شیعة فی ایران دراسة تاریخیة منذالبدایة حتی القرن السابع الهجری نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شیعة فی ایران دراسة تاریخیة منذالبدایة حتی القرن السابع الهجری - نسخه متنی

رسول جعفریان؛ مترجم: علی هاشم الأسدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



و لا جـرم ا نه لو كان هناك آخرون بهذه الصفة , لصرح بذكرهم و لم ينو هذا المؤلف التطرق الى عـلـمـا الـشيعة في نيسابور, لكنه المع الى احدهم و هو محمد بن احمد بن مهدي العلوي فقال فيه :
فاضل من دعاة الشيعة , عارف بطرقهم و علومهم ((1932)) و كان الصراع بين الحنفية والشافعية
في هذا القرن مشهورا في نيسابور و غيرها من حواضرايران الاخرى الى درجة انه لم تعد هناك
فرصة للنزاع بين الشيعة و السنة ((1933)) .


و نـطـالع كلاما لابي دلف حول نقاط قاصية في الشرق فقد قال : ثم خرجنا الى قبيلة تعرف بالبغراج
يعملون بالرماح عملا حسنا فرسانا و رجالة و لهم ملك عظيم الشان يذكر ا نه علوي من اولاد يحيى
بـن زيـد, و عنده مصحف مذهب على ظهره ابيات شعر رثي بها زيد عليه السلام و هم يعبدون هذا
المصحف ولـد الـعـلـوي و يؤدون الخراج الى العلوي البغراجي و لا يملكون عليهم احدا الا بالقرعة , و لهم
مـحـبس جرائم و جنايات و صلواتهم الى قبلتنا ((1934)) و لعل هؤلا الشيعة ـ كما يبدو ـ منوا
بنوع من العقائد الغالية لابتعادهم عن امامتهم وقيادتهم .


و نـقـرا فـي تـاريـخ جـرجـان حكاية حول التشيع في مدينة ساري قال ابو الحسن علي بن احمد
الاسـتـرآبـادي : صـنف ابو اسحاق اسماعيل بن سعيد الكسائي فضائل ابي بكر, و عمر,و عثمان
بسارية , فقرا على اهلها فلما كان يوم قراة فضائل علي كثر الناس , فقال : لا اقيم ببلدة لا يعرف فيها
لابـي بـكـر, و عـمـر , و عـثـمـان مـن الـفـضـائل مـا يـعـرف لـعـلـي بـن ابي طالب , فانتقل
((1935)) .
و نـذكـر الـخـوارزمـي معلما على التشيع في مدينة آمل فهو ابوبكر محمد بن عباس الخوارزمي
الطبري , احد الادبا المشهورين في القرن الثالث الهجري و كان يعيش بطبرستان و خراسان و كان
جليس الحاكم النيسابوري بنيسابور, و ساعده كثيرا قال السمعاني : كان اوحد عصره في حفظ اللغة
و الشعر ((1936)) .


و يـرى الـسمعاني , والذهبي , و ابن خلكان , و ابن العماد الحنبلي , والرافعي , والاهم منهم ابن فندق
صـاحـب تـاريـخ بـيـهق , ان الخوارزمي , ابن اخت الطبري , المؤرخ المعروف ((1937)) و كان
الـخوارزمي من الشيعة المعروفين و يدل على ذلك مجموعة من رسائله المطبوعة و له شعر يقول
فيه ا نه رافضي , و العجيب ا نه يعد نفسه فيه تابعالاخواله , يقول :.







  • بمل مولدي و بنوجرير
    فها انا رافضي عن تراث
    و غيري رافضي عن كلاله .



  • فاخوالي و يحكي المر خاله .
    و غيري رافضي عن كلاله .
    و غيري رافضي عن كلاله .




و جا هذا الشعر في مصادر عديدة باختلاف يسير ((1938)) .


و لدينا معلومات موجزة عن التشيع في منطقة الجبل خلال القرن الرابع و هي تتحدث عن عيسى بن
مهران المستعطف فقد عده الخطيب البغدادي من شياطين الرافضة ومردتهم , و سماه الذهبي كذاب
الجبل ((1939)) .


و يـنـبغي الاطلاع على الادب الفارسي الشيعي في كل قرن من اجل التعرف على تاريخ التشيع في
ايـران و قد تجلى هذا الادب في الشعر اكثر من غيره في غضون القرن الخامس وتنبه عبدالجليل
الـقـزويني الى هذه الحقيقة بنحو كاف , فاشار الى الشعرا الفرس للدلالة على حجم التشيع , قال هذا
المؤلف : ((اما الشعرا الفرس الذين كانوا شيعة عقيديين متعصبين , فنشير الى بعضهم ايضا: و اولهم
الـفـردوسـي الـطوسي , و كان شيعيا, و اشار الى مذهبه في مواضع من الشاهنامه و يفتخر شاعر
طـوسـي بـالفردوسي في قوله و تعريبه : كل من كان وزيرا و عالما و شاعرا فهو طوسي كنظام
الملك و الغزالي ((1940)) .


و كـان الـفخري الجرجاني شيعيا و لا خلاف في الكسائي اذ ان ديوانه كله في مدائح المصطفى و
آل المصطفى عليه و عليهم السلام و ذكر مناقبهم و كان عبدالملك بنان رحمة اللّه عليه مؤيدا بتاييد
الهي و كان ظفر الهمداني سنيا بيد ا نه نظم قصائد جمة في مناقب علي و آل علي عليهم السلام بلغ
بها مبلغا انه رمي بالتشيع , و هذه القصائد مثبتة في ديوانه و نذكر منهم ايضا اسعدي قمي , و خواجه
علي متكلم رازي العالم والشاعر, و اميراقبالي الشاعر نديم السلطان محمد ـ رحمة اللّه عليه ـ و
كـان شـيـعـيا معتقدا, و قائمي قمي , ومعيني و بديعي , و احمدچه رازي , و ظهيري , و بردي , و
شمسي , و فرقدي , و عنصري , ومستوفي , و سمان , و السيد حمزة العلوي , و خواجه ناصحي , و
امير قوامي , و غير هؤلارحمة اللّه عليهم و كلهم كانوا يتحدثون بالتوحيد, والزهد, والموعظة ,
و المناقب ما لايحصى ذكره .


