• عدد المراجعات :
  • 1673
  • 3/1/2011
  • تاريخ :

المراة والدفاع عن الحقيقة

المرأة

في الإسلام نوعان من الدفاع،

الأول: دفاع عن الحق بمعنى الحقيقة، والثاني: دفاع عن الحق بمعنى حقوق المجتمع، وفي الفرض الذي تتعرض فيه حقوق المجتمع للضياع، يكون التدخل عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومكافحة المنكرات وترويج واشاعة ما يراه الإسلام حسناً، وأحد الأدلة على أن الشجاعة بمعنى الخلق لا تختص بالرجل، إن الدفاع عن الحق بمعنى الدفاع عن الحقيقة، أو بعبارة أخرى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليس من مختصات الرجل، بل هو من الأمور المشتركة بين الرجل والمرأة إن من شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشجاعة والصلابة، إن الشخص الجبان لا يمكنه أن يؤدي هذه الوظيفة في المجتمع، القرآن الكريم يقول: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس فيه اختصاص بالرجل أو المرأة: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ".

وهو التعبير نفسه الذي جاء في الحديث، كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، وقد قلنا مراراً: إن الولي ليس معناه الصديق، بل هو بمعنى الحامي والوصي، المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، وحتى ما جاء في القرآن (بعض وبعض) فمعناه لا يوجد أي فرق بينهما، ولدينا من هذا القبيل الكثير في مورد الرجل والمرأة، من بينهما قوله تعالى: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض".

قرأت في مقالة للسيد الموسوي الزنجاني ذكر فيها أمراً جميلاً جداً، قال: إن القرآن يقول: "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ" إنه لم يقل: بما فضل الرجال على النساء، بل إنه يريد بموجب مجموع الفضائل التي توجد لبعضهم بالنسبة للبعض الآخر الفضل الموجود لدى الرجل على المرأة من ناحية، وبموجب الفضل الموجودة في المرأة على الرجل من ناحية، تكون القيمة المالية وظيفة الرجل، وهو كلام صحيح جداً.

فإذن في الدفاع عن الحقيقة لا يوجد أي فرق بين الرجل والمرأة، وشرط كل دفاع الشجاعة.

 

الشجاعة والدفاع عن الحقوق الاجتماعية

في الدفاع عن الحق، بمعنى الدفاع عن الحقوق الاجتماعية وهو أصل إسلامي مسلم، ليس هناك اختصاص بالرجل أو المرأة "لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ". إن كلمة (من) لا اختصاص لها بالرجل أو المرأة، وقوله تعالى: "وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا".

إن القرآن لا يشجع على الشعر بمعنى تلك التخيلات التي لا يراد منها إلا تخدير البشر والهاؤهم وافساد الإنسان ولكن الرسول قال: (إن من الشعر لحكمة) ، الإسلام لا يخالف الكلام المنظوم فمن الممكن أن تكون في الشعر حكمة فلا يكون بذلك المعنى الذي يذمه القرآن، أولئك الشعراء الذين كانوا في ذلك العصر وفي أغلب الأزمنة يكون الشعراء كذلك، وان أمكن الحصول من بينهم على أفراد قلائل من مثل إقبال اللاهوري الشاعر صاحب المنهج الذي وظف شعره لخدمة هدفه ولم يعتبره فناً رخيصاً يستخدمه متى حلا له، يقول القرآن: "ألم تر أنهم في كل واد يهيمون" يوماً يمدحون هذا ويمدحون غيره في يوم آخر، يمدحون في يوم شيئاً وفي اليوم الآخر يقولون بذمه، وهذا مظهر واضح لعدم الالتزام ولكن (إلا الذين آمنوا) وعلى حد تعبيرنا المنهجيون وأصحاب الهدف الذين يوقفون شعرهم على خدمة إيمانهم، إن الواقعيين يقولون: الأدب المتزن والشعر المتزن، وتقريباً كلام القرآن هو هذا الأمر، فإنه يخالف الشعر إلا الشعر المتزن "إلا الذين آمنوا وانتصروا من بعد ما ظلموا" أي الشعر الذي يكون للمظلوم في إثارة الناس ضد الظالم.

هذا أيضاً تعبير القرآن مطلق وعام وليس فيه اختصاص بالرجل أو المرأة، كذلك قول أمير المؤمنين في نهج البلاغة، "لا يمنع الضيم الذليل ولا يدرك الحق إلا بالجد".

فهذه عمومات (على قول الاُصوليين) لا تقبل التخصيص، لدى الاُصوليين كلام جميل جداً وهو أنهم يقولون: كثير من العمومات (أي الكليات) قابلة للتخصيص، نذكر قاعدة ثم نذكر لها مستثنيات، ولكن بعض العمومات تأبى الإستثناء أي أن لحنها ومنطقها يقول: لا يوجد فيَّ استثناء، ولا معنى أساساً للاستثناء فيها.

 

شجاعة الزهراء

هذه العمومات التي جاءت هنا لا تقبل التخصيص، وأحسن دليل عليها قضية الزهراء سلام الله عليها التاريخية، وقضية زينب الكبرى، إن قضية الزهراء تثير العجب حقاً، فمن جهة أن علياً والزهراء زوجان أظهرا عدم اعتنائهما بالمادة وجمع الثروة والدنيا وما فيها وقال الإمام: وما أصنع بفدك وغير فدك؟ والنفس مظانها إلى جدث.

