• عدد المراجعات :
  • 1172
  • 5/1/2012
  • تاريخ :

بنو اسرائيل و ارض فلسطين

روز قدس

الارض التي يطلق عليها الصهاينة اليوم اسم "اسرائيل" هي ارض فلسطين. و لما تمتاز به هذه البقعة من اهمية ستراتيجية للربط بين القارات الثلاثة (اوربا، افريقيا، آسيا)، من هنا تعرضت و على مر التاريخ لهجوم الامبراطوريات و قادة الحروب و قد سعى الجميع دائما للهيمنة على هذا الميناء الستراتيجي و الطرق التجارية الفلسطينية المهمة. و بعد القرن الثاني الهجري کان العرب يمثلون غالبية سکان تلک المنطقة و کانت تربطهم لغة و ثقافة مشترکة.

و بعد ظهور الاسلام و بعثة خاتم الانبياء النبي الاکرم (ص) کان يقطن تلک الارض مجموعة صغيرة من اليهود و المسيحيين، لکن و بالتدريج اعتنق اکثر سکانها بما فيهم اليهود، الاسلام.

کانت فلسطين مسرحا للکثير من الحروب و توالت عليها العديد من القوى فتراها تارة بيد تلک الامبراطورية و أخرى بيد ثانية و ...حتى تمکن المسلمون في عصر الخليفة الثاني من فتحها.

اليهود و سکان فلسطين:

لم يکن اليهود (و الذين يطلق عليهم ايضا اسم بني اسرائيل من ابناء يعقوب (ع) و الصهاينة، هم أول من سکن الارض الفلسطينية، بل سبقهم بزمان طويل جدا غيرهم من الشعوب، فقد کانت هذه الارض ذات حضارة تمتد الى عشرة آلاف سنة، و قبل الميلاد بثلاثة آلاف و خمسائة عام، حصلت رحلة للاقوام السامية من قلب الحجاز الى مصر، العراق، سورية، لبنان و فلسطين فقطن الکنعانيون فلسطين، و کان الکنعانيون شعوبا متحضرة تعيش حياة المدنية و لهم حضارة متطورة حيث أسسوا الدولة الکنعانية في القرن الثاني قبل الميلاد.

و في حدود الالف قبل الميلاد سکن المنطقة اقوام باسم الفلسطينيين جاؤوا من بحر "ايجة" و حلوا محل الکنعانيين. و بعد مرور زمن طويل على هجرة الفلسطينيين و الکنعانيين عن تلک البلاد جاء بنوا اسرائيل مع موسى (ع) ليسکنوا في الارض الفلسطينية و بعدها أسس کل من داود و سليمان حکومة في تلک الارض.

بنو اسرائيل و الصهيونية:

من المعروف أن بني اسرائيل من اکثر الاقوام التي عرفت بظلمها لانبيائها و تمردها على تعاليم الانبياء و کان معروفين بقتل الانبياء، الامر الذي سبب تفرقهم في شتّى بقاع المعمورة، و قد اسسوا بعد ذلک حرکة تحمل اسم الصهيونية العالمية .

يمکن تلمس بدايات نشاط الحرکة الصهيونية إذا جاز لنا التحديد،في عام‏ 1862 عند نشر کتابين لمؤلفين يهوديين‏ يدعوان إلي حل المسألة اليهودية التي تأزمت‏ في أوروبا وقتها،بإقامة دولة يهودية في‏ فلسطين و نقل اليهود إليها و هما کتاب‏ «دونيشات تسيون»أي(بحثا عن صهيون) لمؤلفه الحاخام تسفي هيرش کاليشر، و«روما و القدس»لمؤلفه موسي هس.

بقيت آراء کاليشر و هس حبرا علي ورق‏ خلال العشرين سنة التالية،دون أن تبذل‏ جهود جدية لإخراجها إلي حيز الوجود،عدا محاولتين محدودتين:

الأولي قامت بها جمعية«الإليانس‏ اليهودية-الفرنسية»التي أقامت عام‏ 1870 مدرسة زراعية لليهود في فلسطين‏ بالقرب من يافا أطلق عليه إسم«مکيفة يسرائيل»و ذلک بهدف نقل يهود فلسطين إلي‏ العمل الزراعي المنتج.

الثانية کانت قيام الثري اليهودي البريطاني‏ «سير موش مونتيفيوري»الذي أقام عددا من المساکن ليهود القدس خارج أسوار المدينة المقدسة.

إن الصهيوني لا يدافع عن مجموعة أوهام، بل عن أکاذيب ابتکرها و خلقها و عمل علي‏ فرضها لأجل الوصول إلي مصالح محددة.

