• عدد المراجعات :
  • 507
  • 11/21/2011
  • تاريخ :

الأمويين و سياساتهم الرعناء تجاه أهل البيت (عليهم السلام) والأمة  (1)

الأمويين و سياساتهم الرعناء تجاه أهل البيت (عليهم السلام) والأمة  (1)

بعد أن استشهد الإمام الحسين صلوات الله عليه مع أهل بيته وأصحابه ، واطمأن الأمويون – حينئذٍ – فقط ، إلى أن آل علي (عليهم السلام) قد انتهى أمرهم ، وطويت صفحتهم ، ولن تقوم لهم بعد – بزعم الأمويين – أية قائمة ، ولن تبرق لهم في الأفق أية بارقة ، بعد ذلك ومع ذلك فقد استمروا في اتباع سياساتهم الرعناء تجاه أهل البيت (عليهم السلام) والأمة ، بهدف تكريس الأمر نهائياً في البيت الأموي ، ولكي يبقى العرش الأموي محتفظاً بوجوده وبتفوّقه ، ولكن قد خاب فألهم وطاش سهمهم ، فما كانت سياساتهم تلك إلا وبالاً ودماراً عاد عليهم أنفسهم ، فإننا نستطيع أن نقول: إن سياسات الأمويين تلك تتمثل بالخطوط التالية:

1- ملاحقة أهل البيت (عليهم السلام) إعلامياً بالافتراء عليهم ، وتوجيه مختلف التهم الباطلة إليهم ، وتصويرهم على أنهم هم " المعتدون والظالمون الآثمون " ، الذين لا يتورعون عن أية عظيمة ولا يمتنعون عن ارتكاب أية جريمة ، وحتى قتل الحسين (عليه السلام) فإنه لم يكن إلا لأنه كان هو الجاني على نفسه ، والساعي إلى حتفه ، وهو المذنب والمعتدي ، وهم وحدهم الضحية ، والمظلومون معه في هذه القضية .

ومن ذا الذي يستطيع أن يرد على دعايات الأمويين هذه ، أو يظهر الترديد والتشكيك فيها ؟! ، أو بالأحرى من ذا الذي يستطيع أن يجهر بالحقيقة ، ولو من دون تعرض لدفع دعايات الأمويين ، ودحض افتراءاتهم وأكاذيبهم ؟! .

2- سياسة التجويع والحرمان لأهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم ، وحرمانهم من كل الإمتيازات ومصادرة أموالهم ، وحتى هدم بيوتهم ، كي لا يجدوا اللقمة – لقمة العيش – إلا على موائد الأمويين ، ومن لف لفهم ، ودار في فلكهم ، وإجبارهم – وخصوصاً شخصيات آل علي – على التوجه إلى الحكام في وفادات منتظمة ، لاستجداء لقمة العيش ، ولحفظ كراماتهم ودمائهم ، حتى لا يعتبرهم الحكم في موقف المعارضة ، فيستحل كل تصرف ضدهم ، مهما كان قاسياً وشرساً وعنيفاً ، حتى إذا تأخرت أحياناً وفادة بعضهم عليهم تجدهم هم أنفسهم يطالبون بذلك ، ويتساءلون عنه وعن سببه وسره ، إن لم يبادروا إلى استقدامهم بشكل مباشر وصريح ، وبذلك يكونون قد شغلوا تلك الشخصيات بالبحث عن لقمة العيش ، وصرفوا همتهم إلى هذا المجال ، بالإضافة إلى أنهم يستفيدون من ذلك سياسياً وإعلامياً كما هو واضح .

