• عدد المراجعات :
  • 2594
  • 2/28/2004
  • تاريخ :

كلمات غيرت التاريخ

أسباب ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام )

 

  

و من كلماته ( عليه السلام ) ، التي دوَّت في تاريخ البشرية ، و كانت مدرسة للأجيال و لكل الأحرار و المفكرين و العظماء ، بل مدرسة لا يمكن التخلي عنها هي ، قوله ( عليه السلام ) " الناس عبيد الدنيا ، و الدين لعق على ألسنتهم ، يحوطونه ما درَّتْ معائشهم ، فإذا مـحّصوا بالبلاء قلَّ الديانون ".

ثم قال لهم : أهذه كربلاء ؟ ، قالوا : نعم .

فقال (عليه السلام) : " هذه موضع كرب وبلاء ، هاهنا مناخ ركابنا ، و مـحط رحالنا ، و مسفك دمائنا " .

و قولـه (عليه السلام) - مـخاطباً أصحابه بعد أن حمد الله و أثنى عليه - : " أيها الناس خط الموت على ولد آدم مـخط القلادة على جيد الفتاة ، و ما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، و خُيِّر لي مصرع أنا لاقيه ، كأنّي بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس و كربلاء ، فيملأن مني أكراشاً جوفاً ، و أجربة سغباً ، لا مـحيص عن يوم خط بالقلم ، رضى الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه و يوفينا أُجور الصابرين، لن تشذ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لحمته، هي مـجموعة لنا في حضرة القدس ، تقرّ بهم عينه ، و ينجز لهم وعده ، فمن كان باذلاً فينا مهجته و موطّناً على لقاء الله نفسه فليرحل معي ، فأنا راحل مصبحاً إن شاء الله تعالى " .

و قوله (عليه السلام) - لما خرج من منزله ذات ليلة ، و أتى قبر جده (صلى الله عليه وآله وسلم) - : " السلام عليك يا رسول الله ، أنا الحسين بن فاطمة فرخك و ابن فرختك ، و سبطك و الثقل الذي خلّفته في أُمتك ، فاشهد عليهم يا نبي الله أنهم قد خذلوني ، و ضيعوني و لم يحفظوني ، و هذه شكواي إليك حتى ألقاك صلّى الله عليك ،

و قوله (عليه السلام) - في وصية إلى أخيه مـحمد بن الحنفية -  : " بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب لأخيه مـحمد بن الحنفية ، المعروف بابن الحنفية ، أنّ الحسين بن علي يشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، و أنّ مـحمداً عبده و رسوله ، جاء بالحق من عنده ، و أنّ الجنة حق ، و النار حق ، و انّ الساعة آتية لا ريب فيها ، و أنّ الله يبعث من في القبور ، و أنّي لم أخرج أشراً ، و لا بطراً ، و لا مفسداً ، و لا ظالم اً، وإ نما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي مـحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أُريد أن آمر بالمعروف ، و أنهى عن المنكر ، و أسير بسيرة جدُي مـحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، و سيرة أبي علي بن أبي طالب ، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، و من ردَّ عليَّ هذا ، أصبر حتى يقضي الله بيني و بين القوم بالحق ، و هو خير الحاكمين " ،

و قولـه (عليه السلام) - للوليد بن عتبة والي المدينة عندما طلب من الحسين (عليه السلام) البيعة ليزيد - : " أيها الأمير ، إنّا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مـختلف الملائكة و مهبط الرحمة ، بنا فتح الله ، و بنا ختم ، و يزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل نفس معلن بالفسق ، فمثلي لا يبايع لمثله ، ولكن نصبح و تصبحون ، و ننظر و تنظرون ، أيّنا أحقّ بالخلافة و البيعة "

و قولـه (عليه السلام) : " و يزيد رجل فاسق معلن بالفسق ، يشرب الخمر ، و يلعب بالكلاب و الفهود ، و نـحن بقـية آل الرسول ، لا و الله لا يـكون ذلك أبداً " ،

