• عدد المراجعات :
  • 2174
  • 7/29/2006
  • تاريخ :

وضع الحدود وإحترامها لحياة زوجية هادئة

وضع الحدود وإحترامها = حياة زوجية هادئة

تعتري الحياة الزوجية احداثاً يومية كثيرة وبمرور الايام والشهور والسنين نرى تكدس وتجمع تلك المشاكل وقد تصل الى درجة انها تشكل تلالاً وجبالاً يصعب ازالتها ونتيجة لذلك تنقلب الحياة بين الرجل والمرأة من نعيم الى جحيم ومن ثم يصبح إستمرارها مستحيلاً وبالتالي تصل الامور الى النهاية المحزنه , الطلاق البغيض الذي يدمر حياة الطرفين والاسرة معا .

ما الذي سبب كل تلك المشاكل عبر الايام والسنين ؟ هل بنيت تلك العلاقة على وهم وسراب ؟ هل كان الاختيار خاطئ وغير موفق ؟ ألم يتعرفا على بعض قبل البدأ بتلك العلاقة ؟ هل فكرا في مصيرهما قبل الموافقة على الزواج ؟

الجواب في الغالب هو إن تلك العلاقة لم تبن على وهم وسراب ولم يكن الاختيار جاطئ وانهما تعرفا على بعض قبل الموافقة على الاستمرار بتلك العلاقة وفكرا مليا بمصيرهما مستقبلاً . إلا إن الايام والسنين أفرزت بعض المشاكل اليومية , وهذه المشاكل طبيعية جداً وسببها هو بسيط جداً , انه " الاختلاف بين المرأة والرجل " .

الجواب في الغالب هو إن تلك العلاقة لم تبن على وهم وسراب ولم يكن الاختيار جاطئ وانهما تعرفا على بعض قبل الموافقة على الاستمرار بتلك العلاقة وفكرا مليا بمصيرهما مستقبلاً .

وعندما لم ينته أي من الرجل والمرأة لتلك الحقيقة ولم يحاول التعامل مع تلك المشاكل وحلها في الوقت المناسب , ولم ينظر اي منهما الى تلك المشاكل نظرة موضوعية وفهمها تصحيحها , نرى العلاقة قد ساءت بينهما ووصلت الى درجة اصبح من المستحيل العيش معها وإن الطلاق هو الحل للتخلص من ذلك الجحيم .

عندما بلغ أيمن سن الزواج بدأ بالبحث عن الفتاة المناسبة له بقصد الزواج , وبعد البحث عثر عليها . انها نجاة , انها الفتاة التي يتوقع ان يقضي معها حياة ملؤها السعادة والهناء وراحة البال ! ! . تعرفا على بعض وكان هناك فترة خطوبة حاول كل منهما التعرف اكثر على الاخر , واخيرا وافق الطرفان على الزواج .

تم الزواج وعاشا مع بعض وتحت سقف واحد لمدة عشر سنوات . وطبعاً فإن حياتهما مع بعض كانت اعتيادية مثل بقية الناس , حياة فيها احداث سعيدة واحداث من النوع الاخر , مشاكل تختلف في نوعها وحجمها . انها حياة طبيعية .

إستمرت الحياة بينهما على هذا المنوال طوال ذلك الوقت وبعد ذلك ساءت العلاقة بينهما ووصلت الى درجة لا تطاق وكان الحل الوحيد هو الطلاق .

لم يكن ذلك القرار يسيرا إذ انه سينهي علاقة وعشرة استمرت عشر سنوات إلا إن ما دفعها الى ذلك هو اقتناعهما الكلي يإستحالة العيش مع بعض , وإذا إستمرت في تلك العلاقة فإن ذلك وبالتأكيد سيؤدي الى ان يفقد احداهما او كلاهما عقله , ولكي يحتفظا بسلامة عقلهما فإن الطلاق هو الحل الامثل والوحيد .

قرر الزوج أيمن ان يقوم بمحاولة اخيرة لانقاذ ذلك الزواج والذي كان على وشك الانهيار . قرر الاستعانة بخبرة احد الاطباء النفسيين عل وعسى ان تحصل تلك " المعجزة " . وبعد عدة محاولات منه لاقناع نجاة للذهاب معه الى عيادة الدكتور سامي النفسية , وافقت وذهبا معاً .