لکن هذا الوضع تغير منذ مطلع ثمانينات‏ القرن الماضي،عندما أدي اغتيال القيصر الروسي اسکندر الثاني عام 1881 من قبل‏ جماعة من الثوار الروس،کان بينهم إحدي‏ اليهوديات،إلي قيام حملة منظمة من المذابح‏ ضد اليهود في روسيا و بولونيا.جاءت هذا المذابح تتويجا للاجراءات و القيود المعادية للسامية التي فرضتها سلطات روسيا القيصرية علي مواطنيها اليهود من جهة،و لا نهيار أسس‏ حياتهم الاقتصادية،بعد أن قطعت حملة تصنيع روسيا و سيرها علي طريق النمو الرأسمالي شوطا لا بأس به من جهة أخري‏ أدت هذه الإجراءات إلي هجرة واسعة لليهود بتشجيع من السلطة الروسية نفسها، و توجه معظم هؤلاء إلي الولايات المتحدة، و استمرت الهجرة طوال الربع الأول من‏ القرن العشرين،و أسفرت عين دخول 3 ملايين يهودي إلي القارة الأميرکيه.عدد قليل من هؤلاء لا يزيد علي البضعة آلاف، توجه إلي فلسطين.

الغاية من وراء تشکيل الصهيونية:

يمکن القول بنحو کلي، أن نفس اصول الصهيونية و هدفها، هو تکوين مذهب و شعب و دولة يهودية و تسعى من خلال الحروب التوسعية لجمع کافة يهود العالم في ارض فلسطين؛ و ذلک لانه وفقا لمنطق العقل و القوانين الدولية يمکن السکن في أي ارض بلا حاجة الى الحروب و القتل و إراقة الدماء و لا ينبغي من أجل العيش في منطقة ما مدة طويلة ادعاء مالکية تلک الارض و سلبها عن اصحابها الاصليين. و الحال أن الصهيونية- و تحت ذريعة أن هذه الارض سکنها فترة ما بعض اليهود و بعث فيها انبياؤهم- يدعون اختصاص هذه الارض بهم و ملکهم لها فاثاروا في المنطقة حروبا طاحنة قاموا خلالها بابشع الجرائم و ابادة انسانية و تهجير قسري مخالفين في ذلک کل الاعراف و القوانيين الدولية و منطق العقل و حقوق الانسان، و هذا يکشف عن ان الهدف الاصلي الذي يرومونه ليس هو حب الوطن و العودة اليه کما يشيعون.

الکيان الصهيوني

إن الصهيوني لا يدافع عن مجموعة أوهام، بل عن أکاذيب ابتکرها و خلقها و عمل علي‏ فرضها لأجل الوصول إلي مصالح محددة. هذه الأکاذيب التي أوصلت إلي قيام دولة «إسرائيل»،تحولات إلي قناعات يتربي عليها المواطن منذ طفولته.الصهيوني الاسرائيلي‏ الذي أصبح عمره الآن أربع و ثلاثون سنة يؤمن بأنه يدافع عن حقه في الحياة و البقاء علي‏ أرض ثبت أقدامه فيها بالتضحيات و الدماء، و من هنا يؤمن بعدالة قضيته،و يؤيد کل‏ تطرف يبعد عنه خطر العود،و کل‏ استعراض عضلات يشعره إنه الأقوي‏ و بالتالي في مأمن من الزوال.الاسرائيلي‏ يهرب من التفکير في الطرف الآخر،يهرب‏ من الماضي،لا يسمح لنفسه بالتفکير في‏ قضية الفلسطيني،يعمل علي أساس الأمر الحاضر و الواقع،و علي صنع مستقبله الآمن‏ علي حساب من يعمل في نظره علي إعادته‏ کيهودي إلي بؤس الشتات و المهانة في اصقاع‏ العالم.الايديولوجية الصهيونية مضللة موضوعيا،تکتب التاريخ و تعالجه من خلال‏ معطياتها التي تفرضها،لا من خلال مبادي‏ء الحق و العدالة الانسانية التي يفترض نظريا أن‏ تصنع التاريخ.

علي الرغم من ادعاء الصهيونية و بعض مؤرخيها أن حرکتهم عريقة و تکاد تضاهي في قدمها قدم اليهودية نفسها،لکن الواضح أن الحرکة الصهيونية بعقيدتها و مفاهيمها ولدت في إطار نظريات الفکر الامبريالي و خططه في العقود الأولي من القرن التاسع عشر في أوروبا،ثم‏ تبلورت بين يهود روسيا و أوروبا الشرقية خاصة،و بعض دول أوروبا الغربية،خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر کردة فعل علي الأفکار الشوفينية و العنصرية التي‏ سادت تلک البلدان في هذه الفترة،و التي‏ حفزت المثقفين و الحرکيين اليهود علي اعتناق‏ الأفکار الصهيونية.

المصادر:

1-سرزمين اسلام (العالم الاسلامي)، ص116.

2 -هنري کتان، فلسطين و حقوق بين الملل (فلسطين و الحقوق الدولية)، ترجمة فدائي عراقي، غلامرضا، ص 13، نشر أميرکبير، طهران، الطبعة الثانية، 1368ش

3- مجله العرفان - شماره 705 ، الصهيونية (تاريخها - عقيدتها - تنظيما...


ماذا يعني الاعتراف بإسرائيل!؟ 

تطبيع العرب مع اليهود

المقاومة العربية

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)