و قوله (عليه السلام) - لما نزل عمر بن سعد بالحسين ، و أيقن انهم قاتلوه  - : " أمّا بعد، إنه قد نزل من الأمر ما قد ترون ، و إن الدنيا قد تغيرت ، و تنكرت و أدبر معروفها ، و استمرت جداً فلم يبق منها إلاّ صُبابة كصُبابة الإناء و خسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون أنّ الحق لا يُعمل به ، و أنّ الباطل لا يُتناهى عنه ، ليرغب المؤمن في لقاء الله مُحقّاً ، فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة و الحياة مع الظالمين إلاّ برماً " ،

و قال (عليه السلام) : " أيها الناس اعلموا أنّ الدنيا دار فناء و زوال متغيرة بأهلها من حال إلى حال ، معاشر الناس عرفتم شرائع الإسلام ، و قرأتم القرآن ، و علمتم أنّ مـحمداً رسول الملك الديّان ، و وثبتم على قتل ولده ظلماً و عدواناً ، معاشر الناس أما ترون إلى ماء الفرات يلوح ، كأنه بطون الحيَّات يشربه اليهود و النصارى و الكلاب و الخنازير ، و آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ي، موتون عطشاً " .

و قوله (عليه السلام) - يعظ به أهل العراق - : " الحمد لله خلق الدنيا فجعلها دار فناء و زوال متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال ، فالمغرور من غرته ، و الشقي من فتنته ، فلا تغرّنكم هذه الدنيا فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها ، و تخيب طمع من طمع فيها ، و أراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم ، و أعرض بوجهه الكريم عنكم ، و أحلّ بكم نقمته ، و جنَّبكم رحمته ، فنعم الرب ربنا ، و بئس العبيد أنتم ، أقررتم بالطاعة و آمنتم بالرسول مـحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ثم إنّكم زحفتم على ذرّيته و عترته تريدون قتلهم ، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم ، فتبّاً لكم ، ولما تريدون، إنّا لله و إنّا إليه راجعون ، هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم ، فبعداً للقوم الظالمين ... اتقوا الله ربكم ، و لا تقتلوني فإنه لا يحل لكم قتلي ، و لا انتهاك حرمتي ، فإني ابن نبيكم ، وجدتي خديجة زوجة نبيكم ، و لعله قد بلغكم قول نبيكم ،(الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ) " ،

و قوله (عليه السلام) - في احتجاجه على أهل الكوفة : " أما بعد فانسبوني فانظروا من أنا ؟ ، ثم ارجعوا إلى أنفسكم و عاتبوها ، فانظروا ، هل يصلح ويحل لكم قتلي ، و انتهاك حرمتي ؟ ، ألست أنا ابن بنت نبيكم ، و ابن وصيه ، و ابن عمه و أوّل المؤمنين بالله ، و المصدّق برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، و بما جاء به من عند ربه ؟ ، أوليس حمزة سيد الشهداء عمي ؟ ، أوليس الشهيد جعفر الطيار في الجنة عمي ؟ ، أو لم يبلغكم ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لي و لأخي ، " هذان سيدا شباب أهل الجنة  " ، فإن صدقتموني بما أقول و هو الحقّ و الله ما تعمّدت كذباً مذ علمت أنّ الله يمقت عليه أهله ، و إن كذبتموني ، فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم ، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري ، و أبا سعيد الخدري ، و سهل بن سعد الساعدي ، و البراء بن عازب أو زيد بن أرقم ، أو أنس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لي و لأخي . أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟ ، فإن كنتم في شك من هذا فتشكون في أني ابن بنت نبيكم ؟ ، فو الله ما بين المشرق و المغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ولا في غيركم ، و يحكم أتطلبوني بقتيل منكم قتلته ، أو مال لكم استهلكته ، أو بقصاص من جراحة؟ ... لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل ، و لا أُقرّ إقرار العبيد ، 

و قولـه (عليه السلام) : " ألا وإنّ الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين ، بين السلة و الذلة ، و هيهات منا الذلة ، يأبى الله ذلك لنا و رسوله و المؤمنين ، حجور طابت و حجور طهرت، أُنوف حميّة و نفوس أبية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكـرام ، ألا قـد أعذرت و أنذرت ، ألا و إنـي زاحف بهذه الأُسرة مع قلة العدد ، و كثرة العدو ، و خذلان الناصر ، و خذلة الأصحاب " ،

