أحاديث
الثلاثة
يبقى البحث
في خصوص أحاديث البزنطي، وصفوان، وابن ابي عمير حيث
ذكر الشيخ الطوسي انهم لا يروون ولا يرسلون إلا عن
ثقة، ونقل عن الطائفة انها سوّت بين مراسيلهم
ومسانيد غيرهم، فان تم ذلك حصل امتياز لهؤلاء
الرواة الثلاثة، ولزم العمل باحاديثهم اجمع مسانيد
ومراسيل.لكن ناقش
فيه استاذنا المحقق الخوئي: بأن الظاهر من عبارة
الشيخ الطوسي انه اجتهد في دعواه أن اولئك الثلاثة
لا يروون، ولا يرسلون إلا عن ثقة، حيث قال: «فان كان
ممن يعلم بأنه لا يرسل إلا عن ثقة الخ». وليس هذا
شهادة منه بوثاقة من يروون عنه، وإنما هو استعلام
من حالهم بحسب اجتهاده، فلا يكون حجة في حقنا.ويورد
عليه، بأنه منافي لما نقله الشيخ الطوسي من تسوية
الطائفة بين مراسيل اولئك الثلاثة، ونظائرهم، وبين
ما اسنده غيرهم، لظهوره في ان عدم إرسال الثلاثة عن
غير الثقة كان معروفاً لدى الطائفة ولاجله اعتمدت
على مراسيلهم، فلا يكون اجتهاداً منه.وأجاب
الاستاذ عن ذلك: بان الشيخ الطوسي، وإن نقل عن
الطائفة التسوية بين مراسيل الثلاثة، ومسانيد
غيرهم، إلا انه اجتهد في أن سبب ذلك عدم ارسالهم عن
غير الثقة، ولم ينقله لنا عن الطائفة.