• عدد المراجعات :
  • 1715
  • 8/13/2006
  • تاريخ :

اعترافات امرأة غربية

المرأة المسلمة

ليس جديداً القولُ بأن الحملة على الإسلام ، وتشويه حقائقه ، هي على أشدها في الغرب ، حتى إن المسلمين غدوا في ظن بعض الغربيين أُناسا وثنيِّين ، يعبدون القمر ، لكن ما يُشِيع البهجة أن الإسلام أكثر الأديان انتشاراً في العالم ، وربما كان ذلك أحد أسباب حقد الغرب عليه .

فكثيرون في الغرب وجدوا ضالَّتهم المنشودة في الإسلام ، بعد أن تنكَّبَت بهم سُبُل البحث عن الهداية في مجتمعات مادية ممسوخة .

ومن أكثر الدعاوى التي يُردِّدُها الإعلام الغربي عن الإسلام ، الادِّعاء بأنه يقهر المرأة ، ويجور عليها ، ورغم أنَّ هذا الادِّعاء رُدَّ عليه مراراً قبل أكثر من مِائة عام ، إلا أنَّ الردَّ هذه المرَّة يأتي من امرأة غربية ، اعتنقت الإسلام حديثاً .

تعالوا نقف على تفاصيل رؤيتها تلك ، حيث قالت : في أوقات كان الإسلام يواجه فيها عِداءً سافراً في وسائل الإعلام الغربية ، ولا سِيَّما في القضايا التي كان موضوع نقاشها المرأة .

وربما كان من المثير للدهشة تماماً أن يتبادر إلى علمنا أن الإسلام هو الدين الأكثر انتشاراً في العالم ، كما أن من العَجَب العُجَاب أن غالبية من يتحوَّلون عن دياناتهم إلى الإسلام هم من النساء .

ومن أكثر الدعاوى التي يُردِّدُها الإعلام الغربي عن الإسلام ، الادِّعاء بأنه يقهر المرأة ، ويجور عليها ، ورغم أنَّ هذا الادِّعاء رُدَّ عليه مراراً قبل أكثر من مِائة عام ، إلا أنَّ الردَّ هذه المرَّة يأتي من امرأة غربية ، اعتنقت الإسلام حديثاً .

إن وضع المرأة في المجتمع ليس بقضية جديدة ، وفي رأي العديد من الأشخاص فإن مصطلح ( المرأة المسلمة ) يرتبط بصورة الأُمَّهات المُتعَبَات اللَّوَاتي لا هَمَّ لَهُنَّ إلا المطبخ ، وهن في الوقت عينه ضحايا للقمع في حياة تحكمها المبادئ ، ولا يقر لَهُنَّ قرار إلا بتقليد المرأة الغربية ، وهكذا .

ويذهب بعضهم بعيداً في بيان كيف أن الحجاب يشكل عقبة في وجه المرأة ، وغمامة على عقلها ، وأن من يَعتَنِقْنَ مِنهنَّ الإسلام ، إما أنه أُجرِي غَسل دماغ لَهُنَّ ، أو أنَّهن غبيَّات ، أو خائِنات لِبَنات جِنسِهِنَّ .

إنني أرفض هذه الاتهامات ، وأطرح السؤال التالي : لماذا يرغب الكثير والكثير جِداً من النساء اللَّواتي وُلدْنَ ، ونَشأْنَ ، فيما يدعى بـ( المجتمعات المتحضرة ) في ( أوروبا ) ، و( أمريكا ) ، في رفض حَريتِهِنَّ ، واستقلالِيَّتِهِنَّ ، بُغْية اعتناق دينٍ يُزعَم على نطاق واسع أنه مُجحفٌ بِحقِّهِنَّ ؟ .

بصفتي مسيحية اعتنقت الإسلام ، يمكنني أن أعرض تجربتي الشخصية ، وأسباب رفضي للحرية ، التي تَدَّعي النساء في هذا المجتمع أنَّهن يتمتَّعن بِها ، ويؤثِرْنَها على الدين الوحيد ، الذي حَرَّر النساء حقيقة ، مقارنة بنظيراتِهِنَّ في الديانات الأخرى .

قبل اعتناقي للإسلام ، كانت لدي نزعة نسائية قوية ، وأدركتُ أنه حيثما تكون المرأة موضع اهتمام .

فإن ثَمَّة كثيراً من المراوغة والخداع المستمرَّينِ بهذا الخصوص ، ودون قدرة مني على إبراز كِيَان هذه المرأة على الخارطة الإجتماعية .

