• عدد المراجعات :
  • 1023
  • 9/11/2011
  • تاريخ :

التعاون سبيل الخلاص

الاخلاص

قال الله تعالى:

(مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) [الروم/32]

أن المفتاح لحل اغلب مشاكل المجتمعات الإسلامية يكمن في تجاوز عقبة الذات و التفكيرباحتياجات الآخرين للوصول إلى "التعاون على البر والتقوى" المطلوب في الأمة الإسلامية .

أن الكثير من الناس يتساءَلون حول كيفية خضوع العالم لقيادة الإمام المهدي (عج) عند ظهوره مع وجود الأسلحة المتطورة و القوى العظمى، وهل قام الإسلام بقوة السيف ليتجدد ظهوره بالقوة؟!

 سيأتي الإمام المنتظر إلى العالم بأطروحة جديدة تكون حلاً لجميع مشاكل البشرية وبذلك يسلم العالم بأجمعه لهذه البادرة، حتى يظن المسلمون بأنه دين جديد.

فما هي الأطروحة الجديدة؟

أنها لن تكون سوى هذا القرآن الذي بين أيدينا، القرآن الذي يتوافق و الفطرة البشرية التي فطرها الله عز وجل.

ولكن ما يفعله الإمام هو تبيان حقائق القرآن إلى الناس دون إضافات، لأن الدين الموجود في مجتمعاتنا اليوم ممزوج بمجموعة من الثقافات الخاطئة والشوائب الفكرية المتأثرة بالذاتيات الفردية .

وظيفة المسلمين اليوم هي:

1. تخليص الدين من الثقافات الخاطئة ومسح الغبار من زجاجة المصباح الإلهي ليستضيئوا بنوره من جديد، ولا يعني هذا بأننا اليوم محرومين من هذا النور كلياً .. إنما نستفيد منه بمقدار ما تستوعبه عقولنا المحدودة و ليس بقدر النور المكنون في حقائق القران و أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) الذي يجذب الناس إليه.

2. أن نتقبل الدين كما هو من دون إضافات ولا نقصان، فأي إضافة أو نقيصة ستؤثر في جوهر الدين، كما يقول النبي (صلى اللهعليه و اله) :"إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق".

 فالاختلاف في المجتمعات يبدأ عندما يُطرح الدين في إطار الذاتيات وتؤمن به مجموعة من الناس، فتختلف به عن المجاميع الأخرى، لذلك يقول ربنا عز وجل: (مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوادِينَهُمْ) وليس "الدين"لأن دين الرب واحد لا يتجزá وإنما (دينهم).وقُرئت الآية: (فارقوا دينهم). وجاء في الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن أهل البيت عليهم السلام أنّ الذين فرقوا دينهم هم أهل البدع وسوف يغفر لكل مذنب ولا يغفر لأهل البدع.

وبسبب تفريق الدين او مفارقة الدين يفترق الناس الى "شيع" في المجتمع الواحد و تبدأ الخلافات.

ثم يقول الله تعالى: (كل حزب بما لديهم فرحون).

ماذا تعني كلمة "الفرح"في القران؟

إنّ كلمة"الفرح" ذكرت في ثلاثة مواطن في القران الكريم:

أ. في سورة آل عمران حيث يقول ربنا عز وجل: (لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَتَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ) حيث يتوعدهم الله بالعذاب.

ب. في سورة القصص: (إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لايُحِبُّ الْفَرِحِينَ) حيث يبين ربنا أخطاء قارون الذي اغتر بنعم الله عليه وأصبح من الفرحين.

ج. وفي سورة الروم في الآية الكريمة: (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ).ولكن الفرح في التعبير القرآني لا يعني مجرد السرور لكي يكون مذموماً، وإنما يعني الاغترار بالنعمة والتفاخر بها، كالطفل الذي يُعطى لعبة صغيرة فينسى كلما يدور حوله من الأمور المصيرية في الحياة، وهذاالنوع من الفرح هو المذموم، لأنه يجعل النعمة صنماً يُعبد من دون الله عز وجل.

فالله عز وجل خلق البشر مختلفين، ولم يكمل النعم كلها لأحد، حتى يكون كل واحد محتاجا إلى الآخرين: "وجعلنا بعضكم لبعض فتنة".

وبهذا الاحتياج يضطر الإنسان إلى أن يتجاوز ذاته ليتعاون مع الآخرين ، فإذا عرفنا بأن هدف الاختلاف هو التعاون سنجتمع ضمن نظام واحد جاء به النبي (صلى الله عليه واله) واستطاع أن يُدخل نصف سكان العالم إلى الدين الإسلامي خلال مدة لا تتجاوز ربع القرن لأنه أتى بالنظام الصحيح لإدارة البشرية.

إننا كأفراد يجب أن نفكر في احتياجات الطرف المقابل قبل التفكير في الاستفادة منه، وكما أنه ينطبق على التعاون في المجتمع،كذلك الأمر في العلاقات الزوجية حيث يجب أن يفكر كل من الزوجين في كيفية رفع احتياجات الطرف المقابل والتعاون معه ونبذ ما هو شائع في المجتمع من "شاوروهن وخالفوهن" فآيات القران تحث على التشاور الزوجي لرسم خطة الحياة المستقبلية معاً ولتصبح الحياة نعيماً للجميع، أماإذا بدأ كل من الأفراد في التفاخر بما عنده وكان "كل حزب بما لديهم فرحون " فستصبح الحياة جحيماً لا تطاق.

 وهذا "الفرح" هو نوع من أنواع الشرك الخفي الذي يجعل الإنسان مغتراً بالنعم التي جعلها الله سبيلاً للتعاون لا سداً للاختلاف. فلنحاول أن نتخلص من هذا الشرك إلى عبادة الرب الجليل ومن الله التوفيق.

آية الله محمد تقي المدرسي


أثر الطعام في روح الانسان

الهدوء النفسي

النزاع بين الميول النفسانية والوجدان الأخلاقي

القواعد والأسس المعنوية والنفسية للتوبة الحقيقية

التغذية السليمة في القران

التحليل النفسي في الاسلام

الروح الضعيفة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)