و اذا اردنـا ان نـذكر الشعرا الشيعة جميعهم , خرجنا عن موضوعنا و كان خواجه سنائي غزنوي
عديم المثيل في النظم و النثر حتى قيل عنه : خاتم الشعرا و انشد مناقب كثيرة و لو لم يكن له الا
هذان البيتان في فخرى نامه , لكفى : [فخرى نامه احد دواوينه ]و تعريبهما: كل من كانت عقيدته في
عـلـي غير حسنة , فلا احبه ايا كان و من لم يكن ترابا على بابه (يتواضع له ) فليخسا حتى لو كان
ملكا ((1941)) .


و تـحـدثـنـا عن اشعار الفردوسي في كتابنا هذا و كانت هذه الاشعار موضع اهتمام الناس منذ عهد
سـيحق و نضيف هنا قائلين : ان محيط طباطبائي كتب مقالة مستقلة حول مذهب الفردوسي , و طبعت
في كتابه تحت عنوان فردوسي و شاهنامه و نجد في الصفحة الرابعة والخامسة من مقدمة بهين نامه
بـاسـتـان كـلامـا حـول هـذا الـمـوضـوع و نـشرت احدى صحفناالمحلية مقالة اخرى في هذا
المجال ((1942)) كما نلاحظ قسما من مقالة ثالثة دارت حول الموضوع المشار اليه ((1943)) .


و من الشعرا الاخرين في تلك الفترة كسايي مروزي الذي بلغ الخمسين من عمره سنة 391 و ثمة
ادلـة على تشيعه , اهمها قصيدته في مناقب الامام علي ـ عليه السلام ,و قصيدته في رثا شهدا كربلا
و يـمـكـن ان نـجـد هـاتـين القصيدتين في كتاب كسائى مروزى , زندگى , انديشه و شعر او مع
تـوضـيـحـات عـلـيـهـا و ان نـقـل ابيات منهما يمكن ان يدل على درجة تشيعه , فقد قال في مناقب
اميرالمؤمنين ـ عليه السلام و تعربيهما : امدح و اثن على من مدحه النبي و اثنى عليه , و فوض اليه
((1944)) .
؟ و نـسـتـشف من هذين البيتين ان تشيعه لا يمكن ان يكون الا تشيعا اماميا و نظم قصيدة اخرى سنة
370 هـ, و هـي في مدح اميرالمؤمنين , و الامام السجاد, والامام الصادق ـعليهم السلام , منها هذان
البيتان و تعريبهما : اذا كنت مؤمنا فاعرف فضل اميرالمؤمنين ,فضل حيدر اسداللّه المرتضى صادق
الدين , فضل من كان افضل الناس بعد النبي , فضل ركن الاسلام , امام المتقين ((1945)) .


و نظم الكسائي مرثية في واقعة الطف , و هي آية اخرى على تشيع واسع النطاق في الادب الفارسي
خـلال الـقـرن الـرابـع و هي قصيدة جميلة جدا, و ذكر امين الرياحي انها اول قصيدة في الادب
الـفـارسي في رثا شهدا كربلا, و تبلغ خمسين بيتا, منها قوله و تعريبهما : ان مسك العالم , و الربيع
النضير صارا علينا كالقبر الضيق الموحش بسبب الغم انا مشمئز من الكاس , و من شجر الارجوان ,
و الورد, و ما لي الا ان آوي الى زاوية حجرتي و انوح ((1946)) .


و تحدثنا مفصلا عن تشيع الري في هذا الكتاب و نضيف اليه قائلين : صدر اخيرا كتاب بعنوان المقنع
في الامامة لعبيداللّه بن عبداللّه سد آبادي , و هو احد علما القرن الخامس الهجري و ثمة اختلافات
فـي ضـبط كلمة (سد) ضبطا دقيقا بيد ان محقق الكتاب ذهب الى ان (سد) قرية من قرى الري , و
عرض عددا من الادلة على ذلك ((1947)) و هكذاينبغي ان نلتفت الى ان تشيع هذه القرية كان منذ
القرن الخامس و من الجدير ذكره بخصوص الري هو ان احد علمائها المشهورين في اواخر القرن
الخامس هو الشيخ جعفرالدوريستي يقول ابو جعفر محمد بن علي الطوسي صاحب كتاب الثاقب في
المناقب (المؤلف بعد سنة 560) في موضع من كتابه بعد نقل حكاية عن جعفر بن محمدالدوريستي ,
و هـذه الـحـكاية تتعلق بجلسة كانت معقودة بحضور الشيخ المفيد: نقلت هذاالكلام من نسخة كتبها
جعفر الدوريستي نفسه , و ترجمها الى الفارسية سنة 473 و اناترجمتها من الفارسية الى العربية
مرة اخرى سنة 560 ه ((1948)) و من الحري بالذكران عماد الدين الطبري الذي سنشير اليه
بعد نقل هذا الكلام نفسه في كتاب مناقب الطاهرين و قال : انه اخذه من الكتاب المذكور, و ترجمته
مـن العربية الى الفارسية مرة ثالثة بكاشان سنة 671 ((1949)) و اني انقل هذه المعلومات لاشير
الى الادب الفارسي الشيعي يومذاك علما ان دوريست المشار اليها هي طرشت الحالية التابعة لطهران
و حري بنا ان نقول في حديثنا عن الري ايضا ان نزاعات شبت فيها بين الشيعة و النواصب سنة نيف و
اربـعمائة , و ادت الى نزوح ابي القاسم اسماعيل بن احمد بن محفوظ البستي المعتزلي من الري الى
آمـل بطبرستان و كان هذا الرجل من المعتزلة الزيدية , و له كتاب المراتب قيل فيه : نزح من الري
الـى آمل طبرستان عند فتنة النواصب و الشيعة بالري في نيف واربعمائة ((1950)) و لعل القائل
يشير الى حوادث وقعت بالري امتدادا لغارة السلطان محمود الغزنوي عليها.


