• عدد المراجعات :
  • 664
  • 10/3/2011
  • تاريخ :

كيف نلبي دعوة الله؟ إسمع كلام الله

كيف نلبي ،دعوة الله؟ إسمع، كلام الله

لماذا أنزل اللَّه القرآن الكريم؟

إن اللَّه كما سبق القول في الدرس السابق هو رب البشر الذي يقوم بتدبير شؤونهم المادية من أكل وشرب ولبس، وكذلك حياتهم المعنوية ليوصلهم إلى حيث يتنعمون بقربه، فهو مربي الأجساد والأنفس والعقول والأرواح. وقد دعا البشر إليه ليعرفوه ولما كانت الرؤية البصرية غير ممكنة وليأنس الإنسان بمحبوبه وحتى يزيل اللَّه وحشة الإنسان وغربته أحب أن يكلمه ويخاطبه، إذ بواسطة هذا الخطاب يؤنسه من جهة ويعرفه على نفسه.

والقرآن بهذا المعنى وسيلة أحب اللَّه بواسطتها أن يكلم عباده ليتعرفوا عليه من خلال كلماتـه، وهـو من جهـة ثانيـة بطاقـة تعـريف عن اللَّه وعن علمه وحكمته، وهو رسالة في مضمونها يتجلى اللَّه عزّ وجلّ لخلقه.

فهو مأدبه الروح والعقل، فعن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: "إن هذا القرآن مأدبة اللَّه فتعلموا من مأدبته ما استطعتم"1، والقرآن وصف لطريق الخروج من ظلمات الجهل إلى نور معرفة اللَّه: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)2 .

وهو وصفة لعلاج أمراض النفس (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ)3.

وهو صورة تلائم عقولنا وافهامنا عن الخالق، حيث من حكم القرآن نعرف حكمة اللَّه، ومن عظمته نعرف عظمة اللَّه، ومن سموه نعرف علو اللَّه وهيمنته، ومن عذوبة بيانه نعرف رأفة اللَّه ولطفه.

هل يكفي اقتناء القرآن والتبرك به؟

بعض الناس يقتنون المصاحف ويزينونها وربما يذهّبونها ويجعلون لها محامل، وقد يضعونها في بعض الأماكن الخاصة وينفضون عنها الغبار، وربما يقتنونها لأجل إيمانهم بأنها تحفظهم وتدفع عنهم السوء والبلاءات لكنهم قلما يقرأونها.

إن التبرّك والتوسل وطلب الحفظ بكلام رب العالمين أمر محمود بالطبع، لكن القرآن المجيد لم ينزل لهذا الغرض فقط، بل إن في ذلك إهانة للقرآن إذا اقتصرنا على هذا الجانب فقط. ومن يتعاطى مع القرآن بهذه الطريقة، مثله كمثل من جاءته دعوة من ملك عظيم جواد كريم إلى حفل يكرم به، شرط أن يلتزم بآداب الوصول والتشرف بحضرة هذا العظيم، وفي هذه الدعوة، وصف لطريق الوصول إلى هذه المأدبة والغرض منه، وكيفية الانتفاع من هذا الحضور، لكن هذا المدعو لما رأى جمال بطاقة الدعوة وزخرفتها، وأنها ممهورة بختم ملك الملوك، قبّلها وأعدّ لها إطاراً وزجاجاً وقالباً وحفظها فيه، وجعلها في صدر داره ليرمقها ضيوفه افتخاراً بها، لكنه لم يقرأها ولم يلب الدعوة ولم يلتزم بأدابها.. أعجب بمرسلها وأخذه جمال نقوشها، وإذا قرأها اكتفى بمرور ألفاظها على لسانه وعلى مسامعه دون أن يفهم مضمونها... إن ألفاظ القرآن كذلك هي كلام اللَّه وهي نور، ولذا فإن قراءتها وكتابتها والاستماع إليها والنظر إليها كل ذلك فيه نفع، غير أن المطلوب هو أكثر من مجرد النظر أو السمع أو القراءة، فأهداف القرآن وبركته أعظم بكثير، فتعالَ لنعرف ونبحث عن هذه الفوائد والبركات.

كيف نستفيد من قراءة القرآن الكريم؟

إن المأمول من القرآن الكريم، هو أن يقوم بهدايتنا إلى الحق وتعريفنا على اللَّه وزيادة ارتباطنا باللَّه، ويدلنا على الطريق القويم الموصل لكل ذلك (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)4.

ففي القرآن، بيان أحكام الدين، ووعظ وانذار وبشارة، وفيه وصف لأحوال الدنيا والآخرة، وخبر الأمم السابقة لنتعظ بذلك، وفيه من العلوم والمعاني ما لا ينفد، فليس المطلوب هو مجرد القراءة أو الاستماع، بل كما أن قيمة المصباح أن تستنير به في الليل لتبصر الطريق، كذلك هو النور المبين بالنسبة إلى ظلمات الجهل والضلال، فالمطلوب هو تدبّر آيات القرآن والعمل على فهمها والتفكر فيها، بحيث تحرك الشوق إلى اللَّه وإلى الجنة، وتصرف القلب عن التعلق بالدنيا، وآيات القرآن علاج من أمراض النفس، فالذي لا يتدبرها يكون كمن ذهب للطبيب ليعالجه فاعطاه وصفة لعلاج أمراضه، فأخذها منه وقبّلها ووضعها على رأسه ثم جعلها في جيب من جيوبه، ولم يحاول الالتزام بها فهل يا ترى يشفى من مرضه أو ينجو من علته، وكذلك حال تاركي القرآن هذه الوصفة الإلهية الشافية من كل مرض.

