• عدد المراجعات :
  • 2171
  • 9/26/2011
  • تاريخ :

الموت هو اليقين‌ الذي‌ بالشكّ أشبه‌

الموت هو اليقين‌ الذي‌ بالشكّ أشبه‌

لَمْ يَخْلُقِ اللهُ يَقِينًا لاَشَكَّ فِيهِ أَشْبَهَ بِشَكٍ لاَيَقِينَ فِيهِ مِنَ الْمَوتِ

 يروي‌ الشيخ‌ الصدوق‌ في‌ كتاب‌ «الخصال‌»، عن‌ أبيه‌، عن‌ سعد بن‌ عبدالله‌، عن‌ أحمد بن‌ محمد البرقي‌، عن‌ ابن‌ أبي‌ عمير، عن‌ حمزة‌ بن‌ عمران‌، عن‌ الامام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ انّه‌ قال‌:

 لَمْ يَخْلُقِ اللهُ يَقِينًا لاَشَكَّ فِيهِ أَشْبَهَ بِشَكٍ لاَيَقِينَ فِيهِ مِنَ الْمَوتِ.  و قد روي‌ المرحوم‌ السيّد ابن‌ طاوس‌ نظير هذه‌ الرواية‌ بتفصيل‌ أكثر في‌ كتاب‌ «فلاح‌ السائل‌» عن‌ كتاب‌ «الاشعثيّات‌» لمحمّد بن‌ محمد بن‌ الاشعث‌، باسناده‌ عن‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌. 

 انّ الموت‌ حقّ و يقين‌ لاشبهة‌ فيه‌ و لا شكّ، بيد انّه‌ أشبه‌ بأمر مشكوك‌ بحيث‌ انّ الكثير من‌ أفراد البشر يتعاملون‌ معه‌ بموازين‌ الاُمور المشكوكة‌ و المشتبهة‌، لكأنّه‌ لا يمتلك‌ أبداً أساساً من‌ اليقين‌ و جذوراً من‌ الحقيقة‌ و الواقعيّة‌.

 و ليس‌ هناك‌ من‌ موجود كالموت‌، مع‌ انّ جميع‌ أفراد البشر يرونه‌ أمام‌ أعينهم‌ رأي‌ العين‌ يختطف‌ اخوتهم‌ و أخواتهم‌ و آباءهم‌ و أمّهاتهم‌ وأولادهم‌ و أرحامهم‌ و أصدقاءهم‌ و رفقاءهم‌ و أشباههم‌، و يلحظون‌ كيف‌ انّ جميع‌ الاتعاب‌ و المساعي‌ و المحن‌ التي‌ تحملّها اولئك‌ قد ضاعت‌ من‌ أيديهم‌ فلم‌ يبق‌ منها أثر، و أنّ اولئكم‌ قد رقدوا لوحدهم‌ في‌ طيّات‌ التراب‌، الاّ انّ هؤلاء أيضاً يكرّرون‌ نفس‌ أعمال‌ و تصرّفات‌ اولئك‌، ثم‌ يرحلون‌ مثلهم‌ الي تلك‌ الديار، حتّي‌ كأنّ الله‌ سبحانه‌ قد كتب‌الموت علي اولئك‌ لا علي هؤلاء، و لكأنّ الموت‌ أمر مختص‌ باولئك‌ الذين‌ ماتوا ورحلوا، و كأنّه‌ لم‌ يكتب‌ علي الاحياء.

 و هكذا تخيّل‌ اولئك‌ الذين‌ ماتوا و بنوا افتراضاتهم‌ في‌ معيشتهم‌، فكانوا يقولون‌ أنّ الموت‌ مختصّ بالذين‌ ماتوا و رحلوا، لكنّ هذا الحكم‌ لم‌ يكن‌ صائباً لاولئك‌، كما انّه‌ لن‌ يكون‌ صائباً للاحياء الحاليّين‌.

 هذا هو اليقين‌ الذي‌ هو بالشكّ أشبه‌، فهو في‌ شبهه‌ الي الحدّ الذي‌ يُخال‌ للمرء انّ الموت‌ اليقيني‌ لم‌ يقع‌ أساساً في‌ العالم‌، و انّ جميع‌ الافراد الذين‌ ماتوا كان‌ موتهم‌ مشكوكاً لا يقين‌ فيه‌.

 بينما كان‌ الامر علي العكس‌ تماماً، فقد كانت‌ جميع‌ تلك‌ الميتات‌ يقينيّة‌، و ليس‌ هناك‌ من‌ فرد واحد كان‌ موته‌ مشكوكاً فيه‌، و يقال‌ في‌ المثل‌ عن‌ الموت‌: انّه‌ كالجمل‌ الذي‌ سيبرك‌ علي عتبة‌ كلّ بيت‌.

المصدر: بحار الانوار، ج‌ 6، ص‌ 137، طبعة‌ الآخوندي‌.


هل الجنة والنار مخلوقتان؟

مشاهد البعث والقيامة (5)

مشاهد البعث والقيامة (4)

مشاهد البعث والقيامة (3)

مشاهد البعث والقيامة (2)

مشاهد البعث والقيامة (1)

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)