• عدد المراجعات :
  • 777
  • 1/2/2011
  • تاريخ :

الرجعة

الوردی

قضية الرجعة التّي تحدثت عنها بعض الآيات القرآنية والأحاديث المروية عن أهل بيت الرسالة، مما تعتقد به الشيعة من بين الأُمة الإسلامية، وليس هذا بمعنى أنّ مبدأ الرجعة يُعدّ واحداً من أصول الدين، وفي مرتبة الاعتقاد باللّه وتوحيده، والنبوة والمعاد بل إنها تُعدّ من المسلّمات القطعية، وشأنها في ذلك شأن كثير من القضايا الفقهية والتاريخية التّي لا سبيل إلى إنكارها. مثلا اتّفقت كلمة الفقهاء على حرمة مسّ النساء في المحيض، بنص الكتاب العزيز يقول تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المَـحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَـحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ﴾(البقرة:222).

ودلّت الوثائق التاريخية على أنّ معركة بدر وقعت في السنة الثانية للهجرة. فالأُولى قطعية فقهية، والثانية قطعية تاريخية، ولكن لا يعدان من أصول العقائد الإسلامية، وشأن الرجعة في هذا المجال شأنهما.

إذا عرفت ذلك نقول: الرجعة في اللّغة ترادف العودة، وتطلق اصطلاحاً على عودة الحياة إلى مجموعة من الأموات بعد النهضة العالمية للإمام المهدي عليه السَّلام وهذه العودة تتم بالطبع قبل حلول يوم القيامة. وطبقاً لهذا المبدأ، فالحديث عن العودة، يُعدّ من أشراط القيامة.

وعلى ضوء ذلك، فظهور الإمام المهدي عليه السَّلام شيءٌ، وعودة الحياة الى مجموعة من الأموات شيء آخر، كما أن البعث يوم القيامة أمر ثالث، فيجب تمييزها وعدم الخلط بينها.

قال الشيخ المفيد: "ان اللّه تعالى يحشر قوماً من أُمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بعد موتهم، قبل يوم القيامة، وهذا مذهب يختص به آل محمد صلوات اللّه عليه وعليهم، والقرآن شاهد به"1.

وقال المرتضى متحدثاً عن الرجعة عند الشيعة: "اعلم أنّ الّذي تذهب الشيعة الإمامية إليه، أنّ اللّه تعالى يعيد عند ظهور إمام الزمان، المهدى عليه السَّلام، قوماً ممن كان قد تقدّم موته من شيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته، ومشاهدة دولته، ويعيد أيضاً من أعدائه لينتقم منهم، فيلتذوا بما يشاهدون من ظهور الحق وعلوكلمة أهله"2.

وقال العلامة المجلسي: "والرجعة انما هي لممحضي الايمان من أهل الملّة، وممحضي النفاق منهم، دون من سلف من الأُمم الخالية"3.

فالاعتقاد بالرجعة من الأُمور القطعية المسلّم بها، والروايات الكثيرة الواردة عن الأئمة المعصومين لا تُبقي أي مجال للشك في وقوعها.

يقول العلامة المجلسي: "كيف يشك مؤمن بحقيّة الأئمة الأطهار فيما تواتر عنهم فيما يقرب من مائتي حديث صريح، رواها نيّف وثلاثون من الثقات العظام، في أزيد من خمسين من مؤلفاتهم كثقة الإسلام الكليني والصدوق و..."4.

وقد وصف الشيخ الحرّ العاملي الروايات المتعلّقة بالرجعة بأنها أكثر من أن تعد وتحصى وأنّها متواترة معنى5.

*الإلهيات،آية الله جعفر السبحاني

---------------------------------------------

الهوامش:

1- بحار الأنوار، ج 53، ص 136 ، نقلا عن المسائل السروية، للشيخ المفيد.

2- المصدر السابق نفسه، نقلا عن رسالة كتبها السيد المرتضى جواباً على أسئلة أهل الريّ.

3- المصدر السابق نفسه، و قد نقل أقوال علماء الشيعة ونصوصهم في هذا الجزء من بحاره فمن أراد زيادة الاطلاع فليرجع إليه ص22ـ144.

4- المصدر السابق.

5- الإيقاظ من الهجعة، الباب الثاني، الدليل الثالث.


ضَغطَةُ القَبرِ

المُنجيات من ضَغطَةِ القَبرِ

المشهد الغروي

مساءلة منكر ونكير

مِن المنازل المَهوُلة البَرزَخ

البرزخ في کلام امير المؤمنين (عليه السلام)

سكرة الموت في کلام امير المؤمنين(عليه السلام)

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)