• عدد المراجعات :
  • 4110
  • 2/25/2014
  • تاريخ :

مسجد «دزک» التاريخي

مسجد دزک

يقع المسجد في مدينة سراوان في بلوتشستان

لقد دخل الناس في الإسلام في العهد العباسي في هذه البلاد وترکوا ما کانوا عليه من ديانة المجوس وزرادشت، وغيره ومع اعتناقهم ديانة الإسلام احتاج الناس إلي مکان حتي يعبدوا فيه ربهم ويقيموا صلواتهم اليومية والجمعة فقاموا ببناء المساجد في معظم المدن والقري الإيرانية.

إن مدينة «دزک» کانت في ذلک الزمان ذات أهمية فائقة من الناحية العسکرية والسياسية والاقتصادية والزراعية؛ وکانت تعد من أخصب مدن بلوشستان وکان فيها صناعة الغزل والحدادة؛ مما سبب ازدهارالتجارة في المدينة ؛ ومنذ اللحظة الأولي حظيت «دزک» بشرف وجود مسجد جامع فيها. يُعزى بناء المسجد إلي رجل باسم «بابا حاجي دزکي» وابنه شيخ أويس الذي کان من قرية «هيتوک» علي مسافة بضع کيلومترات من المدينة.

بني المسجد علي النمط الخراساني والذي يشبه خارطة مسجد تاريخانه في مدينة  دامغان والمسجد الجامع في مدينة فهرج اللذان بنيا في القرون الأولي من تاريخ الإسلام في بلاد فارس.

فبناء المسجد يشمل باحة محيطة بأروقة مسقفة وساحتان إحداهما للصيف والأخري للشتاء وغرفة صغيرة تسمي «جله‌خانه» وحجرة و مکتبة.

 لقد کان مسجد الجامع في «دزک» حتي سنة 1307هـ.ش الجامع الوحيد في مدينة سراوان وکان الناس يأتون إليه کل جمعة من أقصي نواحي المدينة لإقامة صلاة الجمعة فيه.

قدمة المسجد التاريخية

لايوجد في أي مصدر من مصادر التاريخ ما يطلعنا علي تاريخ بناء المسجد؛ ولکن نظراً إلي هندسة البناء والأسلوب المعماري الخراساني الموجود في المسجد؛ يرجح بناء المسجد في القرون الأولي من تاريخ الإسلام في إيران.

مسجد دزک

کانت المساجد تبني علي نمط بسيط علي قرار الأسلوب المعماري الساساني في بداية دخول الإسلام في إيران وکانت خراسان أول بلد بنيت المساجد فيها؛ ومن أجل ذلک يسمي الأسلوب المعماري في تلک الأدوار (الأموية  والعباسية والطاهرية) بالأسلوب الخراساني.

نظراً لهندسة بناء المسجد الجامع في «دزک» التي تطابق تماماً الأسلوب الخراساني ويشبه إلي حد کبير مسجدَ الجامع في دامغان؛ نستطيع القول بأن المسجد الجامع في «دزک» قد بني في القرن الأول أو الثاني من الهجرة.

بناء المسجد

بني المسجد علي أرض تقدر بـ900متر مستطيلة الشکل بأضلاع 25أ—35متر وجدران بعرض 5/1متر و ارتفاع 6 إلي 8متراً علي أعمدة ضخمة بقطر 5/1متر في مکان مرتفع قريباً من قنات «دزک» وعلي مسافة ثلاث کيلومترات من قلب مدينة سراوان.

البناء الحالي للمسجد يتشکل من الساحة الصيفية غرب المسجد: والساحة الشتوية‌ في شرق المسجد؛ کل واحدة موصولة بالأخري و غرفة صغيرة تسمي «جله خانه» تحت الهجرة الثانية.

مواد البناء المستخدمة في بناء المسجد

لقد بني المسجد من الطابوق الغير مطبوخ و استخدمت جذوع النخل وأغصانه لتسقيفه.

الباب الخشبي

 قبل عشرات السنين کان للمسجد باب مصنوع من خشب شجر الطرفاء(الجز) وقد نحت علي آخر باب للمسجد اسم النجار «دين محمد» بسنة 1318هـ.ق وهو موجود الآن ويحتفظ به داخل المسجد.

المحراب

ماکان يتخذ في المساجد مکان خاص للمحراب في القرن الأول من تاريخ الإسلام؛ ومن أجل ذلک لايوجد في المسجد محراب مشاهد من خارج المسجد ولکن قد نحت محراب صغير داخل الجدار من داخل المسجد.

ال(خانقاه) أو غرفة التزکية

في الحجرة الثانية من المسجد التي خلف الحجرة الأولي في الجنوب الشرقي من المسجد، يوجد سلم ينتهي إلي أربعة أمتار تحت الأرض وهناک حجرة صغيرة بأضلاع 2أ—5/1 وبإرتفاع 8/1متر، هذه الحجرة کانت تسمي «جله خانه» وکان بعض الناس يمکثون فيها أربعين يوماً وليلة، يعبدون فيه ويقومون بتهذيب نفوسهم ولا يخرجون منه إلا للصلوات وکانوا يقضون هذه المدة بطعام يسير ونوم قليل.



طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)