• عدد المراجعات :
  • 412
  • 8/9/2014
  • تاريخ :

الشهيد اندرز گو في ظل الظروف القاسية

افطار يک شهيد درآخرين لحظه زندگي‌

مشهد المقدسة

أول عمل قام به السيد علي لدى عودته إلى مشهد أنه استخرج لنفسه وزوجته وابنه بطاقة شخصية مزورة، واستأنف نشاطه تحت اسم السيد حسين الحسيني، واستأجر له منزلاً في أحد أزقة شارع خاكي. ولكنه اضطر لمغادرة هذا المنزل ولسكنى في حارة بازار سرشور بمساعدة أصدقائه، وذلك بعد قرار السافاك بضرورة إقدام أصحاب المنازل على إخبار مراكز الشرطة بالمستأجرين. ومع خضوعه للمراقبة الشديدة في مشهد، فإن أحد نشاطات السيد علي كان جمع الأشخاص المختلفين بعد توجيه السافاك ضربته إلى منظمة مجاهدين خلق، وإحضار هۆلاء الأشخاص إلى مشهد وتأسيس تنظيم لاستئناف النشاط الجهادي. واتسع نطاق نشاطات السيد علي أندرزگو التي كان يقوم بها هذه المرة تحت اسم الدكتور حسين الحسيني، وامتدت إلى خارج الحدود. فقام برحلات متعددة إلى لبنان والمقرات الفلسطينية وسواها لإعداد المقدمات اللازمة من أجل تدريب العناصر المتدينة في (منظمة فتح) بمساعدة جلال الدين الفارسي.

ضغوط متعددة

1 ــ ظل السافاك والأجهزة الأمنية يترصدون القبض على السيد علي أندرزور (اندرزگو) حيث كان ملفه مازال مفتوحاً لديهم بعد قرار الشاه بعدم إغلاق هذا الملف إثر اغتيال منصور وضرورة القبض على السيد علي أندرزو. فاستمروا في متابعة هذه القضية خلال عدة أعوام، وكانوا كلما فشلوا في عملية لهم للقبض عليه عادوا للتخطيط من جديد وقد اشتد غضبهم عن ذي قبل. وتدل المراسلات المتعددة والنفقات الباهظة وإجراءات الملاحقة والمراقبة الدورية ومداهمة منازل الأقارب والمعارف على تعطش جهاز السافاك الرهيب للحصول على السيد علي، فحرموه من الشعور بالأمن والاستقرار حيثما كان. ومن الطبيعي أن حياته في الخفاء في ظل هذه الظروف القاسية كان عملاً بالغ المشقة ولا سيما أنه كان يستخدم أساليب إسلامية حتى في التخفي بعيداً عن أساليب المنافقين. وتدل مجموعة الوثائق التي تم الحصول عليها بهذا الصدد على صدق هذا الادعاء لدى كل منصف وصاحب ضمير حيّ.

2 ــ المنافقون

في عام 1344هــ ش تعرّف سعيد محسن ومحمد حنيف نژاد وأصغر بديع زادگان أحدهم على الآخر خلال لقاءات (نهضة الحرية). ولأنهم لم يقتنعوا بالأفكار المساومة لهذه الحركة، فقد قرروا تأسيس تنظيم جديد. وظلت هذه الفكرة لعدة سنوات رهن الدراسة والبحث واستقطاب العناصر اللازمة، فعرفت في البداية باسم (منظمة تحرير إيران) ثم اشتهرت باسم منظمة (مجاهدي خلق إيران). وكان الفكر الديني لمۆسسي هذه المنظمة نابعاً من الأفكار الدينية التقليدية والإسلامية التي كانت تطرح في اجتماعات (نهضة الحرية) والتي امتزجت بدراساتهم الشخصية خلال العامين الأولين لتأسيس الحركة، فكانت سبباً في ترسخ الأفكار الإلتقاطية في أصولهم الفكرية الدينية. ولم يكن هذا الفكر الالتقاطي واضحاً في السنوات الأولى الأمر الذي حدا بالعناصر الدينية المجاهدة للانضمام إليهم من ناحية، ومن ناحية أخرى فقد مكّنهم من الحصول على الدعم المادي والمعنوي من علماء الدين المجاهدين والعناصر الدينية المكافحة وتجار البازار.