ان الـمـعـلومات التي عرضناها هنا تتعلق بايران و اما التشيع في عراق العرب و سائرالمناطق منذ
القرن الرابع فصاعدا, فينبغي ان نتحدث عنه مفصلا في موضع آخر و اكتفي هنا بالاشارة الى نقطة
صغيرة فاقول : نحن نعلم ان حي الكرخ ببغداد كان حيا شيعيامعروفا, و كتبت مقالات في هذا الحقل
ايضا, لكن الجديد هنا هو ان (دليسى اوليرى )ذهب الى ان هذا الحي كان قرية فارسية ((1951)) .


و نـلـحظ في هذا المجال ايضا ان تنسيقا اكثر قد حصل بين التشيع في ايران و بين الاعتزال خلال
القرن الرابع و الخامس , و توسعت علاقاتهما مما ادى الى انصهار المعتزلة في التشيع شيئا فشيئا و
تحدثنا عن ذلك مفصلا في كتابنا : مناسبات فكرى معتزله و شيعه ,فلا نكرر شيئا هنا و ظهر جيل
من ادبا الشيعة او المائلين الى التشيع في هذا القرن , و كان لهم دور مهم في تنامي التشيع و قد اشرنا
الى احدهم و هو الخوارزمي و نضيف اليه الوزير ابا سعد منصور بن حسين الابي (الاوي المتوفى
سـنة 421) مؤلف كتاب نثرالدرو ظهرت هذه التطورات برمتها في ظل الحكومة البويهية فانتشر
التشيع في القرن الرابع و الخامس ((1952)) و على الرغم من ضغوط الغزنويين و حرق السلطان
مـحـمـودكـتـب الـشـيـعـة و الـمـعـتزلة ((1953)) , فقد اتسعت دائرة التشيع الى درجة ان
الاجراات المذكورة عجزت عن القضا على الشيعة .


التشيع في ايران خلال القرن السادس .


التشيع في ايران خلال القرن
السادس .



كانت خراسان تعد من مراكز التشيع في ايران منذ القرن الثاني فما تلاه , بخاصة , ان عددا غفيرا من الامامية كانوا يعيشون في مناطقها المختلفة منذ القرن الثالث و من هذه المراكز مدينة طوس و مشهد
الرضا و كان عدد من السنة يعيشون في هذه المنطقة ايضا وشهدت المنطقة المذكورة نزاعات بين
الـشـيـعة و السنة و لدينا دليل مهم على وجودالامامية في مشهد الرضا يومئذ اذ وجد على صخرة
مـوضـوعـة عـلـى الـمـرقد المطهر للامام الرضاـ عليه السلام دعا بالصلاة على محمد والائمة
الاثـنـي عـشـر, و تـاريـخه 516 ه ق ,و نصه : اللهم صل على محمد و علي و فاطمة والحسن
والـحـسـيـن و عـلـي و مـحـمـد و جـعـفـرو مـوسى و علي و محمد و علي والحسن والقائم
الحجة ((1954)) .


و كـانـت زيـارة قـبر الامام الرضا ـ عليه السلام , التي يواظب عليها الشيعة باعثا على توطنهم هذه
الـمـدينة و بلغ اصرار الشيعة على زيارة الامام الرضا ـ عليه السلام ـ مبلغا ان احد السنة المعادين
لـلـشـيـعـة كـتـب فـي ذلـك الـقـرن قـادحـا ان الـشـيـعة يستحبون زيارة طوس على حج بيت
((1955)) .
و كان الشيعة في القرن المذكور يزورون مراقد السادة من ابنا الائمة , و كان السنة يرافقونهم في
هذا المسير ايضا.


و قـال عـبـدالـجـلـيل القزويني رادا على خواجه سني اذ قال : ان الشيعة يزورون العلويين و لا
ينظرون في علمهم و عملهم [اي : لا يطبقون ما يريدون ] : المسكين من انكر الحق ,و هو لا يعلم ان
اهـل الري يزورون السيد عبدالعظيم , والسيد اباعبداللّه الابيض , والسيدحمزة الموسوي , و هم
مـعروفون بشرفهم و نسبهم و جزالة فضلهم و كمال عفتهم و يزوراهل قم فاطمة بنت موسى بن
جـعـفـر التي يتقرب الى اللّه بزيارتها ملوك الارض و امراؤهامن الحنفية والشافعية و يزور اهل
قـاشـان عـلـي بـن محمد الباقر المدفون بباركرسب ,و الذي ظهر هناك من خلال عدد من الحجج
والبراهين .


و يزور اهل آوه الفضل و سليمان ولدي الامام موسى الكاظم .


و يزور اهل اوجان عبداللّه بن موسى المدفون هناك .


و يتقرب اهل قزوين سنتهم و شيعتهم الى اللّه بزيارة ابي عبداللّه الحسين بن الرضاو قس على ذلك
امثالهم لتنظر اين مظنة العلم و العمل والعفة والشرف ((1956)) ؟.


و يدل هذا الكلام على المدى الذي بلغته زيارة اولاد الائمة من قبل الشيعة , و احياناالسنة في القرن
السادس .


و اذا مـا دار الكلام حول خراسان , فانا نعلم ايضا ان نزاعا نشب في مدينة مشهد بين الشيعة و السنة
عـام 510 هـ , و قـتـل فـيـه عـدد كـبـيـر مـن الـنـاس و تحدث ابن الاثير عن هذاالنزاع في
تـاريـخه ((1957)) و من حواضر ايران الكبيرة في القرن السادس الهجري :نيسابور كانت هذه
الـحاضرة من مراكز السنة آنذاك , و كان عدد من الشيعة يعيشون فيهاايضا يضاف الى ذلك ان مودة
السنة في المدينة المذكورة و خراسان لاهل البيت كانت كبيرة و النموذج المهم في هذا المجال هو
الحاكم النيسابوري الذي كانت له منزلة رفيعة بين اهل السنة , و لكنه كان شديد الحب لاهل البيت و
صـنـف كـتابا خاصا في سيرة الامام الرضا ـ عليه السلام ـ تحت عنوان مفاخرالرضا, ما زالت بعض
منقولاته باقية ((1958)) والنموذج الاخر هو عبداللّه بن عمر بن ابان القرشي مشكدانه , وكان
من المحدثين المتشيعين بخراسان (محدث خراسان في عصره ((936))).