إستمع الدكتور سامي الى المشكلة من وجهه نظر كل منهما , وبعد دراسة الموضوع توصل الدكتور سامي الى الاسباب الحقيقية والعلة الخفية لتلك الحالة التي كان الزوجان يعانيان منها . انها وبكل بساطة العلة الشائعة والمنتشرة بين الازواج , انها مانسميه " بالكبت " . نعم ذلك الكبت الذي استمر لسنوات طويلة وبعد ذلك سبب انفجارا مدويا كاد ان يطيح بتلك العلاقة ويمزقها . ذلك الكبت الذي اوصل كلآ منهما الى العناعة بإستحالة التحمل واستحالة الاستمرار بالعيش مع بعض . فالمشاكل التي حصلت خلال تلك السنوات والتي لم يحاولا التعامل معها بالاسلوب العلمي الصحيح وفي الوقت المناسب ومن ثم التغلب عليها , تراكمت وتكدست واصبحت بشكل جبالا شاهقة سدت عليها منافذ الحياة وحجبت عنهما شمس السعادة وجعلتهما يشعران أن الوقت قد حان للتخلص منها وذلك عن طريق انهاء تلك العلاقة .

 

نصيحة الدكتور سامي كانت تحتوي على عدة توصيات

1-على الزوج أيمن ان يحاول الاستماع الى زوجته نجاة عند كلامها اليه او التشكي . انه امر ضروري جداً حيث ان الزوجة  تجد الراحة النفسية عندما تتكلم وتلاحظ ان زوجها منتبها لما تقوله . وكذلك فإن استماع الزوج لزوجته ولما تقول يتيح له الفرصة ويساعده على فهم كلامها وعلى المعاناة الحقيقة عندها , ومن ثم يحاول الزوج التعامل مع تلك المشكلة والتغلب عليها .

هذه التوصية كانت أصعب مرحلة في العلاج إذ ان الرجال وبطبيعتهم لايحبون الاستماع على كلام النساء وذلك لاختلاف ذلك الاسلوب عن اسلوب الرجل الذي تعود عليه . عدم رغبة الرجل في الاستماع الى كلام المرأة لايدل ابداً على عدم جبه لها او عدم رغبته في مجلسها ومعاشرتها . ابداً فعدم حبه نابع عن اختلاف الاسلوبين إذ ان الرجل لا يحب الاطالة ولا ذكر التفاصيل الدقيقة والتي ليس لها تأثيراً كبيراً على المجرى العام للموضوع ولا يحب المقدمات المطوله" فشعار الرجل هو : لندخل في الموضوع وتفاصيله " بينما تحب المرأة الاطالة والدخول في تفاصيل تجعل الرجل يشعر بالملل والضجر .

2- ضرورة شعور الطرفان بالمسؤولية . فالزوج أيمن قد اهمل زوجته نجاة طيلة تلك السنوات العشر ولم يعاملها بالطريقة والاسلوب الذي كانت تأمله وتتوقعه . تزوجها وبعد ذلك ظن وبطريق الخطأ انها ستوافق على كل تصرفاته وستتحمل كل ما يبدو منه .

أما خطأ الزوجة نجاة فهو صبرها وتحملها " كبتها " وعدم الافصاح عما يضايقها وبأسلوب سليم . فكلما صادفت نجاة مشكلة في السابق فإنها إما عبرت عن مشاعرها بإسلوب هجومي او محاولة ايقاع اللوم على الرجل او اختيار وقتا غير مناسباً . وكل ذلك لايساعد ابداً على حل المشكلة بل يمكن ان يزيد من حجمها ويؤزم الامور اكثر واكثر .

كان المفروض على نجاة لاتكتم في نفسها وتصبر , كان المفروض عليها ان تتكلم مع زوجها عن مشاكلها وان تختار الاسلوب الصحيح والذي يمكن ان يتقبله الرجل ويتجاوب معه . أسلوب الود بدلا من العراك وعلو الاصوات . إسلوب الشكوى الخالية تماماً من ايقاع اللوم على زوجها . اسلوب يحاكي الرجل ويوضح حقيقة مشاعر المرأة ويبين التاثير السلبي على نفسيتها .

