرد عنهما الدولابي بنفس سند الواقدي الا انه عن : جعفر بن محمد وتتفق الروايات الثلاثة في
تـاريـخ الـزواج فـي شـهر صفر بعد الهجرة , وينفرد الطبري بقوله : لليال بقين من صفر بقوله :
«وبنى بها في ذي الحجة على راس اثنين وعشرين شهرا» اي بعد قدومه من بدر بشهرين .


ويتوجه هذا ان يكون هو الصحيح من عبارة اليعقوبي «بعد قدومه بشهرين » فلعله سقط منه «من
بدر» «220» .


اذن , فالراجح ان نبني في تاريخ الزواج على تحديد الطبري : لليال بقين من صفر وفي تاريخ الزفاف
على تحديد الدولابي , باضافة تحديد اليوم من «مصباح المتهجد» قال : في اول يوم من ذي الحجة
زوج رسول اللّه فاطمة من اميرالمؤمنين (ع ) «221» .


وعـليه فالفاصل الزمني بين الامرين كان عشرة اشهر تقريبا , ولعل الاسراع بالعقد عليها كان ليقول
الـرسول كلمة الفصل في الاجابة على الخطوبات الملحة لها , وعدم الاسراع في زفافها كان نظرا
لـصـغـرهـا ريـثمـا تتعدى طور الصباوتكبر عنه شيئا ما فتبلغ مبالغ النسا جسدا , وان كانت هي
سـيـدتـهـن عقلا ونبلا ,وحكمة ودراية بالامور , بل هي معصومة عن الرجس والشرور , وعن
التقصيروالقصور.


واذا كـان الـتـاريـخ قـد ذكر مكث علي (ع ) بمكة لادا الامانات لدى رسول اللّه الى اهلها ثم حمل
الفواطم الى المدينة , فانا لا نجد فيه عن منزل هؤلا الفواطم شيئا يذكر , فهل نزلن او بعضهن ولا
سيما فاطمة ابنة الرسول ثم اختها ام كلثوم على ابيهما في منزل ابي ايوب ؟ ام ماذا ؟.


وروى الـطـبرسي في «اعلام الورى » عن علي بن ابراهيم القمي قال : وكـان رسول اللّه حيث
بنى منازله كانت فاطمة (ع ) عنده , فخطبها ابو بكر , فقال له رسول اللّه : انتظر امر اللّه عزوجل
, ثـم خطبها عمر فقال له مثل ذلك فقالوالعلي : لم لا تخطب فاطمة ؟ قال : واللّه ما عندي شي فقيل
له : ان رسول اللّه لا يسالك شيئا.


فجا الى رسول اللّه فاستحيا ان يساله , فرجع .


ثم جاه في اليوم الثاني فاستحيا , فرجع .


ثـم جـاه في اليوم الثالث فقال له رسول اللّه : يا علي , الك حاجة ؟ قال :نعم يا رسول اللّه قال : لعلك
جئت خاطبا ؟.


قال : نعم , يا رسول اللّه .


قال : فهل عندك شي يا علي ؟.


قال : ما عندي شي ـ يا رسول اللّه ـ الا درعي «222» .


فزوجه رسول اللّه على اثنتي عشـرة اوقية ونش «223» ودفع اليه درعه «224» .


وهـذا الـخـبر اذا كان مرفوعا ثم لم يسم القائل لعلي (ع ) : لم لا تخطب فاطمة ,فان الدولابي في
«الذرية الطاهرة » روى بسنده عن الحارث (الهمداني ) عن علي (ع ) قال : خطب ابو بكر وعمر
الـى رسـول اللّه (ص ) فابى رسول اللّه عليهما فقال عمر : انت لها يا علي فقلت : مـا لي من شي الا
درعي ارهنها «225» .


ولـعـله (ع ) ارهنها وثيقة لاستدانته مبلغ المهر وادى دينه بعد بدر من سهمه من غنائمها , ثم زفت
اليه الزهرا (ع ).


واذا لـم يـكـن فـي خبر القمي : من قال له : ان رسول اللّه لا يسالك شيئا , ومن اين له الدرع ؟ فقد
روى الدولابي ايضا بسنده عن مجاهد عن علي (ع ) قال :قالت لي مولاة لي : ان فاطمة قد خطبت ,
فما يمنعك ان تاتي رسول اللّه فيزوجك (اياها).


فقلت : وعندي شي اتزوج به ؟.


فقالت : انك ان جئت رسول اللّه زوجك .


فواللّه ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول اللّه , وكانت لرسول اللّه جلالة وهيبة , فلما قعدت
بين يديه افحمت فواللّه ما استطعت ان اتكلم .


فقال : ما جا بك ؟ الك حاجة ؟ فسكت فقال : لعلك جئت تخطب فاطمة ؟ فقلت : نعم فقال : فهل عندك
شـي تـستحلها به ؟ فقلت : لا فقال : مافعلت بالدرع التي سلحتكها ؟ فقلت : عندي , ولكنها ـ والذي
نفسي بيده ـلحطمية «226» ما ثمنها الا اربعمئة درهم .


قال : قد زوجتكها (بها) فابعث بها.


فكان ذلك صداق فاطمة «227» .