و من الاخبار التي تشير الى وجود الشيعة في هذه المدينة , اخبار نقلها السمعاني (م 562) فقال في
ذيل اسم ابي العلا النيسابوري : شيخ عدل سديد السيرة قتل ببشت فروش فتكا ليلة الجمعة من شوال
سنة ست و ثلاثين و خمسمائة , قتله الروافض و نقل تابوته الى نيسابور فدفن بالحيرة ((1960))
و بشت المذكورة من مناطق خراسان , و كانت مشهورة بادبائها الكثيرين ((1961)) و ثمة شخص
آخـر قـتـلـه شيعة نيسابور, و هوابوالمعالي عبدالكريم بن عبيداللّه القشيري واعظ نيسابور و
ذكـره الـسـمـعـانـي قائلا : قتله الروافض بنيسابور في احد الجمادين من سنة ست و خمسين و
خمسمائة ((1962)) كماذكر السمعاني ابا المعالي حسن بن عبداللّه البزاز, فقال : و كان ينسب الى
الـتشيع و الغلو فيه و كان طريفا سخي النفس توفي بنيسابور في الثامن من ذي القعدة سنة احدى و
خمسين وخمسمائة ((1963)) .


و مـن الـجدير ذكره ان العالم الشيعي المشهور الفتال النيسابوري مؤلف كتاب روضة الواعظين قد
استشهد في مطلع القرن السادس على يد عبدالرزاق بن عبداللّه بن علي بن اسحاق (م 515) رئيس
نيسابور يومذاك ((1964)) .


و مـن شـيـعة نيسابور في القرن السادس الامام السيد الاديب ابوالحسن علي بن احمدالبنجكردي
الـنـيـسابوري (م 513) له كتاب بعنوان سلوة الشيعة او تاج الاشعار, و يحتوي على مجموعة من
الاشـعار المنسوبة الى الامام اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب ـعليه السلام و توجد نسخة منه كتبت
سنة 735 ((1965)) .


و ذكـر الـسـمـعـانـي ابـا طاهر محمد بن يحيى بن ظفر بن الداعي العمري المولود سنة
466 والـمـتـوفـى سـنـة 551 او 552 , فـقال فيه : شيخ الامامية باسترآباد و مقدم طائفته بهاو اثنى
عليه بقوله : شيخ متيقظ متودد له معرفة و هيئة و فضل ((1966)) .


و مـن الـشخصيات البارزة في النصف الاول من القرن السادس : ابوالفتح الشهرستاني (م 548 ه)
صـاحـب كـتاب الملل والنحل , و نحن تحدثنا عنه قليلا في كتابنا هذا و نضيف هنا ان السمعاني قال
فـيـه : مـتهم بالالحاد والميل اليهم , غال في التشيع و اضاف قائلا: انه سكن بلاد خراسان و اقام بها
مدة ((1967)) و حري بالذكر ان الالحاد المقصود هنا هوالاتجاه الاسماعيلي .


و مـن الكتاب الفرس الشيعة في تلك الفترة : الفضل بن الحسن الطبرسي (م 548) و هومؤلف احد
الـتـفـاسـيـر الثمينة في العالم الاسلامي , الا و هو مجمع البيان و تحدثنا في احدكتبنا عن نزعته
الشيعية المعتدلة و تدل آثاره الفارسية على انتشار التشيع بين الفرس في القرن السادس الهجري و
اهـدى تـفسيره المذكور الى احد النقبا الكبار في عصره , و هوابو منصور محمد بن يحيى بن هبة
اللّه الـحسيني و قد عبر عنه قائلا: جلال الدين , ركن الاسلام , مخلص الملوك و السلاطين , سيد
نقبا الشرف , تاج امرا السادة من آل رسول اللّه و له كتاب آخر في النحو تحت عنوان جواهر الجمل
ـ الـجـواهـر فـي الـنـحو,و اهداه ايضا الى النقيب المومى اليه الذي كان من السادة الوجها من آل
زباره بخراسان ((1968)) .


و صنف الطبرسي كتاب الاداب الدينية للخزانة المعينية باسم السلطان معين الدين ابي نصر بن فضل
بـن محمود الكاشاني ((1969)) و اهدى كتابه اعلام الورى الى ملك الشيعة بمازندران و هو علا
الـدولـة عـلي بن شهريار بن قارن (حكم من سنة 511 الى سنة534 )و كان من سلاطين الشيعة
بمازندران , و قد اثنى عليه مصنف كتاب النقض ايضا ((1970)) .


و اطرى الطبرسي في مقدمة الكتاب على ذلك السلطان و من بين نتاجاته الفارسية يمكن ان نشير الى
كـتاب العمدة قال صاحب كتاب رياض العلما : و له ايضا كتاب العمدة في اصول الدين و في الفرائض
و الـنـوافـل بـالفارسية ((1971)) و في حياة الطبرسي معالم يمكن ان تكون دليلا على سطر من
سطور تاريخ التشيع في القرن السادس و كان الطبرسي من مدينة تفرش , كما ذكر ذلك ابن فندق في
كـلامه قائلا: طبرس منزل بين قاشان واصفهان افلا يمكن ان تشير هذه المسالة الى وجود التشيع
بـتـفـرش في القرن السادس الهجري ؟ و ينبغي ان نقول هنا : ان اسرة الطبرسي كانت في تفرش و
حـسبنا هذا آية على وجود التشيع في تلك البلدة التي كانت قريبة من قم علما ان الطبرسي نفسه لم
يمكث هناك .


