• عدد المراجعات :
  • 842
  • 4/30/2011
  • تاريخ :

لوازم الاُنس الإلهي - الولاية

الورد

الولاية :

المستأنس بالله إنّما الله سبحانه يتولّى أمره ، ويدبّر حياته ومعيشته ، فإن " اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا "(1) ، يتولاّهم في الدنيا والآخرة ، ولكنّ الذين كفروا من الناس فإنّ أوليائهم ومدبّر اُمورهم الطواغيت ، وعبّاد الشيطان وأوليائه ، الذين يوحي إليهم الشيطان المكر والخديعة والظلم والجور والفسق والفجور .

فمن أنس بالله عزّ وجلّ ، فإن الله يتولّى أمره ، كما أنّه هو كذلك يوالي ربّه ويحبّه ، ويعادي عدوّه ، ولو كان من أقربائه ، فيتبرّأ من الناس الذين يعادون الله في أفكارهم وعقائدهم وسلوكهم وأعمالهم ، فمن أنس بالله ووصل إلى مقام الولاية

فمن أنس بالله عزّ وجلّ ، فإن الله يتولّى أمره ، كما أنّه هو كذلك يوالي ربّه ويحبّه ، ويعادي عدوّه ، ولو كان من أقربائه ، فيتبرّأ من الناس الذين يعادون الله في أفكارهم وعقائدهم وسلوكهم وأعمالهم ، فمن أنس بالله ووصل إلى مقام الولاية ، كيف لا يستوحش من الناس ؟

قال الله تعالى : " إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون"(2) .

" أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واُولي الأمر منكم"(3) .

" ألا إنّ أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتّقون "(4) .

" إنْ أولياؤه إلاّ المتّقون "(5) .

قال الحواريون : يا عيسى مَن أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؟

قال عيسى (عليه السلام) : الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها ، والذين نظروا إلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها ، وأماتوا منها ما يخشون أن يميتهم ، وتركوا ما علموا أنّه سيتركهم ، فصار استكثارهم منها استقلالا ، وذكرهم إيّاها فواتاً ، وفرحهم بما أصابوا منها حزناً .. يحبّون الله تعالى ويستضيئون بنوره ، ويضيئون به ، لهم خبر عجيب ، وعندهم الخبر العجيب ، بهم تمام الكتاب وبه قاموا ، وبهم نطق الكتاب ، وبه نطقوا ، وبهم علم الكتاب وبه علموا ، ليسوا يرون نائلا مع ما نالوا ، ولا أماني دون ما يرجون ، ولا خوفاً دون ما يحذرون .

سئل النبيّ (صلى الله عليه وآله) عن قول الله تعالى : "ألا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "(6) ، قال : الذين يتحابّون في الله .

سُئِلَ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) عن الآية الشريفة فقال : هم قوم أخلصوا لله تعالى في عبادته ، ونظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها ، فعرفوا آجلها حين غرّ الناس سواهم بعاجلها ، فتركوا منها ما علموا أنّه سيتركهم ، وأماتوا منها ما علموا أنّه سيميتهم .

إنّ أوليـاء الله تعالى كلّ مستقرب أجله ، مكذّب أمله ، كثير عمله ، قليل زلله .

إنّ أولياء الله لأكثر الناس ذكراً وأدومهم له شكراً ، وأعظمهم على بلائه صبراً .

إنّ أولياء الله لم يزالوا مستضعفين قليلين منذ خلق الله آدم (عليه السلام) .

إنّ أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكراً ، ونظروا فكان نظرهم عبرة ، ونطقوا فكان نطقهم حكمة ، ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة ، لولا الآجال التي قد كتبت عليهم لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم خوفاً من العذاب ، وشوقاً إلى الثواب .

إنّ الله تعالى أخفى وليّه في عباده ، فلا تستصغرّن عبداً من عبيد الله ، فربّما يكون وليّه وأنت لا تعلم .

إذا استحقّت ولاية الله والسعادة جاء الأجل بين العينين ، وذهب الأمل وراء الظهر ، وإذا استحقت ولاية الشيطان والشقاوة جاء الأمل بين العينين ، وذهب الأجل وراء الظهر .

إنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة ، فتحه الله لخاصّة أوليائه .

والدنيا مهبط وحي الله ، ومتجر أولياء الله ، اكتسبوا فيها الرحمة ، وربحوا فيها الجنّة .

إنّ أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكراً ، ونظروا فكان نظرهم عبرة ، ونطقوا فكان نطقهم حكمة ، ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة ، لولا الآجال التي قد كتبت عليهم لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم خوفاً من العذاب ، وشوقاً إلى الثواب .

ثلاث خصال من صفة أولياء الله : الثقة بالله في كلّ شيء ، والغناء به عن كلّ شيء ، والافتقار إليه في كلّ شيء .

في الدعاء : اللّهم إنّك آنس الآنسين لأوليائك ، وأحضرهم بالكفاية للمتوكلّين عليك ، تشاهدهم في سرائرهم ، وتطّلع عليهم في ضمائرهم ، وتعلم مبلغ بصائرهم ، فأسرارهم لك مكشوفة ، وقلوبهم إليك ملهوفة ، إن أوحشتهم الغربة آنسهم ذكرك ، وإن صبّت عليهم المصائب لجأوا إلى الاستجارة بك ، علماً بأنّ أزمّة الاُمور بيدك ، ومصادرها عن قضائك ... فيا ترى مَن كان هذا حاله أما يستوحش من الناس ؟ أما يعتزل الناس روحاً ويبقى معهم جسداً لهدايتهم وإرشادهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، ولاحتياج بعض الناس إلى بعض في معاشهم وحياتهم اليوميّة .

-----------------------------------------------------------

الهوامش:

(1) البقرة : 257 .

(2) المائدة : 55 .

(3) النساء : 59 .

(4) يونس : 62 و 63 .

(5) الأنفال : 34 .

(6) يونس : 62 .


قصة واقعية (الايمان بالله عند الرجوع الى الفطرة)

ما هي الخطوات المعتبرة لمعرفة الدين؟

الطريق الثاني لمعرفة الله الطريق من خارج

لماذا نبحث عن وجود الله سبحانه؟

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)