شیعة فی ایران دراسة تاریخیة منذالبدایة حتی القرن السابع الهجری نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شیعة فی ایران دراسة تاریخیة منذالبدایة حتی القرن السابع الهجری - نسخه متنی

رسول جعفریان؛ مترجم: علی هاشم الأسدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



و مـن الـجـديـر ذكـره ان الملا محمد طاهر القمي المناهض للصوفية ينكر عد سنائي من شعرا الـصـوفية , كما ينكر تشيعه و من ادلته على ذلك ان احدا من العلما المتقدمين لم ينص على تشيعه و
نـحن قد اشرنا سابقا الى ان عبدالجليل القزويني يراه شيعيا و من الطريف انه نقل اشعارا و حكايات
عـن تـشـيـعـه , ثم انكر نسبة هذه الاشعار اليه لسبب واحد يتلخص في انه لو كان يحمل مثل هذه
الافكار, للقي من السنة اذى كثيرا و مثل بالسؤال الذي وجهه السلطان سنجر اليه اذ ساله قائلا: اي
الـمـذهـبين على حق : مذهب السنة او مذهب الشيعة ؟ فاجاب سنائي بثلاثة ابيات عد فيها المذهب
الشيعي هوالمذهب الحق , فقال : و تعريبها: ان من تدعوه اميرا على علي المرتضى لا يساوي ـ واللّه
ـنـعل قنبر لما كان التاج و العرش لا يليقان بعد السلطان ملكشاه الا بسنجر فكيف يليق المحراب و
المنبر بعد النبي بغير علي و آل علي ((2014)) ؟.


و نقل الابيات الاتية ايضا و تعريبها : قالوا: رحل نبينا عن هذه الدنيا و ورث الخلافة فلانا و فلانا
لـم يـورث مـلك ملكه غريبا قط فاقرا ذلك في تاريخ ملوك العالم و لم يورث مسلم غريبا مع وجود
البنت و الصهر و ابن العم و السبط ((2015)) .


و يتعسر علينا تشخيص مذهب سنائي اذا ما قرانا شعره في حديقة الحقيقة فقدعبر فيه عن نزعته
الى الوحدة , اذ استهله بمدح رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه و آله و سلم , ثم ثنى بابي بكر (ص 226 ـ
233) , و ثـلث بعمر (ص 234 ـ 239), ثم عرج على عثمان (239 ـ 244) ((2016)) , و
خـلـص اخـيرا الى مدح الامام علي ـ عليه السلام (244ـ 262)و تساوي الصفحات المخصوصة
بـبـيـان مـنـاقـب الامـام الـصـفـحات التي تتحدث عن الخلفا الثلاثة و حين فرغ الشاعر من مدح
امـيرالمؤمنين , انتقل الى مدح الامام الحسن ,فالامام الحسين , و اخيرا ابي حنيفة , والشافعي و نلمس
رؤيـة امـامية في كلماته عن الامام و تعريبها: نصب اللّه خليفة المصطفى اميرا يوم الغدير و لاجله
دعـا الـمـصـطـفـى ربـه قـائلا: الـلـهـم وال مـن والاه هو للنبي وصي و صهر, و سرت روح
النبي لجماله ((2017)) .


و يـسجل الشاعر موقفا ضد معاوية , فيقول : و تعريبه : اعلم ان من تدعوه الان معاوية ,هو الان في
الهاوية ((2018)) .


و يـذكر الشاعر حديث الثقلين بافضل وجه و يقول و تعريبها: لما رحل المصطفى عن هذه الدنيا, و
تـاهـب لـلـعـقـبـى قـال له الصحابة قلقين : ماذا خلفت فينا ؟ قال : خلفت فيكم كتاب اللّه و عترتي ,
فارعوهما حق رعايتهما ((2019)) .


و يـمـكن ان نلحظ مرحلة من التطور في الرؤية السنية من خلال هذه الابيات الاخرى التي انشدها
فـي الرد على الروافض ((2020)) تلك الرؤية افضت الى نوع من المذهب السني الامامي في القرن
السابع (لاحظوا البحوث القادمة ).


و تحدثنا في المبحث المتعلق بتاريخ امتداد التشيع في الري عن تشيع هذه الحاضرة مفصلا و ذكرنا
شـاعـرا شـيـعيا في القرن السادس و هو قوامي رازي و من حسن الحظ ان ديوانه موجود اذ طبع
بجهود المرحوم محدث ارموي و استعرضنا في مقال مستقل نزعاته الفكرية بخاصة في مجال دعوته
الى الوحدة بين الشيعة و السنة ((2021)) .


و من الشعرا الفرس في القرن السادس ابو المفاخر رازي و لقبه يشير الى ا نه كان من اهل الري و
قـصـيـدتـه الطويلة في مدح الامام الرضا ـ عليه السلام ـ من القصائد المعروفة في هذا العهد و قد
جـاراه فـيـهـا كثير من الشعرا, و فيهم من شرحها و مطلع هذه القصيدة وتعريبه : احترق الجناح
المرصع للطائر الملون , و ابكى يوسف صاحب القميص اللطيف زليخا ((2022)) .


ثـمـة شروح على هذه القصيدة , منها رسالة حل ما ينحل , و قد طبعت في دفتر دوم ميراث اسلامى
ايران بجهود الاستاذ حسن زاده آملي و تحدثنا في مقدمتها عن شخصيته التاريخية و اهم اثر مفقود
للشاعر ابي المفاخر هو مقتل الحسين و لعل جل ما فيه اشعارفارسية في شرح واقعة كربلا و كان
هـذا الـكتاب عندالملا حسين كاشفي مصنف روضة الشهدا, و قد نقل كثيرا من اشعاره هناك و كان
لهذا العالم الشيعي في القرن السادس الهجري قسط كبير في تدوين المقتل الحسيني باللغة الفارسية
مـن خلال ترجمة اراجيزالزوار الوافدين على كربلا الى اراجيز فارسية و من المناسب ان ننقل
نـموذجا من شعره في مقتل الحسين , و يمكن ان يشكل هذا النموذج مدخلا الى الشعر العام المنظوم
في كربلا و تعريبها: طوبى للحر الحكيم المشهور اذ فدى آل احمد بروحه و نزل من رخش (اسم
حصان رستم ) التكبر و ركب براق الشهادة و نكل بالعدو حبا لبضعة المصطفى ((2023)) .


