• عدد المراجعات :
  • 591
  • 3/5/2011
  • تاريخ :

التوبة وشرائطها - حقيقة التوبة

الورد

حقيقة التوبة

إن التوبة كما يستفاد من الآيات والروايات حالة نفسانية مؤثّرة في النفس فتصلحها وتعدها للصلاح الّذي فيه سعادة الدنيا والآخرة. ومن المعلوم أنّ هذه الغاية لا تحصل إلا بتحقق أمرين:

 

1 ـ الندم على ما مضى.

2 ـ العزم على عدم العودة إليه اذا قدر.

 

فلو انتفى الأمران أو أحدهما لما حصلت تلك الحالة المؤثرة في صلاح النفس وإعدادها لكمالات أُخرى، فيلزم في التوبة وجود هذين الأمرين، سواء أقلنا، انّ التوبة مركبة منهما وأنّ كل واحد منهما جزء لها، كما نقل عن أبي هاشم الجبائي، أو قلنا: إن التوبة أمر بسيط هو الندم على ما مضى، وأما العزم فهو من شروطها و لوازمها، كما عليه الشيخ المفيد1 فإن هذا نزاع لفظي لا ثمرة له إلا في موارد نادرة، كما اذا ندم على ما سلف من القبيح ومنع من العزم، فعلى القول الأوّل لم تتحقق التوبة دون الثاني.

وهناك كلام للإمام أمير المؤمنين حول التوبة، وقد سمع من بحضرته يقول: أستغفر اللّه، فقال: "أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العلّيّين وهو اسم واقع على ستة معان:

 

إنّ التوبة لغاية ازالة السيئات النفسانية التّي تجر الى الانسان كل شقاء في حياته الأُولى والأُخرى وتمنعه من الاستقرار على أريكة السعادة وهذه الغاية لا تحصل إلاّ بحصول أمرين: الندم والعزم.

 

أوّلها: الندم على ما مضى.

والثاني: العزم على ترك العود أليه أبداً.

والثالث: أن تؤدّي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى اللّه أملس ليست عليك تبعة.

والرابع: أن تعمد إلى كل فريضة ضيّعتها فتؤدّي

حقها.

والخامس: أن تعمد إلى اللحم الّذي نبت على السحت (السحت: المال من كسب حرام) فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد.

والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية.

 

فعند ذلك تقول: "أستغفر اللّه"2.

وبالجملة: إنّ التوبة لغاية ازالة السيئات النفسانية التّي تجر الى الانسان كل شقاء في حياته الأُولى والأُخرى وتمنعه من الاستقرار على أريكة السعادة وهذه الغاية لا تحصل إلاّ بحصول أمرين: الندم والعزم.

وأما باقي الأمور الأربعة الواردة في كلام الامام عليه السَّلام، فسيوافيك الكلام فيها.

الإلهيات،آية الله جعفر السبحاني

----------------------------------------------------------

الهوامش:

1- اوائل المقالات، ص 61.

2- نهج البلاغة: قسم الحكم، الرقم 417، وسنرجع الى هذا الحديث عند استعراض أحكام التوبة، وانما أوردناه هنا جملة واحدة ليسهل الرجوع اليه.


المعاد و التقية

من أدلة وجوب المعاد : صيانة الخلقة عن العبث

علاقة موضوع المعاد بقضية الروح

لمن تنصب الموازين؟

الله سبحانه وتعالى و إحياء سبعين رجلاً من قوم موسى

هل المعاد إعادة للمعدوم؟

من أدلة وجوب المعاد:المعاد مقتضى العدل الإلهي

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)