ولـعـله (ع ) بعث بها فارهنها بمبلغ المهر كما في الخبر السابق ولعل قوله (ص ) : «زو جتكها»
لـيـس ايـجاب العقد من دون مراجعة فاطمة , بل وعدا به , واما مراجعته لابنته فاطمة فقد جا في
خبر آخر رواه الدولابي ايضابسنده عن عطا بن ابي رباح قال : لما خطب علي فاطمة اتـاها رسول
اللّه فقال لها : ان عليا قد ذكرك فسكتت : فخرج فزوجها «228» .


وقـد يـستغرب السامع من خطبة ابي بكر لفاطمة , ويلاحظ ان ذلك كان متزامنا مع بنا النبى (ص )
بعائشة ابنة ابي بكر , فلعل ابا بكر كان يرى ذلك مبررالخطبته ابنة النبى لنفسه .


واذ كـان الـزفاف بعد العقد بعشرة اشهر في اول ذي الحجة من السنة الثانية فنحن نؤجل القول فيه
الى هناك «229» .


غزوة بواط :.


غزوة
بواط :



واقـبلت قافلة تجارة لقريش فيها مئة رجل منهم , وفيهم امية بن خلف ,ومعهم الفان وخمسمئة بعير فغزاهم رسول اللّه في ربيع الاول على راس ثلاثة عشر شهرا , يعترض للقافلة , حتى بلغ بواط من
الـمدينة على ثلاثة برد نحو ناحية ذي خشب (اثني عشر فرسخا ستة وستين كيلومترا) ولم يلق
قتالا فرجع «230» .


وتـتـفـق هـنا روايتا الواقدي وابن اسحاق على ان بد هذه الغزوة كان في ربيع الاول , ثم يقول ابن
اسحاق : ثم رجع الى المدينة فلبث بها بقيـة شهر ربيع الاخر وبعض جمادى الاولى «231» .


غزوة بدر الاولى ( الصغرى ) :.


هذا, وقال الواقدي : اغار كرز بن جابر الفهري (من مشركي قريش )على (مواشي ) لاهل المدينة
كانت ترعى بنواحي الجما (على ستة كيلومرات نحوالجرف ).


فـغـزا في طلبه رسول اللّه في ربيع الاول على راس ثلاثة عشر شهرا «232» حتى بلغ (بئر)
بـدر , ولم يدركه «233» وكان يحمل لواه علي بن ابي طالب (ع ) ,واستخلف على المدينة زيد
بن حارثة «234» بينما يؤرخها ابن اسحاق بقرب العشر من جمادى الاخرة «235» .


غزوة ذي العشيرة :.


غزوة ذي العشيرة
:



قال الواقدي : وجاه الخبر بفصول العير من مكة تريد الشام , قد جمعت قريش لها اموالها فهي في تلك الـعـيـر , فندب اصحابه فخرج في مئة وخمسين اومئتين , يعترض لعير قريش , على راس ستة
عشر شهرا , فسلك على نقب بني دينار الى بيوت السقيا (الى جهة الجحفة ) «236» .


وقـال ابـن اسحاق : فنزل تحت شجرة ببطحا ابن ازهر يقـال لها : ذات الساق , فصلى عندها فهناك
مسجده وصنع له عندها طعام واستقي له من مايقال له المشترب .


ثـم ارتحل رسول اللّه فترك (ارض ) الخلائق على يساره وسلك شعبة عبداللّه , ثم مال الى يساره
حـتـى هـبـط يـلـيل فنزل بمجتمعه , واستقى من بئر بالضبوعة ثم سلك الفرش حتى لقي الطريق
بـصـحـيـرات اليمام , ثم اعتدل به الطريق حتى نزل العشيرة من بطن ينبع فاقام بها جمادى الاولى
ولـيـالي من جمادى الاخرة ولم يلق قتالا ووادع فيها بني مدلج وحلفاهم من بني ضمرة «237»
(فهو ثالث العهود).


علي ابو تراب :.


علي ابو
تراب :



ثم روى بسنده عن عمار بن ياسر قال : كنت انا وعلى بن ابي طالب رفيقين في غزوة العشيرة , فلما نزلها رسول اللّه واقام بها , راينا اناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم وفي نخل فقال لي على بن ابي
طالب : يا ابا اليقظان , هل لك في ان ناتي هؤلا , فننظر كيف يعملون ؟ قلت : ان شئت .


فـجـئنـاهم فنظرنا الى عملهم ساعة , ثم غشينا النوم , فانطلقت انا وعلى حتى اضطجعنا بين صغار
النخيل , في التراب اللين فنمنا فما ايقظنا الا رسول اللّه يحركنا برجله وقد تتربنا من ذلك التراب
اللين الذي نمنا فيه , وقال لعلى : ما لك ياابا تراب ؟لما راى عليه من التراب .


ثم قال لنا : الا احدثكما باشقى الناس رجلين ؟ قلنا : بلى يا رسول اللّه قال : احيمر ثمود الذي عقر
الـناقة والذي يضربك يا علي على هذه ـ ووضع يده على مقدم راسه ـ حتى يبل منها هذه واشار الى
لحيته «238» .