و تـحدثنا عن هذا الموضوع مفصلا في احدى مقالاتنا التي كتبناها عن الملا حسين كاشفي و كتاب
روضة الشهدا ((2024)) .


التشيع في ايران خلال القرن السابع .


التشيع في ايران خلال القرن
السابع .



تـعـد الاثـار الـفارسية التي صنفها الكتاب الشيعة من المعالم التي تذكر بالتشيع في ايران و تدل هذه الاثار على ان التشيع امتد فيها الى درجة ان آثارا بالفارسية تصنف للشيعة و من هؤلا الكتاب , الحسن
بـن عـلي بن محمد بن علي بن الحسن الطبري صاحب كتاب كامل بهائى و له آثار اخرى في التشيع
ايـضـا و هـو احـد الـمعدودين من فضلا الشيعة في مجمع الاخوة الجوينيين و صنف كتاب مناقب
الـطـاهرين في التولي , و كتاب كامل بهائى في السقيفة في التبري ((2025)) [المقصود تولي اهل
الـبـيت عليهم السلام و البراة من اعدائهم ] و صنف مناقب سنة 673 باسم الخواجه بهاالدين محمد
الـجـويـنـي نـجـل الخواجه شمس الدين الجويني و ليس في ايدينا معلومات دقيقة عن حياته و نقل
الاستاذمايل هروي ا نه كان يقيم في قم قبل عام 672 , ثم توطن اصفهان و قيل انه قدم اصفهان تلبية
لـدعـوة مـحـمـد الـجويني من اجل مناظرة السنة ((2026)) و من الطبيعي ا نه ا لف كتاب مناقب
الـطاهرين باسمه ايضا توفي هذا الشخص قبل نهاية القرن السابع الهجري ((2027)) و ان النقطة
الرائعة في آثاره تعبيره في مقدمة كامل , اذ ترجم فيه حبه شمس الدين الجويني , و ثناه عليه كما هو
اهـلـه , و قـال بصراحة : و وجبت التقية على الشيعة الامامية لقلة الاعوان و الانصار, اما اليوم فقد
حرمت عليهم لظهور هذه الدولة .


لـقـد صـنـف الطبري كثيرا من آثاره في اصفهان و يدل هذا على ان التشيع كان آخذابالامتداد فيها
تـدريجا خلال القرن السابع و من آثاره : كتاب الاربعين قال في مقدمته : كنت بمدينة اصفهان و لقيت
علماها, و فيهم جماعة يفضلون الصحابة على عترة الرسول ـعليه السلام ـ و اهل بيته , و جماعة
يـفـضـلون العترة على الصحابة و لما كان الامر كذلك رايت ـ انا الاقل الداعي ـ من الضروري ان
اكتب عددا من الادلة في ترجيح الطائفة الثانية نقلا عن كتب الطائفة الاولى ((2028)) .


و ورد لـه كـتـاب فـي فـهرس مكتبة مسجد اعظم , ترجم عباراته العربية عالم يدعى رضي الدين
عبدالملك شمس الدين بن اسحاق بن فتحان الواعظ القمي الكاشاني , و الحق الترجمة بالمتن , و اشار
الـطـبـري فـي مـوضع من هذا الكتاب الى حضوره في اصفهان و قال : ((اتفق لي الحضور بمدينة
اصفهان زوال يوم العاشر من المحرم سنة 673 فرايت جمعامن علما المدينة و فقهائها و صلحائها و
قـد ارتـدوا ثـيابا قشيبة ثمينة , و حلقوا رؤوسهم و لحاهم , و كحلوا اعينهم , و خضبوا ايديهم و
ارجلهم بالحنا, و كانوا يتغنجون ويتبخترون و يتضاحكون و هم ذاهبون الى عرس ((2029)) ))
و هذا العمل من رواسب تقليد شاذ كان مالوفا عند السنة يومئذ, اذ كانوا يتخذون العاشر من المحرم
عيدا.


و يـنبغي ان نذكر كتاب تحفة الابرار من بين كتبه الفارسية , و هو في اصول الدين و صنفه بفارسية
بـيـنة واضحة , استجابة لدعوة جمع من الاحبة على ماذكر و اكد في موضع من هذا الكتاب مرور
سـبـعمائة سنة على عصر رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وآله ((2030)) و المع في موطن آخر الى
سـيطرة الشيعة على مكة والمدينة , اذ ((ان الاشراف في مكة هم رؤساؤها و كبراؤها, و سادات
بني الحسين في المدينة هم زينة الدارين )) و هؤلا كلهم شيعة ((2031)) .