التفاهم السلمي الخالي من الضجيج والعويل وذلك الدوي الذي يسبب هيجان اعصاب الرجل ويدفعه الى ردة فعل معاكسة ومخالفة لما تطمح المرأة اليه . كان عليها ان توضح لأيمن وبأسلوب ودي مايمكن ان تتحمله وما لايمكن ان تتحمله .

3- أما التوصية الثالثة فكانت ضرورة التطبيق . وطبعاً فإن التطبيق لن يكون بتلك السهوله المتوقعة إذ انهما امام مشاكل كانت حصيلة سنوات طويلة إضافة الى صعوبة تغيير أسلوب التعايش والتعامل القديم فيما بينهما والذي استمر لفترة طويلة جداً .

وافق الطرفان على محاولة انقاذ تلك العلاقة وعلى بذل الجهود المخلصة في محاولة تطبيق توصيات الدكتور سامي واتباع الاسلوب الجديد , اسلوب الاحترام والاصغاء ومحاولة المشاركة والتفاهم الودي ومناقشة وحل المشاكل بصورة مستمرة وفي الوقت المناسب وعدم تركها تتراكم وتترسب ومن ثم تشكل جبلا شاهقاً لايمكن تسلقه . احترام بعضهما البعض وتفهم المواقف . المسامحة وعدم حمل الضغينة والعقاب .

من الامور التي كانت تشتكي منها الزوجة نجاة هي اسلوب زوجها في الكلام معها , فهو وكباقي معظم الرجال فض في كلامه  ولا يؤمن بالحوار الهادئ البناء واحياناً يصل الامر الى ان يرفع صوته عالياً . كذلك فإنه لحوح جداً في طلباته ويتوقع ان تكون طلباته اوامر وان تقوم زوجته بالتنفيذ حالما يطلب منها القيام بما يريد . ولا يقبل منها اي عذر او سبب يمكن ان يعطيها الحق في الرفض او التاخير في تنفيذ طلباته . اثناء فترة التطبيق وذات يوم بينما كان أيمن ونجاة في البيت يتكلمان في احد المواضيع . انزعج أيمن وبدأ صوته يعلى واسلوبه يتغير الى جدل . هنا وبكل هدوء قاطعته نجاة قائلة : " ارجوك ان تتكلم بهدوء وموضوعية بدلاً من الجدل والشجار وإلآ فإني ساضطر الى ترك المكان . وعندما إستمر في إسلوبه ولم يغيره قامت وتركت الغرفة التي كانا فيها " .

حصل ذلك مرتين او ثلآث وبعدها ادرك أيمن ان اسلوبه القديم في الكلام , اسلوب الخشونة وارتفاع الاصوات لم يعد مطاقاً من قبل زوجته وانه يسبب المزيد من المتاعب . والنتيجة كانت انتقال ايمن تدريجياً من اسلوبه القديم في الكلام الى الاسلوب الجديد . اسلوب النقاش الهادئ والموضوعي . واصبح التفاهم بينهما اسهل من السابق وكذلك تخلصا من تشنجات الاعصاب وفوران الدم .

وكذلك بالنسبة لطلبات ايمن والحاحه في ذلك , فبعد ان اوضحت له نجاة عدم امكانها تنفيذ طلباته لكونها مشغولة بأمور اخرى آنذاك , انتقل ايمن من حالة الانزعاج وتوتر الاعصاب الى حالة تفهم الموقف وقبوله .

لاحظت نجاة التغير الذي طرأ على زوجها ايمن وعلى تصرفاته معها , لاحظت عليه تقبل الوضع الجديد والذي جنبهما كثيراً من المشاكل وسهل عليهما العيش وطبعاً كانت سعيدة جداً بذلك وحل الهدوء على العائلة بدلاً من الشجار والمشاكل .


القهوة المالحة

نصائح مهمة لتجعل حياتك مع زوجتك هادئة وناجحة

الأزمات الزوجية... رب ضارة نافعة

فايروسات الحياة الزوجيه

العناد بين الزوجين

نختلف كأزواج..نعم ، يتحطم الأبناء..لا

أشياء صغيرة حتى يبقى الحب

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)