• عدد المراجعات :
  • 3428
  • 2/25/2014
  • تاريخ :

عقيدة الشهيد محمد بروجردي

الشهید محمد بروجردي

عقيدةً راسخة لا تتزلزل:

كان "بروجردي" يمتلك عقيدةً راسخة لا تتزلزل فيما يتعلّق بعالم الآخرة. وكان أمله كبيرًا جدًّا بفضل الله تعالى، وعونه. يذكر أن في إحدى المرّات أنّ نقاشًا فُتح في مقرّ عمليّات الجبهة الغربية، عن أحد محاور العمليّات، وما إذا كانت العمليّات ستنجز على ذلك المحور أم لا؟

انقضت ساعات من الليل وجميع العقول مشغولة بدراسة الخريطة، لكن دون الوصول إلى نتيجة. أَخَذَتْ "محمّدا"، وهو ينظر إلى الخريطة، إغفاءة. وبعد فترة هبّ واقفًا وأيقظ البقيّة، ثمّ قال بحزم: "يجب أن تُنجز هذه العمليّات".

سأله الإخوة عن سبب هذا القرار المفاجئ، لكنّه لم يقل شيئًا. وبالفعل أُنجزت العمليّات بنجاحٍ كاملٍ. وعندما بحثنا من جديد عن سبب ذلك القرار، أجاب: "الشخص الذي كان يجب أن يرشدني جاءني في المنام وقال: قوموا بهذه العمليّات"!

لم يكن "محمّد" يترك صلاة الليل مطلقًا. وكان يعطي لهذا الأمر أهميّة كبيرة.

في إحدى مراحل العمليّات التي كان مقرّرًا أن تُنجز بالقرب من "مهاباد"، عُقدت جلسة بمشاركة عدد من المجاهدين وقادة المنطقة، ودار الحديث في تلك الجلسة حول تحديد المحور الذي ستُشنّ منه الهجمات.

امتدّ البحث حتّى الساعة الحادية عشرة ليلًا، وكان كلّ واحد من الإخوة يعطي وجهة نظر، لكنّنا لم نصل في النهاية إلى نتيجة أيضًا.

توجّه "محمّد" نحو القبلة بحالة عرفانيّة ودعا بخضوع: "إلهي! أنت تعلم أنّنا عاجزون، وأنّ عقولنا قاصرة عن أن نقوم بأيّ فعلٍ دون عونك، وأنّنا منذ البداية لم نكن من المدّعين. إلهي! امنحنا أنت روح الفرج!".

جَمَعَ الإخوة الخريطة، ولأنّ الوقت كان متأخرًا، نام الجميع. عند الفجر، استيقظنا على تلاوة القرآن بصوت "محمّد". صلّينا الصبح، وبعد ذلك، طلب منّي "محمّد" أن أُحضر الخريطة. وبينما كنتُ أناوله الخريطة، سألتُ: "ما الذي حدث؟"، قال "محمّد" بدمٍ باردٍ: "جُل بنظرك بدقّة على الخريطة وجِدْ قرية "قره داغ". تجمّع الإخوة وتساءلوا بدهشة: "ما هي هذه القرية قره داغ؟ فكرّر طلبه" جِدُوا "قره داغ" على الفور. مسحنا الخريطة بأعيننا، لكنّنا لم نجد شيئًا. صلّى محمّد من جديد وتلا القرآن، ثمّ قال: "اجلبوا الخريطة وابحثوا فيها".

فعلنا ما قاله، ووُفّقنا في النهاية إلى أن نجد قرية "قره داغ". سُرّ "محمّد" كثيرًا. سألناه والدهشة تعترينا: "ما الأمر أيّها الحاجّ؟ فأجاب مبتسمًا: "هذا هو حلّ القضيّة، قوموا لنذهب".

صبيحة ذلك اليوم، عُقدت جلسة في مقرّ حمزة (في أرومية)، بمشاركة ضبّاط من قيادة الجيش، وقائد الفرقة، وقائد المقرّ. وعندما أوضح "محمّد" في تلك الجلسة جزئيات خطّته، اعتبرها القادة خطّةً ممتازة وقبلها الجميع. وبعد انتهاء الجلسة، توجّهتُ أنا وعدد من الإخوة إليه، بدافع من الفضول، وسألناه كيف أعدّ هذه الخطّة، ونحن فكّرنا حتّى آخر الليل، ولم نستطع أن نصل إلى نتيجة.

أجاب "محمّد": "عندما نمنا جميعًا، استيقظتُ أنا بعد ساعة، وتوسّلتُ وصلّيتُ ركعتين، وطلبتُ العون من الله. وبعد أن نمت ثانية، جاءني ضابط في المنام وقال: يا فلان لماذا تتوقّفون عن العمل إلى هذا الحدّ؟ اذهبوا واستولوا على "قره داغ " وهناك (تجدون) حلّ قضيتكم.."

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)