و قال في موطن آخر: دار البحث بيني و بين جماعة من الشافعية في اصفهان حول الامامة و قلت في
آخـر الـمطاف : لو فرضنا ان الخلفا الاربعة في هذه المدينة , و لكل واحد منهم منزل , و جا النبي ـ
صـلـى اللّه عـلـيه و آله , فاين ينزل ؟ فقالوا باجمعهم : ينزل في بيت علي فقلت : الحمد للّه اذ ثبتت
دعـواي , فـلـو كـان احـد الـثـلاثـة الاخـريـن اهـلا , لنزل النبي ـ صلى اللّه عليه و آله ـ في
بـيـته ((2032)) و قال في مكان آخر: يدل قوله تعالى :يدخلون في دين اللّه افواجا على ان الحق
للشيعة , ذلك ا نهم جنحوا الى الاسلام و ركنواالى الايمان من بين الملل و النحل الاخرى , و صدفوا
عن المذاهب المختلفة , و تمسكوابمذهب اهل البيت , و دخل الناس في التشيع افواجا, حتى صار اهل
طـبـرستان و العراق (عراق العجم ) كلهم شيعة لاميرالمؤمنين و كذلك اصبح اهل العراق (العراق
العربي ), وخراسان , و معظم بلاد الاسلام , حتى الهند شيعة ببركة الملك (عالم پناه ) [ملاذالعالم ]
ويذكرون الائمة الاثني عشر في الخطبة , و يلعنون ظلمة اهل البيت , ويدل هذا على ان الشيعة هم
اهل المذهب الحق , و غيرهم اهل المذهب الباطل ((2033)) و اشار في موضع آخر من كتابه الى
ان الـذيـن سـلكوا مدارج اليزيديين كانوا يمضون يوم عاشوراباللهو والسرور, و يخضبون ايديهم
بـالـحنا ليلة العاشر من المحرم , ليمضوا يوم العاشر في الغنا كما فعل لار اذ اتخذوا يوم العاشر من
الـمـحـرم عـيـدا, و كانوا يسمونه : (محيا) و كذلك فعل المشايخ و المتصوفة المشائيم اذ كانوا
يـسـتـمـعـون الى الدف و الناي و المزمار في ذلك اليوم نعوذ باللّه من شرور انفسهم و من سيئات
اعـمـالهم , لكن بحمداللّه و منه اذ نشاهدفي هذه الايام المباركة ان عقرب الساعة يعد عكسيا, فان
الناس في العراق و خراسان , بل في بلاد الهند يلعنون ابابكر, و عمر, و عثمان , و جميع اعدا علي
على المنابر, ويمدحون اهل بيت سيد المرسلين و يذكرون مناقبهم ((2034)) .


و لـلطبري كتاب الفصيح , و هو باللغة الفارسية ايضا و كان له كتاب ضخم في الامامة صنفه ري و ا
لف كتابه : الكفاية في الامامة بمدينة اصفهان و لعل كتاب معتقد الامامية من مؤلفاته ايضا كما ذكر ذلك
محققه و يعد هذا الكتاب من اثمن الكتب الفارسية في عقيدة الشيعة و فقهها مما جاد به القرن السابع .


و ثـمـة رسـالـة بعنوان فضائل ائمه و اهل بيت في المجموعة المرقمة 4768 في مكتبة آخوند
بـهـمدان جا في مستهلها ما نصه : نقل عن الثقات ان الشيخ ابا الفتوح الرازي ـ قدس سره ـ لما وصل
اصـفـهان في طريقه الى الحج , سمع ان شرذمة من الفجار كانوا يسبون الامير راكب (دلدل ) [اسم
بغلة الامام اميرالمؤمنين ـ عليه السلام ] اي : حيدر الكرار,فراى ان الحؤول دون هذا الامر اوجب
عليه من الحج ((2035)) و لعله صنف الرسالة المشار اليها لهذا الغرض .


و نـلحظ اثرا فارسيا آخر انتجه ذلك العصر, و هو رسالة في الامامة لعالم ذكر اسمه كالاتي : ابو
الـفـضـل مـحمد بن ابي المكارم علوي حسيني و صنف هذا الاثر الثمين سنة649 , على ما ذكره
مـصنفه اي : قبل الغارة المغولية على بغداد بسبع عشرة سنة ((2036)) و اشار المصنف في مطلع
الـرسالة الى ان هدفه من تاليف الرسالة اثبات افضلية اهل البيت على الاخرين ((2037)) و دونها
باسلوب الحوار مع سني كان ـ على ما نقل ـ مطلعا على فنون العلوم .


و ينبغي ان نذكر آل الجويني كاسرة شيعية , و ان كانوا محتاطين معتدلين في هذاالسبيل ككثير من
الـسـيـاسيين غيرهم و لعل اكثرهم تشيعا هو محمد بن محمد الجويني نجل الخواجه شمس الدين
الجويني و قد حكم اصفهان ردحا من الزمن , و الف الطبري المار ذكره آنفا كتاب كامل بهائى باسمه
و الـف الـمـحـقـق الـحـلـي كتاب المعتبر في شرح المختصر باسمه ايضا و كذلك فعل الخواجه
نـصـيـرالـديـن الـطوسي اذ صنف كتاب اوصاف الاشراف , و [مائة كلمة بطلميوس ] ((2038))
بـاسـمـه ((2039)) و لم يعمر هذا الرجل طويلا و قيل في ابيه شمس الدين الجويني ايضا ا نه
اعـتنق المذهب الامامي , و ان كان آباؤه من الشافعية ((2040)) و ذكرت ادلة على تشيع عطا ملك
الـجـويـنـي اخي شمس الدين , منها ان ابن ميثم البحراني اهدى كتابه : شرح نهج البلاغة اليه و ان
تـمـجـيـده الاخـويـن الجوينيين لا يبقي شكا في تشيعهما, يقول : فانهما لهذه الامة بدران مشرقان
يـسـتضابانوارهما, و بحران زاخران يغترف من تيارهما, وطودان شامخان يستعاذ باقطارهما, و
عـمـادان يـقـوم بـهـمـا فـي الـوجـود اركان الايمان , و صارمان يصول بهماالدين القيم على سائر
الاديان فجزاهما اللّه عن الاسلام و اهل الفضل جزا المحسنين , و خصهما من وظائف فضله باكمل
مـااعـده لـعـبـاده الـصـالحين , و قرن سعادتهما بالدوام و الاستمرار, و عضد آراهما بمطاوعة
الاقـضـيـة و الاقدار, وصان دولتهما عن حوادث الايام و آفاتها, و جعل نتايج افعال اعدائهما تابعة
لاخس مقدماتها ((2041)) .


و كـان الاربـلـي مـن الشخصيات الشيعية المتالقة في بغداد و ذكر ا نه قدمها في رجب سنة
660 لـلخدمة عند علاالدين الجويني صاحب الديوان ((2042)) و تولى رئاسة ديوان الانشا في حكومة
بـغـداد ((2043)) و كانت علاقاته بعطا ملك الجويني و اخيه شمس الدين الجويني وزير الحاكم
الـمـغولي حسنة و ودية جدا و كان بينه و بين حاكم العراق قاسم مشترك مهم لاهتمامه بالادب من
جـهـة ـ و هـو ما كان يحبه الجويني ـ و لتشيعه من جهة اخرى و انشد القاضي نظام الدين اصفهان
الشاعر الشيعي يومئذ, في مدح عطاملك قائلا:.







