وبذلك يثبت
وثاقة احمد بن الغضائري واعتباره.
الاكثار
من جرح الثقات
نعم يبقى
البحث في النقاش المشهور في قبول قوله، وهو أنه قد
أكثر من جرح الثقات وتعدى الحد فيه، ولم يرَ
الأصحاب له مبرراً، ولأجله وهّنوا تضعيفاته، ورموه
بعدم التحقيق.قال الوحيد
البهبهاني: «.... قلّ أن يسلم أحد من جرحه أو ينجو من
قدحه، وجرح أعاظم الثقات وأجلاء الرواة الذين لا
يناسبهم ذلك. وهذا يشير الى عدم تحقيقه حال الرجال
كما هو حقه، أو كون أكثر ما يعتقده جرحاً ليس في
الحقيقة جرحاً.... وقال الشهيد الثاني - رحمه اللّه -
(شرح البداية)(1): وقد اتفق لكثير من العلماء جرح بعض
فلما استفسر ذكر ما لا يصلح جارحاً، قيل لبعضهم: لمَ
تركت حديث فلان؟. فقال: رأيته يركض على برذون(2)...
وبالجملة لا شك أن ملاحظة حاله توهن الوثوق بمقاله
الخ»(3).وقال السيد
بحر العلوم: «... هذا الشيخ الذي قد بلغ الغاية في
تضعيف الروايات والطعن في الرواة، حتى قيل: إن
السالم من رجال الحديث من سلم منه، وإن الاعتماد
على كتابه في الجرح طرح لما سواه من الكتب... فانه قد
ضعّف فيه كثيراً من أجلاء الأصحاب المعروفين_____________________________(1) وهو كتاب
(درايته)، أنظر ص 71 منه(2) البرذون
«ضرب من الدواب دون الخيل وأقدر من الحمر» أقرب
الموارد، مادة برذن.(3) تعليقة
منهج المقال ص 24.