خاتمة

حاول أيها الأخ العزيز أن تتعرف على القرآن، لأنك حينما تعرفه ستحبه، وإذا أحببتـه سـتؤنس به، وعندهـا سـتبني معـه علاقـة توصـلك إلى مقاصده العالية ولن توحش بعدها أبداً. فعن الإمام السجاد عليه السلام: "لـو مـات مـن بـين المشرق والمغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي"5.

نحن والقرآن

1- لا يجوز تنجيس القرآن ولا تعريضه للهتك ولا ما يوجب إهانته.

2- لا يجوز مس كتابة القرآن حروفاً وحركات إلا على طهارة.

3- يكره قراءة أكثر من سبع آيات للمجنب.

4- يستحب الكون على طهارة حال القراءة.

عن أمير المؤمنين عليه السلام: "لقارىء القرآن... متطهراً في غير صلاة خمس وعشرون حسنة وغير متطهر عشر حسنات"6.

5- السواك فعن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: "نظفوا طريق القرآن قيل: يا رسول اللَّه وما طريق القرآن؟ قال: أفواهكم قيل بماذا: قال: بالسواك"7.

6- استقبال القبلة.

7- البدء بالاستعاذة باللَّه من الشيطان الرجيم (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)8.

8- التمهل بالقراءة وتحسين الصوت، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم "ما أذن اللَّه لشيء أذنه لحسن الصوت بالقرآن"9.

9- قراءة ما لا يقل عن خمسين آية يومياً مع الجهر بالقراءة، لأن البيوت التي يقرأ فيها القرآن بيوت منيرة للملائكة، ولذا ورد الحديث: "نورّوا بيوتكم بتلاوة القرآن"10 وعلينا السعي لحفظ آياته وسوره.

خلاصة

القرآن الكريم وسيلة أحب اللَّه تعالى بواسطتها أن يكلم عباده ليتعرفوا عليه، وهو من جهة ثانية مأدبة للروح والعقل، وأيضاً ليخرج الناس من الظلمات إلى النور.

وعليه فإنه لا يكتفي باقتناء القرآن الكريم أو أن نتزيّن به، فالقرآن لم ينزل لهذا الغرض، فالمطلوب أكثر من مجرد النظر أو السمع أو القراءة، فأهداف القرآن وبركته أعظم بكثير من ذلك.

أسئلة

1- ما هي وظيفتنا أمام القرآن الكريم؟

2- كيف نستفيد من القرآن الكريم؟

3- أجب بـ(صح أم خطأ):

أ- إن أهم العلوم القرآنية هو علم التجويد.

ب- إن أهم الأعمال هو طباعة القرآن الكريم وزخرفته بأجمل صورة.

جـ- التدبر في القرآن يعني كثرة القراءة.

د-لا يجوز حمل المصحف وأنت على غير وضوء.

للمطالعة

زهد وتواضع الإمام القائد الخامنئي  دام ظله

يقول حجة الإسلام والمسلمين السيد أكبر الحسيني ممثل طهران في مجلس الشورى: "حسب معرفتي القريبة بالشخصية العظيمة لسماحة آية اللَّه العظمى الخامنئي، فقد رأيته زاهداً حقيقياً راغباً في الآخرة، وأن الزهد والبساطة يحكمان حياته الشخصية إلى درجة لا يمكن للناس تقبل وتصديق ذلك أحيان".

ويقول محسن رفيق دوست رئيس مؤسسة جرحى الثورة الإسلامية: "إنه لم تكن في بيت سماحته ثلاجة فترة رئاسته للجمهورية، فأحضرت له ثلاجة، وبعد فترة تعطلّت هذه الثلاجة، لكن سماحته لم يُبيّن إلى فترة رئاسته أن الثلاجة قد تعطّلت وعاش كل هذه الفترة بدون ثلاجة".

وقال أيضاً: "كان بيته مفروشاً ببسط حقيرة ممزقة. فجمعناها في غيابه، وقمنا ببيعها، وأضفنا عليها مبلغاً من أموالي الشخصية واشترينا سجاداً جديداً فرشنا به البيت، لكن عندما عاد سماحته إلى البيت قال لي: ما هذا يا محسن؟ قلت: لقد بدلنا البسط القديمة. قال سماحته: لقد أخطأتم بفعلكم هذا، اذهبوا وأعيدوا تلك البسط، فذهبنا وبعد عناء كبير عثرنا عليها وأعدناها إلى بيته"11.

 اعداد وتقديم : سيد مرتضى محمدي

القسم العربي – تبيان

هوامش

1- وسائل الشيعة، ج4، ص628.

2- إبراهيم: 1.

3- الإسراء: 28.

4- الإسراء: 9.

5- الكافي، ج2، ص206.

6- وسائل الشيعة، ج4، ص848.

7- المحاسن، ج2، ص855.

8- النحل: 89.

9- المجازات النبوية، ص2.

10- الكافي، ج2، ص016.

11- كتاب مرجعية الإمام القائد دام ظله.


كيف نلبي دعوة الله ؟ زر الله في بيته

كيف نلبي دعوة الله؟ طهر قلبك وبدنك

التحليل النفسي في الاسلام

علينا ان نكشف الحجب

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)