• عدد المراجعات :
  • 2504
  • 7/3/2012
  • تاريخ :

ماذا أعددتم ليوم الوعد الموعود؟

حضرت امام مھدي عليہ السلام

 (الحمد لله الذي يؤمن الخائفين وينجي الصالحين ويرفع المستضعفين ويضع المستكبرين ويهلك ملوكا ويستخلف آخرين، الحمد لله قاصم الجبارين مبير الظالمين مدرك الهاربين نكال الظالمين صريخ المستصرخين موضع حاجات الطالبين معتمد المؤمنين) "دعاء الافتتاح".

حق علينا أن نسجد لله شكرا لاستجابة الدعاء.. لقد تقرحت جفون الثكلى ولم تجف بعد دموع الافتجاع إلا حينما امتزجت دموعهم بفرحة الانتصار وتحقيق الوعد من السماء "وعد الله حق والله لا يخلف الميعاد"

وما زالت إلى اليوم هناك قلوب تتقرح من لهفة الانتظار، انتظار الفرج وما زالت تنزف من مرارة الفراق لا يعلم حالهم إلا الله..

من يؤنس غربتهم في دنيا فانيا ؟؟ ومن يطبب جراح الدهر التي جعجعت رقادهم فباتوا ساهرين باكين يشكون الله حالهم ؟؟ يطلبون منه الفرج والنصر وأن تقر عيونهم برؤية أبناءهم وأزواجهم وآباءهم الذين غيبوهم في السجون ظلما وجوراً.

عجبا للناس ويا للعجب... !!!!

يمنعون الأمهات والأخوات الثكلى من البكاء وأن تصرخ وتندب شهدائها وفلدات أكبادها المضرجين بالدماء المقتولين ظلما (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ )؟؟؟

ويصفقون للظالم على انجازاته كلما ملأ كروشهم بحب الدنيا والشهوات؟؟

فإذا صرخت الثكلى حزناً على ضناها منعوها.. لا تصرخي ولا تبكي كي لا يسمع الظالم صوتك فيمطرنا بغضبه وحقده علينا!!!.. لا ترفعي صوتك بالبكاء ولا تندبيه فابنك قد مات لا تصرخي لا تتسببي بالأذى لقومك ولا تخرجي ولا تخبري العالم أن ابنك مات مقتولا بلا ذنب ولا جرم لا تخبريهم أن الحور قد نزلت وأن الجنة قد تزينت في عرس الشهداء؟؟

سلام الله على الشهيد الذبيح في كربلاء سلام الله على الحوراء زينب جبل الصبر التي منها تعلمنا الحرية والإباء تعلمنا كيف ننتصر للمظلوم والمقتول بصوتنا صوت الحق وكلمة الحق، علمتنا كيف ننتخذ من البكاء طريقا لنرفع ظلامتنا إلى السماء ولكل العالم وننشرها في كل مكان.

واعجباً للقوم ويا للعجب....!!!

إذا ضاقت الدنيا بزوجات وأمهات وبنات وأطفال وأبناء ضيعهم الدهر في دنيا الطغاة وجار عليهم الزمان، فغاب عنهن أزواجهن و أبناءهن وآباءهن في قعر السجون...

لا أب فيؤويهم ويحميهم من جور الزمان ولا أخ فيصونهم من أيدي الطغاة... ولا أحد يفكر بحالهم كيف ناموا وكيف أصبحوا؟؟؟ من يطعمهم من يأويهم من يلبي احتياجاتهم؟؟؟

من يمسح دموع أطفالهم فقد أيتمهم الدهر وأبوهم على قيد الحياة ؟؟؟

أبتي متى تعود وتمسح دموعي ؟؟؟ أبتي تعال فالدهر أضناني أبتي متى تخرج فتشتري لي ثيابا جديدة وتمسح بعطفك وحنانك جراحي وهواني...

أبتي إذا صرخت أناديك منعوني لا تصرخي لا ترفعي صوتك فوق صوت الجلاد لا تكوني على الناس نقمة اسكتي وادخلي زنزانة صبرك ولا تصرخي...

آه آه سلام عليكِ يا رقية يا عزيزة الحسين (ع) كم منعوكِ من البكاء وكم ضربوك واسكتوكي انتي من علمنا الصبر يا عزيزة الحسين (ع) فأنتي سلوى لكل الأطفال المحرومين والمفجوعين .

مهما تجرعت أطفالنا الآلم ومرارة الحرمان فلن تكون مثلكِ يا عزيزة الحسين يا من تأذيتي فلم يكن لكِ أب يحميكِ ولا أخ يأويك ولا عم يكفلك.. يا من أزهقت روحكِ فوق رأس الحسين (ع).. فكنتِ وما زلتِ رمزاً دوة لكل أطفال العالم.