ماذا يصنع بفدك؟ إنه رجل متحرر من الدنيا بجميع أبعادها المادية، وقد أظهرا عدم اعتنائهما بفدك، ولكن من جهة أخرى من المسلم به تاريخياً، أن الزهراء بكت كثيراً في مرض الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الذي مات فيه، فأسرّ لها رسول الله بشيء زاد من بكاها، وبعد ذلك أسر لها بشيء آخر تبسمت له وحينما سألوها عما أسر لها؟ قالت: أول مرة أخبرني أنه راحل عن هذه الدنيا لا محالة، فبكيت لفراقه، ولكن أخبرني فيما أسر لي ثانية (أني أول من سيلتحق به) وكان فرحي لهذا السبب.

وعلاوة على ذلك نعلم أنها كانت مريضة وملازمة للفراش، فكان من الواضح لديها أنه لم يبق من عمرها شيء، عندها يغتصبون منها فدك، إن فدك بما هي ثروة تفقد قيمتها عند الزهراء، إلا أن فدك بما هي حق مغتصب (ولابد من إحقاق الحق) ترتفع قيمته لدى الزهراء، بحيث تأتي بنفسها إلى مسجد المدينة (في حشد من نسائها) بحضور الخليفة، وتلقي خطبتها الغراء، تصفعُ بها خصمها، وتدافع عن حقها، لماذا لم تخف؟ هل كان موقفها على خلاف التربية الإسلامية؟ هل كان يقبح بالمرأة أن تأتي إلى مسجد المدينة وتطالب بحقها أمام عدة آلاف من الناس وتتكلم على مال الدنيا؟ كلا، ليس فيه قبح أصلاً، بل كان دفاعاً عن الحق، تلك الزهراء التي لا تبالي بالدنيا وما فيها بما هي مادة وثروة شخصية وسبب للترف والنزهة الفردية، وتلك الزهراء المطمئنة التي ستفارق الدنيا بعد عدة أيام، والإنسان عندما يعلم أنه سيموت بعد أيام قلائل تتلاشى أطماعه بأعراض الدنيا كلياً بما هي مدافعة عن الحق ولا ينبغي لها أن تترك الحق مضيعاً وأن تحيي سنة إضاعة الحقوق، تأتي بشجاعة تامة تدافع عن حقها، وتذهب بشخصها إلى بيت الخليفة وتأخذ الأمر منه، وبعد ذلك تأخذه منه بالعنف، وبعدها تحضر مع أمير المؤمنين في مسجد المدينة بشكل آخر وتحدث تطورات عجيبة أجبرت في نهايتها على مخاصمتهم بشكل رسمي.

 

شجاعة زينب الكبرى عليها السلام

أو قضية زينب عليها السلام لو كان الجبن جيداً للمرأة، بمعنى أنه خلق وسجية، لكان على زينب الكبرى أن تكون من أجبن النساء، افهل هناك من أجبر زينب لتأتي إلى بوابة الكوفة وتجهر بخطبها؟ أفهل يجبر شخص على الخطابة؟ إلا في مجلس ابن زياد، أفهل كان هناك من أجبرها على أن تقف بذلك الشكل تقرعه ـ الأمر الذي كان يحتمل أن يؤدي إلى قتلها وقتل من معها؟ والأفظع من هذا في مجلس يزيد مع كل تلك الغطرسة والذي يختلف كل الإختلاف عن مجلس ابن زياد، لأنه

أولاً: كان ابن زياد حاكماً وأما يزيد فهو الخليفة،

وثانياً: كان ابن زياد في الكوفة ويزيد في الشام، والشام باعتبار أنها كانت مجاورة للقسطنطينية فقد عمد معاوية بحجة اظهار هيبة المسلمين الظاهرية إلى أن يجعل من جهاز الشام جهازاً قيصرياً وكسروياً وسلطوياً، كان قصره عظيماً جداً، وقد وضعوا فيه الكراسي الذهبية وجلس السفراء والأمراء هناك، كان مجلساً ذا ابهة فريدة من نوعها، إلا أن هذه المرأة لم تعر هذه الظواهر أي اهتمام، وهي تقول ليزيد: إني لأستصغر قدرك واستعظم تقريعك.

هل تتمكن المرأة الجبانة من أن تقدم على ذلك؟ كلا: فعلى أكثر التقادير كانت حياة زينب هناك في خطر فلتكن في خطر، فإنها في حالة لا تخاف الموت، هل كانت عزتها وشرفها في خطر، على العكس فقد زادت هذه الشجاعة من عزتها وشرفها.

فإذن هذا التفاوت مرتبط بوضع خاص لدى المرأة، وهذا التفاوت في السلوك لا في الخلق والشخصية، فمن نظر الشخصية الخلقية لا يوجد أي فرق بين الرجل والمرأة، وتعلم ان الرجل أيضاً لو صار في ظل ظروف معينة أميناً على المجتمع، فإن أراد حفظ الأمانات فلات وقت سخاء وشجاعة، بل ينبغي له أن يتصرف بتكبر وبشكل محتاط وممسك.

التربية والتعليم في الاسلام،الشيخ مرتضى مطهري


الاسلام يمنع المراة عن التکبر الي في حالات

من أقوال الشهيدة بنت الهدى

المراة الرابعة في حياة النبي(2)

المراة الرابعة في حياة النبي(1)

الزَوجَة حِينَما تصبحُ أمَّاً

التقريظ النبوي المقدس للبنت

البنتُ حِينَما تُصبحُ زَوجَة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)