ثم رجع الى المدينة فاقام بها بقية جمادى الاخرة ورجبا وشعبان «239» .


سرية نخلة :.


سرية
نخلة :



روى الواقدي عن عبد اللّه بن جحش قال : حين صلى العشـا رسول اللّه دعاني فقال : واف مع الصبح معك سلاحك ابعثك وجها فوافيت صلاة الصبح وعلى سيفي وقوسي وجعبتي ومعي درقتي فلما صلى
الـنـبـى (ص ) بـالـناس الصبح سبقته الى باب داره , واذا معي نفر من قريش , وانصرف النبى عن
صـلاتـه فوجدني واقفا عند بابه ومعي نفر من قريش , فدخل رسول اللّه , ودعا ابى بن كعب فدخل
عليه , فامـره فكتب صحيفة من اديم خولاني «240» فاعطانيها وقال :استعملتك على هؤلا النفر
(واشار الى النفر من قريش ) فامض حتى اذاسرت ليلتين فانشر كتـابي ثم امض لما فيه .


قلت : يا رسول اللّه , اى ناحية ؟.


فقال : اسلك النجدية تؤم ركية «241» .


قال الواقدي : فانطلق حتى اذا كان ببئر ابن ضميرة نشر الكتاب فقراه فاذا فيه : سر على اسم اللّه
وبـركـاتـه , ولا تكرهن احدا من اصحابك على المسيرمعك , وامض لامري فيمن تبعك حتى تاتي
بطن نخلة , فترصد بها عير قريش «242» وتعلم لنا من اخبارهم «243» .


فـلـمـا قـرا عليهم الكتاب قال لهم : لست مستكرها احـدا منكم , فمن كان يريد الشهادة «244»
فليمض , فاني ماض لامر رسول اللّه , ومن اراد الرجعة , فمن الان .


فقالوا : نحن سامعون مطيعون للّه ولرسوله ولك , فسر على بركة اللّه حيث شئت .


فـسـار حـتـى بـلـغ نخلة , فوجد عيرا لقريش , فيها : عمرو بن الحضرمي ,والحكم بن كيسان
المخزومي ( مولاهم ) وعثمان بن عبد اللّه المخزومي , ونوفل بن عبد اللّه المخزومي «245»
.


قـال ابـن اسحاق : وكان اصحاب عبد اللّه بن جحش من المهاجرين :ابو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ,
وعـكـاشة بن محصن , وعتبة بن غزوان , وسعد بن ابي وقاص , وعامر بن ربيعة , وواقد بن عبد
اللّه , وخالد بن البكير , وسهيل بن بيضا ليس فيهم من الانصار احد.


فمرت بهم عير لقريش تحمل زبيبا وادما وتجارة من تجارة قريش «246» .


وراى واقـد بن عبد اللّه وعكاشة بن محصن ان يغيروا عليهم , فحلق عامرابن ربيعة راس عكاشة
بيده حتى اذا رآهم المشركون يقولون : هؤلا معتمرون ثم اشرف عكاشة عليهم , فظن المشركون
ان هـؤلا مـعـتـمـرون , فـامـنـوا فـي انـفـسهم وقيدوا ركائبهم وسرحوها , وصنعوا لانفسهم
طعاما «247» .


قـال ابـن اسـحاق : وكان ذلك في آخر يوم من رجب , فقال القوم : واللّه لئن تركتم القوم هذه الليلة
لـيـدخلن الحرم فليمتنعن به منكم , ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام «248» وقال قائل
منهم : لا نعلم هذا اليوم الا من الشهر الحرام ولانرى ان تستحلوه لطمع اشفيتم عليه .


وقال قائل : لا يدرى امن الشهر الحرام هذا اليوم ام لا ؟.


وغـلـب عـلـى الامـر الـذين كانوا يريدون عرض الحياة الدنيا «249» فشجعواانفسهم عليهم
واجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم واخذ مامعهم «250» .


فـخـرج واقـد بـن عبد اللّه يقدم القوم قد فوق سهمه فى قوسه وكان لايخطئ , فرمى عمرو بن
الـحـضرمي بسهم فقتله وشد القوم عليهم فهرب نوفل ابن عبد اللّه , واستاسر عثمان بن عبد اللّه
والحكم بن كيسان ( مولاهم ) واستاقواالعير «251» .


واقبل عبد اللّه بالاسيرين والعير , وكان ذلك قبل ان يفرض اللّه الخمس في المغانم , فقال عبد اللّه
لاصـحابه : ان لرسول اللّه مما غنمنا الخمس , فعزل لرسول اللّه خمس العير , وقسم سائرها بين
اصحابه .


فلما قدموا على رسول اللّه المدينة قال : ما امرتكم بقتال في الشهر الحرام .


فـلـما قال رسول اللّه ذلك سقط في ايدي القوم وظنوا انهم قد هلكوا وعنفهم اخوانهم من المسلمين
فيما صنعوا.


ووقـف رسـول اللّه الـعـير والاسيرين وابى ان ياخذ من ذلك شيئا «252» ,حتى رجع من بدر ,
فقسمها مع غنائم اهل بدر.


وفـي شـهـر شـعـبـان مـن هـذه الـسـنـة الـثـانية قال الطبري والمسعودي : فرض صوم شهر
رمضان «253» .


