• عدد المراجعات :
  • 374
  • 1/8/2013
  • تاريخ :

حرب الدفاع عن الوطن

بشار اسد

في خطاب جريء دعا الرئيس السوري بشار الاسد الى حراك وطني في "حرب الدفاع عن الوطن" واصفا المسلحين الذين يقاتلونه بالارهابيين وعملاء لقوى اجنبية يستحيل التفاوض معهم.

.تظهر المستجدات على الساحة السياسية في سوريا ان التوصل الى حل سياسي لتسوية النزاع في سوريا لا يزال ممكنا، لكن في الوقت نفسه مازال النزاع في سوريا يتخذ شكلا اكثر وحشية يوما بعد يوم مع تزايد العمليات العسكرية بين القوات الحكومية والجماعات المتمردة، وحتى اللحظة الراهنة لم تنجح التحركات الدبلوماسية المكثفة خلال الاونة الاخيرة في فتح كوة في الازمة المستمرة منذ 21 شهرا، لكن طرح مبادرة السلام من لدن الرئيس السوري بشار الاسد مۆخرا قد تفتح بوابة جديدة لحل للازمة السورية العنيفة وتعطي امال كبيرة لإنهاء الصراع الدموي الذي تسبب بمآسي إنسانية ارعبت الشعب السوري طوال عامين تقربيا، في حين يسعى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي للتغلب على الخلافات الكبيرة بين الحكومة السورية وخصومها، لكن تعثرت المبادرات الاقليمية والدولية لتسوية الازمة السورية بسبب تباين مواقف القوى العالمية بشأن ما أصبح صراعا تتزايد صبغته الطائفية بين الجماعات المسلحة التي يدعمها الغرب وخاصة الولايات المتحدة وحلفائها من دول الخليج، والحكومة السورية التي يدعمها الشرق وخاصة روسيا والصين، وعليه ففي الوقت الحالي تحتاج البلاد السورية حلول ومعالجات اكثر فعالية على المستوى السياسي والحقوقي والاقتصادي كي تنعم بالاستقرار وتمنع الإخطار المحدقة بها على الأصعدة كافة.

حل الأسد مع المعارضة الدمية

ففي خطاب جريء دعا الرئيس السوري بشار الاسد الى حراك وطني في "حرب الدفاع عن الوطن" واصفا المسلحين الذين يقاتلونه بالارهابيين وعملاء لقوى اجنبية يستحيل التفاوض معهم، ولكنه في المقابل طرح مبادرة سلام لحل سياسي للازمة التي تعصف بسوريا منذ 21 شهرا ودعا الى مۆتمر للمصالحة مع من لم "يخونوا" سوريا يعقبه تشكيل حكومة جديدة وإصدار عفو، وأضاف في كلمة ألقاها في دار الأوبرا أن المرحلة الأولى من الحل السياسي ستتطلب من القوى الإقليمية وقف تمويل وتسليح المعارضة ووقف العمليات "الإرهابية" والسيطرة على الحدود.

وتابع "سنحاور احزابا وافرادا لم تبع وطنها للغريب. سنحاور من القى السلاح لتعود الدماء العربية الاصلية تجري في عروقه وسنكون شركاء حقيقيين مخلصين لكل وطني شريف غيور يعمل من اجل مصلحة سوريا وامانها واستقلالها"، وعدد بنود المبادرة قائلا انه في المرحلة الاولى "تلتزم فيها الدول المعنية الاقليمية والدولية بوقف تمويل وتسليح وايواء المسلحين بالتوازي مع المسلحين لكافة العمليات الارهابية مما يسهل عودة النازحين السوريين الى اماكن اقامتهم الاصلية بامن وامان. بعد ذلك مباشرة يتم وقف العمليات العسكرية من قبل قواتنا المسلحة التي تحتفظ بحق الرد في حال تعرض امن الوطن او المواطن او المنشآت العامة او الخاصة لاي اعتداء"، ودعا الى "ايجاد الية للتأكد من التزام الجميع بالبند السابق وخاصة ضبط الحدود."

وقال ان الحكومة القائمة "تبدأ مباشرة باجراء اتصالات مكثفة مع كافة اطياف المجتمع السوري باحزابه وهيئاته لادارة حوارات مفتوحة لعقد مۆتمر للحوار الوطني تشارك فيه كل القوى الراغبة بحل في سوريا من داخل البلاد وخارجها"، اما في المرحلة الثانية من الحل "فتدعو الحكومة القائمة الى عقد مۆتمر للحوار الوطني الشامل للوصول الى ميثاق وطني يتمسك بسيادة سوريا ووحدة وسلامة اراضيها ورفض التدخل في شۆونها ونبذ الارهاب والعنف بكافة اشكاله. هذا الميثاق هو من سيرسم المستقبل السياسي لسوريا ويطرح النظام الدستوري والقضائي والملامح السياسية والاقتصادية والاتفاق على قوانين جديدة للاحزاب والانتخابات والادارة المحلية"، واشار الى ان الميثاق الوطني هذا سيعرض على الاستفتاء الشعبي وبعدها "تشكل حكومة موسعة تتمثل فيها مكونات المجتمع السوري وتكلف بتنفيذ بنود الميثاق الوطني" ومن ثم "يطرح الدستور على الاستفتاء الشعبي وبعد اقراره تقوم الحكومة الموسعة باعتماد القوانين المتفق عليها في مۆتمر الحوار وفقا للدستور الجديد ومنها قانون الانتخابات وبالتالي اجراء انتخابات برلمانية جديدة". بحسب رويترز.

 وأضاف الاسد ان حكومة جديدة ستشكل وفقا للدستور وبعدها يتم "عقد مۆتمر عام للمصالحة الوطنية واصدار عفو عام عن المعتقلين بسبب الاحداث مع الاحتفاظ بالحقوق المدنية لاصحابها"، وتحدث بثقة لمدة ساعة تقريبا امام حشد من مۆيديه الذي قاطعوه مرارا بهتافاتهم وقبضاتهم المرفوعة "بالروح بالدم نفديك يا بشار" وفي نهاية الخطاب هرع العديد من انصاره لمصافحته وهم يهتفون "الله سوريا بشار وبس "في حين كان الاسد يلوح لهم ويبتسم وهو يحاول الخروج من القاعة، وقال في كلمته "نحن الان امام حالة حرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى. نحن الان نصد عدوانا خارجيا شرسا بشكل جديد... يستهدف سوريا عبر حفنة من السوريين وكثير من الاجانب"، وأضاف "نلتقي اليوم والمعاناة تعم ارض سوريا ولا تبقي مكانا للفرح في اي زاوية من زوايا الوطن فالامن والامان غابا عن شوارع البلاد وازقتها".

اعداد: سيد مرتضى محمدي

القسم العربي-تبيان

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)