• عدد المراجعات :
  • 790
  • 3/20/2012
  • تاريخ :

نداء الإمام الخامنئي بمناسبة النيروز و حلول العام الإيراني الجديد 1391 هجري شمسي

الإمام الخامنئي

بسم الله الرحمن الرحيم

يا مقلب القلوب و الأبصار، يا مدبّر الليل و النهار، يا محوّل الحول و الأحوال، حوّل حالنا إلي أحسن الحال.

اللهم کن لوليک الحجة بن الحسن صلواتک عليه و علي آبائه، في هذه الساعة، و في کل ساعة، وليّاً و حافظاً و قائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً، حتي تسکنه أرضک طوعاً و تمتعه فيها طويلاً.

اللهم أعطه في نفسه و ذريّته و شيعته و رعيّته و خاصّته و عامّته و عدوّه و جميع أهل الدنيا ما تقرّ به عينه و تسرّ به نفسه.

أبارک عيد النيروز و حلول العام الجديد لکل إبناء الوطن العزيز في کل أنحاء البلاد، و لکن الإيرانيين الساکنين في أي مکان من العالم، و لکل الشعوب التي تحيي عيد النيروز، و أبارک خصوصاً لعوائل الشهداء الکريمة، و للمعاقين و عوائلهم، و لکل المضحّين، و لکل الناشطين في شتي المجالات. أتمنّي و أدعو الله تعالي أن يقدّر للشعب الإيراني في هذه السنة الجديدة حسن الحال و السرور و النشاط و بهجة القلب، و أن يقدّر لمن يريدون لهذا الشعب السوء الإخفاق في أهدافهم إن شاء الله.

العام الذي مضي - عام 90 - کان من الأعوام المليئة بالأحداث علي مستوي العالم و في المنطقة و في بلادنا. ما يلاحظه المرء علي العموم هو أن هذه الأحداث انتهت عموماً لصالح شعب إيران و سارت علي سبيل المساعدة في تحقيق أهدافه. الذين تجول في رؤوسهم أهداف سيئة في البلدان الغربية تجاه الشعب الإيراني و إيران و الإيرانيين، يعانون من مشکلات متنوعة. و علي مستوي المنطقة فإن الشعوب التي دعمتها الجمهورية الإسلامية دائماً حققت أهدافاً کبيرة، سقط بعض الدکتاتوريين، و جرت في بعض البلدان المصادقة علي دساتير قائمة علي الإسلام، و تمّت محاصرة عدو الأمة الإسلامية و الشعب الإيراني رقم واحد أي الکيان الصهيوني. و في داخل البلاد کان عام 90 عام تجلي اقتدار الشعب الإيراني بالمعني الحقيقي للکلمة. و علي المستوي السياسي أبدي الشعب الإيراني في هذه السنة سواء في تظاهرات الثاني و العشرين من بهمن أو في انتخابات الثاني عشر من إسفند، أبدي مشارکة و سجّل مؤشراً للاقتدار الوطني في تاريخ المنطقة قلّ ما شاهدنا نظيراً له في الماضي.

علي الرغم من کل هذه الخصومات، و کل هذا الإعلام، و کل هذه الهجمات العدائية المسيئة، استطاع الشعب الإيراني طوال هذه الأعوام و بکل کيانه إبداء و إثبات تواجده في الساحة و نشاطه و حيويته و جاهزيته في مختلف الميادين العلمية و الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية. کان و الحمد لله عاماً تحققت فيه مکتسبات کبيرة علي الرغم من کل الصعاب. و کما سبق أن قيل فإن الظروف کانت تشبه ظروف بدر و خيبر، أي ظروف تقبل التحديات و الصعاب و الانتصار عليها.

و کما أعلن في بداية العام الماضي، فقد کان عام 90 عام الجهاد الاقتصادي. مع أن الواعين و المطلعين کانوا يعلمون أن هذه التسمية و هذا التوجّه و هذا الشعار کان أمراً ضرورياً لسنة 90، لکن مساعي الأعداء في هذه السنة أثبتت بعد ذلک هذا الشيء و دلّت عليه. بدأ أعداؤنا منذ بداية السنة تحرکاتهم العدائية ضد الشعب الإيراني في المضمار الاقتصادي، لکن الشعب الإيراني و المسؤولين و کل أبناء الشعب و الأجهزة المختلفة استطاعوا بتدابيرهم الواعية مجابهة هذا الحظر و المقاطعات، و استطاعت مواجهتهم إلي حد کبير إحباط هذا الحظر و إکلال حراب العدو. کانت سنة 90 سنة الأنشطة العلمية الکبري، و سوف أشرح للشعبنا العزيز في فرصة الخطاب إن شاء الله بعض جوانب التقدم العلمي و الاقتصادي و الجهود المتنوعة. کان عام 90 عاماً مليئاً بالتحديات و عاماً زاخراً بالنشاطات، و عاماً استطاع فيه الشعب الإيراني بفضل من الله الانتصار علي التحديات التي واجهته.