غزوة بدر الكبرى :.


غزوة بدر الكبرى
:



قـال الـقـمـي فـي تـفـسـيـره : كـانـت بــدر عـلـى راس ستة عشر شهرا من مقدم رسول اللّه الـمـدينة «254» وكان سبب ذلك ان عيرا لقريش خرجت الى الشام فيهاخزائنهم «255» (
ورجـعـت ) «256» فـامـر رسول اللّه اصحابه بالخروج اليها لياخذوهاواخبرهم : ان اللّه قد
وعـده احـدى الـطـائفـتـين : اما العير واما قريش ان ظفر بهم فخرج في ثلاثمئة وثلاثة عشر
رجلا «257» .


قـال الـقـمـي : وكان في العير ابو سفيان «258» فلما بلغه ان الرسول (ص ) قد خرج يتعرض
لـلـعـيـر «259» خـاف خـوفـا شـديـدا , فـلـمـا وافـى الـبـهـرة (مـن نـواحـي ـا ل اـقـ
الـمـديـنـة )اكـتـرى ضـمـضـم «260» بـعـشـرة دنانير واعطاه قلوصا وقال له : امض الى
قـريـش واخـبرهم : ان محمدا والصباة من اهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم فادركوا العير
واوصاه : ان يخرم انف ناقته ويقطع اذنها حتى يسيل الدم , ويشق ثوبه من قبل ودبر , فاذا دخل مكة
ولى وجهه الى ذنب البعير وصاح باعلى صوته : يا آل غالب , اللطيمة اللطيمة , العير العير , ادركوا
ادركوا , ومااراكم تدركون , فان محمدا والصباة من اهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم فخرج ضمضم يبادر الى مكة , ووافاها ينادي في الوادي : يا آل غالب , ياآل غالب , اللطيمة اللطيمة
, العير العير , ادركوا ادركوا , ومـا اراكم تدركون ,فان محمدا والصباة من اهل يثرب قد خرجوا
يتعرضون لعيركم التي فيهاخزائنكم فتصايح الناس بمكة وتهياوا للخروج .


وقام سهيل بن عمرو , وصفوان بن امية , وابو البختري بن هشام , ونبيه ومنبه ابنا الحجاج , ونوفل
بـن خـويـلـد , فـقالوا : يا معشر قريش , واللّه ما اصابكم ,مصيبة اعظم من هذه : ان يطمع محمد
والـصـباة من اهل يثرب ان يتعرضوا لعيركم التي فيها خزائنكم ولـهـا فـي هـذه الـعير شي فصاعدا , وانه الذل والصغار ان يطمع محمد في اموالكم ويفرق بينكم
وبين متجركم , فاخرجوا.


واخرج صفوان بن امية خمسمئة دينار وجهز بها.


واخرج سهيل بن عمرو خمسمئة , وما بقي احد من عظما قريش الااخرجوا مالا وحملوا وقووا ,
وخـرجـوا على الصعب والذلول , ما يملكون انفسهم واخرجوا معهم القينات يضربن بالدفوف وهم
يشربون الخمور «261» .


خروج رسول اللّه :.


وخـرج رسـول اللّه في ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا «262» وكان في عسكره فرسان : فرس
لـلزبير بن العوام , وفرس للمقداد بن عمرو , وكـان لهم سبعون جملا «263» يتعاقبون عليها ,
فكان رسول اللّه وعلي بن ابي طالب ومرثد بن ابي مرثدالغنوي يتعاقبون على جمل مرثد «264»
.


افطار الصوم وقصر الصلاة :.


روى الـواقـدي قال : خرج رسول اللّه بمن معه حتى انتهى الى بيوت السقيا ـ وهى متصلة (اليوم )
بالمدينة ـ يوم الاحد لاثنتي عشرة خلت من شهررمضان .


ثم روى عن الاشجعي : ان النبي امر اصحابه ان يستقوا من بئرهم يومئذوشرب منه .


وروى عـن عـمرو بن ابي عمرو : ان النبي كان اول من شرب ذلك اليوم «265» اي نهار اليوم
الاول مـن سـفـره في شهر رمضان بعد فرض الصيام فيه وبعد يوم اويومين ـ قال الواقدي ـ نادى
مـنـاديـه : يا معشر العصاة اني مفطر فافطروا يفعلوا «266» .


هذا ما ذكره الواقدي في افطار الصوم , ولا نجد فيه ولا في غيره عن قصرالصلاة شيئا , الا ا ننا
نجد في آخر اخبار بدر وما بعدها امرين يدلا ن على ان اضافة ركعتي السنة الواجبة على الفريضة
الاولى كان قبل بدر :.


الاول : ان مـن شهدا بدر : عمير بن عبد عمرو ذو اليدين او ذو الشمالين ,من حلفا بني زهرة , من
المهاجرين «267» .