عجبا مالي إذا خرجت أنادي وأطلب أبي وأخي وابني المغيب سنينا في السجون، لدرجة أنه يهلك طاغي ويتربع طاغ غيره وهم ما زالوا في قعر السجون لا يحق لنا أن نخرج وأن نطالب بهم؟؟ لا نعلم ما حالهم وما يجري عليهم ؟؟؟

فحين نامت العيون رفعنا ظلامتنا لمحكمة السماء و سهرنا نبكي وندعوا على الظالم بالهلاك.. وحين جاءتنا بشرى السماء فمات السجان في يوم السجين ومات القاتل في يوم الشهيد...

سجدنا لله شاكرين، وخرجنا فرحين مستبشرين فرحين لاستجابة الدعاء فرحين بهلاك الطغاة (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) (والعاقبة للمتقين)

ألا يحق لنا أن نفرح بموت من أفجعنا ؟؟؟ وقتل أبناءنا بلا جرم ولا ذنب؟؟؟

ألا يحق لنا أن نفرح بمن حرمنا أبناءنا المرميين في السجون سجون الظلم والعدوان؟؟؟

ألا يحق لكل أم مثكولة أن تبكي وتنادي آآآآآآه يا ولدي قتلوك وبأي جرم ظلموك؟؟ قتل الله قاتلك يا ولدي؟؟؟

ألا يحق لكل زوجة مجروحة وطفلة محرومة أن تنادي وتصرخ (أطلقوا سراح المعتقلين 17 سنة كفاية) ؟؟؟؟

نحن لا نتشمت ولا شماتة في الموت أبداً، هكذا ربانا أبونا سيد الخلق أجمعين ونبي الأمة (صلى الله عليه وآله وسلم) وهكذا ربونا أئمة الهدى ولكننا شيعتهم خلقنا من فاضل طينتهم نفرح لموت كل ظالم وطاغي عاث في الأرض فسادا وظلمهم، وهم يفرحون بلا شك لفرحنا ويحزنون لحزننا.

حق علينا أن نستبشر فكلما هلك طاغي وفرعون كلما اقترب النصر والفتح المبين، كلما اقترب اليوم الموعود (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ).

ولكن ماذا أعددتم ليوم الوعد الموعود وماذا عملتم لأجل صاحب الزمان؟؟

كيف تمنعون الناس أبسط حقوقهم في أن يحزنوا ويعترضوا على من قتل أبناءهم ؟؟؟ والآن تمنعونهم أن يفرحوا لموت الظالم وهلاكه؟؟؟

ما هذا التناقض العجيب ؟!!

لا انتم تنصروهم إذا استنصروكم ولا انتم ترحموهم إذا انتقم الله لهم ؟؟

ولكن وعد الله حق....

هؤلاء الثكلى والمحرومين والمفجوعين صبروا واحتسبوا أجرهم عند الله عز وجل ليقينهم بأن الله لن يخذلهم، ولن يدوم عرش الظالمين أبداً.

فلو دامت ليزيد وفرعون من قبلهم لدامت لهم وسلام الله على الحوراء زينب (ع) هذه المرأة الصامدة الشامخة بعزتها هذه لسان علي الناطق حين قالت كلمتها وصدقت وها هي تصدق في كل زمان مخاطبة الطاغي يزيد وكل طاغي وكل يزيد في كل زمان:

"وهل رأيك إلا فند؟ وأيامك إلا عدد؟ وجمعك إلا بدد؟ يوم ينادي المنادي: ألا لعن الله الظالم العادي"

ليتكم ترون الآن ما يجري في محكمة السماء،ليتكم ترون محكمة العدل حين يقف الشهداء مضرجين بدمائهم يطلبون حقهم من الله، ولا تحسبن دماء المؤمنين ودموع الثكلى والمفجوعين رخيصة عند الله (كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ 26 وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ 27 وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ 28 وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ 29 إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ 30 فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى 31 وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى 32 ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى 33 أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى 34 ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى 35 أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى 36) ؟؟؟؟ "سورة القيامة"

وكفى بالله حسيبا وبالدهر شاهدا وشهيدا، وبكتاب الله صادقا و دليلا:

(وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ 42 مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء 43 وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ 44 وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ 45 وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ 46 فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ 47 يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ 48 وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ 49 سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ 50 لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ 51 هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ) صدق الله العظيم."سورة إبراهيم"

(اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة.

اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا صلواتك عليه وآله وغيبة ولينا وكثرة عدونا وقلة عددنا وشدة الفتن بنا وتظاهر الزمان علينا فصل على محمد وآله وأعنا على ذلك بفتح منك تعجله وبضر تكشفه ونصر تعزه وسلطان حق تظهره ورحمة منك تجللناها وعافية منك تلبسناها برحمتك يا أرحم الراحمين).


الصبر والتصابرمن صفات المنتظرين

الإرتقاب و التربّص من صفات المنتظرين

التحسس من صفات المنتظرين

كيف يتحقق هذا الوعد الإلهي بنصرة الإمام المهدي عليه السلام

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)