و قال ابن فندق بعد كلامه المتقدم : و كان متوطنا مدينة مشهد, و مرقده قريب من مسجد (قتلگاه ) و
هكذا آثر الطبرسي او ابوه العيش مجاورا المرقد الامام الرضا ـعليه السلام و صاهر اسرة كبيرة
مـن الـسادات القاطنين بخراسان , و هم المشهورون بل زباره ثم قدم سبزوار سنة 523 و نقل ابن
فـنـدق ان مـدرسة (دروازه عراق ) كانت تدارباشرافه ((1972)) و هذا معلم ايضا على وجود
الـتـشيع بسبزوار, و من الطبيعي ان جذورة تعود الى ما قبل القرن السادس , كما المعنا الى ذلك في
كتابنا هذا.


و مهما تحدثنا عن احتفا الناس بالسادات في هذه القرون , فهو قليل اذ كانوايحترمونهم احتراما بالغا,
و هو ما ادى الى انتشار التشيع طبيعيا و نقرا في كتاب الفصول الذي صنفه الاستاذ ابوالقاسم يوسف
بن الحسين بن يوسف الهروي , و ترجمه الى الفارسية رشيدالدين الميبدي (م بعد سنة 520) فصلا
مـخـصـوصا بالسادات و ضرورة احترامهم و نلاحظ في هذا الفصل ان الميبدي ذكر الرواية التي
تـدور حـول سـؤال الـسيدة فاطمة الزهرا بنت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه و آله ـ عن سماع اسم
الـحـسـنـيـن عليهماالسلام ليلة المعراج و ترجمها و شرحها بعبارات عذبة ((1973)) و ذكر
اشعارافي وصف السادات , منها هذان البيتان :.







  • اليكم كل مكرمة تؤول
    كفاكم من مديح الخلق طرا
    اذا ما قيل امكم البتول ((1974)) .



  • اذا ما قيل جدكم الرسول .
    اذا ما قيل امكم البتول ((1974)) .
    اذا ما قيل امكم البتول ((1974)) .




بينما كان الميبدي المذكور مصنف كتاب كشف الاسرار ـ سنيا شافعي المذهب اشعري الاعتقاد و مع
هـذا كله كانت الاجوا في ايران معطرة بتعظيم اهل البيت , فتاثر بهاالميبدي و كتب الاستاذ محمد
مـهـدي ركـنـي مـقالة مفصلة تحت عنوان [قبسات التشيع في تفسير كشف الاسرار] ((1975))
استخرج فيها الروايات التي نقلها الميبدي عن الامام اميرالمؤمنين و سائر الائمة حتى الامام الرضا
عـلـيـهم صلوات اللّه يضاف الى ذلك ا نه اعدالفضائل التي ذكرها الميبدي لاهل البيت , بخاصة عند
شـرح الايـات الـنازلة فيهم فان نظرة على المقالة المشار اليها يمكن ان تهدينا الى المدى الذي بلغه
الـتـشيع ـ في معناه المتمثل بالمودة الشديدة لاهل البيت ـ بين علما السنة المعتدلين في ايران خلال
القرن السادس .


كـانـت طـوس في الحقيقة مركزا من مراكز الشيعة في القرن السادس و نعرف عددا من علما هذا
الـقـرن كـانـوا يتلقبون بلقب الطوسي منهم ابو منصور حسين بن عبدالجبار بن محمد الطوسي (م
529) الذي ذكر بعنوان القاضي الفاضل الفقيه الواعظ الثقة ((1976)) و كان عبدالجبار بن حسين
بـن عـبـدالـجبار من هذه الاسرة ايضا و من الحري بالذكر ان الاسرة المشار اليها كانت تقطن في
كاشان و ليس صدفة ان يتلقب عدد كبير من الشيعة بلقب الطوسي , و لا تخلو طوس من التشيع حتى
لو كان امثال الشيخ الطوسي يعيشون في بغداد والنجف و منهم : حمزة بن عبداللّه الطوسي و هو من
علما الشيعة الذين ينتسبون الى هذه المدينة , و ذكره منتجب الدين على ا نه فقيه ثقة ((1977)) .


و نـقل الشيخ آغا بزرك الطهراني في الثقات العيون اسما عدد من الطوسيين الشيعة في ذيل عنوان
الطوسي .


و كـذلـك مـدينة آوه او آبه التي تحدثنا عنها في موضع من هذا الكتاب فقد ظهر فيهاعدد من علما
الـشـيـعـة فـي الـقـرن الـسادس منهم : السيد ابوالفتح الاوي الحسيني , والسيدابو عبداللّه سمت
اسـتـادي ((1978)) و مـنـهم : السيد فخرالدين بابا بن محمد العلوي الحسيني الابي الذي ذكره
مـنـتجب الدين ((1979)) و منهم : الشيخ موفق الدين حسن بن محمد بن حسن المعروف بخواجه
آبـي , و كـان يـسكن في قرية اشده شنئت من توابع الري ((1980)) و منهم : القاضي اشرف الدين
صاعد بن محمد بن صاعد البريدي الابي الذي ذكره منتجب الدين بقوله : فاضل متبحر, و عد تسعة
من مصنفاته ((1981)) و ذكرفي كتاب الثقات العيون عددا آخر من العلما الابيين ((1982)) .


و مـن المناسب ان نشير هنا الى العلما المتلقبين بالمدن الفارسية , الذين اوردهم الشيخ آغابزرك في
كـتـاب الـثـقات (ترجمة علما الشيعة في القرن السادس ) مكتفين بذكرالعدد, و سنعرض في هذا
الـمـجـال معلومات اكثر تفصيلا و ينبغي ان نلتفت الى ان بعض الاشخاص ينحدرون من هذه المدن
لكنهم لم يتلقبوا بها, لذا لم ترد اسماؤهم في الفهرست بهذه الالقاب .