  • قل للنواصب كفوا لا ابا لكم
    اعاد اهل ملوك الترك رونقهم
    يرى عليا ولي اللّه مدخرا
    للحشر اولاده الغر الميامينا ((2044)) .



  • لشيعة الحق يابى اللّه توهينا.
    و زادهم ببها الدين تمكينا.
    للحشر اولاده الغر الميامينا ((2044)) .
    للحشر اولاده الغر الميامينا ((2044)) .




و بـذل الـجـويـني جهودا كبيرة في اعمار النجف الاشرف و هو نفسه دفن في مشهد الامام علي ـ
عـلـيـه الـسـلام ((2045)) مات في ذي الحجة سنة 681 بعد ان تعرض ذووه لاذى بليغ من قبل
الـحـاكـم الـمغولي و تستبين العلاقة الوطيدة للاربلي الشيعي بعلا الدين و شمس الدين من الشعر
الـكـثـيـر الـذي انشده في وصفهم , و تعابير الاحترام التي قالهافيهم و ورد شعره المشار اليه في
مـواضـع مـن التذكرة الفخرية ((2046)) و كانت تجري بينهم مطارحات ادبية تستشف من بعض
مـواطن الكتاب المذكور ((2047)) يقول الاربلي في علاقاته بعطا ملك الجويني : لما قدمت بغداد
فـي رجب 660 لخدمة مولى الصاحب الاعظم سلطان وزرا العالم علا الحق والدين صاحب الديوان
عطا ملك دخلت في سلك اتباعه , و صرت من انصاره و مريديه , و اقتفيت اثره , فشملني بره , ووكل
الـي مـنـصـب كـتـابـة الانـشـا و انـعـم عـلـي بـانـواع الـنـعم , و وجدته شخصا مكرما و ذا
خلق مهذب ((2048)) .


و بـيـنـما كان عطا ملك الجويني متوجها لاقامة صلاة الجمعة في الخامس عشر من جمادى الاخرة
سنة 668 اذ هاجمه شخص بسكين قريبا من المسجد الواقع بالقرب من ((مشرعة الابرينية )) , و
طعنه عدة طعنات , ثم فر فقبض عليه و نقل الجويني الى داربهاالدين علي بن عيسى الاربلي , و كان
الاربـلـي , يومذاك في دار مشهورة بديوان الشرابي و لما علم به خرج حافيا و حمله الى البيت , و
احـضـر لـه طـبيبا و هكذا نجا علاالدين الجويني من الموت ((2049)) و اننا نرمي من نقل هذه
التفاصيل تبيان العلاقة التي تربطآل الجويني بالتشيع و الشيعة و كانوا عاملا مهما في بث التشيع من
خلال سيطرتهم على الجانب الشرقي من العالم الاسلامي .


و انـعكس الادب الفارسي الشيعي في آثار الشعرا السنة في القرن السابع و ينبغي ان نذكر في هذا
الـمـجال ما نظم في كربلا و كان الشيعة آنذاك يقيمون مجالس العزا سنويالمناسبة عاشورا و هذه
المراسم كانت معروفة عند السنة , يقول سيف فرغاني , و هواحد الشعرا في تلك الفترة و تعريبها:
يـا قوم ابكوا في هذا العزا, ابكوا على قتيل كربلاالى متى هذا الضحك بقلب ميت ؟ هذا العزا قتلوا ابن الرسول ,فابكوا لوجه اللّه ((2050)) .


امـا الـحـقل الاخر لانعكاس الادب المذكور في آثار الشعرا السنة , فيتمثل في مدح الامام الرضا ـ
عـلـيـه الـسلام ـ الذي دفن في ايران , بخاصة ان الخراسانيين احبوه حبا شديداآنذاك و من شعرا
القرن السابع : سيد ذوالفقار شرواني (المتوفى بعد سنة 690) و له شعرفي مدح ذلك الامام الهمام ,
تجلى في قسم من اشعاره المعروف بـ(تركيب بند((1028))) و قام احد الكتاب بطبع هذا القسم و
قـال : ان هذا (التركيب بند) من اقدم انواعه في مدح الامام الرضا ـ عليه السلام و فيما ياتي نموذج
مـن هذه الاشعار و تعريبهما:يا من يتمتع الملائكة بالجاه من تراب عتبتك , و يا من تتزين دارالجنان
و تتعطر من نسيم روضتك .


في جوار تربتك الطاهرة يقول الروح الامين للخضر في كل زمان : دع عنك عين الحياة ((2052)) .


و من الضروري ان نشير في هذا العصر الى العطار النيسابوري (م 618) فهذا الشاعرمدح الخلفا
جميعهم في مستهل كتابه : منطق الطير و يلحظ في القسم المخصوص لمدح ابي بكر, و بعده انه كان
شـديـد التاثر بالنزعات المناوئة للتشيع بعبارة اخرى :ان امتدادالتشيع و اتساع نطاقه في عصره
حـمله على مهاجمة الشيعة ـ ما سنحت له الفرصة ـبوصفهم مخالفين للصحابة و قد قال في شان ابي
((2053)) .
؟ و فـي مـناسبة اخرى , وصف الشيعة بالتعصب تحت عنوان [حول التعصب ] ((2054)) و تكلم ضد
التشيع كثيرا ((2055)) .


و من المناسب ان نشير الى ان نسخة من (الشاهنامه ) كتبت سنة 614 و هي مختومة بالجمل الاتية :
تـم الـمـجلد الاول من (الشاهنامه ) بتوفيق و حبور, و ذلك في يوم الثلاثاالثلاثين من شهر محرم
المبارك آله الطيبين الطاهرين ((2056)) و الشاهد في كلامناهنا العبارة الاخيرة للكاتب .


