• عدد المراجعات :
  • 793
  • 11/25/2011
  • تاريخ :

حقد بني أمية على الدين والرسالة

حقد بني أمية على الدين والرسالة

معاوية

كان لمعاوية بن أبي سفيان صديق ونديم اسمه المغيرة بن شعبة، وكان يشبه معاوية ـ فإنّ الطيور على أشكالها تقع .

يقول المطرف ابن المغيرة بن شعبة: «دخلت مع أبي على معاوية، فكان أبي يأتيه، يتحدّث معه، ثم ينصرف إليَّ فيذكر معاوية وعقله، ويعجب بما يرى منه إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء، ورأيته مغتمّاً فانتظرته ساعة ظننت أنه لأمر حدث فينا، فقلت: ما لي أراك مغتمّاً منذ الليلة؟ فقال: يا بنيّ جئت من عند أكفر الناس وأخبثهم. قلت: وما ذاك؟ قال: قلت له وقد خلوت به: إنّك قد بلغت سنّاً يا أمير المؤمنين، فلو أظهرت عدلاً، وبسطت خيراً فإنّك قد كبرت، ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم، فوصلت أرحامهم فوالله ما عندهم اليوم شيء تخافه، وإنّ ذلك مما يبقى لك ذكره وثوابه. فقال: هيهات هيهات! أيّ ذكر أرجو بقاءه! ملك أخو تيم فعدل وفعل ما فعل، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلاّ أن يقول قائل: أبو بكر، ثم ملك أخو عدي، واجتهد وشمّر عشر سنين، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلاّ أن يقول قائل: عمر.. وإنّ ابن أبي كبشة ليصاح به كلّ يوم خمس مرات: (أشهد أنّ محمداً رسول الله) فأيّ عمل يبقى، وأيّ ذكر يدوم بعد هذا لا أباً لك! لا والله إلاّ دفناً دفناً»(1).

يزيد يثأر لقتلى بدر

أرأيت كيف كان يفكّر معاوية؟! أمّا ولده يزيد فقد أظهر ما كان يضمره بعد قتله سبط رسول الله صلّى الله عليه وآله عندما قال:

قد قتلنا القرم من ساداتهم وعدلناه ببدر فاعتدل

لعبت هاشم بالملك ، فلا خبر جاء ولا وحي نزل(2)

وقال في أبيات أخرى:

لمّا بدت تلك الحمول، وأشرقت تلك الرؤوس على ربـا جـيرون

نعب الغراب فقلت: قل أو لا تقل فقد قضيت من الرسول ديوني(3)

يعني أنه اقتصّ من رسول الله صلّى الله عليه وآله عندما قتل سبطه بمن قتلهم الإسلام من أجداده الكفرة في بدر.

فالقضية عند يزيد تتلخّص في نزاع بين قبيلتين، فلا دين ولا نبوّة ولا وحي ولا جنّة ولا نار!

يزيد: خليفة يشتهي أن يفجر فوق الكعبة!!

نموذج ثالث من خلفاء بني أمية هو «الوليد بن يزيد».

قالوا: «واصطنع الوليد قبة على قدر الكعبة، ومن عزمه أن ينصب تلك القبة فوق سطح الكعبة ويجلس هو وأصحابه هنالك، واستصحب معه الخمور وآلات الملاهي وغير ذلك من المنكرات»(4).

ومن أخباره أنّه واقع جاريته وهو سكران وجاءه المؤذّنون بالصلاة فحلف لا يصلّي بالناس إلاّ هي، فلبست ثيابه وتنكّرت وصلّت بالمسلمين وهي سكرى متلطّخة بالنجاسات على الجنابة(5).

فهل عرفتم الآن كيف أنّ الحسين سلام الله عليه أنقذ دين جدّه من براثن بني أميّة؟ وكيف أنّه حقّق وصيّة الله لأولي العزم من أنبيائه بإقامة الدين؟ ولماذا وجد رسول الله صلّى الله عليه وآله مكتوباً على ساق العرش «إنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة»؟

أليس للحسين سلام الله عليه حقّ على كلّ صلاة تقام على وجه الأرض؟ أليس لدمه سلام الله عليه حقّ على الكعبة والبيت الحرام؟ فلولا جهاد الحسين سلام الله عليه وثورته ودمه لما كان يُصام رمضان ولما كانت تؤدَّى الزكاة والخمس وسائر أحكام الإسلام.

وما نقلناه كان غيضاً من فيض، فاقرأوا التاريخ بأنفسكم لتعلموا ما أراد الأمويون فعله بالإسلام، وما هو دور الحسين سلام الله عليه؟ ولماذا قال الله عنه: «إنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة»!

المصدر:

(1) المسترشد، محمد بن جرير الطبري، ص680.

(2) الاحتجاج، ج2، ص307.

(3) جواهر المطالب في مناقب الإمام علي عليه السلام، ابن الدمشقي، 2/ 301.

(4) البداية والنهاية، ابن كثير، ج1، ص3.

(5) شرح أصول الكافي، ج5، ص143.


كيف ما قبلته كأخيه الحسن ؟

تسابق الحسنين

إحياء الموتى بدعائه عليه السلام

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)