• عدد المراجعات :
  • 1150
  • 6/11/2011
  • تاريخ :

الدين والفطرة

الورد

يكون الوجدان التوحيدي والوجدان الأخلاقي من وجهة نظر الدين والعلم دعامتين أساسيتين للتربية الانسانية السليمة، فإن دعوات الأنبياء اعتمدت على هذين الأساسين القويين بمعونة العقل. فالدين يستند إلى الفطرة في باطن الانسان. وإن العرض الديني الذي كان يصدر من قبل الأنبياء كان في مقابل الطلب الطبيعي عند الناس. ولهذا السبب فإن الدين استقام وأرسى قواعده على الرغم من جميع الموانع والمشاكل التي لاقاها في طريقه.

يكون الوجدان التوحيدي والوجدان الأخلاقي من وجهة نظر الدين والعلم دعامتين أساسيتين للتربية الانسانية السليمة،

تمر اليوم قرون طويلة على ظهور رسل السماء، ولا تزال شعلة الإيمان متوهجة في قلوب الناس، لأن المصدر الأصيل لهذه الشعلة المتوقدة هو: فطرة الانسان، فما دام على وجه الأرض إنسان، وما دامت هناك فطرة، فإن هذا المشعل الوهاج لا ينطفىء بل هو مستمر في إشعاعه.

وهنا يجب أن نبين أن الوجدان التوحيدي والأخلاقي... هذه الحقيقة التي نجدها في كمين كل انسان، ليس ظاهرة متصنعة، ولم يوجد على أثر الوراثة الاجتماعية طيلة قرون، وبفضل التعاليم الدينية والتربوية بل إنه أمر غريزي ونداء فطري منبعث من باطن الانسان، وجد مع وجود الانسان، وسيبقى إلى الأبد معه.

قد يمكن للبعض أن يكافحوا بعض ميولهم الفطرية في ظروف خاصة ويكبتوا تلك الغرائز في نفوسهم، ولكن كفاحهم ذلك وكبتهم هذا لا يمكن أن يزيل الحقيقة الفطرية، ويمحو الغريزة الانسانية التي جبل عليها جميع البشر.

فالغريزة الجنسية مثلاً أمر فطري غير قابل للانكار، ولكن وجد على مر الأجيال ملايين الأفراد من تاركي الدنيا في أوروبا والمرتاضين في القارة الهندية، كافحوا هذه الغريزة وخنقوها في نفوسهم بالضغط والاكراه إلى درجة أن بعضهم أخذ لا يحس في نفسه أي ميل جنسي أصلاً، أفيستطيع هؤلاء أن يسحقوا الحقيقة الفطرية للغريزة الجنسية بهذا العمل؟! هل يحق لهؤلاء أن ينكروا وجود الميل الجنسي في البشر؟!.

وكذلك أمر الذين يتجاهلون الفطرة الايمانية والأخلاقية في أنفسهن ويكافحون غريزة التدين حياة طويلة ويعيشون ملحدين، فانهم لا يستطيعون أن ينكروا وجود فطرة الايمان والأخلاق في الانسان، فلا صلة بين انحرافهم عن صراط الفطرة المستقيم وبين حقيقة الوجدان الطبيعي والبناء الفطري القائم على الايمان والأخلاق.

إن أهم واجبات الأنبياء هو إيقاظ الجوانب الفطرية عند الانسان واستغلال الثروات الالهامية فيه

إن الاسلام يعتبر الأسس الرصينة للايمان والأخلاق من الثروات الفطرية الانسانية، ويرى أن التوصل إلى وجود الله، ومعرفة الخير والشر إنما هو جزء من تكوين الانسان.

 

إحياء الفطرة

إن أهم واجبات الأنبياء هو إيقاظ الجوانب الفطرية عند الانسان واستغلال الثروات الالهامية فيه. يقول الامام علي عليه السلام في هذا الصدد: "فبعث الله فيهم رسله، وواتر إليهم أنبياءه ليستأدوهم ميثاق فطرته، ويذكروهم منسي نعمته ويجتمعوا عليهم بالتبليغ، ويثيروا لهم دفائن العقول"1.

--------------------------------------------------------------

المصادر:

الطفل بين الوراثة والتربية، محمد تقي فلسفي

1- نهج البلاغة ص:37.


الماركسية واللاأخلاق

نشأة العرفان و التصوف عند المسلمين

طريقة إثبات الإسلام والشرائع السابقة

علم الكلام و رصد الحركات الإلحادية

ما هو الدّين؟

عقيدتنا في الإسلام

مفهوم الدين‏

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)