• عدد المراجعات :
  • 1020
  • 12/10/2011
  • تاريخ :

الملوك الساسانيون في الفترة (438م-498م)

الملوك الساسانيون في الفترة (438م-498م)

الملك يزدجرد الثاني (438-457) ابن الملك بهرام الخامس كان حاكماً معتدلاً بالمقارنة مع الملك يزدجرد الأول، ولكنه مارس سياسةً قاسية تجاه الأقليات الدينية خصوصاً المسيحية.

في بداية عهدِ الملك يزدجرد الثّاني كان جيش الإمبراطورية الساسانية تَجمّعاً خَلطَ الأممِ المُخْتَلِفةِ، فقد كان الجيش يَتضمّنُ حلفاءهم الهنودَ، وهاجمَ الجيش الساساني الإمبراطورية الرومانية الشرقيةَ، التي كَانتْ تَبْني التحصيناتَ التي كان الرومان يستخدمون فيها خدعاً للحملات العسكرية التي ينوون إرسالها للأرضِ الفارسيةِ في مكان قريب من كرراهائي، ولكن الفرس فاجؤوا الرومان، وكان بإمكان الملك يزدجرد الثاني أنْ يَتقدّمَ كثيراً في الأرضِ الرومانيةِ، ولكن الإمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الثّاني طلب معاهدة سلام وأرسلُ قائدَه إلى معسكرِ الملك يزدجرد الثاني، وفي المفاوضاتِ بينهما في سنة 441 م، وَعدتْ كلتا الإمبراطوريتان الساسانية والبيزنطية أَلا تَبْني أيّ تحصينات جديدة على الحدود، وعلى كل حال، الملك يزدجرد الثاني إمتلكَ اليد الطولى ولَمْ يَطْلبْ أكثر من الرومان بسبب هجماتِ الكيدارتيين على أراضي الإمبراطورية في بارثيا وخوارزم، فجَمعَ الملك يزدجرد الثاني قواته في نيشاهبور في سنة 443 م وانطلقتْ قوته في حملةً ضدّ الكيدارتيين، وأخيراً بعد عدد مِنْ المعاركِ سَحقَ الكيدارتيين وأبعدَهم إلى ما بعد نهرِ أوكسوس في سنة 450 م.

أثناء حملة الملك يزجرد الثاني الشرقيةِ ارتاب الملك يزدجرد من المسيحيين في الجيشِ وطَردَهم من الجيش وقياداته، ثمّ اضطهدَ بعد ذلك المسيحيين، واضطهد اليهود ولكن بشكل أقل، وكان هذا الاضطهاد لكي يعيد تأسيس الديانة الزرادشتيةً في أرمينيا، وسَحقَ انتفاضة المسيحيين الأرمنِ في معركةِ فارتانانتز في سنة 451 م، ولكن على كل حال، بقي الأرمن على الديانة المسيحية، وفي سَنَواتِه التاليةِ، انشُغِلَ الملك يزدرجرد ثانيةً مَع الكيدارتيين حتى موتِه في سنة 457 م.

اعتلى العرش الملك هرمز الثّالث (457-459) وهو الابن أصغر للملك يزدجرد الثّاني، وأثناء عهده القصير، قاتلَ بشكل مستمر أخاه الأكبرِ فيروز الذي كَانَ مدعوماً من طبقة النبلاءِ، وفي أثناء هجمات الكيدارتيين على أراضي الإمبراطورية في باكتريا، الملك هرمز الثالث قُتِلَ مِن قِبل أَخِّيه فيروز في سنة 459 م.

وفي بِداية القرن الخامسِ قامت الهيفثليتيس (الهون البيض) مع المجموعات التركية البدائية الأخرى بمهاجمة بلاد فارس، وفي باديء الأمر كان بهرام الخامس ويزدجرد الثاني يوقعان هزائمَ حاسمةَ ضدّهم وأرجعوهم شرقاً، ولكن الهون عادوا في نهايةِ القرن الخامسِ وهَزموا الملك فيروز الأول (457-484) في سنة 483 م، بعد هذا النصر، قام الهون بغزو وسيطرت على أجزاءَ من شرق بلاد فارس لسنتينِ، وأصبح يحسب حسابهم لبضع سَنَوات فيما بعد.

