• عدد المراجعات :
  • 1746
  • 10/1/2011
  • تاريخ :

أثر العترة في بقاء الإسلام

أثر العترة في بقاء الإسلام

قال الله سبحانه و تعالى في كتابه الكريم :

( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ).

و قال تعالى :

( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ).

و قال عَزَّ مِنْ قائل :

( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ).

و قال تعالى كذلك :

( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ).

مفاد الآيات :

إنّ هذه الآيات قد أشارت إلى أمور هامة ، نذكر منها ما يلي :

الأمر الأول :

إنّها قد حددت مهمات النبي ( صلى الله عليه و آله ) ، و من سبقه من الأنبياء بما يلي :

ألف : تلاوة آيات الله سبحانه على الناس الذين بعث إليهم و فيهم .

باء : تزكية نفوسهم ، و تصفيتها من كُلّ الشوائب التي علقت بها ، بسبب الشرك و الانحراف . و إعادة الفطرة إلى سابق نقائها ، و سلامتها ، و طهرها .

جيم : تعليمهم الكتاب بكلّ ما فيه من شرائع ، و أحكام ، و عقائد ، وسياسات ، و أخلاق ، و سلوك ، و عبر ، و حقائق ترتبط بكلّ ما في الكون و الحياة .

دال : تعليمهم الحكمة ، التي جُعِلَ تعليمها عدلاً لتعليم الكتاب . و هي تعني الوقوف على الحقائق و الدقائق و التفاصيل ، ليمكن للإنسان أن يحسن التقدير ، و ليستلهم عقله و قلبه صواب الحكم ، و صحة العمل .

هـاء : الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .

واو : أن يضع عنهم إصرهم ( أي ثقلهم ) ، و الأغلال التي كانت عليهم .

الأمر الثاني :

قد ذكرت الآيات الكريمة : أنّه إذا ما واجهت الأنبياء التحديات في مهماتهم تلك ـ و لابد أن تواجههم ـ فقد أنزل الله الحديد فيه بأس شديد و منافع للناس ، ليكون هذا الحديد مفيداً في حل أي مشكل ، و إزاحة أي خطر .

و قد روي عن علي ( عليه السلام ) قوله : ( الخير كله في السيف . و ما قام هذا الدين إلاّ بالسيف . أتعلمون ما معنى قوله تعالى : ( ... وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ... ) ؟! هذا هو السيف ) .

بل إنّ نفس الآية المتقدمة التي ذكرت إنزال الحديد قد عقبت ذلك بالقول :

( ... وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ... ) .

ثمّ خلصت إلى القول :

( ... إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) في إشارة صريحة إلى الحاجة إلى التذكير بقوة الله و بعزته ، و في صراحة لا لُبس فيها بالحاجة إلى نصر الناس للرسل في مهماتهم التي يتصدون لها ، و في مواجهة التحديات و الأزمات .

و هذا النصر للرسول هو الذي أشارت إليه أيضاً آية سورة الأعراف ، حيث قررت أنّه لا بُدَّ من الاتباع ، و التعزير ( أي التوقير ) و النصر حين تمس الحاجة إلى ذلك .

إذن ، فهناك سلطة ذات قوّة ، يكون الحديد أحد وسائلها في مجال التنفيذ ، و لا يقتصر الأمر على مجرد التبليغ للأحكام ، و التعليم لها .

الأمر الثالث :

لقد ذكرت الآيات أيضاً : أنّ مسؤولية النبي ( صلى الله عليه و آله ) لا تنحصر بالذين عاصروه ، بل تتعداهم إلى آخرين من الأميين لما يلحقوا بهم ، فهو رسول الله للبشرية جمعاء منذ بعثته ، و إلى يوم القيامة .

فهو يتحمل إذن مسؤولية هدايتهم ، و رعايتهم ، و تزكية نفوسهم ، و تطهير أرواحهم ، و تعليمهم الكتاب و الحكمة ، ثمّ أمرهم بالمعروف و نهيهم عن المنكر ، ثمّ أن يضع عنهم إصرهم ، و الأغلال التي كانت عليهم .

الأمر الرابع :

إنّ الهدف من إرسال الرسل بالبينات ، و إنزال الكتاب و الميزان ، ـ أي المعايير و الضوابط و الأحكام ، ليكون العمل وفق الحكمة ـ هو أن يقوم الناس أنفسهم بالقسط و العدل ، من موقع إحساسهم بالواجب ، و بالمسؤولية الرسالية و الإنسانية .

اعداد وتقديم : سيد مرتضى محمدي

القسم العربي - تبيان


نص النبي السابق على نبوة اللاحق

الإمامة في رؤية الأئمة الأطهار - الإنسان..أيّ موجود هو

هداية الفطريات وتعديل الغرائز

قرائن والشواهد النبي الصادق

الإعجاز شبهات وحلول

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)