8 -
الأَحاديثُ المُعَلّلَة .. (معنى العلّة)
تطلق
العّلة بالكسر ويراد بها المرض، وبهذا اللحاظ
اعتبر في حجية الخبر سلامته من العلة، وفسّرت بما
يقدح في الخبر من أمور خفّية، كالارسال فيما ظاهره
الاتصال، كما سبق(1). وأطلق لفظ (المعللة) على
الأخبار ذات العلل بهذا المعنى(2).كما تطلق
العلّة ويراد بها السبب، ومنه التعليل، فانه «عند
أهل المناظرة تبيين علة الشيء، ويطلق أيضاً على ما
يستدل فيه من العلة على المعلول، ويسمى برهاناً
لمّياً»، ويقال: تعلل الرجل أبدى الحجة، وتمسك
بها(3).وهذا
المعنى هو مرادنا ب(الأحاديث المعللة) في محل
البحث، وهي التي ورد الحكم فيها مصحوباً بعلة
تشريعه، وبيان سببه، فان المشّرع لمّا كان حكيماً
لا يصدر منه العبث والجزاف، ولا يكلف بما لا داعي
اليه وإنما هناك دواعي للتشريع من مصالح ومفاسد
تدعو للبعث نحو فعل والزجر عن آخر سواء ثبتت لنفس
الجعل والتكليف أو لمتعلقه أي المكلف به، وتلك
الدواعي تسمى بعلل الأحكام وبالأسباب الداعية
اليه، ولا وجه للتفرقة بين العلة والسبب، كما تسمى
بمناطات الأحكام بمعنى أن الشرع قد أناط أحكامه بها
أي علّقها عليها، وبملاكات الأحكام جمع ملاك وهو
قوام الأمر. هذا ما يقتضيه الواقع ومقام ثبوت الحكم.وأما في
مقام إثباته فان أدلة التشريع وردت غالباً مجردة عن
ذكر_____________________________(1) انظر ص 25
- 26(2) منتقى
الجمان ج 1 ص 8(3) أقرب
الموارد، مادة علل