آبـي : 6 , آمـلي : 5 , ابهري : 4 , ابيوردي : 1 , ارآبادي : 1 , اردستاني : 2 , استرآبادي : 8 ,
اصفهاني : 9 , برق رود (قم ): 1 , بزوفر : 1 , بيهقي : 14 , جاسبي : 5 , جرجاني : 5 ,خجندي
: 3 , خوارزمي : 2 , دستگرد (من توابع قم ) : 3 , دوريستي (طرشت ): 6 ,ديلمي : 7 , رازي :
45 , راونـدي : 11 , رويـانـي : 1 , زنـجـانـي : 2 , زينو آبادي : 4 ,سبزواري : 9 , سروي
(سـاري ): 6 , طـالقاني : 2 , طبرسي (تفرش ) : 7 , طبري : 8 ,طوسي : 14 , فراهاني : 1 ,
قـزويـني : 28 , قمي : 34 , قوهدي (من توابع الري ) : 3 ,قوسبيني (و لعل كاسبين اخذت من
هذه الكلمة ): 4 , كابلي : 1 , كاشفري : 1 , كليني : 4 ,كيسكي (في بيهق ): 10 , مازندراني : 3 ,
مامطيري (من توابع مازندران ): 4 , مرعشي :26 , مشهدي : 7 , ميانجي : 1 , نيسابوري : 26 ,
وراميني : 10 , هروي : 1 , هشتكردي :1 , همداني : 9.


و يمكن ان نحصل من الاحصائيات المتقدمة على جدول يرسم لنا نمو التشيع في كل مدينة من المدن
الـمذكورة و من الطبيعي ان مناطق ك ((بيهق )) و تعد في مصاف المناطق الشيعية بوضوح مع هذا,
نـلاحظ في قزوين التي كانت من المناطق السنية عددا لافتا للنظرمن علما الشيعة و نجد في قسم
مـن اقسام المسجد الجامع بقزوين , و هو (طاق جعفري )ـ بناه خمارتاش بن عبداللّه بين سنة
500 و 509 هـ ـ نقوشا تعود الى هذا القرن و من المؤسف ا نها وردت في مينودر بنحو يتعذر قراتها و
جـا فـيها بعد الصلاة على خاتم الانبيا عبارات غير واضحة , يليها ما نصه : و رحمة اللّه على امير
المؤمنين , و امام المسلمين , و ابن عم الرسول , و زوج البتول , ابي الحسنين مظهر العجائب , و مظهر
الغرائب ,الشهاب الثاقب , و غالب كل غالب , و نقطة دائرة المطالب , علي بن ابي طالب ((1983)) .


و ارخ الـرافـعـي لـمـديـنة قزوين في القرن السادس , فعد احياها و قراها, و اشار الى منطقة من
مـنـاطقها, و هي الزهرا, فقال : و اكثر اهل الزهرا من الشيعة و اكثر اهل البشاريات و السفح من
الحنفية و اهل ساير النواحي شافعيون ثم نقل حكاية , فقال : رايت في بعض المجاميع ان غريبا حضر
فـي قـريـة مـن قـرى قزوين اهلها متناهون في التشيع , فسالوه عن اسمه ,فقال : عمران يضربونه و يستخفون به , فقال : لست بعمر, انما انا عمران , فقالوا, فيك حروف من عمر و حرفان
((1984)) و نقل الراغب الاصفهاني هذه الحكاية نفسها في قرية تدعى يزداد, كان
اهـلها شيعة ((1985)) و من الجدير بالذكر ان الرافعي ذكر قبرا من قبور اولاد الامام الرضا ـ
عـلـيـه الـسـلام ـ فـقال : و فيه قبر جماعة من العلوية والشيعة ((1986)) و هذا القبر هو قبر
الـحـسـيـن المعبر عنه هناك (شاهزاده حسين ) و عليه بنا فخم و نقرا في تاريخ قزوين للاستاذ
مدرسي طباطبائي نبذة تاريخية عن القبر مع الوثائق المتعلقة به .


و كـان عـبدالجليل القزويني الرازي في عداد علما الشيعة الكبار في القرن السادس و هو قزويني
المحتد, رازي الموطن .


و كـانت الري من المراكز الاصلية للتشيع و نظرا الى اهميتها العلمية , هاجر اليها كثيرمن الشيعة
طـلـبـا للعلم , و رغبة في الحضور في مركز علمي و مثالنا على ذلك عبدالجليل القزويني الرازي
مـصـنف كتاب نقض و لهذا السبب نلاحظ في المعلومات الاحصائية المتقدمة خمسة و اربعين عالما
شـيعيا, لا ريب في انهم يمثلون قسما من علما الشيعة في المدينة المذكورة و من ابرز علما الشيعة
فـي هـذا القرن : قطب الدين سعيد بن عبداللّه بن حسين بن هبة اللّه الراوندي (515 ـ 573) و
يـنـحـدر من راوند الواقعة على بعد اثني عشركيلومترا عن كاشان في طريق قم و هو احد الذين
هاجروا الى الري ذكر ابن حجر ترجمته في لسان الميزان (3 : 48) نقلا عن تاريخ ري , لمصنفه
مـنتجب الدين و هذا و غيره من الادلة الاخرى التي نقلها الاستاذ عبدالعزيز الطباطبائي معلم على
سـكـنـه فـي الري ((1987)) صنف الراوندي كتبا منها: منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة , و
قـصـص الانبيا, و فقه القرآن , و الخرائج و الجرائح و ثمة نسخ لا تزال باقية من كتبه التي بلغت
قـرابـة ثـمـانـيـة عشر كتابا, و قد طبع جلها و كانت له كتب اخرى يؤسفنا ا ننا لا نجد اثرا منها
حـتـى الان و احـصـى الاسـتـاذ الـطباطبائي له ستة و خمسين كتابا و لم يلحظ بين آثاره كتاب
بـالـلـغـة الـفارسية و ذكر الاستاذ ايضا عددا من الشخصيات البارزة من آل الراوندي بينهم تسعة
مـن اصفهان و يتمتع بعضهم بمواصفات دقيقة من الوجهة الجغرافية منهم على سبيل المثال :ابو نصر
حسن بن محمد بن ابراهيم بن احمد بن علي يونارتي اصفهاني و كانت يونارت من القرى الواقعة في
باب اصفهان و هذا الرجل من مشايخ قطب الدين الراوندي ((1988)) .