أمامنا هذه السنة عاماً آخر، و سوف يستطيع الشعب الإيراني مرة أخري علي أمل الله و بالتوکل عليه و بجهوده و نشاطاته و مساعيه و وعيه، أن يحقق لنفسه الکثير من التقدم في هذه السنة. حسب تشخيصي و طبقاً للتقارير و الاستشارات مع الأفراد المطلعين و الواعين نصل إلي نتيجة أن ميدان التحدي المهم في هذه السنة الجارية - التي تبدأ اليوم و من هذه الساعة - هو الميدان الاقتصادي. الجهاد الاقتصادي ليس بالشيء الذي ينتهي. الجهاد الاقتصادي و التواجد الجهادي في الميادين الاقتصادية حالة ضرورية لشعب إيران.

أقسّم في هذه السنة القضايا ذات الصلة بالجهاد الاقتصادي، فأقول إن قسماً مهماً من القضايا الاقتصادية يتعلق بقضية الإنتاج الداخلي. إذا استطعنا بتوفيق من الله و بإرادة الشعب و عزيمته الراسخة و بجهود المسؤولين، أن نتقدم في قضية الإنتاج الداخلي و نحقق فيها الازدهار کما ينبغي لها، فلا مراء أن جانباً مهماً من مساعي العدو سوف يکتب له الإخفاق. إذن، جانب مهم من الجهاد الاقتصادي هو قضية الإنتاج الوطني. إذا استطاع الشعب الإيراني بهمّته و عزيمته و وعيه و ذکائه، و بمواکبة المسؤولين و مساعدتهم، و بالبرمجة و التخطيط الصحيح، إذا استطاع معالجة مشکلة الإنتاج الداخلي و التقدم في هذا الميدان، فلا مراء أنه سينتصر انتصاراً تامّاً و جادّاً علي التحديات التي يسبّبها العدو. و إذن، فقضية الإنتاج الوطني قضية مهمة.

إذا استطعنا إضفاء الرونق و الازدهار علي الإنتاج الداخلي فسوف تعالج مشکلة التضخم، و سوف تعالج مشکلة فرص العمل، و سوف يتقوّي الاقتصاد الداخلي بالمعني الحقيقي للکلمة. و هنا سوف ييأس العدو بمشاهدة هذه الحال. و عندما ييأس العدو فسوف تتوقف مساعيه و مؤامراته و مکائده.

لذلک أدعو کل المسؤولين في البلاد و کل المعنيين بالمجال الاقتصادي و کل أبناء شعبنا الأعزاء لجعل هذه السنة سنة ازدهار الإنتاج الداخلي. و هکذا فشعار هذه السنة هو

«الإنتاج الداخلي.. دعم العمل و الرأسمال الإيراني».

يجب أن نستطيع دعم عمل العامل الإيراني، و دعم رساميل أصحاب الرساميل الإيرانيين، و هذا غير ممکن إلا بتعزيز الإنتاج الوطني. نصيب الحکومة في هذه العملية هو دعم الإنتاج الداخلي الصناعي و الزراعي. و نصيب أصحاب الرساميل و العمّال هو تعزيز عجلة الإنتاج، و الإتقان في عملية الإنتاج. و نصيب الناس - و أعتقد أنه الأهم من کل هذا - هو استهلاک المنتوجات الداخلية. يجب أن نعوّد أنفسنا و نجعلها ثقافة لنا و نعتبرها فريضة علينا أن نستهلک من الإنتاج الداخلي و نتحاشي بجدّ استهلاک المنتجات الخارجية في ما يخصّ أية بضاعة يوجد نظيرها الداخلي و يترکز الإنتاج الداخلي عليها. و ذلک في کل المجالات.. في مجال الاستهلاک اليومي، و في المجالات الأهم. و عليه، نتمنّي بهذا التوجّه و المنحي أن يستطيع الشعب الإيراني في سنة 91 أيضاً التغلب علي مؤامرة الأعداء و کيد المسيئين و مکرهم في المجال الاقتصادي.

أسأل الله تعالي أن يوفق الشعب الإيراني و يؤيّده في هذا الميدان و في کل الميادين. و أن يسرّ روح إمامنا الخميني الجليل و يجلعها راضية عنّا. و أن يحشر الأرواح الطيبة لشهدائنا الأبرار مع أولئائهم.

و السلام عليکم و رحمة الله و برکاته.

موقع القائد الخامنئي

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)