• عدد المراجعات :
  • 534
  • 8/9/2014
  • تاريخ :

دور الشهيد اندرزگو في الإعدام الثوري لحسن علي منصور

سيد على اندرزگو

في اجتماع للجنة المركزية، وبعد الحصول على فتوى من آية الله الميلاني، تقرر اغتيال حسن علي منصور رئيس وزراء الشاه في ذلك الوقت، حيث كان هو المخطط للائحة الكاپيتولاسيون المشۆومة، كما كان عميلاً لبريطانيا وأمريكا ويتمتع بدعمهما، وكان منفذاً للسياسة الغربية، ولم يكن هناك بُدّ من القضاء عليه جزاءً وفاقاً لجرائمه النكراء حتى يكون عبرة للذين تسول لهم نفوسهم بيع إيران للخونة والمستعبدين. وتوزّعت المسۆوليات، فالبعض كان عليه رصد تحركات رئيس الوزراء، والبعض تعهد بإعداد الوسائل اللازمة، بينما تحمل البعض الآخر مسۆولية تنفيذ الحكم الإلهي.

وكان دور الشهيد اندرزگو في هذه العملية هو المراقب والمتممّ؛ أي الذي يقوم بالإجهاز على المعدوم فيها لو أخطأته رصاصات الشهيد بخارائي. ولم يكن نظام الشاه المنتشي بالكبرياء والخيلاء يدري بأن يد الثأر الإلهي ستمتد هذه المرة من جهة الجمعيات المۆتلفة ولا سيما بعد جرائم الخامس عشر من شهر خرداد عام 1342هــ ش والتصديق على مشروع الكاپيتولاسيون ونفي القائد الكبير الإمام الخميني (قده)، وأن حلم الأمن والاستقرار سيتحول إلى كابوس يقضّ مضاجع الحكام الخونة والمجرمين.

وقبل ساعة الصفر بليلة، اجتمع المخططون للعملية في منزل الشهيد صفار الهرندي وقاموا بالتدقيق في الخطة للمرة الأخيرة، ثم انشغلوا بالدعاء والمناجاة بعد التأكد من صلاحية الأدوات والأسلحة والتوصل إلى أفضل وسيلة للهرب ومناقشة شتى الاحتمالات القائمة، حيث كانت هذه الليلة من ليالي القدر في شهر رمضان المبارك. ولكيلا يتسنى للنظام الفاسد أو التجمعات القومية واليساريين والالتقاطيين سوء استخدام هذه الحركة ونسبتها للأجانب أو الإعلان عن مسۆوليتهم تجاهها، فإن مخططي العملية أعدّوا بياناً وأشرطة سجلوا عليها الهدف من تنفيذ هذه العملية، كما كتب كل منهم وصيته. ولكن كافة هذه الوثائق وقعت في أيدي الشرطة ورجال الأمن ولم يظهر لها أثر حتى بعد انتصار الثورة الإسلامية.

ومضى الليل، وأشرقت شمس اليوم الموعود، ووصل رئيس الوزراء إلى ميدان بهارستان في تمام العاشرة صباحاً، وترجّل من سيارته للدخول إلى مبنى مجلس الشورى القومي (البرلمان).

وكان الشهيد بخارائي يرتدي كنْزَةً (جاكتة) من القطيفة المربعة، وبدا كأحد الشباب المتغربين، بينما كان الشهيد اندرزگو وهو صبيّ نجار يرتدي حلّة جديدة مكوية ورباط عنق أهداه له الشهيد الحاج صادق أماني بهدف التمويه. وأما الشهيد نيك نژاد والشهيد هرندي فكانا يرتديان لباساً عادياً، وكان الشهيد الحاج صادق أماني يرقب العملية منتظراً في إحدى سيارات الأجرة.

ويصور زملاء شهداء هذه الحادثة كيفية تنفيذ الخطة فيقولون: "أطلق الشهيد بخارائي رصاصة على منصور فأصابت بطنه، فانحنى، وعندئذ جاءته الرصاصة الثانية فاستقرت في حنجرته القذرة. ولما همّ الشهيد بخارائي بإطلاق الرصاصة الثالثة مستهدفاً دماغه تعطّل السلاح، فلاذ الشهيد بخارائي بالفرار".

وتقول زوجة الشهيد اندرزگو في لقاء مع مجلة سروش بتاريخ 11/6/1359هــ ش موضحة دور الشهيد اندرزگو: "خطا السيد علي الخطوة الأولى في تنفيذ العملية بكل ما لديه من مهارة، فألقى بنفسه أمام إحدى سيارات الشرطة، ووقع رجال الشرطة في مأزق من أن يكونوا داسوه بسيارتهم، فاختلت حركة المرور، وأعيقت سيارة منصور عن الحركة".

وبعد أن لاذ الشهيد بخارائي بالفرار، أطلق الشهيد مرتضى نيك نژاد عدة رصاصات في الهواء لتضليل الشرطة في ملاحقة بخارائي، فأصبت رصاصتان ميزاب مركز الشرطة، وأصابت أخرى الواجهة الزجاجية من ناحية اليمين للسيارة التي كانت تقلّ جسد منصور إلى المستشفى. ونجح رجال الشرطة في القبض على الشهيد بخارائي الذي سقط حينما كان يجري بسرعة على الأرض المتزلجة جراء سقوط الجليد. وعندما شاهد الشهداء اندرزگو ونيك نژاد وهرندي تأزم الأوضاع فإنهم أسرعوا إلى ميدان شوش طبقاً للاتفاق مع الشهيد أماني، وسلّموا الأسلحة وتقرر ألا يذهب أحد منهم إلى منزله طيلة أسبوع كامل وأن يعيشوا في الخفاء طوال هذه المدة.

وبعد القبض على بخارائي، نزلت كل قوى المخابرات والأمن بما فيها قوات الشرطة والدرك والسافاك إلى الساحة، وجاء المدعو نصيري الذي كان مديراً عاماً لكافة قوات الشرطة في البلاد للتحقيق بنفسه شخصياً مع بخارائي في قسم الشرطة. وقد وصف أول تقرير خبري يصدر بهذا الشأن بخارائي بأنه أبكم على ما يبدو، حيث أنه كان قد عقد العزم على الصمت وعدم الإدلاء بأية أقوال، كما كان قد أعدّ نفسه للقاء المحبوب. 

 


 الشهيد اندرز گو في ظل الظروف القاسية

الشهيد اندرز گو واراتداء الملابس الدينية

إجراءات السافاك للقبض على الشهيد أندرزگو

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)