وقـد روى الـمـشـايـخ فـي الكتب الاربعة عدة اخبار باسانيد صحاح عن : ابي بصير , وابي بكر
الـحضرمي , وابي سعيد القماط , وجميل بن دراج , والحارث بن المغيرة النضري , وزيد الشحام ,
وسعيد الاعرج , وسماعة بن مهران , وغيرهم :ان رسول اللّه صلى بالناس الظهر ركعتين , فقال له
ذو الشمالين : يا رسول اللّه ,ا نزل في الصلاة شي ؟ فقال : وما ذاك ؟ قال : انما صليت ركعتين فقال
رسول اللّه لاصحابه : اتقولون مثل قوله ؟ قالوا : نعم فقام فاتم بهم الصلاة او : فاتم ما بقي من صلاته
او : فبنى على صلاته فاتم الصلاة اربعا «268» .


وهذا يدل على ان الصلاة كانت قد اتمت اربعا قبل بدر حيث استشهد الرجل .


والامر الثاني : ان تحويل القبلة من القدس الى الكعبة كان بعد بدر , وكانت الصلاة حينئذ تامة اربعا ,
فيعلم ان ذلك كان منذ مدة من قبل بدر , وان لم نجد نصابالتعيين الا اجمالا :.


روى الكليني في «روضة الكافي » بسنده عن سعيد بن المسيب قال : سالت علي بن الحسين (ع ) :
فمتى فرضت الصلاة على المسلمين على ما هم عليه اليوم ؟.


قـال : بالمدينة , حين ظهرت الدعوة وقوي الاسلام , وكتب اللّه عز وجل على المسلمين الجهاد ,
زاد رسـول اللّه (ص ) فـي الـصـلاة سبع ركعات : في الظهرركعتين وفي العصر ركعتين , وفي
المغـرب ركعة , وفي العشا الاخرة ركعتين ,واقرالفجر على ما فرضت «269» .


قـال الـقـمـي في تفسيره فلما كان على ليلة من بدر «270» بعث بسبس بن عمرووعدي بن ابي
الزغبا «271» , يتجسسان خبر العير فاتيا ما بدر , واناخاراحلتيهما , وسمعا جاريتين قد تشبثت
احـداهما بالاخرى تطالبها بدرهم كان لهاعليها , فقالت الاخرى : عير قريش نزلت امس في موضع
كذا وكـذا «272» , وهي تنزل غدا هاهنا وانا اعمل لهم واقضيك .


فرجع (الرجلان ) الى رسول اللّه فاخبراه بما سمعا «273» .


واقـبـل ابو سفيان بالعير , فلما شارف بدرا تقدم العير واقبل وحده حتى انتهى الى ما بدر , وكان بها
رجل من جهينة يقال له : كشد الجهني «274» فقال له : يا كشد , هل لك علم بمحمد واصحابه ؟
قـال : لا قـال : واللات والعزى لئن كتمتنا امر محمد فلا تزال قريش معادية لك آخر الدهر , فانه
ليس احد من قريش الا وله في هذه العير شي فصاعدا , فلا تكتمني .


فـقـال (كشد) : واللّه ما لي علم بمحمد , وما بال محمد واصحابه بالتجار ؟ اليوم راكبين اقبلا واناخا راحلتيهما واستعذبا من الماورجعا , فلا ادري من هما.


فجا ابو سفيان الى مناخ ابلهما ففت ابعار الابل بيده فوجد فيهاالنوى فقال : هذه علايف يثرب عيون محمد ورجـع مـسرعا وامر بالعير فاخذ بها نحو ساحل البحر , وتركوا الطريق ومروا مسرعين ونزل
جبرئيل على رسول اللّه فاخبره : ان العير قد افلتت , وان قريشا قد اقبلت لتمنع عن عيرها وامره
بالقتال , ووعده النصر.


اختبار الانصار :.


اختبار الانصار
:



وكان نازلا ما الصفرا , فاحب ان يبلو الانصار , لانهم انما وعدوه ان ينصروه في الدار.


فـاخـبـرهـم : ان الـعـيـر قد جازت , وان قريشا قد اقبلت لتمنع عن عيرها , وان اللّه قد امرني
بمحاربتهم .


فجزع اصحاب رسول اللّه من ذلك وخافوا خوفا شديدا فقال رسول اللّه : اشيروا علي .


فقام (ابو بكر) فقال : يا رسول اللّه , انها قريش وخيلاها , ما آمنت منذكفرت , ولا ذلت منذ عزت
ولم تخرج (انت ) على هيئة الحرب «275» .


فقال رسول اللّه له : اجلس فجلس فقال : اشيروا علي .


فقام ( عمر بن الخطاب ) فقال مثل مقال الاول .


فقال (ص ) له : اجلس فجلس .


ثم قام المقداد فقال : يا رسول اللّه , انا قد آمنا بك وصدقناك , وشهدنا ان ماجئت به حق من عند اللّه ,
ولـو امرتنا ان نخوض جمر الغضا «276» وشوك الهراش «277» لخضنا معك ولا نقـول لك
مـا قـالـت بنو اسرائيل لموسى : « اذهب انت وربك فقاتلا انا ها هنا قاعدون » «278» ولكنا
نقول : اذهب انت وربك فقاتلا انا معكمامقاتلون .


فجزاه النبي خيرا , فجلس ثم قال : اشيروا علي «279» .


فقام سعد بن معاذ فقال : بابي انت وامي يا رسول اللّه كانك .


اردتنا ؟.


قال : نعم .


