• عدد المراجعات :
  • 3451
  • 11/20/2006
  • تاريخ :

المدارس الاسلامية في الهند تعلم التسامح بين الاديان

 

لا تتخلف التلميذة الهندية جوليتا اوراون المسيحية الملتزمة عن قداس الاحد قط لكنها في بقية أيام الاسبوع تدرس اللغة العربية والادب الصوفي بين مواد أخرى في مدرسة اسلامية.

جوليتا واحدة من عشرات الالوف من التلاميذ الهندوس والمسيحيين في ولاية البنغال الغربية الذين يدرسون حاليا في مثل هذه المدارس التي يرى كثيرون أنها ارض خصبة لنشر التحامل الديني وحتى الارهاب في أغلب ارجاء اسيا.

وفي هذا الجزء من الهند تظهر هذه المدارس كمنارات للتسامح الديني. ورغم أن ولاية البنغال الغربية تقطنها أغلبية من الهندوس الا أن ربع سكانها البالغ عددهم 80 مليون نسمة من المسلمين وواحدا بالمئة من السكان من المسيحيين.

وقتل الالوف في صراعات طائفية قبل وبعد تقسيم شبه الجزيرة الهندية عام 1947. وشهد عقدا الستينات والسبعينات من القرن الماضي أعمال عنف أكثر بعد وصول مئات الالوف من المسلمين الذين يتحدثون البنغالية والهندوس مما كان يعرف في ذلك الوقت باسم باكستان الشرقية وهي بنجلادش الحالية.

لكن لم تقع اشتباكات طائفية كبرى لعقود بعد ذلك في الولاية التي كان يحكمها الشيوعيون أغلب الوقت منذ استقلال الهند والذين فازوا في الانتخابات استنادا لسياسات توفر فرص عمل للمسلمين.

وكوفيء التيار اليساري على ذلك بسخاء بتأييد ساحق من جانب المسلمين في الانتخابات.

لكن في أعقاب أعمال العنف في الستينات والسبعينات تحرك المسؤولون كذلك لاصلاح المدارس الحكومية وبخاصة المدارس الاسلامية.

وفي عام 1977 بدأوا في اصلاح مناهج المدارس الاسلامية بادخال التاريخ والعلوم الاجتماعية الى جانب الدراسات الدينية الاساسية.

وبعد عام 2002 وبناء على توصية من لجنة مختصة أصبح التلاميذ يدرسون العلوم والجغرافيا والحساب. وهناك خطط لبدء تدريس اللغات الاجنبية كذلك في وقت قريب.

وارجع الفضل الى هذه التغييرات في احداث تغيير في الصورة الاجتماعية العامة للطوائف المختلفة في الولاية وفي اجتذاب المدرسين والتلاميذ من أديان أخرى للمدارس الاسلامية. وعينت مجالس ادارة هذه المدارس مدرسين غير مسلمين في اطار سعيها لايجاد أفضل المدرسين لتلاميذها.

والان يقول المسؤولون ان نحو 25 بالمئة من تلاميذ هذه المدارس البالغ عددهم 400 الف ونحو 15 بالمئة من المدرسين البالغ عددهم عشرة الاف من غير المسلمين.

ويقول احمد حسن عمران الامين العام للمجلس الاسلامي في البنغال "في السبعينات تزايد الافتقار للثقة وكان يعتقد أن المسلمين اصدقاء لباكستان وفي الاغلب جواسيس... لكن هذا الاعتقاد تغير بالتدريج مع ادخال الاصلاحات في المدارس وفي معاهد تعليمية أخرى."

ويرى سوابان برامانيك الخبير البارز في علم الاجتماع ونائب رئيس جامعة فيديا ساجار في كولكاتا كذلك أن الاصلاحات ساعدت في رأب الصدع.

ويقول "المظهر العام المحافظ للمسلمين وكذلك للهندوس قد تغير... التغييرات امتدت الى اولياء الامور والى المجتمع بأسره الذي تمكن من نشر رسالة التجانس."

ويقول الخبراء ان الاصلاحات انقذت حياة البعض.

وقال عمران انه بعد أن دمر هندوس مسجدا في مدينة ايوديا الشمالية المقدسة في عام 1992 سادت أغلب ارجاء الهند أعمال شغب طائفية لكن في البنغال قاد تلاميذ المدارس الاسلامية من المسلمين والهندوس مسيرات تشجب هدم المسجد.

وفي أعقاب أعمال شغب مناهضة للمسلمين في جوجارات بعد ذلك بنحو عشر سنوات سارع المسلمون والمسيحيون والهندوس في البنغال للاجتماع لتأكيد هدوء الاجواء بينهم. وعرضت حكومة الولاية على ضحايا العنف فرصة للاقامة والاستقرار في البنغال الغربية.

وقال كانتي بيسواس وزير التعليم بالولاية لرويترز "الناس تجد صعوبة في تصديق ذلك لكن مدارسنا... تعكس الطموحات المعاصرة وتوقعات المجتمع بصرف النظر عن الدين."

وأضاف "اعددنا بعناية اصلاحات المدارس لجعل العقول الصغيرة تفهم قيم التسامح الديني. والامر أتى بثماره في نهاية الامر."

وفي حي جالبايجوري على مسافة نحو 500 كيلومتر شمالي كولكاتا عاصمة الولاية تحصل جوليتا (14 عاما) على درجات أعلى في اختبارات اللغة العربية بالمقارنة بزميلاتها المسلمات في مدرسة بادايتاري اوجيريا.

وتقول "أحب المادة جدا وحقيقة انني مسيحية لم تسبب لي مشكلة على الاطلاق مع صديقاتي المسلمات."

ودعا المخرج السينمائي البنغالي الشهير مرينال شون العضو السابق في لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي الى تعميم تجربة الولاية في مختلف ارجاء البلاد.

وقال "لا يسعني سوى الشعور بالاعجاب تجاه أسلوب عمل بعض هذه المدارس من أجل تحقيق التجانس في المجتمع."

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)