• عدد المراجعات :
  • 694
  • 5/23/2012
  • تاريخ :

ماذا قدم الإسلاميون وغيرهم للشعب؟

آيا ليبي به عراقي ديگر تبديل مي شود؟


الحملة الإعلامية الشعواء على التيار الإسلامي وخصوصًا جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة تستهدف بالأساس قلب الرأي العام ضدهم قبيل الانتخابات الرئاسية، بدعاوى زائفة في مقدمتها فشل الجماعة وحزبها ونوابها في حل مشاكل الجماهير التي تفاقمت بصورة لافتة خلال الأيام الماضية، وتتفاقم أكثر مع قرب حلول أي استحقاق انتخابى، ما يؤكد أن تلك الأزمات تتم بفعل فاعل، يضغط على الزر فتحدث الأزمة ثم يضغط في مرة أخرى فتنتهي الأزمة، وقد أوضحت تصريحات المرشح الفلولي أحمد شفيق بقدرته على إنهاء الانفلات الأمني خلال 24 ساعة فقط من فوزه على أن هذه الأزمات وذاك الانفلات الأمني هو من صنع جهات معلومة لديه وستتوقف .


تستغل الحملة الإعلامية ضد الإسلاميين بعض التصرفات أو التصريحات الخاطئة أو التي تحتمل أكثر من رأي لبعض الإسلاميين لتشويه سمعة أبناء هذا التيار متجاهلين أن تلك التصرفات حتى لو كانت خاطئة إنما هي اجتهادات في فترة عصيبة وأجواء عاصفة وضبابية تدفع الجميع للخطá ولا يمكنني في هذه المساحة حصر الأخطاء التي وقع فيها غير الإسلاميين بعد الثورة، لكن من النبل أن نعترف جميعًا بوقوع بعض الأخطاء من كل الأطراف.

نعود إلى محاولة شيطنة التيار الإسلامي في نظر الشعب المصرى، وإظهاره بمظهر العاجز عن تقديم أي حلول لمشاكل المجتمع، وغير القادر على إدارة شئون البلاد، وهي لعمري محاولة يائسة كإنكار الشمس في رابعة النهار، تعالوا نتذكر معًا ماذا قدم التيار الإسلامي لشعب مصر خصوصًا بعد الثورة، ولنقارن ذلك بما قدمه غيرهم من أحزاب وتنظيمات لنرى البون الشاسع، ولنعرف من الأجدر والأقدر على حكم مصر.

لنعد إلى انطلاقة الثورة التي كان الإسلاميون في طليعتها، خصوصًا في يوم الزحف الأكبر 28 يناير، وهو اليوم الذي شهد انهيار حصون نظام مبارك، ولنتذكر عدد الشهداء والمصابين من أبناء التيار الإسلامي الذين تقدموا الصفوف لمواجهة رجال مبارك وحبيب العادلى، ولنتذكر اللجان الشعبية التي تم تكوينها على عجل لتأمين المعتصمين في ميدان التحرير وكان سوادها الأعظم من شباب الإخوان والتيار الإسلامي الذين التزموا بتعليمات قيادتهم بعدم إظهار هويتهم حرصًا على نجاح الثورة وتفويتًا للفرصة على المتربصين بها، والذين حاولوا كثيرًا تصوير الثورة باعتبارها تمردًا إخوانيًّا في محالة لتأليب الرأي العام الداخلي والخارجي ضدها، لكن ذكاء الإخوان فوت عليهم تلك الفرصة، وفتح الباب لنجاح الثورة في الإطاحة برأس النظام وبعض أذرعه.

ثورة مصر

هل يمكن للشعب المصري أن ينسى لشباب الإخوان وبقية القوى الإسلامية وقفتهم البطولية في معركة الجمل التي كادت تطيح بالثورة، وتذهب بالثوار إلى غياهب السجون أو حتى تعليق رؤوسهم في أعمدة ميدان التحرير لتصبح عبرة لمن يعتبر، والله لو لم يقدم شباب التيار الإسلامي سوى تلك الوقفة لكفتهم، ولجعلتهم الأجدر بقيادة مصر الثورة.

