• عدد المراجعات :
  • 713
  • 10/21/2011
  • تاريخ :

فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا

فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا

قال الله تعالى:

(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَالنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) (الروم،30).

  أن الهدف من سورة الروم هو أن يستطيع الإنسان كشف الحجب التي تحيط به والوصول إلى الحقائق ..

إذ أن للهداية درجات، أحداها الأخذ بيد الإنسان والوصول به إلى الكمال وإلى المحطة الأخيرة ومن هنا نقرأ في صلواتنا كل يوم (اهدنا الصراط المستقيم) لنسأل من الله الوصول إلى مرتبة أسمى من الهداية الفعلية.

ولكن مشكلة الناس أنهم غافلون، حيث يقول ربنا في الآية السابعة من هذه السورة (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)(الروم،7).

فباستطاعتهم الوصول إلى الحقائق وكشف الحجب ولكنهم غافلون، وهنا يكمن الفرق بين الجاهل والغافل إذ الأول لا يستطيع الوصول إلى هذه الحقيقة بعكس الثاني حيث يمكنه ذلك ولكنه غافل عنه .

في الآية المباركة التي توّجنا الحديث بها عدة توصيات هي محور سورة الروم، حيث يقول ربنا: (فاقم وجهك).

قد تكون خطابات القرآن لجمع من المؤمنين، كما في قوله تعالى:

(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة،153).

أو قوله عزوجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة،183).

ومعناه أن العمل المطلوب هو عمل جمعي.

وقد يكون خطاب القرآن فردياً كما في هذه الآية (الروم:30) وذلك لبيان حقيقة هامة وهي أن على الإنسان عدم التأثر بالمحيط فإذا انحرف كل الناس ينبغي على المؤمن أن يبقى صامداً مستقيماً فإذا فرضنا أن كل الناس في مدينة معينة من أهل جهنم (والعياذ بالله) على المؤمن السعي على أن لا يكون منهم.

 عليكم إخواني أن لا تنظروا دائماً إلى المجتمع المحيط بكم، لأنهم في القبر لا ينفعونكم، ولأنكم تنامون في القبر وحدكم، ويوم القيامة يحشر الإنسان فرداً .

إذن علينا تحمل المسؤولية واختيارالصراط المستقيم من دون التأثر بالمحيط .

ثم أن كلمة (أقم) بمعنى إقامة الشيء أي الإتيان بالأمر على الوجه الأتم والأكمل ، فحينما يقول ربنا: (أقم الصلاة) فانه يختلف عن قول: (صلِّ) إذ انه يعني أقم الصلاة بالوجه الأتم وهكذا حينما يقول ربنا (فاقم وجهك للدين) أي أن لا يتخذ الإنسان دينه لعباً متزلزلاً يتأثر بكل وسوسة وإنما يقيم الدين بإرادة صلبة وعقائد راسخة وإيمان قوي .

إننا اليوم نعاني من اختراق ثقافي ، وانتشارالثقافات الغربية في مجتمعاتنا ، ذلك لأننا تركنا القاعدة والأساس، فلا يمكن للذي يتربى بالإحساسات والعواطف أن يستقيم ويقيم الدين، ولكن الذي يتمتع بقاعدة راسخة في العقائد يستطيع الاستقامة وإذ نريد مواجهة الاختراق الثقافي علينا الاهتمام بعقائد الناس وترسيخها فيهم .

ثم يقول ربنا: (وجهك)

إذ أنّ لكل إنسان وجهة في الحياة ومنهج يسير عليه، ووجهة الإنسان المؤمن هو الدين إذ هو يبتغي مرضاة الله في حياته ..

نعم قد يعصي الله وينحرف عن هذا الطريق إلا انه سرعان ما ينوب تائباً إلى ربه الرحيم .

ثم يقول ربنا (حنيفاً) فماذا تعني هذه الكلمة ؟

أغلب اللغويين يقولون بأن معنى الحنيف المائل .. بمعنى مائلاً من الباطل إلى الحق، حيث أن الناس مختلفين في اتجاهاتهم والذي يريد الاستقامة عليه الميل من كل هذه الاتجاهات المنحرفة ولذلك استخدمت كلمةالحنيف ..

ولكني أرى أن هذه الكلمة هي بمعنى (الطاهر) و(النظيف) أي أن يكون دين الإنسان نقياً من شوائب الشرك والشك .

ثم يقول ربنا: (فطرة الله التي فطر الناس عليها)

فما هو الدين الذي ينبغي للمؤمن أن يتوجه إليه؟

انه دين الفطرة.

آية الله محمد تقي المدرسي

اعداد سيد مرتضى محمدي

القسم العربي - تبيان


كيف نلبي دعوة الله ؟ زر الله في بيته

كيف نلبي دعوة الله؟ طهر قلبك وبدنك

التحليل النفسي في الاسلام

علينا ان نكشف الحجب

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)