ومن هنا
يمكن عروض الزحاف في تعبيره عن الستة الاواسط
والاواخر ب «تصحيح ما يصح عنهم»، وأن الصحيح ما عبر
به عن الاوائل من التصديق والانقياد لهم بالفقه
فقط.
التسامح
في دعوى الاجماع
الثالث: إن
التسامح في دعوى الاجماع، واستعمال لفظه في غير ما
وضع له حدث كثيراً في كلام القدماء، وذلك مما يوهن
الاعتماد على دعواه في محل البحث. توضيح ذلك:أن الاجماع
في اللغة عبارة عن الاتفاق، فيقال: أجمع القوم على
الامر أي اتفقوا عليه(1).وبذلك عرفه
الفقهاء كما سبق، وقال الشيخ الأنصاري: «ان الاجماع
في مصطلح الخاصة، بل العامة الذين هم الاصل له، وهو
الأصل لهم، هو اتفاق جميع العلماء في عصر، كما
ينادي بذلك تعريفات كثير من الفريقين... كما نراهم
يعتذرون كثيراً عن وجود المخالف بانقراض عصره»(2)._____________________(1) أقرب
الموارد، مادة جمع.(2) فرائد
الأصول ص 48.