• عدد المراجعات :
  • 1169
  • 10/23/2014
  • تاريخ :

طريق العلم

فانتزي باورنکردني

عظمة العلم:

عظَّم الله العلم وشرَّفه فكانت أول كلمة أوحاها الله لنبيِّه "اقرأ" ورفع حامله درجات فقال عزّ وجلّ: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)1.

وفرضه على كل مسلم فقال خاتم أنبيائه صلى الله عليه وآله وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"2.

وقارن أمير المومنين عليه السلام بين العلم والمال قائلاً لصاحبه: "يا كميل العلم خير من المال:

1ــ العلم يحرسك، وأنت تحرس المال.

2ــ والعلم حاكم، والمال محكوم عليه.

3ــ والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق"3.

وقارن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بين العلم والعبادة فقال: "باب من العلم نتعلّمه أحبّ إلينا من ألف ركعةٍ تطوعاً"4.

وأخيراً شرّف علي عليه السلام العلم بقوله "كفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من لا يحسنه، ويفرح به إذا انتسب إليه، وكفى بالجهل ذماً أن يبرأ منه من هو فيه"5.

ثواب المتعلّم:

وبيَّن أهل بيت العصمة عليهم السلام ثواباً كبيراً لسالك طريق العلم فأخبرنا نبينا الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم أنه:

1- كالصائم نهاره القائم ليله6.

2- تظله ملائكة الله.

3- قد بورك له في معيشته7.

4- تستغفر له الأرض.

5- من عتقاء الله من النار.

6- من أصحاب مواطن الكرامة في الجنة.

فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أحب أن ينظر إلى عتقاء الله من النار، فلينظر إلى المتعلمين، فوالذي نفسي بيده، ما من متعلّم يختلف إلى باب العالم المعلِّم إلاّ كتب الله له بكل قدم عبادة سنة، وبنى الله له بكل قدم مدينة في الجنة، ويمشي على الأرض وهي تستغفر له، ويمسي ويصبح مغفوراً له وتشهد الملائكة انه من عتقاء الله من النار"8.

7- فإذا جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيى به الإسلام كان بينه وبين الأنبياء درجة واحدة في الجنة9.

صفة العلم المطلوب:

نبَّه أهل العصمة عليهم السلام على الاهتمام بنوع العلم وصفته حتى لا تملأ نفس الإنسان بما يضرها، أو على الأقل بما لا ينفعها، ففي وصية الخضر عليه السلام لكليم الله موسى عليه السلام: "... واعلم أن قلبك وعاء فانظر ماذا تحشو به وعاءك"10.

من هنا كان نافع العلم شرطاً أساسياً في العلم المطلوب في كلمات أهل البيت عليهم السلام. وهذا ما عبّر عنه صريحاً نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم في قصته المعروفة حينما دخل المسجد فإذا جماعة قد طافوا برجل، فقال: ما هذا؟ فقيل: علاَّمة، فقال، وما العلاَّمة؟ فقالوا: أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها وأيام الجاهلية، والأشعار العربية.

فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "ذاك علم لا يضر من جهله، ولا ينفع من علمه"، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إنما العلم ثلاثة: آية محكمة، وفريضة عادلة، وسنّة قائمة، وما خلاهنَّ فهو فضل"11.

شروط العلم المنجي:

اشترط أهل بيت العصمة عليهم السلام في العلم المنجي شرطين أساسيين:

الأول: أن يكون لأجل العمل

ففي وصية الخضر عليه السلام لكليم الله موسى عليه السلام، "يا موسى تعلّم ما تعلم لتعمل به، ولا تعلَّمه لتحدِّث به فيكون عليك بوره، ويكون على غيرك نوره"12.

يقول الإمام الخميني قدس سره: "العلم والعمل، العلم والالتزام، بمنزلة الجناحين ــ اللذين يمكّنان الإنسان مجتمعين ــ من الوصول إلى مدارج الرقي والكمال"13.

يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "ليس الإنسان بصالح إذا كان عالماً ولكنه لا يخدم بعلمه، فالإنسان الصالح هو الذي يجمع بالإضافة إلى علمه نية الخدمة والعمل"14.

الثاني: الإخلاص لله تعالى

فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من تعلَّم علماً مما يبتغى به وجه الله عزّ وجل، لا يتعلمه إلاّ ليصيب به غرضاً من الدنيا لم يجد عَرْف الجنة يوم القيامة"15.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت قال: كذبت، ولكنك قاتلت ليقال جريء، فقد قيل ذلك، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلَّم العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن، فأتى به فعرَّفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلَّمت العلم وعلَّمته، وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت، ولكنك تعلَّمت ليقال عالم، وقرأت القرآن ليقال قارئ القرآن، فقد قيل ذلك، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار"16.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "ما ازداد عبدٌ علماً فازداد في الدنيا رغبة إلاّ ازداد من الله بعداً"17.

وفي هذين الشرطين ورد الحديث المعروف: "الناس كلهم هلكى إلاّ العالمون، والعالمون كلّهم هلكى إلاّ العاملون، والعاملون كلهم هلكى إلاّ المخلصون..".

يقول الإمام الخميني قدس سره: "العلم الحقيقي هو ذلك العلم الذي يكون نور للهداية الملكوتية والصراط المستقيم والتقرب لـ(دار الكرامة)"18.

ويقول الإمام الخامنئي دام ظله: "لو ركَّزنا على العلم دون البعد الآخر للصلاح لوقعنا في خسارة مبينة"19.

المصادر:

1- المجادلة:11.

2- الشهيد الثاني، منية المريد، ص23.

3- المصدر السابق، ص28.

4- المصدر السابق، ص37.

5- الشهيد الثاني، منية المريد، ص28.

6- المصدر السابق، ص23.

7- المصدر السابق، ص24.

8- المصدر السابق، ص23.

9- المصدر السابق.

10- الشهيد الثاني، منية المريد، ص47.

11- المصدر السابق، ص30.

12- المصدر السابق، ص48.

13- الكلمات القصار، ص250.

14- الجامعة في فكر الإمام الخامنئي، ص78.

15- منية المريد، ص43 (بفتح العين وسكون الراء): الرائحة.

16- المصدر السابق، ص43.

17- المصدر السابق، ص44.

18- الكلمات القصار، ص249.

19- الجامعة في فكر الإمام الخامنئي، ص52.

 


مصطلحات اخلاقية2

الإنفاق ينمي المال كما تنبت الأرض الزرع

اثنان وعشرون سوالا

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)