• عدد المراجعات :
  • 2867
  • 11/10/2007
  • تاريخ :

فوائد مجلس المشورة العائلي
الاسره

 

    كل فرد من أفراد العائلة مهما صغر سنه يجب أن يكون عضواً فعالاً في هذا المجلس الذي يتوجب عليه الاجتماع بشكل مستمر مرة في كل أسبوع وفي جوّ يسوده الهدوء والراحة النفسية مما يساعد على تمتين اللحمة العائلية مع مرور الزمن.

خلال الاجتماع يُسمح لكل فرد من أفرادها التكلم لفترة معينة من الوقت، يُتفق عليها من قبل الجميع، يطرح خلالها أكثر مطالبه ورغباته وتمنياته؛ كما يسمح له بالتطرق إلى أي موضوع على شرط أن يعود بالنفع على العائلة أجمع؛ أما حل أي مشكلة تُطرح فيكون بالإجماع، وليس عن طريق التصويت، لأن هذه الوسيلة الأخيرة سوف تؤدي إلى إحداث خلل عائلي بين الخاسر من جهة والرابح من جهة ثانية؛ أما وسيلة التشاور والإقناع فإنها تؤدي إلى اتفاق الجميع على خطوط رئيسية ترضي الأولاد والأهل..

     هذا المجلس العائلي لا يهتم فقط بالمشاكل العالقة، بل بإيجاد المشاريع التي يمكن أن يستفيد منها الجميع، مثل: تحضير الرحلات والمناسبات والأفراح.

     المهم إذاً هو أن كل قرار يصدر عن المجلس يجب أن يعتمد على الديمقراطية التامة التي تفتح المجال في مشاركة كل فرد من أفرادها، مع إبعاد مفهوم التسلط الصادر عن الدكتاتورية الفردية للتحكم بالقرار الواحد.

     المواضيع التي يمكن تداولها خلال الاجتماع يجب أن تكون متعددة، ويتفق عليها أيضاً حبياً بحيث لا يشعر أي فرد بأنه مرغم على تداول مواضيع لا تهمه. ولا توفر له الأجواء المناسبة للعيش داخل المنزل بأمان وسلام.

     يمكن أن تجتمع العائلة مرة كل 15 يوماً، للبتّ في الأمور العالقة، أو للتحضير لإحدى المناسبات أو الحفلات أو الرحلات.

     مدّة الاجتماع يجب أن تكون قصيرة في البداية (معدل ربع ساعة أو نصف ساعة) حتى لا يشعر الأولاد بالملل، بعدها يمكن تحديد الفترة حسب رغبة الجميع، وحسب أهميّة المواضيع العالقة أو المطروحة للمناقشة على طاولة البحث.

  ما فوائد مجلس الشورى العائلي؟

     أن الاجتماعات العائلية المتعددة من شانها تهدئة الوضع العام، المشحون بالتوترات المفاجئة والمشاكل المستعصية. كما تخفف من حدّة المشادات الداخلية بين الأولاد أنفسهم أو بينهم وبين أهلهم؛ كما تحد من غضب وحقد أكثر أفراد العائلة.

     الاجتماعات يجب أن تشمل كل الأولاد مهما صغر سنهم، وحتى سن متقدمة من عمرهم، مما يساعد الأولاد على التعرف على الأساليب الصحيحة للديمقراطية، واساليب السماع مطوّلاً ومليّاً وعن كثب لأكثر المشاكل المطروحة اجتماعياً أو عملياً. وأساليب المناقشة المثمرة التي تعود بالنفع على الجماعة، مما يساعدهم على مجابهة الحياة بكل ثقة ونجاح.

 

علم الأخلاق:

     الضمير الحي ليس من البديهيات التي يتمتع بها كل فرد من أفراد مجتمعنا الإنساني، ومن الخطأ الاعتقاد بأن كل كائن حي يكون مجهزاً بالمشاعر السلبية أو الإيجابية منذ ولادته؛ لأن أكثر الدراسات العلمية برهنت أن كل ما يتحسسه الولد من مشاعر يكتسبه بشكل تدريجي خلال فترة نموه وتطوره داخل المنزل، وللوالدين الفضل الأول في عملية صقل وتهذيب أكثر الأحاسيس التي يتمتع بها ولدهم، مع عدم إغفال أهمية المدرسة التي تعمل على شحن الأولاد بكل ما هو صالح.

بعض الأفراد فاقدي الضمير، يشكلون خطراً على المجتمع الذي يعيشون ضمنه، لأنهم قد يقترفون أشد الجرائم بدون أي رادع أخلاقي، فضميرهم معطل، والأعمال السلبية قد تظهر منهم في أي لحظة من لحظات حياتهم، لا يأسفون على ما ارتكبوه من أفعال، لكنهم قد يأسفون لشيء واحد، هو القبض عليهم في لحظة ارتكاب الجريمة.

     في المقابل قد نصادف أشخاصاً يتمتعون بضمير حي، مرهف الإحساس، يتأثر بأي عمل يصدر عنه مهما كان نوعه، بحيث إن بعضهم قد يعاني من بعض المشاكل النفسية نتيجة صحوة الضمير التي يعيشها. في الحقيقة يجب أن يتمتع كل إنسان بضمير متوازن يحاسبه على كل ما يقدم عليه من افعال: إيجابية كانت أم سلبية. مما يؤدي إلى التفكير ملياً وبهدوء قبل القيام بأي عمل عائلي. مدرسي أو اجتماعي.