و يـنـبـغي ان نلاحظ ان علما الري كانوا يذهبون في البداية الى بغداد لطلب العلم و نعرف من هؤلا
نـمـاذج مـن الرازيين والوراميين الذين كانوا تلاميذ الشيخ الطوسي مع هذا كانت الري في الدرجة
الثانية , اذ تقاطر عليها طلاب العلم من ارجا شتى من منطقة الجبل و توجه السيد ابوالرضا فضل اللّه
بـن عـلي بن عبيداللّه الراوندي (المتوفى بعد سنة 572) من راوند الى بغداد لطلب العلم يوم كان
شابا و فيها عثر على نسخة من نهج البلاغة بخط الشريف الرضي , فاستنسخ لنفسه منها نسخة اتمها
سنة 510 , ثم عاد الى كاشان فتوطنها.


قـال الـسمعاني في ذيل مدخل (قاساني ) : و هذه النسبة الى قاسان ـ و هي بلدة عند قم على ثلاثين
فـرسـخا من اصفهان ـ دخلتها و اقمت بها يومين و اهلها من الشيعة و كان بها جماعة من اهل العلم و
الـفـضـل و ادركت جماعة منهم بها و ادركت بها السيد الفاضل اباالرضا فضل اللّه بن علي (العلوي )
الحسيني القاساني , و كتبت عنه احاديث و اقطاعا من شعره و لما وصلت الى باب داره قرعت الحلقة ,
و قـعـدت عـلـى الـدكـة انتظر خروجه , فنظرت الى الباب فرايت مكتوبافوقه بالجص : ((انما
يـريـداللّه لـيـذهـب عـنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا ((1989)) ))و ذاع صيته في
عـصـره , و كـان مـن افـضـل المدرسين في كاشان , و له المدرسة المجدية ((1990)) و ذكره
عـبـدالـجـلـيـل ايـضـا و نـوه بـعلمه كما ذكره عمادالكاتب في خريدة القصر معظما اياه بالقاب
كـثـيرة ((1991)) و استدل الاستاذ عبدالعزيزالطباطبائي على ا نه اول من شرح نهج البلاغة و
عـرفـت مـن شـرحه نسختان و نلحظ بين كتبه كتابا بعنوان ترجمة العلوي للطب الرضوي , و هو
ترجمة فارسية للرسالة الطبية للامام الرضاـ عليه السلام و كان المترجم له شاعرا بارزا, و طبع
ديوانه بجهود (محدث ارموي ) و ننقل فيما ياتي ثلاثة ابيات منه للتبرك :.






  • الا يا آل احمد يا هداتي
    ارادكم الحسود بكيد سؤ
    يريد ليطفئ النور المصفى
    و يابى اللّه الا ان يتمه ((1992)) .



  • لقد كنتم ائمة خير امه .
    فاصبح ما اراد عليه غمه .
    و يابى اللّه الا ان يتمه ((1992)) .
    و يابى اللّه الا ان يتمه ((1992)) .




و كـان الـسـيد كمال الدين ابو المحاسن احمد بن فضل اللّه الحسني من اولاد ابي الرضاالراوندي
شغل منصب القضا مدة في كاشان , و مكث فترة في اصفهان ذكره منتجب الدين ((1993)) .


و كـانت جميع القرى التابعة لكاشان شيعية ما عدا راوند و احدى هذه القرى (ماه آباد)التي ينتسب
الـيها افضل الدين حسن بن علي ماهابادي ((1994)) , الذي اثر عنه شرح على نهج البلاغة , و كان
شـاعـرا ايـضا و من تلاميذه منتجب الدين الذي احصى عددا من آثاره ((1995)) و اشار منتجب
الدين الى جده الذي كان من علما الشيعة ((1996)) و فيما ياتي ابيات من شعره في مدح اهل البيت :.







  • على انني مولى لال محمد
    معادن وحي اللّه اعلام دينه
    نجوم الهدى , والمنقذون من الردى
    عليهم سلام اللّه غير مصرد
    كفا لذاك الفضل والخلق الجزل ((1997)) .



  • هم شفعائي قد وصلت بهم حبلي .
    هم كلمات اللّه في الصدق والعدل .
    ليوث الوغى لكنهم سحب المحل .
    كفا لذاك الفضل والخلق الجزل ((1997)) .
    كفا لذاك الفضل والخلق الجزل ((1997)) .




و كانت بيهق من المراكز الشيعية ايضا, و ان كثر فيها الزيدية و المعتزلة في القرن السادس .


و مـن الـشـخصيات الشيعية المشهورة فيها يومئذ: قطب الدين محمد بن حسين البيهقي النيسابوري
الـمـعروف بقطب الدين الكيدري و كان حيا حتى اوائل القرن السابع ,و بالتحديد حتى سنة 610 له
كتاب مهم عنوانه حدائق الحقائق في شرح نهج البلاغة ,و قد طبع بجهود الاستاذ عطاردي و صنف
كـتـابـا مفصلا في عقائد الشيعة بالفارسية , و هوبعنوان مباهج المهج في مناهج الحجج , و لم يطبع
بـعـد, بـيـد ان نـسخا منه لا تزال موجودة ((1998)) و قام حسن بن حسين الشيعي السبزواري
بـتلخيص هذا الكتاب , وسمى تلخيصه بهجة المباهج , و هو الان تحت الطبع و طبع للكيدري ايضا
كتابه الفقهي اصباح الشيعة , و هو باللغة العربية .


