• عدد المراجعات :
  • 1796
  • 5/24/2006
  • تاريخ :

فلكيون ينشرون أضخم خارطة ثلاثية الأبعاد للكون

نشر فريق من الفلكيين أضخم خارطة ثلاثية الأبعاد للكون. والخارطة عبارة عن شريحة للعالم علي شكل وتد تمتد إلي مسافة عُشر الجزء الشمالي من السماء الشمالية وتغوص إلي عمق 5.6 بلايين سنة ضوئية في الفضاء. وقاد الفريق نيخيل بادمانابهان الذي يعمل في مختبر لورانس بيركلي القومي التابع لوزارة الطاقة الأميركية وديفيد  شليغل من جامعة برينستون حسبما جاء في بيان صحفي للمختبر بتاريخ 15 أيار/مايو.

وهذان العالمان وزملاؤهما الدوليون ممن أعدوا الخارطة هم أعضاء مشاركون في ما يعرف بمسح سلون الرقمي للسماء أوSloan Digital Sky Survey (SDSS) وهذا المسح عبارة عن دراسة يشرف عليها كونسورتيوم أو تكتل أبحاث الفيزياء الفلكية الذي تشارك فيه 25 مؤسسات دولية. ويتم توفير التمويل للدراسة التي يجريها التكتل أو للكونسورتيوم جزئيا عن طريق المؤسسات المشاركة، ووزارة الطاقة الأميركية، والمؤسسة القومية للعلوم في الولايات المتحدة، وجمعية ماكس بلانك، والمجلس الأعلي لتمويل التعليم العالي في بريطانيا، ومؤسسة مونبوكا غوكوشو اليابانية.

وقال بادمانابهان:"الجديد في هذه الخارطة هي أنها الأكبر في التاريخ فهي لا تعتمد علي أطياف مستقلة كل بمفردها، وهو ما يعني كثافة الإشعاع الكهرومغناطيسي (مثل الأشعة فوق البنفسجية، وما تحت الحمراء والضوء المرئي) عبر مرورها من خلال موجات متفاوتة الأطوال. والسبب الرئيسي لإعداد خرائط ضخمة وثلاثية أبعاد هو فهم كيفية توزيع المادة في الكون، حسبما قال بادمانابهان. بينما قال شليغل إنه نظرا "لأن هذه الخارطة تغطي مسافات أطول مما غطته سابقاتها فإنها ستجيز لنا أن نقيس هياكل تشكلت عبر عدة بلايين من السنوات الضوئية." كما أن توزيع المجرّات يكشف عن أمور عديدة إلا أن اهمّها هو قياس الطاقة الداكنة الغامضة التي تمثل حوالي ثلاثة أرباع كثافة الكون.

ويذكر أن المادة الداكنة تمثل نسبة إضافية تصل إلي حوالي 20 في المئة في حين تشكل المواد العادية أقل من نسبة 5 في المئة وهي النوعية التي تتشكل منها المجرات المرئية.

وأوضح بادمانابهان أن "المادة الداكنة هي التسمية التي نطلقها علي ما نلاحظه من أن الكون آخذ في الاتساع بصورة متصاعدة." وأشار إلي "أنه بالنظر إلي حيث كان يوجد التباين في الكثافة في وقت انتشار خلفية من الأشعة المتناهية الصغر في العالم" – حوالي 300 ألف سنة بعد حدوث ما يعرف بالانفجار الكبير في الكون – ومشاهدة كيفية تطورها إلي خريطة تغطي آخر 5.6 بليون سنة، فإننا نستطيع أن نتحقق مما إذا كانت تقديراتنا للطاقة الداكنة صحيحة أم لا."

ويذكر أن الخلفية الإشعاعية للموجات المتناهية الصغر في العالم هي عبارة عن صورة من صور الإشعاع الكهرومغناطيسي اكتُشف في العام 1965. ومعظم العلماء المتخصصون في ما يعرف بالكوزموغرافيا - وهو التخصص الذي يجمع بين دراسة الفلك والجغرافيا واليجولوجيا – يعتبرون هذا الإشعاع أفضل دليل علي حدوث نموذج الانفجار الكبير للكون – الذي بزغ منه فيه الكون كما يعرف حاليا بعد أن كان في حالة الكثافة الضخمة والشديدة الحرارة قبل 13.7 بليون سنة.

والخارطة الجديدة تبين أن التركيبات الكبيرة الحجم تتوزع بشكل ينسجم مع الأفكار الحالية عن الاتساع المتصاعد للكون. كما أن توزيع المادة الداكنة المفترض في الخارطة، رغم كونه غير مرئي، فإنه يتأثر بالجاذبية كما تتأثر المادة العادية، وهو ما يتطابق أيضا المفهوم السائد حاليا. وقد استخدم تليسكوب يبلغ قطره 2.5 مترا في آباتشي بوينت بولاية نيومكسيكو في إعداد خارطة الكون.

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)