و مـن الـمـعـالـم الشيعية الباقية من القرن السابع آثار ملحوظة في مدينة قم التي تعد من المراكز
الـشـيـعـية العريقة في ايران على امتداد القرون فقد كان يحيط بالمرقد القديم للسيدة فاطمة بنت
مـوسـى بـن جعفر ـ عليهماالسلام ـ القيشاني العائد الى اوائل القرن السادس , وهو من انتاج مصنع
القيشاني لصاحبه محمد بن ابي طاهر الذي تلمس له آثار شيعية وافرة من ذلك العهد في ورامين , و
كاشان , و قم و نقرا على مرقد السيدة المذكورة نصا دعائيافي الصلوات و هو كما ياتي : اللهم صل
عـلى المصطفى والمرتضى والبتول والحسن المجتبى والحسين الشهيد والسجاد والباقر والصادق
والـكـاظـم والـرضـا والتقي والنقي والزكي العسكري والامام المنتظر المهدي صلوات اللّه عليهم
اجمعين و اصحابه الغر الراشدين اللهم وال من والاهم و عاد من عاداهم وانصر من نصرهم و اخذل
والـعـن مـن ظـلـمهم و عجل فرجهم و اهلك اعداهم اللهم احشرنا مع آل طه و يس بمحمد و آله
الطاهرين ((2057)) .


و تلاحظ نقوش اخرى في هيكل المرقد, تشير الى صاحبها و هو مظفربن احمد بن اسماعيل الذي
ذكـر انـه ابن الوزير الشهيد سعيد معين الدين احمد بن فضل بن محمود,و كان هدفه ((تقربا اليه
[الى اللّه ] والى رسوله محمد و آله الطاهرين صلوات اللّه عليهم اجمعين ,و تاريخ بنائه : سنة
602 ((2058)) و مـن الـجـديـر ذكره ان كثيرا من الوزرا والكتاب يومئذ كانوا من قم , و كاشان , و
تفرش , و ديار الجبل , و لذلك كانوا يتمتعون بمنزلة رفيعة في الحكومة السلجوقية )).


التشيع في ايران خلال القرن الثامن .


التشيع في ايران خلال القرن
الثامن .



السلطان خدا بنده , العلا مة الحلي , و انتشار التشيع في ايران .


كـانـت مـدينة الحلة في العراق مركز الثقل في التشيع خلال القرن الثامن , و تاتي بعدها في الدرجة
الثانية مدينة حلب بالشام و حسبنا نظرة نلقيها على القاب علما الشيعة المنتسبين الى هاتين المدينتين
ليستبين هذا الموضوع و كان كثير من علما الشيعة الفرس يتوجهون من كاشان , و جرجان , و مناطق
اخرى الى الحلة من اجل الدراسة و ان اكبر عالم شيعي وهو العلا مة الحلي , و ابنه فخر المحققين
ـ اللذين تلمذ لهما معظم علما الشيعة آنذاك ـينتميان الى تلك المدينة .


ان اهـم موضوع في تشيع ايران خلال القرن الثامن هو انتشار التشيع بعد سقوطالحكومة العباسية
فـي مـنتصف القرن السابع , و بعده بقليل في اواخر هذا القرن , و بداية القرن الثامن و كانت الحرية
الـديـنـيـة مـنـتـشـرة بـعـد انـهـيار الحكومة العباسية على يد هولاكو,و قبل ذلك ايضا و كان
وزيرالمستعصم العباسي (640 ـ 656) شيعيا اثني عشريا يدعى ابن العلقمي و غاب رمز الاسلام
الـسني على غرة بزوال الحكومة العباسية , و هدات الاجوا الدينية من حيث التشيع , والتسنن , و من
حـيث الحنفية والشافعية ايضا ((2059)) و اعتنق الايلخانيون الاسلام تدريجا, و وجدوا انفسهم
امام مذهبين :المذهب السني , و المذهب الشيعي و ركن غازان خان (693 ـ 703) الى الاسلام , و
اتخذموقفا وسطا بين المذهبين و نقل لنا رشيدالدين فضل اللّه رؤيا غازان خان , اذ راى رسول اللّه ـ
صلى اللّه عليه و آله ـ في منامه , قال : و دار حوار طويل بينهما, و كان اميرالمؤمنين علي , والحسن ,
والحسين عليهم السلام مع النبي صلوات اللّه عليه و مدحه النبي ـ صلى اللّه عليه و آله , و قال : عليكم
ان تـكـونـوا اخـوة , و امره ان يعانق اهل البيت , ورضي الجانبان بالاخوة و منذ ذلك الحين , زادت
محبة الملك اهل بيت النبوة ـعليهم السلام و كان يقدم التسهيلات للحجاج , و يزور مراقد اهل البيت ,
و يـقـبل النذور ويرسلها, و يحترم السادات و يكرمهم , و يمنحهم المبرات والاعطيات , كما كان
يشيد في كل موضع الخانقاه و المدارس و المساجد و غيرها من ابواب البر, و يعين الاوقاف , وياخذ
بـنـظـر الاعـتـبار وظائف كل طائفة و اعمالها, و كان يقول : كيف يكون ذلك للفقهاوالمتصوفة و
غـيرهم من الطوائف الاخرى , و لا يكون للسادات ؟ امـر بـبـنـا دار السيادة في تبريز, والحواضر الكبيرة في جميع الاقطار, كاصفهان , و شيراز, و
بغدادو امثالها لينزل فيها السادات و طالما كان يقول : انا لا انكر احدا, و اقر بعظمة الصحابة ,لكني
لـما رايت الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام , و عقد بيني و بين اولاده عقدالاخوة و المودة ,
فـانـي اود اهـل الـبـيـت كـثـيرا, و معاذاللّه ان انكر الصحابة و امر بحفر نهرلمشهد الحسين ـ
عليه السلام ((2060)) و اشير في موضع آخر ايضا ا نه لما مضى الى بغداد زار المشهد الكاظمي ,
و قـبـر الامام الاعظم ابي حنيفة الكوفي ((2061)) و قال حافظ ابرو في تشيع غازان خان ايضا:
كان الملك غازان يميل الى هذه الطائفة (الشيعة )ميلا تاما, بيد ا نه لم يظهر ذلك قط, و كان يراعي
المصلحة العامة , و لم يجرؤ ان يصحربه ((2062)) .