وكان السيد علي أندرزگو أحد الذين تمتعوا بهذه الأمور الثلاثة، أي ضم العناصر المنظمة، ومدها بالإمكانيات المادية والتسليحية، وكذلك دعمها والدفاع عنها. وقد ظهرت دلالات الانحراف الفكري لدى منظمة مجاهدي خلق بشكل ملحوظ في عامي 1349 ــ 1350هــ ش عندما لجأت في أبحاثها للتركيز على الفقر في النضال والوقوع في التحليلات الطبقية حيث يُعتبر التأكيد على البنى الاقتصادية لا غير في أحياء جنوب طهران والنفوذ خلالها لاستقطاب العناصر المۆهلة واحدة من هذه الدلالات. ولأن الشهيد اندرزگو كان يتميز بحاسة قوية وفكر ديني أصيل، فإنه اكتشف الانحراف العقائدي لدى المنظمة في تلك الفترة. وبإلقاء نظرة على اعترافات السيد مجيد فياض 1351هــ ش، فإننا نجد فرقاً شاسعاً بين أفكار سعيد صفار الأول والشيخ عباس الطهراني، حيث كان كل همّ سعيد هو استقطاب الأعضاء والتركيز على الفقر والوضع المادي للعمال وما إلى ذلك، بينما كان الشيخ عباس لا يهتم إلاّ بالعمل بأحكام الدين والقرآن.

وبإعلان المنظمة عن مواقفها الالتقاطية والماركسية 1354هــ ش، وقتل مجيد شريف واقفي واغتيال صمدية لباف، فإن الشيخ عباس الطهراني كان أحد الذين تقرر تصفيتهم جسدياً، وذلك بسبب ما أورده من نقد على بيان تغيير المواقف الآيديولوجية وقطعه للمساعدات المالية.

وكانت هذه القضية هي السبب في تشديد السافاك لضغوطه على السيد أندرزگو ذلك الرجل الشهم والمقاوم. وحتى في تلك الفترة، ولأن بعض العناصر الدينية كانت مازالت باقية في المنظمة، فإن السيد علي ظل يسعى في استقطاب القوى دعماً لهذه المجموعة، وكذلك لم يتوقف عن دعمه المالي والتسليحي، غير أنه جعله مقصوراً على هذه المجموعة فحسب.

3 ــ عوامل النفوذ والاختراق

إن إحدى وسائل الأجهزة الاستخباراتية كيفما وحيثما كانت هي بث عناصرها النفوذية بين صفوف الحركات والتنظيمات التي من شأنها الاخلال بالنظام الحاكم. وقد استغل جهاز السافاك هذا الاسلوب أيضاً وتغلغل في صفوف الجماعات والتنظيمات والجمعيات والمساجد وسواها عن طريق ترغيب وترهيب العناصر المتزعزعة في هذه التنظيمات مما جعله على اطلاع بنشاطات المجاهدين بصورة مستمرة. ومع فشل هذه الوسيلة بالنسبة للشهيد أندرزگو بسبب شدة مراعاته لأصول التخفي، إلا أنها تكللت بالنجاح في السنوات الأخيرة، فزرع السافاك حوله العديد من عوامل النفوذ بغية إرضاء أسيادهم.

4 ــ الغربة داخل الوطن

ثمة عدد من الأشخاص يخافون بالفطرة وهۆلاء لا حرج عليهم. ومن هۆلاء بعض المتدينين الذين كانوا يدعمون الثورة الإسلامية ويسيرون في ركابها، ولكنهم لم يخوضوا غمار القتال حتى ليوم واحد خوفاً من القتل. كما كان هناك بعض الذين يرتجفون رعباً في أيام المواجهة المريرة عندما يسمعون اسم السافاك. ولهذا فإنهم كانوا يتجنبون كل من له نشاط في ساحة المواجهة المسلحة حتى لا يكون سبباً في وقوعهم بأيدي الأجهزة الأمنية. ولا شك أن الاحساس بالخطورة كان مضاعفاً لديهم عندما يكون الأمر متعلقاً بالارتباط بالسيد علي أندرزگو، حتى أنه لم يكونوا مستعدين لإلقاء السلام عليه. وكان هذا الجفاء يمثل أحد الضغوط خلال الحياة الجهادية لهذا الشهيد الشامخ، وهو ما لا يعدّ بالقليل. ومع ذلك فإن مثل هۆلاء يفضلون ألف مرة أولئك الذين اقتحموا غمار المواجهة ولكنهم اعترفوا بكل شيء عند تلقي أول سوط، فكانوا سبباً في استشهاد زملائهم ورفاق دربهم. 


الشهيد اندرز گو واراتداء الملابس الدينية

إجراءات السافاك للقبض على الشهيد أندرزگو

دور الشهيد اندرزگو في الإعدام الثوري لحسن علي منصور

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)