• عدد المراجعات :
  • 396
  • 10/26/2011
  • تاريخ :

السعودية بين الحجيج والضجيج

السعودية بين الحجيج والضجيج

نطالع في الاعلام السعودي هذه الايام تخبط ازدادت حدته مع خروج ولي العهد من الساحه بموته وصار ذلك الاعلام مشغولا على الظاهر بتأبين الامير سلطان عن الساحة بينما ينهمك رموز ادارة الحكم في ترتيب اسلوب جديد للحكم اكثر من ما يفكر به الملك عبد الله .

الاعلام السعودي خلال الايام القليله الماضية كانت قد هيمنت عليه برقيات التعزية بشكل شبه كامل حيث احتلت صفحات كاملة من الصحف , لكن هذا لايعني شيئا لان مطبخ السياسة يعمل بشكل منفصل بعيد عن الاضواء الا ان ما يصدر من ارهاصات هنا وهناك يستطيع المراقبمن خلالها تحديد الطبخة السعودية في المشروع الامريكي لان من الصعب التراجع او التراخي او حتى التأخر عن تلبية مطالب امريكية تخص الشرق الاوسط على الرغم من ان الامين العام للحزب الله السيد نصر الله رأى بان سوريا خرجت من الخطر وان المنطقة ذاهبة في مسار مصلحة الشعوب والمقاومة مقابل خسارة المشروع الامريكي على حد تعبير سماحة السيد نصر الله .

ومع تلفيق قصة اغتيال السفير السعودي في امريكا فان الامر زاد من صعوبة الامر بعدم القدرة في الابتعاد عن القطار الامريكي الذي تتحكم امريكا في محطات التوقف لمن يركب هذا القطار من المسافرين مع تمهيد للتراجع عن الاستمرار في مواكبة الاردن لهذا المشروع الضخم الذي تراهن عليه السعودية او مجبره على الخوض فيه حتى النهاية , فالملك الاردني وبعد ان قبض 1,7 مليار من السعودية للتصدي لاي تغيير من شانه ايصال الشرارة الى السعودية الا ان الاوضاع جعلت ملك الاردن يفكر مليا بعدما بدات تحركات الشعب الاردني للمطالبة في حقوقه لدرجة ان التيار الاسلامي في الاردن اعلن مقاطعته للحكومة الجديدة ما دعا الملك عبد الله في حديثه مع سي ان ان يعترف بان الوضع في سوريا غير واضح وبالتالي لايمكن لاحد من الخارج التعامل مع الاوضاع السورية بتلك الوسيلة, وهذا يعني الكثير لان الاردن كانت الممر الامن للاسلحة والجماعات الارهابية من السعودية الى سوريا بل اخبر عبدالله قناة ال "سي ان ان" انه بعث بوفود الى سوريا لعرض(التجربة) الاردنية على سوريا ما يعني انه يروم التحول الى عرّاب بدل من دور للشريك السعودي الراعي الاول للمشروع الامريكي في المنطقة .

ومع ما ذهب اليه السفير الروسي السابق في السعودية باعتقاده ان انتخاب ولي للعهد سيتم بالطرق التقليدية وهو كلام لايخلو من الدبلوماسية والمجاملة التي عملت بها الكثير من الدول للتقرب والتزلف الى السعودية لان هيئة البيعة بامكانها خلق العقبات امام اي خيارات لاختيار ولي للعهد في السعودية .

و انعكست التحولات في السعودية والمنطقة بدورها على موسم الحج لهذا العام والذي اعدت له السعودية كافة ما يلزم من الكاميرات حتى وصل عدد الكاميرات في الحرم المكي الشريف الى 3800 كاميرا .

كما انعكس الوضع في السعودية على الحجاج اللبنانيين بانخفاض عددهم خشية ترديد شعارات مناوئة لحكومة ال سعود رغم ان هيئة الحج في لبنان ذكرت ان عدد الحجاج اللبنانيين يصل الى 6000 حاج لكن هناك اسلوب متبع مع لبنان بان تقوم الحكومة السعودية بمنح 4000 تاشيرة اضافية الى لبنان وهو قد لايتم هذا العام .

وهنا سؤال يطرح على السياسيين عن المدى الذي يمكن للسعودية المراوحة فيه وايجاد مساحة خاصة بها للتحرك ؟ ان المشكلة لدى الحكام هي محاولة الايحاء لانفسهم بان الخطر بعيد وهذا ما اشار اليه ضابط روسي كان يعمل مستشارا للدكتاتور القذافي حين قال اهم اخطاء القذافي كانت تتمثل في عدم تصديق شن هجوم عليه لانه كان يدعي انه اخذ مواثيق من فرنسا وايطاليا بعد التعرض لحكومته .

وهذا جرس الانذار يصم الاذان لشدة صوته فهل من مستمع ؟

المصدر:وکالة انباء فارس

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)