سياسة التجويع والحرمان لأهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم ، وحرمانهم من كل الإمتيازات ومصادرة أموالهم ، وحتى هدم بيوتهم ،كي لا يجدوا لقمة العيش،إلا على موائد الأمويين

3- ثم هناك سياسة الإضطهاد والملاحقة المرة والشرسة لكل من يتصل بأهل البيت (عليهم السلام) ، أو يظهر منه الميل إليهم ، الملاحقة التي لا تنتهي إلا بالتصفيات الجسدية والنفسية ، أو بما لا يقل سوءاً وفظاعة وبشاعة عن ذلك ، ويستفيدون بذلك أمرين :

الأول:

الحرب النفسية لآل علي أنفسهم ، ومحاولة جعل اليأس يتطرق إلى نفوسهم ، فلا يفكرون بعد بأية حركة ، ولا بالوقوف أي موقف يتعارض مع مصلحة الهيئة الحاكمة .

الثاني:

يعني :

ألف: خوف من يعرف الحقيقة من الإتصال بأهل بيت علي (عليه السلام) وشيعته ، وحرمانه من ثم من الإستفادة من تعاليمهم ، والتخلق بأخلاقهم ، والسير على منهاجهم ، الذي هو منهاج الإسلام الصحيح كما قلنا ، فإسلام علي (عليه السلام) لم تطّلع عليه الأمة ، ولم تعرفه كما يجب ، وإنما عرفت الإسلام الأموي إسلام المصالح والأهواء ، الإسلام الذي يستحل السلب والنهب ، وقتل النفوس البريئة ، وفعل كل عظيمة ، وارتكاب كل جريمة في سبيل الملك والسلطان ، وفي سبيل المال واللذة .

وأما من لا يعرف الحقيقة - وهؤلاء من الأغلبية الساحقة - كما سنرى ، فلسوف يصدق بأن هذه الشخصية ومن يمت إليها بصلة أو رابطة شخصية منحرفة حقاً ، وليس من المناسب ولا من الصالح الديني ولا الدنيوي الاتصال بها ، وبمن يمت أليها بصلة ، حتى ليتجرأ معاوية على القول لأهل الشام : إن علياً (عليه السلام) لم يكن يصلي (1) - والعياذ بالله – ، وحتى إن عشرة من قواد أهل الشام وأمرائهم إلى قيام الدولة العباسية ما كانوا يعرفون أن للنبي (صلى الله عليه وآله) قرابة سوى بني أمية ، وقد حلفوا على ذلك لأبي العباس السفاح بأغلظ الإيمان (2).

وغير ذلك من الشواهد الكثيرة جداً في التاريخ الإسلامي ، في عهد الأمويين وبعده .

باء: وشيعة علي وأهل بيته أيضاً يرون أنفسهم غير مقبولين اجتماعياً ، ولا يمكنهم ممارسة أي نشاط مهما كان ، فتخمد جذوة الثورة في نفوسهم ، وينصرفون عن التخطيط لأي عمل يضر بصالح الهيئة الحاكمة .

جيم: كما أن الأمويين يكونون قد أخذوا بثارات بدر وغيرها ، وكذلك الجمل وصفين ، وشفوا غيظ قلوبهم من علي (عليه السلام) ، هذا الذي كان القضاء النازل عليهم ، والبلاء المبرم ، الذي لم يجدوا منه مناصاً ولا عنه محيداً .

المصادر:

(1) تاريخ الطبري ج4 ص30 والكامل لابن الأثير ج3 ص313 والفتوح لابن الأعثم ج3 ص196 وصفين لنصر بن مزاحم ص354 وشرح النهج للمعتزلي ج8 ص36 وأنساب الأشراف بتحقيق المحمودي ج2 ص184 ونقله المحمودي عن تاريخ دمشق لابن عساكر ج38 رقم 1139 وترجمة الإمام علي لابن عساكر بتحقيق المحمودي ج3 ص99 والغدير ج10 ص122و290 عن بعض من تقدم..

(2) الحياة السياسية للإمام الرضا(ع)


كيف ما قبلته كأخيه الحسن ؟

تسابق الحسنين

إحياء الموتى بدعائه عليه السلام

قيام رسول الله صلي الله عليه واله وسلم لسقايته عليه السلام

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)