• عدد المراجعات :
  • 2216
  • 8/9/2011
  • تاريخ :

ما رواه حسن البصري عن الامام الحسن (عليه السلام)

امام حسن

الحسن بن يَسار، أبو سعيد مولى زيد بن ثابت الأنصاري، أمّه « خيرة » مولاة أمّ سلمة زوج النبي صلّى الله عليه وآله. قال ابن أبي الحديد: وممّن قيل فيه إنّه يُبغض عليّاً عليه السّلام ويذمّه:الحسن بن أبي الحسن البصريّ. ورُوي أنّه كان من المخذِّلين عن نصرة الإمام عليٍّ عليه السّلام.

• أمّا ما رواه عن الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام، فهو أنّ الحسن البصريّ كتب إلى الإمام الحسن عليه السّلام: أمّا بعد، فإنّكم ـ معشرَ بني هاشم ـ الفُلْكُ الجارية في اللُّجَج الغامرة، والأعلامُ النيّرة الشاهرة، أو كسفينة نوح عليه السّلام التي نزلها المؤمنون، ونجا فيها المسلمون، كتبتُ إليك يا ابن رسول الله عند اختلافنا في القَدَر وحَيرتِنا في الاستطاعة، فأخبِرْنا بالذي عليه رأيُك ورأي آبائك.

وفي رواية أخرى: كتب الحسنُ البصريّ إلى الحسن المجتبى عليه السّلام:

أمّا بعد، فأنتم أهلُ بيت النبوّة، ومعدِنُ الحكمة، وإنّ الله تعالى جعلكمُ الفُلْك الجارية في اللجج الغامرة، يلجأ إليكمُ اللاّجي، مَن اقتدى بكم اهتدى، ومَن تخلّف عنكم هلك وغوى، وإنّي كتبتُ إليك عند الحَيرة واختلافِ الأُمّة في القَدَر، فتُفضي إلينا ما أفضاه اللهُ إليكم أهلَ البيت، فنأخذَ به.

فكتب إليه الإمام الحسن عليه السّلام: أمّا بعد، فإنّا أهلُ بيت ـ كما ذكرت ـ عند الله وعند أوليائه، فأمّا عندك وعند أصحابك.. فلو كنّا كما ذكرتَ ما تقدّمتمونا، ولا استبدلتُم بنا غيرَنا، ولَعَمْري لقد ضرب الله مثَلَكم في كتابه حيث يقول:  أتَستبدلونَ الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟! .. وكان مِن جوابه عليه السّلام له:

وصَلَ إليّ كتابك، ولولا ما ذكرتَه مِن حَيرتك وحَيرةِ مَن مضى قبلَك إذاً ما أخبرتك. أما بعد:

فمَن لم يُؤمنْ بالقَدَر خيرهِ وشرّهِ أنّ الله يعلمُه، فقد كفر. ومَن أحال المعاصي على الله فقد فجر. إنّ الله لم يُطَعْ مُكرِهاً، ولم يُعْصَ مغلوباً، ولم يَهملِ العبادَ سُدىً من المملكة، بل هو المالك لما ملّكهم، والقادرُ على ما عليه أقدَرَهم، بل أمَرَهم تخييراً، ونهاهم تحذيراً..

فإن ائتمروا بالطاعة لم يجدوا عنها صادّاً، وإن انتهَوا إلى معصيةٍ فشاء أن يَمُنّ عليهم بأن يحولَ بينهم وبينها فعل، وإن لم يفعل فليس هو الذي حملهم عليها جبراً، ولا أُلزِمُوها كُرهاً، بل مَنّ عليهم بأن: بَصّرَهم وعرّفهم، وحذّرهم، وأمرهم ونهاهم، لا جبراً لهم على ما أمَرَهم به فيكون كالملائكة، ولا جبراً لهم على ما نهاهم عنه، وللهِ الحُجّةُ البالغة، فلو شاء لهداكُم أجمعين، والسلام على مَن اتّبع الهدى.

المصدر:

تحف العقول عن آل الرسول لابن شعبة الحرّاني


مواقف شجاعة للإمام الحسن ( عليه السلام )

بلاغة الإمام الحسن ( عليه السلام )

تفسير الإمام الحسن ( ع ) للأخلاق الفاضلة

كرامات الامام الحسن المجتبي (عليه السلام)

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)