قال : فلعلك قد خرجت على امر قد امرت بغيره ؟ قال : نعم .


قال : بابي انت وامي يا رسول اللّه , انا قد آمنا بك وصدقناك , وشهدنا ان ما جئت به حق من عند اللّه
, فـمـرنـا بـما شئت , وخذ من امـوالنا ما شئت واترك منهاما شئت , والذي اخذت منه احب الى من
الـذي تركت منه واللّه لو امرتنا ان نخوض هذا البحر لخضناه معك .


فجزاه خيرا ثم قال سعد :.


بـابي انت وامي واللّه ما خضت هذا الطريق قط , وما لي بـه علم , وقدخلفنا بالمدينة قوما لسنا نحن
بـاشـد جهادا لك منهم , ولو علموا انه الحرب لماتخلفوا ولكن نعد لك الرواحل ونلقى عدونا , فانا
لصبر عنـد اللقا انجاد في الحروب , وانا لنرجو ان يقر اللّه عينك بنا فان يك ما تحب فهو ذلك , وان
يكن غير ذلك قعدت على رواحلك فلحقت بقومنا.


فـقـال رسول اللّه : او يحدث اللّه غير ذلك , كاني بمصرع فلان ها هنا ,وبمصرع فلان ها هنا ,
وبـمـصـرع ابـي جهل , وعتبة بن ربيعة , وشيبة بـن ربيعة , ونبيه ومنبه ابني الحجاج , فان اللّه
وعدني احدى الطائفتين , ولن يخلف اللّه الميعاد.


ثم امر رسول اللّه بالرحيل , فرحلوا حتى نزلوا عشا على ما بدر , وهي العدوة الشامية .


نزول قريش :.


واقبلت قريش فنزلت بالعدوة اليمانية .


وبـعثت عبيدها «280» تستعذب الما فاخذهم اصحاب رسول اللّه «281» وحبسوهم , وقالوا
لـهـم : مـن انـتـم ؟ قـالوا : نحن عبيد قريش قالوا : فاين العير ؟قالوا : لا علم لنا بالعير فاقبلوا
يضربونهم .


وكان رسول اللّه يصلي فانفتل من صلاته فقال :.


ان صدقوكم ضربتموهم وان كذبوكم تركتموهم ؟ يا محمد , نحن عبيد قريش قال : كم القوم ؟ قالوا : لاعلم لنا بعددهم قال : كم ينحرون في كل يوم
جـزورا ؟ قـالوا : تسعة او عشرة فقال : تسعمئة او الف ثم قال : فمن فيهم من بني هاشم ؟ قالوا :
العباس بن عبدالمطلب , ونوفل بن الحارث , وعقيل بن ابي طالب , فامر رسول اللّه بهم فحبسوهم .


وبلغ ذلك قريشا فخافوا خوفا شديدا , فاقبلوا يتحارسون يخافون البيات .


وطلب رسول اللّه عمار بن ياسر وعبد اللّه بن مسعود فقال لهما : ادخلا في القوم واتياني باخبارهم .


فمضيا يجولان في عسكرهم لا يرون الا خائفا ذعرا وسمعوا منبه بن الحجاج يقول :.







  • لا يترك الجوع لنا مبيتا
    لا بد ان نموت او نميتا.



  • لا بد ان نموت او نميتا.
    لا بد ان نموت او نميتا.




فـلما ذكرا لرسول اللّه ذلك قال (ص ) : واللّه كانوا شباعا ولكنهم من الخوف قالوا هذا , والقى اللّه
على قلوبهم الرعب .


ولكن بلغ اصحاب رسول اللّه كثرة قريش ففزعوا فزعا شديدا وبكواواستغاثوا.


فلما امسى رسول اللّه وجنه الليل «282» القى اللّه على اصحابه النعاس حتى ناموا.


وانزل اللّه عليهم السما , وكان على اصحاب رسول اللّه (ص )رذاذ بقدر ما لبد الارض «283»
وكانت قريش في موضع انزل اللّه عليهم السماحتى ثبتت اقدامهم في الارض (وطمست ).


والتقى الجمعان :.


فـلما اصبح رسول اللّه عبا اصحابه بين يديه وقال لهم : غضوا ابصاركم ,ولا تبداوهم بالقتال , ولا
يتكلمن احد «284» .


فـلـما نظرت قريش الى قلة اصحاب رسول اللّه , قال عتبة بن ربيعة لابي جهل : اترى لهم مددا او
كمينا ؟.


فـبـعثوا عمر بن وهب الجمحي لينظر ذلك , وكان فارسا شجاعا , فجال بفرسه حتى طاف معسكر
رسول اللّه فرجع الى قريش وقال لهم :.


«285» اماترونهم خرسا لا
قد حملت الموت الناقع يـتـكـلمون يقتلون حتى يقتلون بعددهم «286» .


حين نظرت الى سيوف يثرب وبعث رسول اللّه الى قريش من يقول لهم عنه : «287» .


يا معشر قريش , ما احد من العرب ابغض الي ممن بدابكم «288» خلوني والعرب , فان اك صادقا
فانتم اعلى بي عينا , وان اك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب امري , فارجعوا.