و قولـه (عليه السلام) لعبد الله بن الزبير : " أما أنا فلا أُبايع أبداً ؛ لأن الأمر كان لي بعد أخي الحسن فصنع معاوية ما صنع ، و كان حلف لأخي الحسن أن لا يجعل الخلافة لأحد من ولده ، و أن يردّها عليَّ إن كنت حياً ، فإن كان معاوية خرج من دنياه ولم يف لي ، و لا لأخي بما ضمن فقد جاءنا ما لا قرار لنا به ، أتظن أبا بكر أني أُبايع ليزيد ، و يزيد رجل فاسق معلن بالفسق يشرب الخمر ، و يلعب بالكلاب و الفهود ، و نحن بقية آل الرسول ، لا و الله لا يكون ذلك أبداً " ،

و قولـه (عليه السلام) لمروان بن الحكم : " ويحك أتأمرني ببيعة يزيد ، و هو رجل فاسق لقد قلت شططاً من القول يا عظيم الزلل ، لا ألومك على قولك لأنّك اللعين الذي لعنك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، و أنت في صلب أبيك الحكم بن أبي العاص ؛ فإن من لعنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، لا يمكن له ، و لا منه إلاّ أن يدعو إلى بيعة يزيد " ،

و قوله (عليه السلام) : " اللهم أنت ثقتي في كل كرب ، و رجائي في كُلِّ شدة ، و أنت فيما نزل بي ثقة ، و أنت وليُّ كلِّ نعمة ، و صاحبُ كلِّ حسنة " .

و قال لعُمر و جندِه : " لا تعجلوا ، والله ما أتيتكُم حتى أتتني كتبُ أماثلكم بأنَّ السُّنَّةَ قد أُميتت ، و النفاق قد نجم ، و الحدود قد عُطِّلت ؛ فاقدم لعلَّ يُصلح بك الأُمّة ، فأتيتُ ؛ فإذْ كرهتُم ذلك ، فأنا راجع ، فارجعوا إلى أنفسكم ؛ هل يصلح لكم قتلي ، أو يحلُّ دمي ؟ ، ألستُ ابنَ بنتِ نبيكم و ابنَ ابنِ عمه ؟ ، أوَليس حمزةُ و العباسُ و جعفر عمومتي؟ ، ألم يبلغكم قولُ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيَّ و في أخي : ( هذان سيِّدا شباب أهل الجنة ) " .

و قولـه (عليه السلام) لما جمع أصحابه بعد رجوع عمر : " أما بعد ، فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت أبرّ و لا أوصل من أهل بيتي ، فجزاكم الله جميعاً عني خيراً ، ألا وإنّي لأظنّ يومنا من هؤلاء الأعداء غداً ، و إنّي قد أذنت لكم جميعاً ، فانطلقوا في حلّ ليس عليكم مني ذِمام ، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً ، و ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ، فجزاكم الله جميعاً ، ثم تفرّقوا في سوادكم و مدائنكم حتى يفرّج الله ، فإنّ القوم يطلبونني ، ولو أصابوني لهوا عن طلب غيري " ،

لذا ورد ، أنّ الفرزدق لقيه (عليه السلام) و هو متوجه إلى الكوفة فقال له: " يا ابن رسول الله كيف تركن إلى أهل الكوفة و هم الذين قتلوا ابن عمّك مسلم بن عقيل ؟، فترحَّم على مسلم بن عقيل ، و قال : أما إنّه صار إلى رحمة الله تعالى و رضوانه ، و قضى ما عليه ، و بقي ما علينا " ، و أنشد يقول:

 

وإن تكن الدنيا تعدّ نفيسة
فإنّ ثواب الله أعلى وأنبل
وإن تكن الأبدان للموت أُنشئت
فقتل امرئ بالسيف في الله أفضلُ
وإن تكن الأرزاق قسماً مقدراً
 فقلّة حرص المرء في الكسب أجمل
وإن تكن الأموال للترك جمعها
فما بال متروك به المرء يبخل

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)