     قديماً كانت المدرسة الكشفية تتمتع بصفة الضمير الحي، وكان كل عضو من أعضائها يعتبر مثلاً في الإخلاص والتضحية والنزاهة والصدق؛ كذلك الأمر بالنسبة للمؤسسة الحربية والطبية والرياضية والسياسية.

     أما الآن، فإننا نشعر بفقدان هذه المؤسسات لأكثر صفاتها الحميدة التي كانت تتمتع بها سابقاً، وأصبح يعتريها الغش والبغضاء والكراهية والحقد، وقد أصبح من الصعب إيجاد المؤسسة الوطنية التي يمكن أن تحمي أولادنا وتحافظ على مستقبلهم وقد تفشي هذا المرض الى المؤسسات العائلية مما أثر على تربية الأولاد وعلى مستقبلهم تأثيراً سلبياً.

     هل سألت نفسك ولو مرّة واحدة: "ماذا يحدث لو كنت في غرفة العمليات الجراحية، وتحت رحمة جراح غشّ طيلة حياته السابقة".

     بكل صراحة، تعتبر التربية المنزلية فاشلة تماماً، طالما لم تعط ثمارها عند أولادنا، ولم تؤدي إلى تهذيب نفوسهم وتصلح قلوبهم وتهديهم إلى الصراط المستقيم. هنا سوف أبيّن بعض الأسس التربوية العلمية البسيطة التي يمكن تلقينها للأولاد مهما كانت اتجاهاتهم الدينية أو الدنيوية.

أولاً: الأهل مسؤولون قبل كل شيء عن جميع ما يعتري أولادهم من مشاعر وأحاسيس.

ثانياً: الأهل وبشكل لا شعوري، قد يكونوا أحد أسباب فشل سياسة تربيتهم الداخلية؛ وأشدّ السياسات خطورة لتعليم التربية المنزلية هي تلك التي تعتمد على مبدأ الضرب والإهانة والتسلط والإرهاب.

ثالثاً: الأسلوب الصحيح لتعليم الأخلاق السليمة: هو الذي ينبع من داخل الذات الإنسانية بحيث يعمد الأولاد إلى تقليد أوليائهم في أكثر التصرفات الحسنة، لأن من طبيعتهم التحلي بكل ما يتحلى به الوالدان من مزايا حسنة أم سيئة.

مثال ذلك: كنت اذهب إلى المطعم برفقة زوجتي وأولادي، وكنت في حال تناولي قطعة "الهمبرغر" أنزع الخبزة، ولا أتناول سوى قطعة اللحم...

بعد فترة من الزمن لاحظت أن ولدي أخذ ينزع الخبرة عن "الهمبرغر" الذي يطلبه، ويأكل اللحمة فقط، مع العلم بأنني لم أعطه أية ملاحظة حول كيفية تناول "الهمبرغر".

بما أن الأولاد يتطبعون عادةً بطبائع أوليائهم ويتخلقون بأخلاقهم، فلماذا إذاً لا نعلمهم سبل التربية الصحيحة عن طريق اتباعنا كأهل لكل ما هو صالح.

رابعاً: يمكن أن يستفيد الأهل من أوقات الطعام لإعطاء بعض المواعظ الإنسانية، ولكن باختصار ودون تطويل حتى لا يشعر الأولاد كلما جلسوا حول المائدة، بأن أهلهم سوف يبدؤون الطعام بدرس حول الأخلاق، مما قد يبعث فيهم شيئاً من التململ.

من المواعظ التي على الأهل ترديدها بشكل سريع أمام أولادهم نذكر:

_ كل ما يزعجك، يزعج الآخرين.

_ كل عمل لا يسيء للغير، يعتبر حسناً.

_ كل من يسرق بيضة قد يسرق جملاً.

_ فعل الإنسان يدل على مزاياه الداخلية.

_ الصدق من شيم الكرام إلخ...

     إلى جانب هذه الموعظة اليومية، على الأهل التصرف أمام أولادهم بشكل يشجعهم على تنفيذ ما يسمعونه من مواعظ وحكم وإرشادات. حول أساليب السلوك السليمة التي يجب أن يتمتع بها كل فرد من أفراد العائلة، لأن هذه الأساليب سوف تنعكس إيجاباً على حياتهم عند الكبر؛ إن التربية التي تعتمد على مبدأ: افعل ما تشتهيه.. خطيرة جداً... لأنها تساعد على الفوضى العائلية أولاً، ثم الاجتماعية ثانية؛ وقد تشكل هذه التربية الشاذة خطراً على الجميع، ونحن لا نريد أن نخلق أشخاصاً مثل: هتلر أو ستالين أو موسوليني إلخ.

     هنا نشدد على ضرورة الاهتمام بتربية الأولاد ابتداءاً من الصغر وحتى سن متقدمة من عمرهم، على شرط أن تتسم هذه التربية بالوعي والصراحة والذكاء والحنكة، حتى تأتي النتائج إيجابية وتحقق ما نصبو إليه من آمال وتبعد عنا الأحزان؛ فالأولاد يتأثرون كثيراً بكل ما يحيط بهم من وسائل تربوية، وهنا تأتي ضرورة التربية الصحيحة منذ الصغر لأنها تساعد على تركيز الضمير الحي الواعي المليء بالأحاسيس والمشاعر اللازمة لنجاحهم وتقدمهم.

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)