• عدد المراجعات :
  • 463
  • 11/11/2012
  • تاريخ :

امريكا بعد فوز اوباما بولاية ثانية

باراک أوباما الرئيس الامريکي

قد لا يهتم مواطنو الدول الفقيرة بفوز أوباما أو غيره في الانتخابات الامريكية، ولا احد يستطيع أن يلومهم على هذه اللامبالاة، لأنهم لم يلمسوا التغيير المرتقب من دولة عظمى، ترفع الحرية شعارا لها، وتطالب بالمساواة بين الجميع، وتدّعي الحفاظ على حقوق الانسان، لكن الشعوب الفقيرة تشعر فقط بوطأة الجوع والحرمان سواء كان (اوباما الديمقراطي) رئيسا للولايات المتحدة او (رومني الجمهوري)، وهذا يجعلها بمنأى عن الامل بحدوث سياسة جديدة تعيد للانسانية كرامتها وحرمتها وهيبتها.

ربما فرح البعض من شعوب الدول المتعَبة، بفوز اوباما، الذي حقق انجازات تبشر بسياسة تنحو الى السلام اكثر من الحرب، ولكن تبقى اللامبالاة وطابع اليأس لدى الشعوب هو الاكثر حضورا من سواه، لهذا ينبغي على امريكا اوباما الفائز بدورة رئاسية لاربع سنوات مقبلة، أن تثبت للعالم اجمع انها دولة سلام ليس بالقول فقط بالفعل المجسد في قرارات وخطوات اجرائية ملموسة على الارض، منها على سبي المثال:

- على امريكا أن تدعم استقرار العراق بكل الوسائل المتاحة..

- أن تدعم استقرار الشعب البحريني

- ان تدعم ترسيخ القيم الاخلاقية في المجتمع

- ان تدعم الحريات الحقيقية

- ان تبتعد كليا عن سياسة الكيل بمكيالين في سياستها الخارجية.

وهو الامر الذي يبدو بوضوح صارخ في تعاملها مع اسرائيل والفلسطينيين، حيث تبدو سياسة الانتصار للظالم على المظلوم باقوى صورها، حيث تعلن امريكا وقوفها الى جانب اسرائيل بغض النظر عن كونها على حق او انها كيان مغتصب يتجاوز على ارض وحقوق العرب، فيما تعلن انها تقف على مسافة واحدة من جميع دول العالم.

اننا نعتقد ان اوباما افضل من غيره، ونتابع ما حققه في مضمار السياسة الداخلية والخارجية، وهو امر ينم عن سياسة تميل الى العقلانية والانسانية، حيث تبدو علامات السرور بفوز اوباما اكثر وضوحا، فقد توالت التهاني لاوباما من جميع أنحاء العالم بعد إعادة انتخابه لولاية ثانية في البيت الأبيض، الأربعاء، لفوزه في الانتخابات الرئاسية 2012. حيث كان الاتحاد الأوروبي أول المهنئين لأوباما، متمنيا أن يعمل الاتحاد والولايات المتحدة على "تعزيز علاقاتهما الثنائية" و"مواجهة التحديات العالمية معا لا سيما في مجالي الأمن والاقتصاد". وأعرب رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي عن "سعادته" الكبيرة لإعادة انتخاب أوباما. وأصدر رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو بيانا مشتركا أعربا فيه عن "أحر التهاني للرئيس أوباما على إعادة انتخابه". فيما أعلن الكريملين أن بوتن يرحب بفوز أوباما بفترة ثانية ويأمل أن يكون لهذا الفوز أثر إيجابي على العلاقات مع الولايات المتحدة. ومن جانب آخر قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده مستعدة للتعاون مع الحكومة الأميركية مادامت واشنطن مستعدة لذلك، أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقد هنأ أوباما بإعادة انتخابة رئيسا للولايات المتحدة، وعبر عن أمله في أن يواصل جهوده لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.

لهذا مطلوب ان تتغير سياسة امريكا في عهد اوباما فعليا، فالكلام الانساني المطبوع بالامل والتطلع نحو عالم افضل، يجب أن يكون مجسدا كفعل يمكن لمسه او رۆيته، وهو هدف يمكن تحقيقه فعلا فيما لو اقدم اوباما على خطوات قوية تدعم الحريات الحقيقية وليس الشكلية، وكذلك الكف عن سياسة العنف كليا وتحقيق العدالة الدولية، والابتعاد الكلي عن سياسة المحاباة على حساب الحق، خاصة ما يتعلق باسرائيل وسياستها القائمة على القوة والعنف، حيث تقوم الادارة الامريكية بغض الطرف عن  التجاوز الاسرائيلي وايقاعها للظلم بالاخرين امام مرأى العالم.

لذا يتطلع العالم اجمع لاسيما الدول الضعيفة الى سياسة امريكية جديدة تنتهج الحوار والسلم طريقا لحل المشكلات السياسية والاقتصادية وغيرها، وتسهم بتحقيق عنصر التوازن المطلوب، وتۆمن على نحو دائم عناصر الاستقرار العالمي من خلال التوزيع العادل لثروات العالم وانصاف الفقراء على وجه الخصوص.

اعداد: سيد مرتضى محمدي

القسم العربي : تبيان

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)