و يـعـد تـشـيـع اولـجايتو او السلطان محمد خدابنده , الذي قيل عنه الكثير في المصادرالقديمة
والـجـديـدة , من الفصول المهمة في تاريخ التشيع في ايران و آية هذا التشيع الباقية الى الان نقوش
((عـلـي ولـي اللّه )) الـتـي لا تـزال مـوجـودة عـلى القبة السلطانية , و هي تعود الى سنة
710 هـ ((2063)) و نـقـل حـافظ ابرو قصة تشيع السلطان محمد خدابنده كما ياتي :في غضون هذه
الـفـترة قال امير طرمطاز للسلطان خدا بنده : كان غازان خان من اعقل الناس و اكملهم , و قد ركن
الى المذهب الشيعي لحسن اعتقاده و ما على السلطان الا ان يختار هذا المذهب نفسه , فساله السلطان :
اي مـذهـب هـذا؟ فـقـال : المذهب المشهوربالرفض فصاح في وجهه و قال : ايها التعس تـصـيرني رافضيا؟ طفق يفند له مذهب السنة و الجماعة و قال له : ان الشيعة هم الذين يرون ان الملك بعد جنكيز يظل
في اسرته اماالسنة فيرون ا نه لال (قراجو) و هم اقارب جنكيزخان و ذكر له امثال هذه الترهات
و كان السلطان حسن الاعتقاد جدا, فطري الميل الى الاسلام , و اتباع رسول اللّه و محبته , فجنح الى
ذلك المذهب و جاه خلال ذلك السيد تاج الدين آوجي مع جمع من علما الشيعة ,فوقعوا في مذهب اهل
الـسـنـة و الـجـماعة , و حرضوا الملك عليه , فانبرى مولانا نظام الدين عبدالملك الى مجادلتهم و
مناظرتهم , و ذكر للملك احكامهم المزيفة , و شوه سمعة الشيعة , و لم يقدروا على مناظرته و اتفق
ان الـشخص المذكور غاب عن الملك في ذلك الشتا بسبب اوقاف آذربايجان و شد الملك رحاله الى
بـغـداد سـنة 709 , و لما وصلهاتوجه منها لزيارة مرقد الامام علي ـ عليه السلام و هناك راى في
الـمـنـام مـا يـدل على قوة اسلامه و لما نقل للامرا ذلك , حثه المتشيعون منهم على اختيار المذهب
الشيعي ,فاستجاب لهم بعد ان غلوا غلوا عظيما, كما كان السلطان و امراؤه و ندماؤه يبالغون ,ليختار
الجميع هذا المذهب و من هؤلا من اعتنقه مجاملة للسلطان , و منهم من مال اليه لضعف عقيدته السنية
و منهم من ركن اليه فطريا, و جنح اكثرهم اليه , فعلا كعب الشيعة ,و كان بين الامرا من لم يستجب
للسلطان كسعيد چوپان , و ايسن قتلغ ـ رحمه اللّه تعالى ـاذ كانا شديدي الاعتقاد بمذهب اهل السنة
و لـم يـطـرا فـتور على عقيدتهما قط, و بلغت صلابتهما حدا ان الامرا الاخرين الذين تشيعوا لم
يـجـراوا عـلى الكلام بين يديهما, بل كان السادات و الشيعة الملازمون للسلطان يخافونهما و دبر
هؤلا خطة دقيقة من اجل ترغيبهما في المذهب الشيعي , فلم يتيسر لهم و شا القضا ان تتغير الخطبة
فـي جـمـيع بلاد ايران , اذ اسقطوا منها اسما الصحابة الثلاثة و اقتصروا على اسم اميرالمؤمنين
عـلـي بـن ابـي طـالـب والحسن والحسين ـ سلام اللّه عليهم ـ و غيروا النقود سنة 709 و سكوا
عـلـيـهـااسم اميرالمؤمنين مكان الصحابة , و اظهروا فقرة ((حي على خيرالعمل )) في الاذان و
شـاع ذلـك فـي كـافـة انـحـا بـلاد (اولجايتو) بخاصة في قزوين حيث ازدهر المذهب الشيعي
فيهاازدهارا بالغا.


و طلب السلطان علما الطائفة الشيعية من اكناف البلاد, فحضر الشيخ جمال الدين الحسن بن المطهر
الـحـلي عنده , و هو احد تلامذة الخواجه نصيرالدين , و كان عالمامتبحرا, مشهورا بالعلوم العقلية
والـنـقلية اذ كان نسيج وحده فيها و له مصنفات كثيرة و لماحضر عند السلطان , اهدى اليه كتابين
كان قد صنفهما باسمه : احدهما: نهج الحق و كشف الغمة و الصدق (كذا) في علم الكلام , والاخر:
منهاج الكرامة في باب الامامة , و هو في المذهب الشيعي و هذان الكتابان من الكتب المعظمة عند تلك
الطائفة بعد ذلك اذن السلطان للعلا مة و ابنه مولانا فخرالدين محمد, و غيرهما بالعودة الى وطنهم
و جـرت بـيـن جـمـال الـديـن بـن الـمطهر و مولانا نظام الدين عبدالملك مناظرات كثيرة و كان
مـولانـانـظـام الـدين يحترمه كثيرا و يبالغ في تعظيمه و كانت مناظراتهما على سبيل الاستفادة و
الافـادة , لا عـلى سبيل الجدل واللجاج و العناد و لم ينطلق الشيخ جمال الدين الحسن بن المطهر من
الـتـعصب في مناظراته , و كان يبالغ في توقير الصحابة ـ رضوان اللّه عليهم ـو تعظيمهم و اذا ما
اسـا احد اليهم فانه يمنعه و ينهره وكانت له جلسات خاصة مع السلطان سعيد يحضرها ابنه ايضا و
كـان يـحـث السلطان على حب الصحابة و تعظيمهم و ينكر بشدة ما يتفوه به الشيعة المتعصبون , و
يحظر عليهم ذلك و خص بعواطف السلطان و عوارفه , كريوع الارض والاذن بدفع الاكراميات و
بـالـتـصـرف فـي الشؤون العامة بمدينة الحلة و كان حيا حتى سنة 724 , و لازم السلطان السيد
بـدرالـدين النقيب المشهوربطوس مع جمع من السادات و لم يصدر ما لا يليق بشان السادات العظام ,
بـيـد ان شـرذمة من الاشرار كانوا يثيرون الفتن و يحرجون المسلمين في شتى حواضرهم , و لم
يـتـاثـر اهـل الـسنة والجماعة بذلك و ثبتوا على اعتقادهم الخالص و محبتهم لصحابة المصطفى
ـصـلى اللّه عليه و آله , و مودتهم اهل بيته , و تعظيمهم اميرالمؤمنين عليا و اولاده ـصلوات اللّه و
سـلامـه عـلـيه و عليهم اجمعين الى يوم الدين و كل ما اثار الجانبان من التعصب و ما دار بينهم من
الـمـحـاججات لم يؤت اكله و كان السلطان سعيد يناظر العلمادائما بسبب حبه للدين الاسلامي و
مودته لمحمد رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه و آله ـ و اهل بيته و ازدهر وضع العلما ازدهارا تاما.


