• عدد المراجعات :
  • 544
  • 11/26/2011
  • تاريخ :

مراسم الاحياء الحسيني وتنمية روح التضحية والفداء في المجتمع

مراسم الاحياء الحسيني وتنمیة روح التضحية والفداء في المجتمع

أول سمة في المجتمع الإسلامي المفعم بروح الحسين ( عليه السلام ) هي ميله نحو التضحية والفداء ولذلك حفلت مسيرة التشيع بحكم قربها من الحسين وصلتها بابن بنت رسول الله ( صلى الله عليه واله ) بمواكب التضحية في كل بقعة من بقاع العالم الإسلامي عاشت قضية الحسين ، وأحيت ذكراه (1) عن ايران يتحدث الامام الراحل بقوله : ( مجالس العزاء والمواكب الحسينية والمأتم ، قد ربت شبابنا على الذهاب الى جبهات الحرب وطلب الشهادة والافتخار بها ، حتى بات شبابنا يتألم اذا لم يوفق للشهادة وهذه المجالس ربت أمهاتنا على ان يضحين بأبنائهن وجعلتهن مستعدات لتقديم باقي أولادهن ) (2) .

نصوص الامام مستفيضة في هذا الجانب ولا مجال لاستعراضها تفصيلا .

شعب حماسة وثورة :

تفتقر بعض الرؤى المتغربة أو التي تصدر من فهم سطحي متحجر وضيق للشعائر الحسينية ، الى البصيرة الكافية التي تؤهلها لإدراك التأثير العميق الذي تتركه مجالس العزاء الحسيني على روحية الشعب ونفسيته .

لذلك لا تجد هذه الفئات في احياء ذكرى الحسين سيد الشهداء ، الا ان تسم شعوبنا بانها شعوب بكاة لا يترك الامام المجال لهذه الحفنة كي تعبث بقيمنا حين تصف الشعب الايراني كمثال ، بانه شعب بكاء ، اذ يقول (ره) : ( بل نحن شعب حماسة ) والحماسة الحسينية هي التي أبقت الشعب حيا يقظا ثوريا ، حيث يعود الامام ليعبر عن هذه الحالة بقوله :

على شعبنا ان يعي قيمة هذه المجالس التي تحتفظ بالشعب حيا ثائرا في أيام عاشوراء ، وفي جميع الأيام 

ومع تكاثف المعاني السياسية للشعائر الحسينية في عصور التاريخ وفي عصرنا الحاضر ، من الغريب ان يشطب احد المؤلفين بالقلم على كل هذا ويكتب عن المجالس الحسينية : ( ونسي القائمون بمجالس الحسين مهمة المعارضة ، واقتصر خطباؤها على سرد الروايات الضعيفة بأصوات شجية ،محاولين بها فتح الأجر للمتباكين ، مكتفين بمنثور ومنظوم لا يوجهان لمعنى سياسي مفيد ) (3) .

تضم هذه الأسطر الكثير مما يمكن ان يناقش ، ولكن حسبنا زعمه بافتقار المجالس الحسينية الى البعد السياسي ، فهل من الصحيح نسبة هذه التهمة الى الشعائر الحسينية ، وهذا التاريخ الحديث والمعاصر ، يسجل لوحده وقائع ناصعة حيث انطلقت ثورات وانتفاضات باسم الحسين ومن خلال شعائره ؟ .

لقد اشرنا فيما مضى الى نصوص الامام التي تحلل المغزى السياسي للبكاء ومجمل المراسم العاشورائية ، ويعجبنا ان لا ننهي هذه الفقرة ، الا بان نذكر المعترض الباحث عن المعنى السياسي المفيد للمجالس الحسينية بنص للامام الراحل ، يقول فيه بالحرف : ( على السادة الخطباء وأئمة الجمعة والجماعة ، ان يوضحوا للناس ، حتى لا يظن إننا شعب بكاء نحن امة استطاعت بهذا البكاء ، ان تزيل من الوجود قدرة ( إمبراطورية ) عمرها ألفين وخمسمائة عام ) (4) .

سؤال:هل ثم معنى سياسي يفوق هذا الانجاز ؟

الطابع التلقائي في التنظيم الحسيني :

تؤسس مجالس العزاء الحسيني في البيئة الشعبية للمسلمين ، لتنظيم فعال وتلقائي ، تحتشد فيه الجماهير والقواعد الموالية دون جهد كبير ، وتتمركز طاقاتها في نقطة واحدة ، لاداء وظائفها في مواجهة الظالمين والثورة على المنحرفين يعبر الامام الراحل عن هذه القيمة الحركية الممتازة للمأتم الحسيني بقوله (ره) : ( تخشى القوى الكبرى هذا التنظيم ( الحسيني ) الذي ينتظم بدون ان يكون لأحد فيه يد ، فالناس تتجمع والأمة تتعبأ تلقائيا في مختلف أرجاء بلد واسع ففي أيام عاشوراء وفي شهري محرم وصفر ، وفي شهر رمضان ، تنهض مجالس العزاء هذه بمهمة جمع الناس بعضهم حول بعض ، واذا ما أريد خدمة الإسلام ، واذا ما أراد احد ان يشرح موضوعا يخدم الإسلام ، يكفي لكي ينتشر هذا الموضوع ، ان يصل الى الخطباء وأئمة الجمعة والجماعات ، كي يبث مرة واحدة في جميع أنحاء البلاد ) (5) ثم يضيف سماحته مباشرة مشيرا الى مرتكز هذا التنظيم الشعبي العظيم ، بقوله : ( ان اجتماع الناس تحت ظلال هذا العلم الإلهي ، هذه الراية الحسينية ، هو الذي يوفر أساس هذا التنظيم ) (6) وقضية كون الشعائر تمارس صوغ تنظيم شعبي ، كما تفيد في الجانب السياسي والتحريكي ، فهي ايضا تتمتع بفوائد اجتماعية جمة اي سيكون لهذا التنظيم فضيلته النفسية من خلال تصليب الجماعة وشدها، والحركية من خلال بث الوعي والأفكار التي يراد توصيلها الى الجماعة والى المجتمع عموما، والتغييرية من خلال تيسير ممارسة التغيير الاجتماعي .

اعداد : سيد مرتضى محمدي

القسم العربي – تبيان

المصادر:

1ـ نصران رائدان للمواكب الحسينية في عصرنا ، المواكب الحسينية ، مصدر سابق : 33 .

2ـ قيام عاشورا: 12 .

3ـ لا سنة ولا شيعة ، محمد علي الزعبي ، نقلا عن : في ظلال الوحي : 94 ، علي فضل الله الحسني .

4ـ قيام عاشورا: 13 .

 5ـ المصدر السابق : 11 .

6ـ المصدر السابق : 10 .


كيف ما قبلته كأخيه الحسن ؟

تسابق الحسنين

إحياء الموتى بدعائه عليه السلام

قيام رسول الله صلي الله عليه واله وسلم لسقايته عليه السلام

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)