• عدد المراجعات :
  • 909
  • 12/29/2011
  • تاريخ :

أحمد بن إسماعيل الساماني

أحمد بن إسماعيل الساماني

محمد بن زيد العلوي صاحب طبرستان والديلم يستغلُ الفراغَ الذي حصل في خراسان بعد أن سمع بأسر عمرو بن الليث الصفار واضطراب حكم الصفارين فخرج من طبرستان نحو خراسان ظنا منه أن إسماعيل الساماني اكتفى بكسر جيش الصفار وأسره وانه لا يتجاوزُ عملـَه ولا يقصدُ خراسان وانه لا دافعَ له عنها.

أرسل إليه إسماعيل الساماني يقول له"إلزم عملـَك ولا تتجاوزُه ولا تقصدُ خراسان، واقره على جرجان التي في يديه عاملا له عليها , فأبى ذلك محمد زيد. فندب إليه القائد محمد بن هارون ,. فجمع جمعا كثيرا من فارسٍ وراجل وسار نحو محمد بن زيد فالتقوا على باب جرجان واقتتلوا قتالا شديدا فانهزم أصحابُ محمد بن زيد وقتل منهم بشرٌ كثير وأصابت بنَ زيد ضرباتٌ واُسر ابنـُه زيد بن محمد بن زيد ونـَهبَ بنُ هرون عسكرَه وما فيه ، ثم مات محمد بن زيد بعد أيام من جراحاته التي أصابته وحُملَ ابنـُه زيد بن محمد إلى الأمير إسماعيل بن محمد الساماني فأطلق سراحَه.

في سنة مئتين وتسعين للهجرة أميرُ الجيوش السامانية محمد بن هارون الذي كان قد حارب محمد بن زيد العلوي وتولى طبرستان لإسماعيل بن أحمد الساماني، يخلع طاعةَ الأمير الساماني ويسيرُ إلى الري ويقتلُ واليها (الدتمش التركي) ويستولي عليها.

إسماعيل بن أحمد الساماني يبعث بجيشه على جناح السرعة فيهزمُ محمد بن هارون ويُلجئُه إلى الديلم مستجيراً بهم ، ويدخلَ إسماعيل الري ويُقطعُها لبارس الكبير على أن يُحضرَ له الأمير المشاقق محمد بن هارون قسراً أو صلحاً , فكاتبه بارس وضمن له إصلاح حاله مع الأمير إسماعيل فقبلَ محمد قوله دون أن يظن أنها خديعة , فما أن وصل حتى قـُيّد وحُملَ إلى بُخارى وقـُتل فيها.

في منتصف صفر سنة مئتين وخمس وتسعين للهجرة، توفيَ إسماعيل بن أحمد الساماني أميرُ خراسان وبلاد ما وراء النهر بعاصمة ألدوله السامانيه بخارى, ووليَ بعده ابنهُ أبو نصر أحمد بن إسماعيل الساماني.

 خرج الأمير الجديد إلى سمرقند في أولِ فعلٍ قام به, َ وقبضَ على أقوى منافسيه على زعامة البيت الساماني عمُه إسحاق بنُ أحمد لئلا يخرجَ عليه ويشغلـَه. ومن سمرقند توجه إلى جرجان إذ امتنع عاملـُها بارس الكبير من حمل الأموال إلى بخارى بعد سماعه بموت إسماعيل، فهرب بارس إلى بغداد خوفاً منه في أربعة ألاف فارس بعد أن كتبَ إلى المكتفي العباسي يستأذنهُ في المسير إليه.

واتت كتبُ المكتفي يعهد بالولاية إلى المتغلب الجديد أحمد بن إسماعيل الساماني. توفي المكتفي بالله العباسي ابن المعتضد بن الموفق بن المتوكل، وتولى أمَر الخلافة من بعده أخوه جعفر بن المعتضد ولقب بالقاهر. وفي سنة مئتين وست وتسعين هـ الوزير العباس بن الحسن يجمع القوادَ والقضاة في عاصمة الخلافة بغداد ويخلع المقتدر ويبايع ابن المعتز وسُميَ المرتضي بالله ,هاهنا وقفاتٌ قلما تتكرر في التأريخ فبعد بضعة أيام يُخلعُ المرتضي ويعود المقتدر العباسي خليفةً من جديد. يطلب المقتدر من نصر بن أحمد الساماني أن يضم إليه سجستان وما تبقى من الأعمال التي لم تزل في يد الصفارين.

في رجب سنة مئتين وثمان وتسعين للهجرة استولى أبو نصر أحمد بن إسماعيل الساماني على سجستان وبها المعدل بن علي بن الليث الصفار فأخذه واخذَ أخاهُ محمد بن علي بن الليث أسيرين بعد أن كسروا جيشه. واستولوا على عسكرهِ. واستعمل عليها سيمجور الدواتي.

وكتبَ أحمد إلى المقتدر بالقبض عليهما, فطلب منه المقتدرُ أن يحملـَهما إلى بغداد. وبعد أن أتم أحمد بن إسماعيل الساماني سلطانـَه ودعم ملكَه أطلقَ عمَه إسحاق بن أحمد من محبسهِ بعد أن زال خطرُه, وولاه سمرقند وفرغانه. ورد كتابُ عامل طبرستان أبو العباس صعلوك يُخبر أحمد بن إسماعيل الساماني بظهور الحسن بن علي والملقب بالأطروش واستيلائه على طبرستان وانه أخرجه عنها بعد أن كسر جيش السامانيين فيها ، وأنه خارج بجموع غفيرة من الديلم , فغَم الأميرَ ذلك ونفر بجيشه إلى هناك. وكان له أسدٌ يربطـُه كلَ ليلةٍ على باب مبيته فلا يجسرُ أحدٌ أن يقربَه ، فلما كان في بعض الطريق اغفل الخدمُ إحضار الأسدِ تلك الليلة فدخل إليه جماعةٌ من غلمانِه فذبحوه على سريره وهربوا ، وكان قتلـُه ليلةَ الخميس في الثالث والعشرين من جماد الآخره سنة إحدى وثلاثمئة، فحُمل إلى بخارى ودفن بها ولُقب حينئذٍ بالشهيد.

المصدر: الكامل في التاريخ...ابن الاثير

 اعداد وتقديم : سيد مرتضى محمدي

القسم العربي - تبيان


المجتمع الإيراني تحت الحكم الساساني

السلالة الساسانية

أردشير الأول و توسّعِ الإمبراطورية الساسانية

الساساني شابور الثّاني

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)