و كـان السلطان يحب العلم الى درجة ا نه امر ببنا مدرسة متنقلة من الخيام بنا على اقتراح الخواجه
رشـيدالدين , و كانت هذه المدرسة تتنقل من مكان الى آخر, و عين فيهاعددا من المدرسين كالشيخ
جمال الدين الحسن بن المطهر, و مولانا نظام الدين عبدالملك , و مولانا نورالدين تستري , و مولانا
عـضـدالـديـن آوجـي , و الـسيد برهان الدين عبري , و اسكن فيها قرابة مائة طالب , و هيا لهم ما
يحتاجونه من الطعام و اللباس و الدابة و غيرها من الاشيا ليكونوا في خدمة السلطان , و انشا مدرسة
بالسلطانية في ابواب البرالمباركة ((2064)) )).


عـلـى الـرغـم مما نقل عن ارتداد خدابنده عن التشيع , فان ابن كثير يشير الى نزعته الشيعية بعد
مـرور سـنـة على حكومته , و يقول : و لم يزل على هذا المذهب الى ان مات في هذه السنة (716)
((2065)) و لعله خفف من اصراره على رسمية التشيع بعد مدة بسبب اعتراض الناس و يذكر ابن
كـثـيـر اجـراات احـد قادة (خدابنده ) الشيعة , و يدعى :دلقندى , اذ حاول نشر التشيع في بلاد
الحجاز ايضا, بيد ان محاولته توقفت بسبب وفاة (خدابنده ((1043))).


ان الفصل المهم في تشيع الجايتو هو الدور الذي ذكر للعلا مة الحلي (الحسن بن يوسف بن المطهر
المتوفى سنة 736) في ذلك و يذهب ابن بطوطة الى ان العلا مة الحلي هو السبب في تشيع خدابنده
قـال : فـامر السلطان بحمل الناس على الرفض , و كتب بذلك الى العراقين و فارس و آذربايجان و
اصفهان و كرمان و خراسان و كان السلطان امر بان تسقطاسما الخلفا و سائر الصحابة من الخطبة
و لا يذكر الا اسم علي و من تبعه كعمار ((2067)) و ان تصنيف العلا مة الحلي عددا من الكتب في
الامـامـة و اهدائها الى (الجايتو) معلم على جهود هذا الفقيه الشيعي في نشر التشيع يومئذ و اهدى
الـعـلا مة كتاب نهج الحق و كشف الصدق الى السلطان محمد خدابنده و نص في مستهل كلمة الاهدا
على ا نه صنف الكتاب خشية للّه و رجا لثوابه , و طلبا للخلاص من اليم عقابه ,بكتمان الحق , و ترك
ارشاد الخلق و في الوقت نفسه , راعى في تصنيفه امر السلطان , فقدقال بعد الكلام المتقدم : و امتثلت
فيه مرسوم سلطان وجه الارض , الباقية دولته الى يوم النشروالعرض , سلطان السلاطين , و خاقان
الخواقين , مالك رقاب العباد و حاكمهم , و حافظ اهل البلاد و راحمهم , المظفر على جميع الاعدا,
الـمـنصور من اله السما المؤيد بالنفس القدسية , والرياسة الملكية , الواصل بفكره العالي الى اسنى
مـراتـب الـعـلـى , الـبـالـغ بحدسه الصائب , الى معرفة الشهب الثواقب , غياث الملة والحق والدين
((اولجايتو خدابنده محمد)) خلد اللّه ملكه الى يوم الدين و قرن دولته بالبقا والنصر و التمكين , و
جعلت ثواب هذا الكتاب واصلا اليه .