فقال عتبة : واللّه ما افلح قوم قط ردوا هذا يـا مـعشر قريش الـحـور , فان محمدا له ال وذمة , وهو ابن عمكم فارجعوا ولا تنبذوا رايي وانما تطالبون محمدا
بالعير التي اخذها محمد بنخيلة ودم ابن الحضرمي , وهو حليفي وعلى عقله «289» .


فلما سمع ابو جهل ذلك غاضه وقال :.


ان عـتـبة اطول الناس لسانا وابلغهم في الكلام , ولئن رجعت قريش بقوله ليكونن سيد قريش آخر
الدهر.


ثم قال : يا عتبة «290» وتامر الناس
بالرجوع , وقد راينا ثارنا باعيننا فـنـزل عـتبة عن جمله وحمل على ابي جهل وهو على فرسه فعرقب فرسه واخذ بشعره وقال :
امثلي يجبن ؟ الا انا وانت فـاجـتمع الناس يقولون : يا ابا الوليد حتى خلصوا ابا جهل من يده .


فـذهب ولبس درعه , وطلبوا له بيضة تسع راسه ـ وكان عظيم الهامة ـ فلم يجدوا فاعتم بعمامتين
ثم اخذ سيفه ونظر الى ابنه الوليد فقال : قم يا بني فقام معه فنظر الى اخيه شيبة , فقام معه .


المبارزة الاولى :.


وتقدم عتبة واخوه شيبة وابنه الوليد.


ونادى : يا محمد , اخرج الينا اكفانا من قريش .


فبرز اليه ثلاثة نفر من الانصار من بني عفرا : عوف وعوذومعوذ.


فقال عتبة : من انتم ؟ انتسبوا لنعرفكم .


فقالوا : نحن بنو عفرا انصار اللّه وانصار رسول اللّه .


قالوا : ارجعوا , لسنا اياكم نريد , انما نريد الاكفا من قريش فبعث اليهم رسول اللّه : ان ارجعوا , فرجعوا ووقفوا موقفهم «291» .


ثم نظر رسول اللّه الى عمه عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وكـان له سبعون سنة , فقال له : قم يا
عبيدة ثم نظر الى حمزة بن عبد المطلب فقال : قم يا عم ثم نظر الى امير المؤمنين فقال له : قم يا علي وكان اصغرهم .


ثـم قال لهم : فاطلبوا بحقكم الذي جعله اللّه لكم , قد جات قريش بخيلائهاوفخرها تريد ان تطفئ
نور اللّه .


ثم قال : يا عبيدة عليك بعتبة , وقال لحمزة : عليك بشيبة وقال لعلي :عليك بالوليد بن عتبة .


فمروا حتى انتهوا الى القوم فقال عتبة : من انتم ؟ انتسبوا لنعرفكم .


فقال عبيدة : انا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب .


فقال عتبة : كفو كريم فمن هذان ؟.


قال عبيدة : هما حمزة بن عبد المطلب وعلى بن ابي طالب .


فقال عتبة : كفوان كريمان لعن اللّه من اوقفنا واياكم هذا الموقف .


ووقف حمزة بازا شيبة , فقال له شيبة : من انت ؟.


قال حمزة : انا حمزة بن عبد المطلب اسد اللّه واسد رسوله .


فقال شيبة : لقد لقيت اسد الحلفا «292» , فانظر كيف تكون صولتك يا اسد اللّه .


فحمل عبيدة على عتبة فضربه على راسه ضربة ففلق هامته وضرب عتبة عبيدة على ساقه فقطعها
, وسقطا.


وحمل حمزة على شيبة فتضاربا بالسيف حتى انثلما وكل واحد يتقي بدرقته .


وحـمـل امير المؤمنين (ع ) على الوليد بن عتبة فضربه على عاتقه فاخرج السيف من ابطه , فاخذ
الوليد يمينه المقطوعة بيساره فضرب بها هامة علي (ع ).


ونادى المسلمون : يا علي , اما ترى الكلب قد ابهر (اعجز) عمك ؟ فـحمل علي (ع ) على شيبة وقال لعمه حمزة : يا عم طاطئ راسك فادخل حمزة راسه في صدره ,
فضرب علي على راس شيبة فطير نصف ه ثم جا الى عتبة وفيه رمق فاجهز عليه .


ثم حمل هو وحمزة عبيدة بن الحارث حتى اتيا به رسول اللّه , فنظر اليه رسول اللّه واستعبر فقال
عبيدة : يا رسول اللّه , بابي انت وامي الست شهيدا ؟.


قال رسول اللّه : بلى , انت اول شهيد من اهل بيتي .


قال عبيدة : اما لو كان عمك حيا لعلم ا ني اولى بما قال , منه .


قال رسول اللّه : واي اعمامي تعني ؟.


قال عبيدة : ابا طالب , حيث يقول :.





  • كذبتم ـ وبيت اللّه ـ نبزي محمدا
    ونسلمه , حتى نصرع حوله
    ونذهل عن ابنائنا والحلائل .



  • ولمـا نطاعن دونه ونناضل .
    ونذهل عن ابنائنا والحلائل .
    ونذهل عن ابنائنا والحلائل .