و يـنبغي ان نذكر شخصية معتزلية ذات ميول شيعية , و هو ابن فندق , ظهيرالدين البيهقي ـ علي بن
زيد الانصاري الاوسي ـ (493 ـ 565) شارح نهج البلاغة و عنوان شرحه المعارج , و له لباب
الانـسـاب , و تـاريخ بيهق و ترجم له الكثيرون ترجمة مفصلة منهم :الاستاذ السيد محمد مشكوة
الـقـزويني , دانش پژوه في مقدمة المعارج و الاستاذالطباطبائي في مجلة تراثنا, و ترجمته اكثر
تـفـصـيلا من الاخرين ((1999)) و لد المترجم له في قرية (ششتمد((977))) احدى قرى
سبزوار و اشتهر بالبيهقي بحق و لا يرتاب احد في علمه , و لكن مذهبه موضع شك فهل كان شيعيا
ام حنفيا ام شافعيا ((2001)) ؟و اما هواه الشيعي , فيتبين من كتاب لباب الانساب في نسب العلويين ,
و كـتـاب الـمـعارج في شرح نهج البلاغة و من الملحوظ هنا ان الشيعة كانوا معتدلين جدا في تلك
الـبـرهـة و تـحـدثـنـاعن ذلك في شرحنا على كتاب نقض و نحن نعلم ان البيهقي كان من اصدقا
عـبـدالـجـلـيـل مـؤلـف الـكتاب المشار اليه ((2002)) و ان كتابه لباب الانساب كتاب رائع في
تاريخ العلويين و يعد ـ بدوره ـ مصدرا في تاريخ التشيع ايضا و من الجالب للانتباه في غضون ذلك ان
عبدالجليل الرازي , الذي ذكر البيهقي معاشرته اياه , جعل البيهقي في عداد اكابرالشيعة ((2003))
كما ان معاصره الاخر ابن شهر آشوب وضعه في مصاف مصنفي الشيعة ((2004)) .


و من المناسب ان نذكر الكتب الفارسية المصنفة في القرن السادس , فنشير الى كتاب نزهة الزاهد و
نـهزة العابد و من المؤسف ان مؤلفه مجهول و ذكر العلامة الشيخ آقابزرك ان بعض المصنفين نقلوا
مـن الـكـتاب المشار اليه في كتبهم , و من هذه الكتب : معتقد الامامية ,و سفينة اهل البيت , و زبدة
الـدعـوات , و كـفاية المهمات و توجد نسخ منه في المكتبات ((2005)) و لعل هذا الكتاب الجميل
صـنف سنة 596 , و ينبغي الا ننسبه الى الطبرسي المتوفى سنة 548 و ورد في فهرس المجلس
نموذج من الفاظه , لا شك ا نه يبين نسبته الى القرن السادس ((2006)) .


و يمكن ان نشير الى كتاب آخر من الكتب الفارسية في ذلك القرن , مع اسانا على ضياع اصله , و هذا
الـكـتـاب هـو رامـش افزاى آل محمد ((2007)) و يعني الذي يزيد الفرح والطرب و مؤلف هذا
الـكـتـاب هو الشيخ محمد بن حسين المحتسب و قرا منتجب الدين نفسه قسما من هذا الكتاب على
المؤلف و نقل ابن شهر آشوب مقطوعتين منه في كتابه :مناقب آل ابي طالب ((2008)) .


و يـجب ان نلمع الى ترجمة نهج البلاغة من بين الكتب الفارسية الشيعية في القرن السادس و تاريخ
الـترجمة سنة 573 و يلاحظ في هذه النسخة نهج البلاغة مع ترجمة فارسية في ثنايا سطوره و
تحتفظ المكتبة المركزية في جامعة طهران بنسخة منه ((2009)) .


امـا فـي حقل الادب الشيعي المنظوم في ذلك القرن , فلابد ان نشير الى شعر سنائي (المتوفى سنة
545) و قـد عـد من شعرا الشيعة و نقلنا آنفا كلام عبدالجليل في شعراالشيعة , بخاصة سنائي و
مافتئ السؤال مثارا حول هذه الضروب من الشعر, فهل هي تدل على تشيع امامي خالص ام على هوى
شيعي ؟ و لكن ينبغي الالتفات ـ على اي حال ـ الى ان التشيع يبدا بمودة اهل البيت , و ينتهي بطاعتهم
عبر معرفتهم معرفة عميقة .


و نـنـقـل فـيـمـا ياتي شيئا من اشعار سنائي التي اختارها الاستاذ احمدي بيرجندي و تعريبها : يا
امـيـرالمؤمنين حبك في قلبه كالروح , و كل من لا يقترن عشقك بروحه فسوف يحرم من جنات العلى بلاخلاف , و
سوف يخلد في النار محروما محزونا ((2010)) .


و قـال في موضع آخر و تعريبهما : اذهب و تحر مدينة العلم و سر فيها باتئاد, فالى متى تبقى خلف
الـباب كحلقة الباب ؟ و لما كنت تعرف ان حيدرا هو باب مدينة العلم ,فلا يحسن بك ان تتخذ غيره
اميرا و سيدا ((2011)) .


لى ان قال : اذا خلت نفسك مؤمنا, فية ذلك اعتناق دين جعفر (الصادق عليه السلام ) ((2012)) .


و يـمكن ان يدل البيت الاخير على تشيع جعفري كان يعتقد به الشاعر و نظم سنائي قصيدة في مدح
الامـام الـرضـا ـ عـلـيه السلام , قال فيها و تعريبهما: للدين حرم في خراسان ييسر لك العسير يوم
الـمـحشر هو كالكعبة المكتظة بالزوار الوافدين من كل مكان و كالعرش الحافل بالملائكة في كل
زمان ((2013)) .


و يواصل الشاعر مدحه حتى نلحظ في هذه القصيدة مضامين تجعل الشاعر في عدادالشيعة الامامية
مـع هذا لا يمكن ان نلغي وجود مثل هذه الافكار التي تقر بالامام علي ـعليه السلام ـ اماما للشيعة و
هي تمجد من سبقه من الحكام .


/ 33