• عدد المراجعات :
  • 2627
  • 6/27/2011
  • تاريخ :

حرية البشر

الورد

إن أهم ما يمتاز به الانسان على غيره من الموجودات على وجه الأرض هو حريته التي وهبها الله تعالى إياه. فجميع الترقيات وأوجه التكامل التي حصل عليها البشر لحد الآن ترجع إلى هذه الميزة. تمر قرون مديدة على النحلة ولا تزال تبني بيتها على شكل سداسي وستستمر تبني بيتها على هذا الشكل في القرون المقبلة، لأنها مجبرة في هذا العمل ولا تملك عقلاً أو تفكيراً. تقودها غريزتها التي أودعها الله تعالى فيها. ولكن الانسان الحر لا يزال يتكيف لبيئته وظروف حياته، فقد انتقل من سكنى الكهوف إلى تكوين الأكواخ، ومنها إلى إنشاء القصور الضخمة التي نراها اليوم.

إن جانباً من القضاء والقدر يرجع إلى إرادتنا واختيارنا. وان الرسالات السماوية تدور حول أفعالنا الارادية. ولهذا فان الثواب والعقاب من قبل الله نظير الجزاء والعقاب البشري في أنه يرجع إلى إرادة البشر واختيارهم.

 

للانسان أن يقرر مصيره

إن جانباً من القضاء والقدر يرجع إلى إرادتنا واختيارنا. وان الرسالات السماوية تدور حول أفعالنا الارادية. ولهذا فان الثواب والعقاب من قبل الله نظير الجزاء والعقاب البشري في أنه يرجع إلى إرادة البشر واختيارهم.

وهكذا فإن لكل منا أن يقرر مصيره بيده. وما أكثر أولئك الذين يدفعهم الكسل وحب الذات إلى التقصير في اداء الواجبات الاجتماعية اللازمة، ثم ينسبون الشقاء الذي يلاقونه إلى القضاء والقدر، في حين أنهم كانوا يملكون الحرية الكاملة، ولم يستغلوا هذه الحرية استغلالاً حسناً بل أساؤا التصرف إليها وجلبوا الشقاء لأنفسهم!!.

إن الله تعالى يقرر في القرآن الكريم أن الذين يرثون الأرض ولهم الحق في أن يقودوا بزمامها هم الرجال الصالحون فقط: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾(الأنبياء:105).

والعباد الصالحون هم الذين وصلوا إلى جميع مدارج الكمال المادي والمعنوي بفضل الايمان والعلم. وفي ظل الفضائل الخلقية والملكات الطاهرة ونتيجة الجهد والجد... وبذلك صاروا يستحقون إسم الانسان الحقيقي.

إن القضاء الحتمي والذي لا يقبل التخلف في هؤلاء الرجال الصالحين هو أن يرثوا حكومة الأرض ولكن الوصول إلى مقام الصلاح واستحقاق تلك الدرجة (قدر) إختياري يتعلق به ذلك القضاء الحتمي...

إن القضاء الحتمي والذي لا يقبل التخلف في هؤلاء الرجال الصالحين هو أن يرثوا حكومة الأرض ولكن الوصول إلى مقام الصلاح واستحقاق تلك الدرجة (قدر) إختياري يتعلق به ذلك القضاء الحتمي... وهؤلاء هم الذين يتمكنون أن يتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم بإرادتهم واختيارهم ويصلوا إلى المقام الذين يستحقون معه وراثة الأرض. وهم الذين إن استغلوا حريتهم التي وهبها الله إياهم استغلالاً سيئاً هووا إلى هوة سحيقة من الجهل والالحاد والفساد والكسل والأنانية.

نستنتج مما سبق أن العالم كله يدار بواسطة القضاء والقدر. أي أن السنن الآلهية هي التي تحكم في هذا الكون. وكذلك الأمور التي ترتبط بالإنسان. فانها خاضعة للقضاء والقدر، غاية ما هناك أن جانباً من القضاء والقدر المتعلق بالبشر يكون مصيراً حتمياً لا أثر لاختيارنا وإرادتنا فيه كدقات القلب ودوران الدم... وجانباً منه تابع لارادتنا واختيارنا، ولنا أن نستغله إما استغلالاً حسناً أو سيئاً.


ما يترتب على البداء في مقام الاثبات

العدل الالهي ومسالة الخلود

حقيقة البداء في ضوء الكتاب والسُّنة

مصادر القضاء والقدر في الكتاب والسنة ( 2 )

في العدل والتكليف والقضاء والقدر

القضاء والقَدَر العينيَّان الكليَّان

القضاء والقدر في الكتاب والسنة (3)

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)