لا جـرم ان العلا مة لم يكن جادا في بعض ما ذكره من الالقاب , و انما راعى التقاليدالسائدة يومئذ و
لـم يـحفزه على اهدا الكتاب غير ركون السلطان محمد خدابنده الى التشيع , فكان يشعر بواجبه , و
هـو ابـرز عالم شيعي آنذاك , ان يشكر السلطان على تلك الخطوة بنحو من الانحا و اهدى العلا مة
الـيه ايضا كتاب منهاج الكرامة و قال في اوله :خدمت بها خزانة السلطان الاعظم , مالك رقاب الامم ,
ملك ملوك طوائف العرب والعجم ,مولى النعم , مددالخيروالكرم , شاهنشاه المعظم , غياث الحق والملة
والدين الجايتو (محمدخلداللّه سلطانه , و ثبت قواعد ملكه و شيد اركانه , و امده بعنايته و الطافه ,
و ايـده بجميل اسعافه , قرن دولته بالدوام , الى يوم القيامة ((2068)) و قد مر بنا ان ما حمل العلا
مـة على اهدا الكتاب الى (الجايتو) هو ميل الاخير الى التشيع فحسب و اهدى اليه ايضا كتاب كشف
الـيقين كما اهدى الرسالة السعدية الى احد اعضا ديوانه و يدعى : محمد بن علي ساوجي و كتب في
مقدمتها قائلا: برسم المولى , المخدوم الاعظم , الصاحب الكبير المعظم ,صاحب ديوان الممالك شرقا
و غـربـا, بـعدا و قربا, مالك السيف و القلم , ملجاالعرب و العجم ,ملاذ جميع طوائف الامم , محيي
الـمـكـارم و الـرمم , مميت البدع و دافع النقم , المؤيد بالالطاف الربانية , المظفر بالعنايات الالهية ,
خواجه سعد الملة والدين , اعزاللّه بدوام دولته الاسلام والمسلمين , و شيد قواعد الدين , ببقا ايامه
الزاهرة الى يوم الدين , و قرن اعقابه بالنصر والظفرو التمكين و ختم اعماله بالصالحات بمحمد و
آله الطاهرين صلوات اللّه عليهم اجمعين ((2069)) و نلاحظ ان هذا الضرب من التقديم معهود في
الـكتب التي صنفهاالعلا مة في الامامة , اما كتبه الفقهية المفصلة فلا نقرا فيها شيئا من ذلك على اي
حال ,يعد هذا الموضوع فصلا مهما في تاريخ التشيع في ايران , اذ ان معظم هذه الاعمال كانت تجري
فـي السلطانية و غيرها من حواضر ايران فقد اتم العلا مة الحلي الجز الثاني من كتاب الالفين سنة
712 ه ـ بمدينة الدينور ـ مدينة قريبة من كرمانشاه ((2070)) و كتبت اجازة من قبله لقطب الدين
الرازي سنة 713 بمدينة ورامين ((2071)) .


و من الجدير بالذكر ان آل الجويني , و رشيدالدين و اولاده كانوا يحترمون علماالمذاهب المختلفة
يومذاك , و كانوا يقدمون المساعدات اللازمة اليهم جميعا و تدل وثيقة من عصر رشيدالدين فضل اللّه
(م 718) عـلـى ا نـه امـر نجله الامير عليا حاكم بغداد ان يساعد العلما و ذكر من بينهم العلا مة
الـحلي ايضا, اذ امر ان يعطى الفي دينار, و ثوباجلديا من الفنك [حيوان غزير الشعر يستخدم جلده
كـفـرا], و حـصانا مع سرجه و يلاحظاسم اصيل الدين نجل الخواجه نصيرالدين الطوسي بينهم
ايـضا ((2072)) و كان اتصال العلامة الحلي برشيدالدين فضل اللّه واسعا نوعا ما و نلحظ ذلك في
خـبر نقله العلا مة الحلي عن جلسة درس لرشيد الدين و اشار في مقدمته الى وقت حضوره قائلا:
فـانـي لـماامرت بالحضور بين يدي الدركاه المعظمة الممجدة الايلخانية حضرت في بعض الليالي
فـي خدمته (رشيدالدين فضل اللّه ) للاستفادة من نتايج قريحته و واصل كلامه متحدثا عن موضوع
الدرس , و هو الجمع بين كلام اللّه تعالى في خطابه لرسوله ـ صلى اللّه عليه و آله :و قل رب زدني
علما, و كلام الوصي اذ قال : لو كشف الغطا ما ازددت يقينا ((2073)) .


و الـمـح فـضـل اللّه فـي مقدمة رسالته : بيان الحقائق الى ان خدابنده عندما وصل الى حدودبغداد
والـمـدائن سـنـة 709 , نـوى ان يزور قبر سلمان الفارسي , فساله ((مولانا المعظم ملك الحكما
والـمشايخ , علا مة العالم , وحيد ايران المعتمد المكين , جمال الملة والدين , ابن المطهرالحلي الذي
كـان رئيـس عـصـره و كان ملازما للبلاط الاعلى )) عن زيارة جسم لا روح فيه , فكتب الرسالة
المذكورة في جواب سؤاله ((2074)) .


و ذكـر الافندي عالما يدعى حسن كاشاني , و جعله في مصف العلامة الحلي ,والمحقق الكركي من
حـيث نشر التشيع و نقل ا نه ذهب الى السلطانية ايام السلطان خدابنده , و مات بها و كان قبره ماثلا
حـتـى عـصر الافندي , و قد زاره الافندي نفسه ((2075)) و نقرا خبرا من هذا القرن نقله ابن
بـطـوطـة (م 779) حـول اصـفـهـان , قال :قد خرب اكثرها بسبب الفتنة التي بين اهل السنة و
الـروافـض , و هي متصلة بينهم حتى الان فلايزالون في قتال ((2076)) و من الحري بالذكر ان
اصـفـهان قد دمرت بسبب القتال بين الحنفيين والشافعيين , و كذلك الري , و نيسابور ((2077)) و
نسب التشيع في موضع من كتابه الى مدن كربلا, والحلة , و البحرين , و قم , و كاشان , و ساوه آوه , وطـوس ((2078)) و قـدم لـنـا شـرحـا عـن بداية ظهور السربداريين ((2079)) في
خراسان تحت عنوان حكاية الرافضة ((2080)) .


و يـنـبـغـي ان نـتـحدث عن السربداريين بالتفصيل في مجال آخر و ما كتب الى الان عنهم يقدم لنا
معلومات جيدة عن حركتهم و يكفينا ان نشير الى ان شمس الدين آوي ذهب الى زيارة الشهيد الاول
مـبـعـوثـا مـن قـبـل علي بن مؤيد السربداري و لا تزال رسالة علي بن مؤيدالتي بعثها الى الشهيد
موجودة , و ا لف الشهيد كتاب اللمعة بطلب منه ((2081)) .


الاثار الشيعية الفارسية في القرن الثامن .

/ 33