فـقـال رسـول اللّه : اما ترى ابنه كالليث العادي بين يدي اللّه ورسوله , وابنه الاخر في جهاد اللّه
بارض الحبشة ؟.


فقال عبيدة : يا رسول اللّه , اسخطت علي في هذه الحالة ؟ فقال رسول اللّه : ما سخطت عليك «293» .


حامل راية قريش :.


حامل راية
قريش :



وجا ابليس الى قريش في صورة سراقة بن مالك فقال لهم : ادفعواالي رايتكم فدفعوها اليه .


واقبلت قريش يقدمها ابليس في صورة سراقة بن مالك معه الراية .


وقال ابو جهل لقريش : عليكم باهل يثرب فاجزروهم جزرا , وعليكم بقريش فخذوهم اخذا حتى
ندخلهم مكة فنعر فهم ضلالتهم التي كانوا عليها ونظر اليهم رسول اللّه فقال لاصحابه :.


غضوا ابصاركم , وعضوا على النواجذ , ولا ت سلوا سيفا حتى آذن لكم .


ثم رفع يده الى السما وقال :.


يا رب ان تهلك هذه العصابة لا تعبد , وان شئت ان لا تعبد لا تعبد.


ثـم اصابته الغشية ثم سري عنه وهو يسلت العرق عن وجهه ويقول لهم :هذا جبرئيل قد اتاكم في
الف من الملائكة مردفين «294» .


ونظر ابليس الى جبرئيل فتراجع ورمى باللوا فاخذ منبه بن الحجاج بمجامع ثوبه ثم قال له : ويلك يا سراقة تفت في اعضاد الناس فركله ابليس ركلة في صدره وقال : اني ارى ما لا ترون اني اخاف اللّه «295» .


واخـذ رسول اللّه كفا من حصى فرمى به في وجوه قريش وقال : شاهت الوجوه تضرب في وجوه قريش «296» فكانت الهزيمة «297» .


فقال رسول اللّه : اللهم لا يفلتن فرعون هذه الامة : ابو جهل بن هشام .


مقتل ابي جهل :.


والتقى عمرو بن الجموح بابي جهل فضرب عمرو ابا جهل بن هشام على فخذيه , وضرب ابو جهل
عمرا على يده فابانها من العضد , فتعلقت بجلدة ,فاتكا عمرو على يده برجله ثم نزا في السما حتى
انقطعت الجلدة ورمى بيده .


وانتهى عبد اللّه بن مسعود الى ابي جهل وهو يتشحط في دمه فقال له :الحمد للّه الذي اخزاك فـرفـع راسـه فـقال : انما اخزى اللّه عبد ابن ام عبد اللّه , لمن الدين ويلك ؟قال ابن مسعود : للّه
ولرسوله واني قاتلك فـقال ابو جهل : لقد ارتقيت مرتقا صعبا يا رويعي الغنم هذا اليوم فاقتلع ابن مسعود بيضة كانت على راسه فقتله واخذ راسه وجا به الى رسول اللّه .


وقال : يا رسول اللّه البشرى
اسر العباس وعقيل :.


اسر العباس وعقيل
:


واسـر ابو اليسر الانصاري «298» العباس بن عبد المطلب وعقيل بن ابي طالب , وجا بهما الى
رسول اللّه (ص ) فقال له رسول اللّه : هل اعانك عليه احد ؟ قال ابو اليسر : نعم , رجل عليه ثياب
بيض فقال رسول اللّه : ذاك من الملائكة .


ثم قال العباس لرسول اللّه : يا رسول اللّه , قد كنت اسلمت , ولكن القوم استكرهوني .


فقال رسول اللّه : ان يكن ما تذكر حقا فان اللّه يجزيك عليه , فاما ظاهرامرك فقد كنت علينا ثم قال
له : انكم خاصمتم اللّه فخصمكم .


ثـم قـال رسول اللّه لعقيل : يا ابا يزيد , قد قتل اللّه ابا جهل بن هشام , وعتبة ابن ربيعة , وشيبة بن
ربـيـعـة , ونـبـيـه ومـنـبـه ابـنـي الـحـجـاج , ونوفل بن خويلد , وسهيل ابن عمرو , وفلانا
وفلانا «299» .


فقال عقيل : فان كنت قد اثخنت القوم اذا لا تنازع في تهامة , والا فاركب اكتافهم من قوله «300» .


وكان القتلى ( من المشركين ) سبعين «301» قتل منهم علي (ع ) عشرين رجلا «302» .


وكان الاسرى سبعين ـ ولم ياسر علي (ع ) احدا «303» ـ فجمعوهم وقرنوهم بالحبال وجمعوا
الغنائم «304» .


قصة القطيفة الغلول :.


قصة القطيفة الغلول
:



وكان في الغنيمة التي اصابوها يوم بدر قطيفة حمرا ففقدت فقال رجل من اصحاب رسول اللّه : ما لنا لا نرى القطيفة ؟ ما اظن الا ان رسول اللّه اخذها فجا رجل الى رسول اللّه فقال : ان فلانا غل قطيفة فاخباها هنالك .


فامر رسول اللّه بحفر ذلك الموضع , فاخرجت القطيفة «305» .


نزول سورة الانفال :.


نزول سورة الانفال
:





/ 31