• عدد المراجعات :
  • 1257
  • 6/5/2011
  • تاريخ :

القرآن يشهد بأنه موحى

 القرآن الکريم

إن كنا نستنطق القرآن فإنه يشهد بكونه موحى إلى نبي الإسلام محمد ( صلى الله عليه و آله ) كما أوحى إلى النبيين من قبله : " إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا * وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا" [1] .

﴿ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ... ﴾ [2] .

و الآيات بهذا الشأن كثيرة ، ناطقة صريحا بكون القرآن موحى ألى نبي الإسلام وحيا مباشريّاً لينذر قومه و من بلغ كافة .

أما أنه ( صلى الله عليه و آله ) تلقاء ( التقطه ) من كتب السالفين و تعلمه من علماء بني إسرائيل فهذا شيء غريب يأباه نسج القرآن الحكيم .

القرآن في زبر الأولين

و أما ما تذرع به صاحبنا الاسقف درة فملامح الوهن عليه بادية بوضوح :

قوله تعالى : ﴿ إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ﴾ [3] .

هذا إشارة إلي نصائح تقدمت الآية ﴿  قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [4] . و ذلك تأكيد على أن ما جاء به محمد ( صلى الله عليه و آله ) لم يكن بدعا مما جاء به سائر الرسل ﴿ قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ ... ﴾ [5] . فليس الذي جاء به نبي الإسلام جديدا لا سابقة له في رسالات الله ، الأمر الذي يستدعيه طبيعة وحي السماء العالم و في كل الأدوار من آدم فإلى الخاتم . فإن شريعة الله واحدة لا يختلف بعضها عن بعض . فالإشارة راجعة إلي محتويات الكتاب توالى نزولها حسب توالي بعثة الأنبياء . فالنصائح و الإشادات تكررت مع تكرر الأجيال . هذا ما تعنيه الآية لا ما زعمه صاحبنا الأسقف !

و هكذا قوله تعالى : ﴿  أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى ﴾ [6] .

يعود الضمير إلي من وقف وجه الدعوة مستهزئا بأن سوف يتحمل آثام الآخرين إن لم يؤمنوا بهذا الحديث . فيرد عليهم القرآن : ألم يبلغهم أن كل إنسان سوف يكافأ حسب علمه و لاتزر وازرةٌ وِزر اُخرى ؟ فإن لم يعيروا القرآن اهتماما فليعيروا اهتمامهم لما جاء في الصحف الأولى ، و هلا بلغهم ذلك و قد شاع و ذاع خبره منذ حين ؟! و هكذا سائر الآيات تروم هذا المعني لاغير !

﴿  أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ  ﴾ [7]

و آية اخرى على صدق الدعوة المحمدية : أن الراسخين في العلم من أهل الكتاب يشهدون بصدقها مما عرفوا من الحق :

﴿ لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ ... ﴾ [8] ( أي من أهل الكتاب ) ﴿ ...وَالْمُؤْمِنُونَ ... ﴾ [9] ( أي من أهل الإسلام ) ﴿ ... يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ... ﴾ [10] .

﴿ وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [11] . و هؤلاء هم القساوسة و الرهبان الذين لا يستكبرون ، ومن ثم فهم خاضعون للحق أين وجدوه ، و بالفعل فقد وجدوه في حظيرة الإسلام .

﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ ... ﴾ [12] ( أيّها الكافرون بالقرآن ) ﴿ ... وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ ... ﴾ [13] ( ممّن آمن برسالة الإسلام ) ﴿ ... عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ... ﴾ [14].

الضمير في قوله ﴿ ... عَلَى مِثْلِهِ ... ﴾ [15] يعود إلى القرآن . يعني أن من علماء بني إسرائيل من يشهد بأن تعاليم القرآن تماما مثل تعاليم التوراة التي أنزلها الله على موسى ، و لذا آمن به لما قد لمس فيه من الحق المتطابق مع شريعة الله في الغابرين .

و كثير من علماء أهل الكتاب آمنوا بصدق رسالة الاسلام فور بلوغ الدعوة اليهم ، حيث وجدوا ضالتهم المنشودة في القرآن فآمنوا به . فكانت شهادة علمية إلى جنب تصرحهم بذلك علنا على الملأ من بني إسرائيل .

و هذا هو معني شهادة علماء بني إسرائيل بصدق الدعوة ، حيث وجدوها متطابقة مع معايير الحق الذي عندهم . لا ما حسبه صاحبنا الأسقف بعد أربعة عشر قرنا أنه مقتبس من كتبهم و متلقى من أفواههم هم !! الأمر الذي لم يقله أولئك الأنجاب و قد أنصفوا الحق الصريح ! ﴿ ... وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ... ﴾ [16] . ﴿  الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ ... ﴾ [17] .

و هذه المعرفة ناشئة عن لمس الحقيقة في الدعوة ذاتها وفقاً لمعايير وافتهم علي أيدي الرسل من قبل . و قد لمسها أمثال صاحبنا الاُسقف اليوم أيضا و لكن  .كالذين من قبلهم ﴿ ... فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [18] . ممن حاول إخفاء الحقيقة ـ قديما و حديثا ـ فضلّوا و أضلّوا و ما كانوا مهتدين . [19]

آية الله الشيخ محمد هادي معرفة ( رحمه الله )

---------------------------------------------------------------

الهوامش:

1- القران الكريم : سورة النساء ( 4 ) ، الآية : 163 و 164 ، الصفحة : 104 .

2- القران الكريم : سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية : 19 ، الصفحة : 130 .

3-  القران الكريم : سورة الأعلى ( 87 ) ، الآية : 18 و 19 ، الصفحة : 592 .

4- القران الكريم : سورة الأعلى ( 87 ) ، الآيات : 14 - 17 ، الصفحة : 591 .

5-  القران الكريم : سورة الاحقاف ( 46 ) ، الآية : 9 ، الصفحة : 503 .

6-  القران الكريم : سورة النجم ( 53 ) ، الآية : 36 و 37 ، الصفحة : 527 .

7-  القران الكريم : سورة الشعراء ( 26 ) ، الآية : 197 ، الصفحة : 375 .

8-  القران الكريم : سورة النساء ( 4 ) ، الآية : 162 ، الصفحة : 103 .

9-  القران الكريم : سورة النساء ( 4 ) ، الآية : 162 ، الصفحة : 103 .

10  القران الكريم : سورة النساء ( 4 ) ، الآية : 162 ، الصفحة : 103 .

11-  القران الكريم : سورة المائدة ( 5 ) ، الآية : 83 ، الصفحة : 122 .

12-  القران الكريم : سورة الاحقاف ( 46 ) ، الآية : 10 ، الصفحة : 503 .

13-  القران الكريم : سورة الاحقاف ( 46 ) ، الآية : 10 ، الصفحة : 503 .

14-  القران الكريم : سورة الاحقاف ( 46 ) ، الآية : 10 ، الصفحة : 503 .

15-  القران الكريم : سورة الاحقاف ( 46 ) ، الآية : 10 ، الصفحة : 503 .

16-  القران الكريم : سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية : 114 ، الصفحة : 142 .

17-  القران الكريم : سورة الأنعام ( 6 ) ، الآية : 20 ، الصفحة : 130 .

18-  القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 89 ، الصفحة : 14 .

19-  شبهات وردود حول القرآن الكريم .


معجزة رياضية في القرآن أذهلت الجميع

ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه

هل كوكب الأرض أكبر شيء في الوجود؟

البحر المسجور

السقف المحفوظ

الطارق

 

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)