• عدد المراجعات :
  • 475
  • 3/15/2014
  • تاريخ :

صراع من أجل دعم الارهاب

صراع من أجل دعم الارهاب

الأزمة الأخيرة بين كل من السعودية والبحرين والامارات من جهة وقطر من جهة أخرى والتي أدت الى سحب الدول الثلاث سفراءها من الدوحة ما هي الا نزاع وخلاف بين من اختلقت المنظمات الارهابية ودعمت الارهابيين والمجرمين على طريقة وأسلوب هذا الدعم.

فالدول الخليجية كما يصفهم الكاتب الكويتي عبد اللطيف الدعيج لا تستحي بالفعل وعينها قوية فهي تعترض على دعم الارهاب وتناشد الآخرين بعدم التدخل في شۆونها بينما هي في الاصل من اختلق المنظمات الارهابية وهي من دعم ولا يزال يدعم المنظمات الارهابية اليمينية في كل دول العالم .

فالسعودية هي اول من أسس تنظيم القاعدة ومولها بدولارات النفط بمباركة الولايات المتحدة ووكالة المخابرات المركزية السي اي ايه ، كما أنها أسست ومولت تنظيم طالبان في افغانستان وأرسلت الالاف من الارهابيين من جميع أنحاء العالم الى افغانستان من أجل محاربة الاتحاد السوفييتي السابق . وهي لم تكتف بذلك وانما جيشت خلال السنوات العديدة الماضية مئات آلالاف من الارهابيين وارسلتهم الى سوريا لاسقاط نظام بشار الاسد. وكانت قطر شريكة السعودية في دعم وتمويل الارهابيين وإرسالهم الى سوريا وقد سخرت دولة قطر قناة الجزيرة من اجل دعم الارهابيين الذين جاءوا من انحاء العالم الى سوريا لاسقاط نظامها.

وكانت حكومة البحرين التي تعتبر ذيل السعوديين ، ودولة الامارات التي تنفذ ما يأمرها آل سعود قد ائتمرتا بأمر حكام ال سعود من اجل تعزيز قوة الارهابيين في انحاء العالم وها هما يطيعان اوامر ال سعود ويقدمان على سحب سفيريهما من الدوحة تضامنا من ال سعود .

فالسعودية والبحرين والامارات التي غضبت من امير قطر سحبت سفرائها من الدوحة بسبب ما أسمته عدم تنفيذ امير قطر لاتفاق وقع بين دول مجلس التعاون بشان عدم دعم قطر للاخوان المسلمين ، بينما تعلن قطر بأنها ملتزمة بدعم الاخوان المسلمين وايواء زعمائهم الذين يقمعون من قبل حكومة العسكر في مصر.

اذا الخلاف بين السعودية وقطر ليس خلاف بين دولتين على قضايا شعوبهما او المصالح المشتركة أو قضايا مجلس التعاون وانما هو خلاف على طريقة الدعم لهذه الجماعة او تلك، فالدولتان متفقتان على دعم الارهاب والارهابيين والقتلة والمجرمين في سوريا والعراق واليمن وانما الخلاف حول دعم أو عدم دعم الاخوان المسلمين في مصر اذ ان السعودية تدعم العسكر في مصر من أجل قمع الاخوان المسلمين، بينما تدعم قطر الاخوان المسلمين في مصر وتدين العسكر الذين يقمعون الاخوان المسلمين .

كل الحكاية تتلخص في الخلاف بين ال سعود وال ثاني حول دعم او عدم دعم الاخوان المسلمين في مصر فالعسكر في مصر مستاۆون من قطر بسبب إيوائها للاخوان المسلمين وعلى رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي ويطالبون ال ثاني بتسليم قادة الاخوان ومنهم القرضاوي الى مصر بينما تعارض قطر هذا الطلب وتۆكد انها ملتزمة بدعم الاخوان ولن تتنازل عن هذا القرار.

هل ستحاول السعودية تأزيم الوضع اكثر مع قطر؟ ، وهل ستلجأ الى الخيار العسكري ضد الدوحة؟ ، سۆال من الصعب الرد عليه، ذلك أنه لو أقدمت السعودية على الخيار العسكري ضد قطر لأصبح مجلس التعاون الخليجي في خبر كان، ولذهبت جميع الجهود التي بذلت من اجل إبقاء مجلس التعاون ولو على شكل مجلس صوري كما هو الان .

فالخلافات بين دول مجلس التعاون الخليجي مستمرة منذ تأسيس المجلس في ايار 1981 ، وقد وصلت الخلافات بين الاطراف في بعض الاحيان الى حد النزاع المسلح ، بسبب نوع الحكومات التي تحكمها اذ ان اغلبية دول مجلس التعاون تحكمها عائلات وصلت الى الحكم بمساعدة البريطانيين والامريكان ولولا دعم بريطانيا والولايات المتحدة لما بقيت تحكم هذه الامارات والمشيخات .

واليوم تقف السعودية التي فشلت سياستها الخارجية خلال العقود الماضية وهزمت في مواجهة الازمات والتحديات، وفقدت هيبتها وقدرتها على المنافسة مع دول كبرى في المنطقة، تتنمر على دولة صغيرة وهي قطر وتريد فرض ارادتها عليها ، وتحاول إخافتها عن طريق اطلاق تهديدات ضدها ، وتشكيل جبهة مع البحرين والامارات لمواجهتها بالقوة.

ولكن يبدو ان قطر تعرف جيدا مدى خواء التهديدات السعودية البحرينية الاماراتية لها ، وتدرك ان السعودية باتت " نمر من ورق " لا قدرة لها على مواجهة الكبار، وتعرف ايضا بان البحرين ذيل وتابع للسعوديين وهي أضعف من ان تقوم بتهديدها، وهي قادرة فقط على قمع شعبها الاعزل الذي يطالب حكامه بتحقيق العدالة والحكم بديمقراطية لا ان يحكمه باحكام القرون الوسطى ، قطر تعرف ايضا ان الامارات تتبع السعوديين لانها خائفة من الاخوان في الداخل وهي تخشاهم وتتهمهم بالتآمر عليها.

السعودية، تريد فرض خططها وبرامجها وإرادتها على باقي دول مجلس التعاون، حتى إنها عرضت على هذه الدول الاتحاد ولكن سلطنة عمان وقفت في وجهها ورفضت الاتحاد بقوة، كما ان العديد من دول مجلس التعاون رفضت الاتفاقية الأمنية التي نظمها السعوديون وارادوا فرضها على بقية دول مجلس التعاون.

ان مجلس التعاون الخليجي اصبح بعد الازمة الحالية ، مجلس بحكم المنحل ، لا قدرة له على حل النزاعات والخلافات بين اعضائه ، والسبب في ذلك، الضغوط والتهديدات السعودية لسائر الاعضاء ، فمن الافضل لدول المجلس أن تقوم بمصارحة السعوديين لوقف ضغوطهم وتهديداتهم التي سوف تۆدي بمجلس التعاون الى التفكك والانحلال.

المصدر: العالم

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)