• عدد المراجعات :
  • 1792
  • 9/10/2011
  • تاريخ :

الشرك هو جذر جميع المشاكل

تقوی الله

(مُنيبينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكينَ) (الروم،31).

 أن الشرك يعدّ جذر جميع المشاكل التي يمرّ بها الإنسان، ولكن الشرك الذي يقصده القرآن غير ذلك الذي يفهمه الناس، آذ أنّ الشرك لدى الناس هو أن ينصب الفرد لنفسه صنماً ليعبده ، ولكن، وأن كان هذا هو المصداق البارز للشرك ، غير انه في تعابير القرآن للشرك دلائل أعمق بكثير من هذا المعنى .

معني الشرك أن يكون للإنسان معياران يتحرك بهما، فالمؤمن ليس له معيار سوى الرب فهو يقول دائماً (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكينَ) (79الانعام) وحينما يكون للإنسان معيار واحد وطريق واحد ينتفي الشرك ولكن - ومع الأسف - فإنّ اغلب الناس لهم معياران يتحركون من خلالهما، احدهما الرب والثاني يختلف من شخص إلى آخر .. ولذلك تراه يعيش دائماً في تناقض وفي فوضى عارمة حتى أن القرآن يعبر عن مثل هؤلاء بقوله: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) (28الكهف) أي غير منظم .

فتارة يتوجه نحو الله ورسله وشرائعه وتارة يوجهه هواه وأهله ووطنه.

ما هي المعايير الأخرى التي تسبب للإنسان الشرك ؟

أن المعايير التي تجعل الإنسان غافلاً هي:

1) الذات : يقول ربنا تعالى: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواه) (23الجاثية) حيث انه لا يرى سوى نفسه. انه يرى كل شيء من خلاله هو فلا يعير للآخرين أي أهمية ولذلك تراه يتكبر أو يتعالى على الناس. وبكلمة لوأننا لم نستطع الخروج من سجن الذات لما أمكننا التوصل إلى رحاب الخالق (عز وجل).

 2) الأهل : يقول الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحيمٌ) (14التغابن) ينبغي أن لا يكون الأهل من الزوجة والأولاد كالصنم الذي يتخذه الإنسان من دون الله فليس له همٌّ في الحياة سوى الإمكانات والرفاه الذي يوفره لهم .

 3) العِرق: من التعصبات القبلية والعشائرية التي أحدثت خلال نصف قرن حربين عالميتين راح ضحيتها أكثرمن 30 مليون إنسان والتي نعاني حتى الآن من أثارها المشئومة بقيام الدولة الغاصبة في القدس وهكذا الحروب العشائرية والقبلية .

4) الأرض: حيث تمّ تقسيم الدول وصار الناس مختلفين حسب ذلك ولو نظرنا الى التاريخ القريب وجدنا ان كثيراً من الحروب جرت بسبب قطعة من الارض .

5) الطعام: حيث هو أيضاً من أسباب الانحراف عن الرب تعالى .

فحينما يقول تعالى: (حنيفاً) بمعنى علينا أن نطهّر أنفسنا من أي شائبة من الشرك، وان نكون منيبين لله تعالى .

وحينما يقول ربنا تعالى: (منيبين إليه) معناه: أن يقطع الإنسان الصلة بكل العلائق الدنيوية مما ذكرناها والإنابة إلى الله تعالى .

ثم يقول ربنا تعالى: (واتقوه)

إذ أن الإنسان مهما يكن لابد وان يقع في شَرَك الهوى ومصايد إبليس ولكن عليه السعي الحثيث أن يُخرج نفسه منها .

وحيث أن غير المعصوم لم يصل إلى الدرجة التي تؤمنه من السقوط ولذلك فهو بحاجة أولاً:إلى الإنابة الدائمة إلى الله تعالى .

وثانياً: إلى إتباع من هو في هذه الدرجة وهو المعصوم (ع) فربنا عزوجل حينما يخاطب النبي (ص) في سورة هود يقول : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ ومَنْ تابَ مَعَك) (112هود)

 فليس كون الإنسان مع الرسول يكفي، وإنما (ومن تاب معك) وكذلك هنا فالخطاب للنبي(ص) يقول ربنا (فاقم وجهك للدين حنيفاً) ولكن فيما يليه يقول عن المؤمنين (منيبين إليه واتقوه) ومادام الإنسان يتكبر على النبي والمعصوم ولا يسلم له لا يمكنه أن يصل إلى مقام التوحيد. أبداً يقول ربنا تعالى في سورة المنافقون:

 وَإِذا قيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ ورَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (5المنافقون)

كما الأوساخ الظاهرة التي تجتمع في الإنسان ولا يشعر المرء بها الّا بعد حين، كذلك الصفات الرذيلة لا تأتي مرة واحدة، وإنما موقف هنا وكلام هناك، ونظرة سلبية هنا وحديث باطل هناك، فتجتمع في الإنسان الصفات الرذيلة كالحسد والتكبر والضغينة والحرص و..الخ وعلى الإنسان دائماً أن يزكي قلبه لكي يطهره من هذه القذارات وذلك بالتقوى .

وكلمة (التقوى) مشتقة من الوقاية بمعنى اتقاء الشيء، فكما الحاجز الأمني، فإن علينا أن نحيط أنفسنا بهذا الحاجز لكي نتحصن من الرذائل، لأنها هي ستتحول إلى العذاب غداً فالظلم هنا ظلمات في يوم القيامة، ومن اكل مال اليتيم إنما يأكل في بطنه ناراً.

ولكن ما هو السبيل إلى التقوى؟ يقول ربنا في الإجابة: (واقيموا الصلاة) حيث انه بوسيلتها يتطهر الإنسان، وكما ينظف الإنسان نفسه من الأوساخ الظاهرية بالماء كذلك بالصلاة نبعد الصفات الرذيلة عنّا .

و ان الصلاة هي وجه الدين وظاهره، ففي الرواية (لكل شيء وجه، ووجه دينكم الصلاة، فلايشيننّ أحدكم وجه دينه).

فحري بنا ان نتوجه بصلاتنا، ونخشع فيها، واليوم الذي ابتعدنا فيه عن الصلاة وحضور المساجد وصلوات الجماعة كان يوم مشؤوماً.

(ولاتكونوا من المشركين)

ولو تأملنا قليلاً لوجدنا جذر جميع المشاكل والحروب والتخلف هو الشرك.


أبعاد الروح الإنسانية– العبادة

معني الايمان لغويا

معني الإيمان اصطلاحاً

ما هي الخطوات المعتبرة لمعرفة الدين؟

الطريق الثاني لمعرفة الله الطريق من خارج

لماذا نبحث عن وجود الله سبحانه؟

لماذا نبحث ونفكر لمعرفة خالق الكون

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)