• عدد المراجعات :
  • 1012
  • 6/6/2011
  • تاريخ :

فرويد والفطرة

القرآن الکريم

يمكن اعتبار فرويد وأتباعه ممن انصاعوا لكلماته دون وعي أو إدراك من جملة الماديين المنحرفين عن الفطرة، ولكنهم يسدلون ستار التحليل النفسي والبحث العلمي على انحرافهم ذاك.

وبما أن موضوعنا يدور حول الفطرة الايمانية والوجدان الأخلاقي لا بد من توضيح بعض النقاط عن موقف فرويد من هذه المسألة:

 

1- إنه لا شك في أن فرويد كان محللاً نفسياً حاذقاً. ولكن علم التحليل النفسي يختلف عن علم معرفة الانسان، وكما أن الطبيب يعرف مزاج الانسان وليس هو مزاج الانسان، فإن فرويد طبيب نفسي وليس تمام النفس الانسانية. وإذا حصر أحد البشرية كلها في علم النفس فقد ظلم الانسانية.

"ولن تكون رياسة السيكولوجيا أقل خطراً من الفسيولوجيا والطبيعة والكيمياء... فقد أحدث فرويد أضراراً أكثر من التي أحدثها أكثر علماء الميكانيكا تطرفاً،فإن من الكوارث أن نختزل الانسان إلى جانبه العقلي مثل اختزاله إلى آلياته الطبيعية الكيميائية"1.

2- لقد اعتنى فرويد في معرفة الانسان بالشهوة الجنسية قبل كل شيء. وبدلاً من أن يجعل بحثه يدور حول الانسان أخذ يبحث عن الجنس ونظر إلى الانسان من زاوية الميل الجنسي فقط. إن فرويد يرى أن الانسان السعيد هو الذي يروي ظمأه الجنسي باي طريق شاء. إنه لا يلتفت إلى السجايا الانسانية والملكات الفاضلة، ولذلك فهو ينتقد الأوضاع والتعاليم الدينية وقوانين العالم المتمدن في عدم فسح المجال وعدم إعطاء الحرية الكاملة للناس في إرضاء ميولهم الجنسية، ولم يرضى بهذا الظلم بالنسبة إلى الغريزة الجنسية:

"إن انتخاب أي موضوع من قبل فرد مراهق ينحصر في الجنس المخالف، وفي الغالب تمنع الميول الجنسية التي تحصل في الخارج من التوالد والتناسل وذلك بعلة الفساد والانحراف. إن هذا العمل يؤثر بنسبة كبيرة في جماعة من الناس ويبعث على تقليل لذتهم الشهوانية وبذلك يسبب إجحافاً شديداً".

"إن الشيء الوحيد الذي بقي لحد الآن حراً ولم يمنع منه هذا الميل نحو الجنس المخالف ضمن قيود خاصة أيضاً، لأن العلاقة مع الجنس المخالف يجب أن تكون مشروعة أولاً، ويجب أن يكتفي كل فرد بفرد واحد من الجنس المخالف فقط"2.

إن فرويد يدافع عن الشهوة الجنسية لسحقه للمثل الانسانية، ويعمل من أجل فسح المجال التام أمام ممارستها! إن اتباع مذهب فرويد في إرضاء الميول الجنسية معناه الانحراف إلى طريق الدعارة والفحشاء والشقاء. والأسلوب الفكري الفرويدي يسدد ضربة قاصمة إلى أساس تكوين الأسرة والحنان العائلي وتربية الطفل. إن تحليل كلمات فرويد في الغريزة الجنسية يجر وراءه سلسلة من النتائج الوخيمة التي ننزه اللسان عنها.

3- إن عقدة الحقارة في مدرسة التحليل النفسي الفرويدي مسألة قابلة للانتباه، فإن المصابين بهذه العقدة والذين يحسون بالحقارة في نفوسهم تظهر فيهم ردود الفعل المختلفة. فما أكثر سكون الناس وانزواءهم وتكبرهم وتواضعهم، ونصائحهم، واستدلالاتهم التي تنبع من عقدة الحقارة. لكن تظهر بالمظاهر الآنفة الذكر.

منشأ عقدة الحقارة عند فرويد

لقد كان فرويد معرضا للاستهزاء والسخرية في أيام شبابه نظرا لاعتناقه اليهودية، وإن جميع المترجمين له يصرحون بهذه النكتة:

"ولد سيجموند فرويد في 6 مايس 1856 في مدينة صغيرة (فرايبرك) واقعة في ولاية (مراوي)، لقد كان أبواه وأقاربه ينحدرون من عائلة يهودية قديمة، كانت على أثر الاضطهاد الذي كان يلاقيه اليهود في تلك العصور قد رحلت من (بالاتينا) الواقعة في (باوير) وسكنت في (مراوي). والنكتة التي يجدر ذكرها هي أن فرويد كان معرضاً لاستهزاء وإزدراء زملائه دائماً بالنسبة لمذهبه وعنصره. وإن رد الفعل الذي أوجدته تلك السخرية في نفسه، يظهر في ميله إلى التطرف والانزواء"3.

لقد أدى اعتناق فرويد اليهودية أن يعرض للتحقير والاستهزاء منذ الصغر، وبذلك سحقت شخصيته وعزة نفسه. هذا الأمر جعله ينظر نظرة تشاؤمية تجاه الدين الذي سبب له السخرية والازدراء. فقد كان التفكير في الدين يشوش عليه ويقض عليه مضجعه، وكان يعجز منه.

"لقد لخص فرويد بحثه في الاتجاه الديني في هذه الجملة: إني أجد نفسي مضطرباً وقلقاً عند البحث في أمثال هذه المسائل التافهة، واني أعترف بذلك دائماً"4.

يرى فرويد: أن الميول المكبوتة في أيام الطفولة لا تنمحي، بل تنتقل إلى الضمير الباطن وتنشئ ردودها المختلفة طيلة الحياة، ومن المناسب أن نستفيد من هذه الجملة ونتحقق عن ضميرة الباطن لنجد المظاهر التي أدت إليها شخصية فرويد المندحرة وعقدة الحقارة التي كانت ناشئة في ضميره الباطن من جراء السخرية الدينية.

 

رد الفعل لعقدة الحقارة

لم يقف رد الفعل الذي أدت إليه عقدة الحقارة في نفس فرويد عند حد الانزواء والابتعاد عن المؤثرات الدينية بل راح يثأر لكرامته وينتقم من الاستهزاءات التي حصل عليها تحت ظل اعتناقه اليهودية. ولقد استغل البحث النفسي لمناهضة الدين وأعمل جهده في إجتثاث أصول العقيدة وإذ كان هدفه على خلاف الحق والواقع، فقد أتى بقضايا واهية وكلمات لا أساس لها من الصحة أصلاً.

الطفل بين الوراثة والتربية، محمد تقي فلسفي

---------------------------------------------------------------------

المصادر:

1- الانسان ذلك المجهول ص:216.

2- انديشه هاى فرويد ص:129.

3- انديشه هاى فرويد ص:10.

4- انديشه هاى فرويد ص:92.


کيفية علاج الروح و الجسم بالغذاء

أثر الطعام في روح الانسان

الهدوء النفسي

النزاع بين الميول النفسانية والوجدان الأخلاقي

القواعد والأسس المعنوية والنفسية للتوبة الحقيقية

التغذية السليمة في القران

التحليل النفسي في الاسلام

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)