• عدد المراجعات :
  • 1230
  • 10/24/2011
  • تاريخ :

الحكومة في الإمبراطورية الساسانية

الحكومة في الإمبراطورية الساسانية

أَسّسَ الساسانيون إمبراطوريةً حدودها مقاربة لحدود الإمبراطورية الإخمينية، وجعلوا إدارة هذه الإمبراطوريةِ من عاصمتهم تسيفون التابعة لمحافظة خفارفاران، وقد أطلق الملوك الساسانيون على أنفسهم لقب شاهنشاه (ملك الملوكِ)، وأما الملكات الساسانيات فقد كَانَ عِنْدَهُن لقب بينيبشينان بانيبشين (ملكة الملكاتِ)، فأصبح الملوك الساسانيون هم السادة الكبار المركزيون لهذه الإمبراطورية وجعلوا النارِ المقدسةِ هي رمز الدين الوطني، وهذا الرمزِ واضح على عملات الساسانيين المعدنية حيث الملك السائد بتاجِه وملابسه الفخمةِ يَظْهرُ على وجهِ العملة، والنارِ المقدّسةِ رمز الدينِ الوطني على عكسِ العملة المعدنيةَ.

ربما تكون الأراضي الساسانية يحكمها عدد مِنْ الحُكَّامِ التافهينِ مِنْ العائلة الساسانية المالكةِ المعروفة بـ (شهردار) ولكن الإشراف المباشر على الحكم هو للملك (شاهنشاه) ،وقد تميز حكم الساسانيين بالمركزيةِ الكبيرةِ والتخطيط الحضري الطموح والتنمية الزراعية والتحسينات التقنية، ولكن كان تحت الملك الساساني بيروقراطية قويَّة نفّذتْ مُعظم شؤونِ الحكم، وضمن هذه البيروقراطيةِ كانت هناك الكهانة الزرادشتية وكَانتْ قويَّةَ جدّاً، والكاهن الأكبر للديانة المجوسية (الزرادشتية) في الإمبراطورية الساسانية يعتبر مساوياً للقائد الأعلى للجيوش الساسانية (إيران سپاهبود)، وكان رئيس نقابة التجار والتُجّارَ (هو توخشان بود) وكذلك وزير الزراعة (واستريوشانسالار) الذي كَانَ أيضاً رئيسَ المزارعين كَانوا جميعاً تحت الإمبراطورِ الساساني، وهم الرجال الأقوى والأعلى مرتبة بعد الإمبراطور في الدولة الساسانية.

تم إعداد مجلس الدولة في الإمبراطورية الساسانية وهو يضم الإمبراطور الساساني ووزراءه، يتَصرّفَ الملكُ الساساني عادةً بنصيحةِ وزرائه الذين يكونون في مجلس الدولة، المسعودي المؤرخ المسلم مَدحَ الإدارة الممتازة للملوك الساسانيين وسياستهم المنظمة بشكل جيد، وعنايتهم بشؤون الإمبراطورية، وازدهار مملكتهم في جميع المجالات.

الحكم في الإمبراطورية الساسانية وراثي في الأوضاع الطبيعية ولكن قد يجعل الملك الحكم من بعد للابن الأصغر في حالتين :

1 - عندما لا يكون الوريثَ المباشرَ موجوداً.

2 - إذا اختار النبلاء والأساقفة في الدولة هذا الابن الأصغر، ولكن يُحدد اختيارهم في أعضاء العائلة المالكة.

طبقة النبلاء في الإمبراطورية الساسانية هي عبارة عن خَلِيْط من العشائرِ الفارسية القديمة وعوائل أرستقراطية فارسية وعوائل نبيلة مِنْ الأراضي الخاضعة للإمبراطورية، وقد إرتفعت العديد مِنْ العوائلِ النبيلةِ الجديدةِ بعد حلول السلالةِ الساسانية وسيطرتها على الحكم في بلاد فارس، بينما العديد مِنْ العشائرِ الفارسيةِ المهيمنةِ سابقاً في الإمبراطورية بارثيون البارثية وهي سبع عشائر فارسية بقيت وكانت لها الأهميةِ الكبيرة في الإمبراطورية الساسانية، في عهد الملك المؤسس للإمبراطورية أردشير الأول كانت العوائل البارثية القديمة (سورين باهلاف) و(كارين باهلاف) مع عِدّة عوائل فارسية (فارازيس) و(أنديجانز) كنات لهم مرتبة شريفة وعظيمة في الإمبراطورية الساسانية، وريث الملك أردشير الأول وهو الملك شابور الأول كانت له علاقة وطيدة ببيت عائلة (سورين باهلاف) بسبب أمه، وهذا واضح في الرمز الذي استعمله قمة جوندوفر ودائرة أحاطت بالهلال، وأيضاً إضافة إلى العوائلِ غيرِ الإيرانية النبيلةَ والإيرانيةَ هناك أيضاً ملوك مرو وسيستان وأبارشهر وكرمان وإيبريا وأديابين كانت لهم منزلة كبيرة بين النبلاء في الإمبراطورية، وفي حقيقة الأمر أن بعض العوائل النبيلة في الإمبراطورية مثل سورين وكارينز وفارازيس قد تمتعت بحكم شبه مستقل في بعض الولايات الساسانية، وأبقت عائلة سورين باهلاف قاعدتهم في سيستان وحَكمَت إحدى فروع العائلة المنطقةَ التي حول نيشابور، وهكذا فإن العوائل النبيلة التي ظهرت في الإمبراطوريةِ الساسانية استمرّتْ في حكمها لهذه الولايات بحكم حقها الشخصي بالرغم من تبعيتها للإمبراطورية الساسانية.

عُموماً، فإن عائلة بوزرجان تعتبر مِنْ العوائلِ الفارسيةِ التي حصلت المواقعَ الأقوى في الإدارةِ للإمبراطوريةِ، إضافة إلى ذلك ذلك القادة العسكريين الذين كانوا يحكمون محافظاتِ الحدودِ (مرزبان)، وكان القادة العسكريون يتفاوتون في المنزلة عند الملوك الساسنيون فمثلاً حكام محافظات الحدود الأكثر إستراتيجيةً مثل : محافظةِ القوقاز كانوا في منزلة أعلى من غيرهم حكام محافظات الحدود الآخرين.

من الناحية الثقافية طبق الساسانيون نظام التقسيم الطبقي الاجتماعي، وهذا النظامِ كَانَت تدعمه الديانة الزرادشتية التي أصبحت الدين الرسمي للإمبراطورية الساسانية، والزرادشتية أظهرت الأديانُ الأخرى بأنها كَانتْ قَدْ تُحمّلتْ بشكل كبير في الإمبراطورية، ولكن أرادَ الأباطرة الساسانيون شعورياً أَنْ يُنعشوا التقاليد الفارسية وإزالة التأثير الثقافيِ اليوناني على الإمبراطورية وأراضيها.

اعداد وتقديم : سيد مرتضى محمدي

القسم العربي - تبيان


المجتمع الإيراني تحت الحكم الساساني

السلالة الساسانية

أردشير الأول و توسّعِ الإمبراطورية الساسانية

مدينة کاشان

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)