• عدد المراجعات :
  • 427
  • 2/24/2011
  • تاريخ :

ايران تصل مياه البحر الابيض المتوسط

وصول فرقاطتين ايرانيتين الى ميناء اللاذقية السوري

وصول فرقاطتين ايرانيتين الى ميناء اللاذقية السوري على البحر الأبيض المتوسط يعتبر علامة تاريخية واستراتيجية على درجة كبيرة من الاهمية اذا نظرنا اليها من منظار التحولات السياسية المتسارعة في منطقة الشرق الاوسط.

الفرقاطتان عبرتا قناة السويس في سابقة لم تحدث من قبل، ومنذ نجاح الثورة الايرانية في اطاحة نظام شاه ايران عام 1989 ووصول الامام الخميني الى قمة السلطة. فما الذي تغير، ولماذا ارسالهما في هذا الوقت بالذات الى حوض البحر الابيض المتوسط الذي كان من المناطق المحظورة على ايران الثورة الاسلامية؟

وصول فرقاطتين ايرانيتين الى ميناء اللاذقية السوري على البحر الأبيض المتوسط يعتبر علامة تاريخية واستراتيجية على درجة كبيرة من الاهمية اذا نظرنا اليها من منظار التحولات السياسية المتسارعة في منطقة الشرق الاوسط.

حتى نفهم الاهمية الاستراتيجية لمثل هذه الخطوة لا بد من التوقف عند رد الفعل الاسرائيلي على وجه الخصوص،

فقد عارضت حكومة بنيامين نتنياهو مرور السفينتين العسكريتين الايرانيتين بكل شدة ومارست ضغوطا كبيرة على الحكومتين، الاميركية من ناحية، والمصرية من ناحية اخرى، لمنع عبورهما قناة السويس ووصولهما الى سورية، ووصل الامر بهذه الحكومة الى درجة التهديد بقصفهما في عرض البحر.

الضغوط الاسرائيلية هذه لم تعط ثمارها سواء مع الولايات المتحدة او مع الحكومة المصرية الجديدة، فاميركا اضعف من ان تدخل في مواجهة مع ايران في ظل التحولات الثورية المتصاعدة في المنطقة العربية، وبعد استخدامها 'الفيتو' ضد مشروع فلسطيني عربي بإدانة الاستيطان.

اما النظام المصري الجديد فلم يخضع للاملاءات الاسرائيلية وينفذها حرفياً مثلما كان حال الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك على مدى الثلاثين عاماً الماضية.

ما عجزت اسرائيل عن فهمه هو انها لم تعد الآمرة الناهية في المنطقة، وان النفوذ الاميركي فيها يتراجع بسرعة مع سقوط ديكتاتوريات دول محور الاعتدال وما جاورها، الواحدة تلو الاخرى، ونجاح الثورات الشعبية في تغييرها.

النظام المصري الجديد مارس حقوقه السيادية كاملة بالسماح للسفن العسكرية الايرانية بالمرور عبر قناة السويس، ومؤكداً في الوقت نفسه التزامه بالاتفاقات الدولية التي تنظم هذه المسألة. فحسب اتفاقية القسطنطينية تسمح السلطات المصرية لأي سفينة ترفع علم دولة ليست في حال حرب مع مصر بالمرور عبر الممر المائي بين البحر الاحمر والبحر الأبيض المتوسط اي قناة السويس.

ما عجزت اسرائيل عن فهمه هو انها لم تعد الآمرة الناهية في المنطقة، وان النفوذ الاميركي فيها يتراجع بسرعة مع سقوط ديكتاتوريات دول محور الاعتدال وما جاورها، الواحدة تلو الاخرى، ونجاح الثورات الشعبية في تغييرها.

ايران ليست في حال عداء مع مصر، وهناك علاقات دبلوماسية وزيارات متبادلة بين المسؤولين في البلدين، وعدم استجابة النظام المصري الجديد للضغوط الاسرائيلية قانوني ومشروع، وليس من حق اسرائيل او الولايات المتحدة المطالبة باجراء استثنائي يمنع دخول السفن الحربية الايرانية ويعرض مصر وحكومتها لإحراج دولي كبير، خاصة ان السفينتين، وحسبما جاء في التفسيرات الرسمية السورية، ليستا في مهمة قتالية وتزوران سورية للمشاركة في مناورات عسكرية مشروعة.

غواصات نووية اسرائيلية عبرت قناة السويس اكثر من مرة، في زمن حكم الرئيس مبارك، باتجاه البحر الاحمر والخليج الفارسي ، كذلك فعلت سفن حربية اسرائيلية واساطيل اميركية، والأهم من ذلك ان الاساطيل الاميركية شاركت في حروب استهدفت تدمير دولة عربية واحتلالها، ونحن نتحدث هنا عن العراق.

اسرائيل لم تستطع تنفيذ تهديداتها بقصف السفينتين الايرانيتين لانها تدرك بأن هذا العمل استفزازي علاوة على كونه غير قانوني، وسينظر اليه بمثابة اعلان حرب في المنطقة من قبل حلفائها في الغرب في مثل هذا التوقيت غير الملائم، وبدون اي مبررات منطقية.

مرور السفينتين الايرانيتين عبر قناة السويس ووصولهما الى ميناء اللاذقية بسلام، ومشاركتهما في مناورات عسكرية مع نظيراتهما السورية، تؤكد على حقيقة اساسية، وهي ان مصر ليست هي التي تغيرت فحسب، وانما المنطقة بأسرها، والثورات الشعبية العربية في مصر وتونس وليبيا جبّت كل ما قبلها.

مصدر: العالم

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)