• عدد المراجعات :
  • 924
  • 10/18/2010
  • تاريخ :

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (16)

الورد

وبعد أن وافقنا على قرار مجلس الأمن المرقم 598 فإنهم استمروا أيضاً في ممارسة الدعاية والتضليل وكتبوا المقالات المعادية لنا، وأذاعوها عبر كل الإذاعات، وبثوها من خلال وكالات الأنباء.إتهموا الجمهورية الإسلامية بأن لها علاقات مع "إسرائيل" وأميركا، ولديها ارتباط خفي معهما، وردَّدت هذه المزاعم نفس الإذاعات المرتبطة بأميركا وإسرائيل، ويكفيهم خزياً وصفاقة وقبحاً أنهم حين يريدون تشويه سمعة شعب أو حكومة ثورية فإنهم يتهمونها بأن لها علاقة مع الصهاينة وأميركا.

وحتى بالنسبة لحكومة جنوب أفريقيا العنصرية، كنا أولى الدول التي عملت بحزم في مواجهة ذلك النظام وقطعت حكومة الجمهورية الإسلامية كل العلاقات مع أفريقيا الجنوبية في اللحظات العنصرية القائمة هناك، وقطعنا تصدير نفطنا الذي كان النظام الشاهنشاهي المقبور يصدّره إليهم بكميات كبيرة.

وفي أحد المؤتمرات العالمية التي عقدت لمناقشة شؤون النفط - وكانت قد عقدت مؤتمرات لمناقشة التمييز العنصري - كانت الجمهورية الإسلامية مشاركة في ذلك المؤتمر، قام عملاء الحكومات العميلة لأميركا والإستكبار العالمي - الذين يقدّمون هم أنفسهم الدعم والإسناد لنظام جنوب أفريقيا - بإعداد قائمة بأسماء الدول التي باعت النفط لنظام جنوب أفريقيا، ومن بين الأسماء التي كتبت في تلك القائمة اسم الجمهورية الإسلامية! ووضعوا في القائمة رقماً لسفينة زعموا أنها قامت بنقل النفط الإيراني الى جنوب أفريقيا، وقد وُزّعت أعداد كبيرة من تلك القائمة في المؤتمر.

ولما أُحِطْت علماً بمثل هذا الأمر، كتبت الرقم المذكور وبرفقته كل المعلومات المذكورة عن السفينة، وكلفت مجموعة من الأشخاص بمتابعة هذه القضية وإبلاغي النتيجة؛ وكانت نتيجة البحث والإستقصاء هي أن ما ذكر في هذا الصدد كان كذباً محضاً ولا صحة له، ولم تذهب تلك السفينة مطلقاًالى منطقة أفريقيا عموماً وأفريقيا الجنوبية خصوصاً، وكان معروفاً من أين حـمِّلت بالنفط وأين بِيع ذلك النفط ولمن تم بيعه.

هكذا أوردوا ادعاءاً مختلفاً وعارياً عن الصحة بكل وقاحة وصلف وقاموا بنشره وبثه بشكل واسع، من أجل تشويه سمعة الجمهورية الإسلامية والمساس بها.

بل إن "إسرائيل" نفسها، بالإضافة الى حلفائها، يحاولون الإيحاء عبر شتى أساليبهم ووسائل إعلامهم - وبخبث واضح - بفكرة أن لدى الجمهورية الإسلامية علاقات وصفقات شراء أسلحة مع "إسرائيل". في الوقت الذي نعلم أن هذا ليس سوى مجرد افتراء وكذب 100 % وليست لدينا أية علاقة مع الصهاينة أعداء العالم الإسلامي، لا على صعيد صفقات الأسلحة ولا في مجالات السياسة أو الإقتصاد ولا في أي مجال آخر.

بل إن لإيران ديوناً مترتبة على "إسرائيل" كانت قد بقيت في ذمة الصهاينة منذ زمن الشاه المقبور، لم تقدم حكومة الجمهورية الإسلامية ولو طلباً واحداً بتسديدها، لأن ذلك يتطلب - بالتالي - ترتيب اتصالات وإجراءات معينة لتسليم وتسلّم هذه المبالغ من الكيان الصهيوني الغاصب، ولم تشأ الجمهورية الإسلامية أن يكون لديها حتى مثل هذه الدرجة من العلاقة أوالإتصال. بينما نعرف أن أشد الشعور عداءاً للصهاينة هو شعبنا، وأكثر الحكومات إعلاناً وتصريحاً بمعاداتها للصهاينة وأكثرها جدية في ذلك هي حكومة الجمهورية الإسلامية، ومع ذلك فإن الإعلام العالمي يوجه إليها مثل تلك التهم والإفتراءات، وصوروا الأمر وكأن لدى إيران علاقات ما مع الصهاينة أو أميركا، بينما الواقع يشهد أن ذلك محض اختلاق وكذب ليس إلا.

آية الله العظمى السيد علي الخامنئي


الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (15)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (14)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (13)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (12)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (11)

الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (10)

 

 

 

 

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)