لقد هب شباب وشيوخ التيار الإسلامي للدفاع عن الأحياء والشوارع متعاونين مع بقية أبناء الوطن، وسخروا خبراتهم التنظيمية لتشكيل لجان شعبية نجحت في صد المجرمين واللصوص الذين خرجوا أو أخرجوا من السجون وأقسام الشرطة لتأديب الشعب وسرقة ممتلكاته، كما نجحت في تنظيم حركة المرور نسبيًّا في العديد من الميادين المزدحمة في غياب كامل لرجال المرور الرسميين.كان التعاون مع المجلس العسكرى- والذي يحلو للبعض وصفه بالتحالف أو بالصفقات- هو اجتهاد لمصلحة الوطن ولدعم الاستقرار وللحفاظ على الحد الأدنى من دوران عجلة الإنتاج، وكان التصويت بنعم على التعديلات الدستورية (رغم وجود المادة 28) بهدف سرعة الانتقال من الحكم العسكري إلى حكم مدني خلال ستة أشهر حسبما وعدت خارطة الطريق قبل أن ينقلب عليها المجلس العسكري ويؤجلها عامًا إضافيًّا مدعومًا بمطالبات بعض القوى الليبرالية بمنحها مهلة للاستعداد للانتخابات البرلمانية.

هل ننسى هبة الشباب الإسلامي لتوفير أنابيب البوتاجاز بأسعار رخيصة وتوزيعها بشكل عادل حين تحركت قوى الفلول لصنع الأزمة؟، وهل ننسى مئات بل آلاف معارض السلع في معظم مدن وأحياء مصر الشعبية التي وفرت السلع الأساسية بأسعار التكلفة للمواطنين ودفعت بقية الباعة والتجار للالتزام بهامش ربح معقول بعد أن قفزوا بالأسعار قفزات عالية؟

هل ننسى تحرك القوى الإسلامية عبر الخطباء والدعاة لتهدئة المظاهرات الفئوية التي اندلعت في توقيت واحد، ورغم عدالة مطالبها إلا أنها كان من الممكن أن تركبها قوى الثورة المضادة لوأد ثورتنا المباركة؟

هل ننسى جهد الإسلاميين في تهدئة العديد من المشاكل الطائفية وعلى رأسها حادث كنيسة أطفيح وإمبابة وعين شمس؟، وهل ننسى دور الإسلاميين في تهدئة العديد من الصدامات القبلية أيضًا؟

أما الذين يصبون جام غضبهم على البرلمان بدعوى عجزه عن حل مشاكل الشعب فهم يتناسون أن البرلمان هو مجرد هيئة تشريعية ورقابية لا تمتلك أدوات السلطة التنفيذية، وحين تحركت الأكثرية البرلمانية ممثلة في نواب الحرية والعدالة لطلب تشكيل حكومة مدعومة من البرلمان حتى تحل مشاكل الشعب وتوقف التدهور الاقتصادي والمالي والانفلات الأمني تم تصوير ذلك على أنه محاولة للتكويش،إلا أن من الإنصاف أن نتذكر بعض إنجازاته خلال ثلاثة أشهر والتي كان منها اعتماد الحدين الأدنى والأقصى للأجور وهو أحد مطالب الثورة، والعودة بالثانوية العامة لعام واحد تخفيفًا على الأسر، وتعيين العمالة المؤقتة، ورفع تعويضات أسر الشهداء، إضافة إلى عشرات القوانين والتعديلات القانونية التي تستهدف تيسير الحياة على المواطنين، وتعقب الفساد في الكثير من الوزارات والهيئات والصناديق الخاصة.

هذا بعض ما قدمه الإسلاميون فماذا قدم غيرهم من الأحزاب والتنظيمات والتيارات الأخرى؟! نترك الإجابة لكم.

اعداد: سيد مرتضي محمدي

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)