جَلبتْ هذه الهجماتِ عدمَ الاستقرار والفوضى للمملكةِ، الملك فيروز حاول ثانيةً أَنْ يطْردَ الهيفثليتيس، ولكن في طّريقه إلى هراة هو وجيشه حُوصِرَوا مِن قِبل الهون في الصحراءِ، وقُتِلَ الملك فيروز وأُبيدَ جيشه، بعد هذا النصرِ للهيفثليتيس تَقدّمَوا للأمام إلى مدينةِ هراة، وأصبحت الإمبراطورية في فوضى كبيرة، ولكن في النهاية، أحد الفرس النبلاء مِنْ العائلةِ القديمة كارين، زارميهر أو سوخرا أعادَ الأمور إلى نصابها في الإمبراطورية ورَفعَ بالاش أحد إخوة فيروز إلى العرشِ، ولكن بالرغم من أن تهديدِ الهون استمرَّ حتى عهدِ الملك كسرى الأول، الملك بالاش (484-488) كَانَ ملكاً معتدلاً وكريماً، وهذا ما جعله يقدم بعض التنازلاتَ للمسيحيين، على كل حال، الملك بالاش لم يتخذ أي إجراء ضدّ أعداء الإمبراطوريةَ، خصوصاً الهون الأبيض، بعد أربع سَنَواتِ من عهد الملك بالاش، أُعْمِىَ الملك وخُلِعَ ورفع النبلاء ابن أخيه قباذ الأول رُفِع إلى العرشِ.

الملك قباذ الأول (488-531) كان حاكماً نشيطاً وإصلاحياًَ، قام الملك قباذ الأول بدعم الطائفةِ الشيوعيةِ المزدكية التي أَسّسها مزدك بن بامداد، ومزدك هو الذي طالب بأنه يجب على الأغنياءَ أن يُقسّموا زوجاتَهم وثروتَهم مع الفقراء. وكانت نية الملك قباذ بتبني مذهب المزدكية واضحة، وذلك لكَسْر تأثيرِ الأقطابِ والأرستقراطية المُتزايدةِ، وهذه الإصلاحاتِ أدّتْ إلى توديعِه وسجنِه في قلعة النسيانِ (نهر النسيان) في شوش، ورفعوا أَخاه الأصغر جماسب إلى العرشِ في سنة 496 م، ولكن على كل حال الملك قباذ الأول هَربَ في سنة 498 م وقام ملك الهون البيض بتوفير المأوى له.

ضعد الملك جماسب (496-498) على العرش بمساعدة النبلاء مودعاً بذلك حكم أخيه الأكبر الملك قباذ الأول، وكَانَ الملك جماسب ملكاً جيداً ورحيماً، وهو الذي خفّضَ الضرائب لكي تُخفّفَ على الفلاحين والفقراء، وهو كَانَ أيضاً تابعاً للطائفة المزدكية، وقام بالانحرافات التي كلّفتْ الملك قباذ الأول عرشه وحريته، ولكن انتهى عهد الملك جماسب عندما جاءه الملك قباذ عَلى رَأسِ جيش كبير مَنحه إياه ملكِ الهيفثليتيس وعادَ الملك قباذ الأول إلى عاصمةِ الإمبراطوريةَ وتَنازلَ له الملك جماسب عن العرش بكل اخلاص وأعادَ العرشَ إلى أَخِّيه الملك قباذ لم يُذكر في التاريخ ماذا حصل لجماسب بعد إعادة العرش لأخيه قباذ، ولَكنَّه يُعتَقدُ على نحو واسع بأنّه حوسب إيجابياً في محكمةِ أَخِّيه.

اعداد وتقديم : سيد مرتضى محمدي

القسم العربي - تبيان


المجتمع الإيراني تحت الحكم الساساني

السلالة الساسانية

أردشير الأول و توسّعِ الإمبراطورية الساسانية

الساساني شابور الثّاني

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)