لقد كانت المعضلة مستمرة ، فقضايا جديدة خاصة بالمرأة تُثَار دون إيجاد حلِّ مرض لسابقاتها .

ومثل النسوة اللَّواتي لديهِنَّ الخلفيَّة ذاتها التي أمتلكها ، فإنني كنت أطعن في هذا الدين ، لأنه كما كنت أعتقد دينٌ متعصِّب للرجل ، على حساب المرأة ، وقائم على التمييز بين الجنسين ، وأنه دين يقمع المرأة ، ويَهِبُ الرجل أعظمُ الامتيازات .

كل هذا اعتقاد إنسانة لم تعرف عن الإسلام شيئاً ، إنسانه أعمى بَصَرَها الجهلُ ، وقبلت هذا التعريف المشوَّه قصداً للإسلام ، على أنني ورغم انتقاداتي للإسلام ، فقد كنت داخلياً غير قانعة بوضعي كامرأة في هذا المجتمع .

وبدا لي أن المجتمع أوهم المرأة بأنه منحها الحرية ، وقبلت النسوة ذلك دون محاولة للاستفسار عنه ، لقد كان ثَمَّة تناقض كبير بين ما عرفته النساء نظرياً ، وما يحدث في الحقيقة تطبيقاً .

لقد كنتُ كلما ازداد تأملي أشعر بفراغ أكبر ، وبدأت تدريجياً بالوصول إلى مرحلة كان عدم اقتناعي بوضعي فيها كامرأة في المجتمع انعكاساً لعدم اقتناعي الكبير بالمجتمع نفسه ، وبدا لي أن كل شيء يتراجع إلى الوراء رغم الادعاءات .

لقد بدا لي أنني أفتقد شيئاً حيوياً في حياتي ، وأن لا شيء سيملأ ما أعيشه من فراغ ، فكوني مسيحية لم يحقّق لي شيئاً ، وبدأت أتساءل عن معنى ذكر الله مرة واحدة ، وتحديداً يوم الأحد من كل أسبوع .

وكما هو الحال مع الكثيرين من المسيحيين غيري ، بدأت أفيق من وهم الكنيسة ونفاقها ، وبدأ يتزايد عدم اقتناعي بمفهوم الثالوث الأقدس ، وتأليه

المسيح ( عليه السلام ) .

وبدأت في نهاية المطاف أتمعن في الدين الإسلامي ، وتركَّز اهتمامي في بادئ الأمر على النظر في القضايا ذات العلاقة بالمرأة .

وكم كانت تلك القضايا مَثَار دهشتي ، فكثير ممّا قرأت وتعلمت علَّمني الكثير عن ذاتي كامرأة .

وأين يكمن القمع الحقيقي للمرأة في كل نظام آخر ، وطريقة حياة غير الإسلام الذي أعطى المرأة كل حقوقها ، في كل منحى من مناحي الحياة .

ووضع تعريفات بَيَّنت دورها في المجتمع ، كما هو الحال بالنسبة للرجال في كتابِهِ العزيز : قال تعالى : (

وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ) النساء 124 .

ولما انتهيت من تصحيح ما لدي من مفاهيم خاطئة حول المنزلة الحقيقية للمرأة في الإسلام ، اتجهت لأنهل المزيد ، فقد تولدت لدي رغبة لمعرفة ذلك الشيء ، الذي سيملأ ما بداخل كياني من فراغ .

فانجذب انتباهي نحو المعتقدات والممارسات الإسلامية ، ومن خلال المبادئ الأساسية فحسب كان يمكنني أن أدرك إلى أين أتوجه وفقاً للأولويات .

لقد كانت هذه المبادئ في الغالب هي المجالات التي لم تَحْظَ إلا بالقليل من الاهتمام أو النقاش في المجتمع ، ولما درست العقيدة الإسلامية ، تَجَلَّى لي سبب هذا الأمر ، وهو أن كل أمور الدنيا والآخرة لا يمكن العثور عليها في غير هذا الدين ، وهو الإسلام .


الإسلام السياسي والغرب

منزلة المرأة في الغرب والنظرة الاسلامية

الحجاب عند الاقوام والملل

الوجوه المتبدلة للاسلام السياسي

أخلاقية المرأة بين الإسلام والغرب في فكر الإمام الخميني (قده) 

مسؤولية المرأة في الاسلام 

من يحدد النشاط السياسي المشروع للمرأة؟

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)