• عدد المراجعات :
  • 2585
  • 2/22/2012
  • تاريخ :

واهتك ستراه

السيدة نرجس هي أمُ صاحبِ الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف).. والإمام (عليه السلام) عندما يُقيم العَدل العالمي، فإن مليارات البَشر تتمتع بهذهِ العدالة؛ وهذا ثوابهُ يعودُ لهذه السيدة الرومية التي تشاركه الأجر.. ولكن لماذا تميزت هذهِ السيدة الجليلة؟.. ولماذا جعل رَب العالمين في رَحمِها نطفة خاتم الأوصياء، طاووسُ أهل الجَنة؟..

أولاً: حبها لإمام زمانها.. عندما ذَهبَ وكيل الإمام ليشتريها، يقول الراوي: (فكتب كتاباً لطيفاً بخط رومي، ولغة رومية، وطبع عليه خاتمه... فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولانا (عليه السلام) من جيبها وهي تلثمه وتطبقه على جفنها، وتضعه على خدها، وتمسحه على بدنها.. فقلتُ -تعجبا منها-: تلثمين كتابا لا تعرفين صاحبه؟.. قالت: أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الأنبياء)!.. هيَّ تستحق أن تكونَ أُماً لمهدي هذهِ الاُمة، فقد كانَ بإمكانِها أن تأخذ كتاب الإمام العسكري (عليهِ السلام) وتقرأ الكتاب وتقول: الحمدُ لله على هذهِ النعمة، ولكنها بَكت بُكاءً شَديداً، ومسحت الكتاب على بدنِها؛ وهذا يدل على شدة الحُب والذوبان في إمام العَصر.

ثانياً: عفتها.. أنظروا إلى سيرتها!.. في تِلكَ الأيام كانت المرأة التي تُباع في سوق الإماء، يتحكم بها الرجال، ويكشفونَ سترها، وينظرونَ إلى شعرِها مثلاً، ولكنها كما تقول الرواية: كانت (تمتنع من العرض، ولمس المعترض، والانقياد لمن يحاول لمسها)، وكانت تصرخ وتقول: (واهتك ستراه)!.. كانت تخافُ من أن يلمسها رَجُل، أو يكشف حجابها.

فإذن، إن الذي ميز هذه السيدة الجليلة، هو حبها لإمام زمانها وعفتها.. وبالتالي، فإن المرأة المؤمنة التي تُريد أن تحظى بنظرةِ إمامِ زمانها، عليها أن تنظر إلى والدة الإمام، وسلوكها، وعفتها، فقد كانت تصيح: واهتكَ ستراه!.. رغم أنها ما هُتكت، ولكنها كانت تخافُ من هَتكِ الستر.. بينما المرأةُ هذهِ الأيام -المُدعية الموالاةِ لإمامِ زمانِها- قد تهتكُ سترها وعِفتها بأدنى مُبرر؛ فأينَ التَبعية والانقياد لإمامها (عليه السلام)؟!..


ترجمة فاطمة الزهراء ( عليها السلام )

المرأة في فـــــــــكر الأمام علي (عليه السلام )

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)